أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة -2-















المزيد.....

الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 18:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الانتخابات في المغرب بين المقاطعة والمشاركة ، نحو عقلية جديدة -2-
***************************************************
فأنا حين أدعو الى عقلية جديدة فأنا أدعو الى لغة جديدة ، وممارسة جديدة ، وفهم جديد لطبيعة العلاقة التي تجددت خارج ملاحظاتنا ومتابعاتنا . ان تكرار نفس الخطاب ، ولو منذ عقدين فقط ، يجعلنا نتأكد أن صاحبه لم يخرج من كهفه منذ عشرين سنة . ألا يحق لنا أن نتساءل في حياد ؟ ألا يمكن لكل هذه النخب ، ولكل هؤلاء السياسيين الذين يدعون الى المقاطعة منذ عقود أن يبدعوا أشكالا اخرى من الممارسات المتعلقة بالانتخابات ؟ . ألا يمكن مثلا تأهيل الشعب المغربي ، والزام الجميع بميثاق شرف يضع حدا لهيمنة الطبقة المالكة او الأوليغارشية . اننا لانستطيع ان نعبر كما عبر روسو عن الفروق بين المحدثين والقدماء ، أو كما قال بنجامين كونستان بدوره " حرية المحدثين تتنافى مع حرية الأقدمين " كما تتنافى التجارة مع الحرب ، ويتنافى التمثيل مع المشاركة ، و تتنافى الرغبة في التفكير مع الرغبة في الحركة .
لنأخذ هذه المصطلحات مأخذ الجد : الأوليغارشية ،الأوتوقراطية ، التيموقراطية ، التحالف الطبقي الحاكم ،الكومبرادورية ....الخ ولنتمعن فيها ، انها ببساطة تعني الطبقة المهيمنة المسيطرة الظالمة . انها الديكتارتورية المتعفنة .....هل أشبعنا غرور المثقف اليساري العتيق .الذي يتصارع مفاهيميا قبل صراعه مع الواقع ..ألم تستنفذ هذه المصطلحات مهامها ووظائفها ؟ . حقا لا يمكن الا الاشفاق على أولئك الذين ما يزالون يستعملونها ويتداولونها ، ليس حقدا عليهم أو صراعا معهم . بل لسبب بسيط ووجيه ، ويتجلى اساسا في كون الثقافة الأم التي أنتجت هذه المصطلحات نبذتها منذ مدة طويلة ، ودخلت مع غرامشي وألتوسير وميشيل فوكو ، وحنا اردنت في طور معرفي جديد ، يتجلى في تفكيك وتشريح السلوك السياسي نفسه ، بعد تجاوز وهضم تلك المصطلحات والمفاهيم بتبني أنماط سياسية جديدة تنشأ من سلوك سياسي جديد طورتها مجمل علاقات الانتاج المتحولة من انتاج يعتمد الى الرض -الفلاحين + انتاج يعتمد على القوة اليدوية = العمال "الى انتاج يعتمد على التكنولويجا . ولنعد فقط الى احد عباقرة المغرب وهو الدكتور المهدي المنجرة الذي كان قد رصد تفوق عائدات اقتصاد التكنولوجيا بفرنسا ، على عائدات الانتاج التقليدي . ألا يكفي هذا دليلا على تحول نمط الانتاج نفسه ؟ .
دعوني هنا أستعين بنيتشه كما استعان هو نفسه بكثير من المفكرين الكونيين يقول هذا البعقري حقا ، وان اختلفت معه في تمجيده لطبقة الأسياد " البيداء التي تحدثت عنها قبل قليل ، والتي ينسحب اليها وينعزل فيها المفكرون والأقوياء ، يختلف مظهرها عن الفكرة التي يكونها المثقفون عنها ، وأحيانا يكون هؤلاء المثقفون أنفسهم هم البيداء " . يلزمنا كثير من الوقت والعمل والمراقبة لتحديد هذه البيداء في واقعنا . دعونا نجتر ثلاثين سنة من عمرنا . ولنعد حثيثا وبخطى متأنية خطوة خطوة . لنقرأ خطاب المقاطعة منذ أول خطاب . وهذا سيجرنا الى الستينيات من القرن الماضي طبعا ، لم لا نمدد اذن زمنية الدعوة الى المقاطعة ، ونقرأها ضمن شروطها السياسية والأمنية والصراعات التي أنتجتها منذ البداية . هيمنة مطلقة للحسن الثاني على المجال السياسي بعد صرعات بين أجنحة أحزاب بعينها حول الحكم . صراعات فتحت أذرعها على جميع الامكانيات ، اسقاط الحكم بالقوة ، تحالفات تناقضية -الجنرال أوفقير واليسار واليمين - خيانات بالجملة ، اغتيالات من جميع الجهات ، أحزاب تقتل بعضها ،نظام يقتل الجميع . من أجل هدف واحد ، هو الحكم ، الملك يدافع عن كرسيه ، والمعارضة تحارب من أجل هذا الكرسي . جواد امديدش يقول في روايته ما مؤداه ، لقد تخليت عن جميع الأفكار الطوباوية القديمة ، ورغم ذلك اعتقلوني . انه الصراع المقدس بوسائل أكثر تدنيسا .
