أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون














المزيد.....


محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعاني حملة الشهادات العليا من أشد أنواع الإحباط. فمن جهة يرون أن خبراتهم التي اكتسبوها في جامعات و معاهد تعتبر إحدى الوسائل الأساسية للنهوض بواقع القطاع العمومي الذي يتداعى أمام أعينهم، و من جهة أخرى شعور العجز عن المشاركة فيه و في القطاع الخاص ل، بل و تحجيم دورهم و جعلهم على هامش عملية التنمية التي تحتاج لكل فرد من أفراد هذا الوطن، كل في موقعه و بحسب مقدراته. لذلك انكفأ البعض على ذاته و راح يجتر آلامه و يعين اغتيال عمره ، بينما قرر البعض الآخر الانسحاب نهائياً من المجتمع بالهجرة إلى بلدان أخرى سواء بطريقة شرعية إن تمكنوا من ذلك أو بطرق غير شرعية رغم كل المخاطر. تشترك العوامل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بعلاقة جدلية معقدة في التحكم بموقعهم و في الحالة التي آلوا إليها.

والعامل السياسي عموما يتمثل في الإدارات غير الكفأة للقطاع العمومي التي تم اختيار القائمين عليها عموما بمعايير و شروط لم تأخذ في معظم الأحيان الكفاءة و النزاهة بما تستحق من العناية و التركيز مما أدى إلى ممارسات خاطئة في مقدمتها الفساد و الهدر و حتى عندما تتولى قيادات جيدة كان أداؤها مقيداً و محدوداً بسبب الخلل الواضح بين المسؤوليات و الصلاحيات. فالقائمون على الإدارة غيرذوي الكفاءة اللازمة الذين أنتصبوا على ٍاسها بفضل الواسطة و المحسوبية و الزبونية و شراء الكراسي همشت هؤلاء لأنها رأت فيهم تهديداً حقيقياً للكراسي التي اشترتوها بطريقة أو أخرى، فأقاموا أمامهم شتى أنواع العراقيل و العقبات البيروقراطية و بخست من قدرهم حتى وصل الأمر بتهديدهم و إلصاق التهم بهم و تسليط أزلامهم لمحاربتهم و رصد تحركاتهم للانقضاض عليهم في أول فرصة لتهمشهم بذلك إلى الأبد و لتعيق عملية التنمية. في ظل هذا الوضع يتراجع العلم كأحد أهم الأدوات المنتجة للمعرفة و تتراجع الحرية نتيجة انخفاض الإنتاج المعرفي في علاقة جدلية من التأثر و التأثير المتبادل.

يتخرج الطلبة من الجامعات و المعاهد و كلهم أمل في أن يطبقوا دراساتهم على أرض الواقع، سيّما أنهم يعون تمام الوعي حاجة البلاد لاختصاصاتهم و تخصصاتهم لاسيما التقنية و العلمية منها. لكنهم يصطدمون بصخرة الواقع ليجدون أن جهات الإيفاد قد تنكرت لهم و حتى أن بعضها ينقلب و يقول أنههم لم يطلبوا هذا الاختصاص أو ذاك و هم ليسوا بحاجة لأحد والبلاد يمكنها أن تسير دون حاجة إليهم و بدونهم!!

و المحظوظون من الذين تمكنوا من الفوز بوظيفة يجدون أنفسهم مضطريت لتقديم فروض الولاء و الطاعة لرؤساء يدّعون الخبرة، مع العلم أن هذه الخبرة هي عبارة عن تقليد أعمى لا حراك فيه أرساه الأجنبي و أصبح يتوارث بدون أي زيادة أو نقصان و بدون الأخذ بعين الاعتبار تطور وسائل الإنتاج التي تحتاج إلى التفكير العلمي لاستيعابها و التعامل مها. إن الأعمال الموكلة بحملة الشهادات العليا الذين استطاعوا الفوز بوظيفة لا تتناسب مطلقاً مع إمكانياتهم العلمية و هذا في كثير من الحالات لسببين : الأول يتمثل في عدم قدرة أولئك الرؤساء من سبر الإمكانيات العلمية للوافد الجديد لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فهؤلاء يعينون في مناصبهم على أساس الأقدمية الوظيفية (في حالات أخرى حتى هذا المعيار لا يراعى) بدون الأخذ بعين الاعتبار الكفاءة و النزاهة و حتى دورات التأهيل و التدريب التي تابعوها غالبا ما تكون صورية و لا تحقق الغرض منها. أما السبب الثاني فيعود إلى بنية القطاع العمومي نفسه القاصرة عن استيعاب أصحاب الشهادات و عدم قدرتها على تسهيل انخراطهم في عملية الإنتاج و تطويرها. لذلك فإن المقترحات العلمية التي يقدمها هؤلاء لا تلق آذان صاغية و يشكك بها قبل أن توضع موضع التجريب مما نتج عنه الجمود الذي نراه في مؤسسات القطاع العمومي.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب تهميش رجال الغد بمغرب اليوم
- قوة الصين المتنامية
- النسيج المغربي يتحين الفرصة
- ماذا عن الإرهاب...؟
- بصراحة أحدثكم... صمت الحياة رغم الزحام و الضجيج
- غلاء المعيشة و حرقة العيش
- هل المجتمعات العربية مجتمعات بلغت سن الرشد
- الشباب بالرغم من كل شيء يجب أن تكون الكلمة كلمتهم
- سمات شباب المغرب حاليا
- حول قضية الإرهاب
- الديمقراطية ليست بدعة غربية
- الاصلاح الدستوري من منظور الذين يحلمون بغد مختلف جدريا بالمغ ...
- المغرب غدا
- لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية
- استطلاع الرأي حول الهدف الرئيسي من الدستور
- الديمقراطية المستوردة و مستقبل العرب...مجرد فكرة
- معضلة البنية الاقتصادية المغربية
- التنمية و السوق
- هكذا كان قدرنا
- الاستثمار و الفساد


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون