أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - الوجود واللا عدم ؟














المزيد.....

الوجود واللا عدم ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البحث عن الآخرة وبداية الحياة ؟
يسود الاعتقاد لدى معظم الأديان السماوية بوجود الآخرة , والآخرة حياة أخيرة ونهائية , باعتبار أن من عاش منا وجربها في لحظات زائفة وآنية , عليه أن لا يغتر بشكل أدونيسي من المرايا المائية الخلبية من الحياة الأولى وعليه واجب أن يعمل ويستعد لرؤية صورته الحقيقية هذه المرة , وبعد أن يصحو من النوم الذي يلتهمه في صورة موت للتلاشي , وللعودة من جديد .
لجدلية الحياة الأخيرة منطق خاص , متسام , ومستعص , أو مستغلق , لايمكن تشكيل معادلاته ,ولأنه ليس قابلا للتجربة , فلا يخضع للعلمية المختبرية , وخبرته معدومة التراكم , وفي المعتقد الشعبي غير المهذب يهتفون بغضب : درب الصد مارد , ويعنون به الموت , وهذا يحمل شكوكية مابين وعيهم وحسهم .
لقراءة الحياة الأخيرة , لابد من استكناه التأملات الشعورية القياسية , حيث لاتكون المقايسة مؤكدة في منطق الحياة الابتدائية , فمن السهل تشذيب صورة الحياة الابتدائية وتلميعها , وتقديمها في حلة زاهية في أطباق من البير ليوم حيث أن غرامه أغلى من غرام الذهب بعشرات المرات , وفي مثل هذه الحالة يقوم منطق الحياة الابتدائية بإكمال المشاعر الناقصة مؤقتا وملء فراغاتها , بما يستجيب لمثال ما يتمناه المرء , فيكون بذلك قد اخترع هو بنفسه شكل حياته الأخيرة .
إذا كان الموت والحياة شيئين متمايزين , أي ليسا شيئا واحدا تعريفيا , وليس غريبا على البعض تصور وحدتهما غير المتضادة , ففي النظرية النسبية لافرق بين الاتجاهات , يسار يمين , فوق تحت , ومثل هذا الإنكار نلمحه في الفلسفة السفسطائية , حيث تهمل الهوية , حيث لا تعريف ولا معرفة ممكنة أبدا , بل إن (أنا ليس أنا ) ....
وإذا لم نقبل بتلك الحقيقة , فلن يكون لدينا مؤقتا لا حركة ولا بركه .
بهذا المعنى فالشخص الطفل , ليس هو الشاب ولاهو بالكهل , رغم وحدة الحامل , ليستقيم معنى الحركة ولا يكون هناك سكون , وحين نقوم بنفي الحامل وحده , سيعود الأشخاص الثلاثة الى الحد الأوسط الشبابي , ولكن الحامل يتلاشى مصادرا في حده الوسط .
إذا كان الموت والحياة حقيقتين مستقلتين ,من نوع إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين , والعكس صحيح بمعنى أنهما غير متضايفين , ولا يتسع المجال لحضور هما معا, في مكان واحد , وفي آن واحد معا , كالليل والنهار مثلا , فلماذا ينفخ الهواء في محيطات الماء , كما ينفخ براكين النار ؟ ويطفئوهما معا ؟ أم أن الهواء هو المرافق الأثير لكل منهما , بوصفه البرزخ الحاجز فيما بين الحجارة النارية والتربة الغضارية العضوية الحية ؟
من الضروري اعتبار الجدلية المنطقية واحدة في الحياتين ؟ في تعايش المتضادات , وضرورات البيئة المتكاملة , وتكافؤ الخير والشر , لا مساواتهما , كالقول الشعبي المتعادل : مثلي مثلك , وحقوقنا هنا أو هناك لم تأت عبر مصادفة وجودية , فلنعترف ببعضنا البعض بالرغم أو بالأمر الواقع , سيان.
في منطق الحياة الابتدائية , تجدد مستمر في تعاقب الموت والحياة في وحدة متوافقة ومتضادة ومتناقضة , على التسلسل المنفصل أو المتصل , لايمكن مكاملتها في المساحة الماضية ولا المستقبلية , والحاضر مخنقتها , ومصدر معاناتها وآلامها , فالماضي والمستقبل مرتهن حاضرا , فالحياة الابتدائية بين حدين هما الموت والموت ,فهل الحياة الأخيرة ستكون نفيا لها بمعنى أن الموت هو الحد الأوسط بين حياتين , هل يبدو ذلك منطقيا , بل هل يوجد أصلا منطق قادر على مضغ مثل تلك القضية ؟.
هل العقل مصادر أصلا في منطق الحياة الأخيرة , في القضية حياة ولكن بدون موت , الحياة بلا موت , وهذا يعني وجوبا انفصال مفهوم الحياة عن الموت , فاللاموت هو اللا حياة , وفقا لمنطق الحياة الابتدائية , أو لا حياة بدون موت , وحين لا يكون للموت وجودا حقيقيا أو رمزيا , فلن يكون للحياة نفس القضية .
لا الكلية للقضية ( مولد فحياة ثم اتصال فموت , حين تدق المسامير بالنعوش , يكون الموت هو حقيقة الحقائق , الشاعر العبقري ت. س .اليوت) , فالموت هو الحد الأوسط تاريخيا , وسيبقى المجاز والحقيقة ملتحمين بدون سبق , دون امكان تحديد البرزخ الفاصل بينهما , فالسلسلة ستعتبر منتهية في منطق الحياة الأخيرة , ولاستمرار الحياة , من الحياة الى الحياة , والوجود بلا عدم , فقد يحتاج الكسيح الى عصاه , والأعمى كذلك , في سلسلة لانهائية من مفارقات منطق الحياة الابتدائية .
وللمقالة بقية ...
احمد مصارع
الرقه - 2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم خلف الستارة
- أمريكا أضعف من الماء والهواء ؟
- النفط مقابل الدستور
- الحضارة الرومانية , حضارة عالمية ؟
- الأنظمة الشمولية محكومة بالتوسع والعدوان
- ?المدرسة العلمانية وبيان حقوق الإنسان والإرهاب
- المعتقل السياسي السوري المنبوذ ؟
- بدون نهاية نحو اللانهاية
- أسئلة في العشق لا , ثم لا ؟
- ?الإيديولوجية الذئبية والداروينية الطبيعية
- الجزائر , هل من فرصة لتحقيق السلم والمصالحة الوطنية ؟
- ؟هل أقصى اليمين يسار , والعكس صحيحان
- جعلكة- الأشياء بحثا عن النقطة الصامدة ؟
- الأممية الرابعة تتأرجح بين الحتمية والتلقائية ؟
- هل البراغماتية سر القوة الأمريكية ؟
- اشتراكية قوى الإنتاج , وأريستوقراطية علاقاته ؟
- شفافية الأخلاق وانسيابية الحلم العلمي ؟
- العصر الحديث وما بعد الحداثة - ايزومورفيزم
- انطباع عن الدولة
- السياسة علم قديم لعصر حديث للغاية ؟


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - الوجود واللا عدم ؟