|
ياليت قومي يعلمون
محمد ابداح
الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 04:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا ليت قومي يعقلون لست أدري متى سيجرؤ أي زعيم عربي للقول في وجه الولايات المتحدة الأمريكية أنت السبب في حدوث اغلب الكوارث الدموية في الوطن العربي ، فمنذ الإجتياح الأمريكي للعراق ، وبلاد الرافدين تنزف دماً ومالاً ، وتعاني نزاعات أهلية وطائفية ، وكلما اقترب العراق من تنظيم صفوفه ، عادت الولايات المتحدة الأمريكية لقلب قواعد اللعبة ، من خلال تفعيل عمل تنظيمات شبه عسكرية ومنظمة ، كداعش وغيرها تعيث فساداً وقتلاً بالعرب ، وذلك لتنفيذ ما لا يستطيع الجيش الأميركي فعله من ممارسات التطهير العرقي الذي يعتبر جريمة ضد الإنسانية، حيث أعادت الولايات المتحدة بناء التنظيم من بقايا تنظيم القاعدة ومن ثم تسليحه من خلال مسرحية المعارضة المعتدلة، بإشراف المخابرات التركية التي أوصلت الأسلحة إلى التنظيم في سورية، كما تم تدريب عناصر إدارية ضمن التنظيم ـ لغايات القيادة والسيطرة على الأرض، وفي ذات الوقت تدعوه بتنظيم استيطاني إرهابي بحوزته العناصر والأسلحة والأموال!! . أن للولايات المتحدة الأميركية الدور الأول وليس الأخير طبعاً في تشكيل التنظيم فهي صنعت داعش بشكلها الحالي ولكنها سبقت ان صنعته في افغانستان ، ثم احتلتها عسكريا لاحقاً بحجة محاربة ذات التنظيم الذي صنعته ودربته !، فأمنت بذلك قواعد عسكرية لها على حدود الدب الروسي، وفعلت ذات الأمر في العراق، وتحاول الآن جاهدة في سوريا . لقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا إلى عدم التطبيق العملي لخطة إعادة جدولة الشرق الأوسط الجديد ، ومدى فائدة المجموعات الإرهابية في القيام بالتطهير العرقي الذي لا يستطيع الجيش الأميركي فعله ، وذلك بعد نجاح تجربتها في كل من افغانستان والعراق. أن مصادر تمويل تنظيم داعش أكبر من أن يديره مرتزقة مسلحين ، فيا ليت قومي يعقلون!، وعلى جميع الأحوال فإن داعش عبارة عن مرتزقة بقدرات جيش, لذا فأن التحالف الدولي ضد داعش ، والذي خدعت به أمريكا العرب النائمين وحدهم ، تمهيداً لتوريط دولاً عربية اقليمية في حرب ليس هدفها داعش ، فالعرب للأسف لايرون أبعد من أنوفهم ، إن هذا الهجوم البري والثأري عند بعض الدول كالأردن ، والذي تعلق عليه أمريكا كثيرا من الأهداف الغير معلنة وتقوده من خلف المكاتب ، سيكون هدفه تمكين الأكراد من قضم المزيد من الأراضي العربية، في كل من سوريا والعراق ، وأثناء انشغال الرأي العام العالمي بقضية داعش لن يلاحظ أحد تمدد البشمركة و استيلائها على مناطق استراتيجية واقتصادية وتحديداً نفطية من أيدي داعش والتي ستنسحب منها لاحقاً. وكأني بالسيناتور الأمريكي جون ماكين ( جمهوري لمن يعرفه) ، يشرب نخب ودائعه المصرفية اليومية من عمولات عوائد بيع النفط العراقي والسوري العربي، والمهرب من قبل تنظيم داعش وكردستان العراق إلى إسرائيل, والتي بدورها تعيد تصديره إلى أوروبا، فيا ليت قومي يعقلون. أن أساس رسم خارطة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هو الإمعان في تقسيم ما تبقى من دول عربية ، تحت علم ونظر الزعماء العرب. أما عن قادة الجيش السوري الغير حر ومن يتبعهم من مرتزقة التمويل الأمريكي، ممن يحملون العلم الأخضر (علم الاستعمار الفرنسي) ، ويقبعون في فنادق باريس ، فقد تأجل نخبهم احتفالاً بتقسيم سوريا، رغم القضم الكردي البطيء والخبيث لأراضي سوريا ، لذا كان لابد من تحريك المال السياسي لشراء الذمم المعروضة للبيع في سوق النخاسة العربي ، فسوريا بلد كبير والنظام الاجتماعي لهذه المنطقة من الشمال السوري ليس نفسه كباقي المناطق لأن هذه المنطقة توجد فيها قبائل بعضهم نسبه منحدر من المملكة السعودية, ما سهل جداً شراء هؤلاء الأشخاص، فعند شراء شيخ القبيلة تسيطر على القبيلة كلها وهذه كانت خطة الولايات المتحدة الناجحة في أفغانستان والعراق وليبيا وشمال سورية حيث المجتمع يتكون بطريقة قبلية في حين حظيت بالفشل المطلق في المناطق الأخرى لأن الناس مستقلين برأيهم. وفي الوقت الذي يعتقد البعض بأن داعش قد وحدت العرب في حلف عسكري عربي ضدها، فإنه ليس ثمة أي غبي بالعالم غير بعض الزعماء العرب، يصدق ولو في لحظ سكر وعربدة حمراء ، بأن الولايات المتحدة عاجزة عن إبادة داعش وقتما شاءت ، لكن طالما أن لداعش دور يلعبه في المنطقة ، فلا مانع من أن تقصف أمريكا بعض مرتزقة داعش كي يستمر العرب في بلع الطعم، وإذا كانت الإرادة الدولية جادة في مكافحة الإرهاب فلن يتطلب الأمر أمام أقصى رجال داعش تطرفاً، جلسة غداء عمل واحدة في أحد فنادق الرياض كي تتبدل قواعد اللعبة !! لاشك بأن ثمة قاعدة بيانات للتنظيمات السرية في الوطن العربي ، تدار من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ، وفي الوقت الذي بدأت فيه داعش حربها في الشرق الأوسط ، فلن تنتهي تلك الحرب إلا والولايات المتحدة ، قد قطعت شوطاً كبيراً نحو روسيا والصين لأن أغلب مقاتلي التنظيم هم مرتزقة من الصين والشيشان وجورجيا ! فيا ليت قومي يعقلون !! فالزعماء العرب لايدمرون ويقسمون أوطانهم بل المساهمة بتنفيذ سياسات الولايات المتحدة في العالم ، وتجري المياه من تحت أقدامهم وهم لا يعلمون . المحامي محمد ابداح
#محمد_ابداح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فؤادي
-
أحزاني الجميلة
-
عينيكِ
-
حاضرة إذا غبتِ
-
وعد بلفور
-
الحوار القاتل
-
ابتسمي كما شئت !
-
مواساة القلوب
-
عيد ميلادك
-
أدوار البطولة
-
انا وأنت أيام جميلة
-
27 يوماً في بغداد - ج8
-
27 يوماً في بغداد - ج7
-
كم أنت إنسان رائع !
-
حكمة الشر ج2
-
حكمة الشر
-
27 يوماً في بغداد - ج6
-
أتذكرين !
-
27 يوماً في بغداد - ج5
-
أعذر
المزيد.....
-
حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم
...
-
الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
-
بعد سقوط نظام الأسد... ما مصير الطائفة العلوية في -سوريا الج
...
-
اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث
...
-
بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر
...
-
الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم
...
-
الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في
...
-
الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل
...
-
إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|