هل نعود الى باكونين المنظر الفوضوي الكبير ، أو نستعين ب"برودون " أكبر الفوضويين ، أم نلجأ الى دانيال كيران ، المؤرخ الفوضوي الكبير ، أم الى تروتسكي ، ام الى كارل لايبنخت أحد أنجب تلامذة ماركس ، لنعزز نظريتنا ؟ . ام نقوم كباحثين أكفاء باستقراء واقعنا ، تحولاته ، سكوناته ؟ .
طيب لست أهاب الحديث عن الملك وعن الملكية وشلة الملك -مستشاروه - لأنني كباحث مغربي أروم الوصول الى الحقيقة ، حقيقة الأوضاع الحالية للمغرب وللمغاربة . من هو الملك ؟ انه مواطن . وللاشارة فقد تم حذف هذه الصيغة من الدستور الحالي بعد أن كانت موجودة في مسودة الدستور أو مشروعه . ورث عرش اجداده ، وهو عرش يمتد في التاريخ المغربي زهاء أربعة قرون . وعليه الحفاظ على عرشه قبل أي شيئ آخر .ربما كثير من الكتاب والمفكرين لا يدركون مدى حرص أي حاكم ورث الحكم على الحفاظ عليه ، انه أصعب ارث في الوجود قد يبتلى به أي شخص . انه أغلى من الثروة ذاتها ، فلو خيرت أي ملك بين ثروته وبين عرشه ، فان نسبة قد تكون جد بسيطة لا تتجاوز واحدا بالمائة هي من ستفضل الثروة على العرش . هذه احدى حقائق سيكولوجية الحفاظ على الحكم .
لنعد للجواب على صلب السؤال ، ونقول مباشرة ان الملك انسان وكائن بشري ، وهو اذا استعملنا مصطلحات الفلسفة اليونانية "حيوان سلطوي " ، وهي نفس المصطلحات التي استعملها نيتشه . اذن فهو لكي يحافظ على سلطته التي ترمز الى العرش ، الذي يستند على مجموعة من الركائز والعلاقات عليه أن يصارع ، ولدينا صراع أبيه وجده حول السلطة مثال طازج ، كيف يستمر فيها ويمررها لابنه . انه نفس المنصب الذي تصارع عليه أنت لتحتفظ به لنفسك دون أن تورثه لأبنائك . وهنا يكمن عنف الديكتاتوريات ، انه يأتي من جانب ، ظل مخفيا ومتواريا لقرون عن البحث ، يأتي من جانب تمرير المشعل للابن ، للوريث . ولو كان البحث يتسع لشرحنا الاختلافات الجوهرية بين ارث الحكم ، ومختلف الميراثات الأخرى .
يبقى ليستقيم التحليل في هذا المقال ويأخذ توازنه المأمول ان نطرح السؤال حولنا ، ماذا صنعنا لنشارك في الحكم ، ليكون لنا رأي فيه ؟ . هل نطمح فعلا للمشاركة في الحكم ؟ . انه سؤال فلسفي ووجودي ، ليس مجرد ترف لغوي . والا فلماذا كل هذا الاهتمام بتفاصيل الدولة والسياسة والمجتمع ؟



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة ...
- حين يتأخر القطار تفسد الرحلة
- مجتمع آخر او مجتمع الجناكا -رواية-13
- رائية المغرب
- المغرب وعقلية التخلف
- السرقات الأدبية : الشاعر المبدع -حسن أوس -ضحية نموذجية
- ضربة شبعا والتراجع الاسرائيلي
- سفر الذل والهوان
- شكرا للحلم -قصة-
- نحو مجتمع فاعل وسياسة منتجة
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -12-
- المغرب وسياسة الافلات من العقاب
- جرائد ليست للقراءة-4-
- المنهج الصحيح في الرد على كل ما هو قبيح
- المعادلة الانسانية الغائبة
- حكام يحتقرون شعبهم علنا
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -11-
- عودة الأنظمة القديمة
- النفاق السياسي بالمغرب
- تقبلي كوردة عطري


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة -2-