أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - ثلاثة في واحد















المزيد.....

ثلاثة في واحد


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سامي فريدي
ثلاثة في واحد
عمانوئيل (13)
يحتكم نشاط الفرد الانساني إلى ثلاثة قوى محركة أساسية هي [جسد، نفس، عقل]، ينتج من جماعها صورة موحدة لشخصيته ودوره. لكلّ من هاذه طبيعة ووظيفة خاصة، ولكنها تشترك جميعا في توجيه شخصية الانسان، وذلك حسب نسب تتباين من شخص لآخر. فإذا تم تصوير كلّ من الأقانيم الثلاثة على شكل دائرة كاملة، وحاولنا تقريب الدوائر من بعضها بحيث تتداخل مع بعضها، فأن نسب الأجزاء المشتركة بينها [عقل جسد، جسد نفس، نفس عقل] يحدّد السمة الأبرز لشخصية الفرد. ينتج من ذلك أن كلّ دائرة اقنومية تنقسم إلى ثلاثة مستويات متباينة:
قسم مشترك تتداخل فيه الدوائر الثلاثة وهو صغير الحجم.
قسم مشترك تتداخل فيه كلّ دائرتين متجاورتين وهو أكبر قليلا من السابق.
قسم مجرد خاص بالاقنوم يمثل الحجم المتبقي الحر غير المتداخل مع آخر.
ان لكل اقنوم طبيعة وفعالية خاصة به في الأساس، ولكنه عندما يتحد مع اقنوم آخر تتغير خصائص وطبيعة كلّ منهما، وتنتج طبيعة وخصائص جديدة بحسب نسبة وقوة التفاعل. وعندما تتداخل الاقانيم الثلاثة في المشترك المركزي تجري عملية تفاعل كيمياوي آخر، وهنا تحاول خصائص كلّ من الثلاثة التأثير على البقية، وفي الحصيلة تنتج طبيعة وخصائص موحدة أساسية جديدة تتشكل منها ذات الشخص. تصنف هذه التفاعلات (التغيرات)إلى ثلاثة مراحل، اثنان منها غير منظورة داخل جسد الشخص، والثالثة منظورة في محيطه الاجتماعي.
في المرحلة الأولى منها تنفرز ثلاثة مستويات من العمل والنشاط الداخلي للفرد:
1- مستوى يعمل فيه كلّ اقنوم لوحده مقدما أقصى ما عنده.
2- مستوى يعمل فيه كلّ اثنين على حدة على شكل غرفة عملياتثنائية مشتركة.
3- مستوى تنشط فيه الأقانيم الثلاثة في غرفة عمليات كيمياوية مشتركة.
ولكلّ مستوى من المستويات ولكل اقنوم دوره وانعكاساته على الطبيعة الداخلية – في طور التشكل- للفرد. هذه العمليات الداخلية تجري في طبقة سحيقة من اللاوعي في هذه المرحلة البدائية التي تنتقل نتائجها المتمثلة في الخصائص الأصلية والناتجة إلى المرحلة الثانية الأقرب لسطح الوعي الداخلي، وبموجب نتائج هذه المرحلة تتحدد صفات الفرد الذاتية الفكرية والنفسية والاجتماعية. ويمكن تلمس هذه السمات لدى كلّ فرد في حالته العادية المثلى أو عندما يكون لوحده.
ولكن علينا ان نضغ في الحسبان مرحلة ثالثة من التفاعل هي المرحلة الخارجية التي تجري خارج جسم الفرد، جراء تعرّضه للظروف والتأثيرات الخارجية. هذه المرحلة تختلف عن المرحلتين السابقتين داخل ذات الفرد وجسده، بأنها مرحلة التفاعل المنظور. ولا بأس هنا من تقسيم الناس إلى صنفين رئيسين:
شخص عادي [general standard] لا يظهر عليه التأثر الخارجي إلا في الظروف والمواقف فوق العادية.
شخص أكثر حساسية [sesible personality] شديد التأثر بالتغيرات الخارجية غير المتوقعة.
وتلعب الظروف الخارجية دورا مختلفا –من حيث الشدّة والاتجاه- على نشاط الأفراد وسلوكهم، ولذلك يهتم أرباب العمل ونظريات العمل الحديثة بتوفير أفضل أجواء العمل ومنع أية عوامل محتملة للتشويش. بل أن الشركات المتقدمة تعمد لتجويد أجواء العمل من خلال العناية بأساليب التعامل وألوان وطرز ثياب العمل وألوان الجدران واستخدام أنواع خاصة من الموسيقى واللوحات الفنية في جوّ العمل. وقد يلجأ بعض منها إلى تشجيع نشاطات فنية ورياضية ورحلات اجتماعية وثقافية لمنتسبي الشركة.
وقد اهتم افلاطون [428- 348 ق م] بهندسة المجتمع وتطوير الدولة التي تشرف على تسيير أمور المجتمع، معتبرا أن المتميزين بالعقل هم الفئة الأرقى، وهم الفلاسفة؛ واشتراك العقل مع النفس ينتج الفضيلة وهي سمة الحكماء؛ أما أصحاب السمات الجسدية المميزة، فهم الطبقة العامة وهؤلاء هم الجنود والعمال. والحكماء هم الذين يديرون مؤسسات الدولة ويهتمون بأمور الأمن والحياة العامة. بينما ينشغل الفلاسفة بانتاج الأفكار ورؤية ما ينفع تطوير المجتمع وتقوية الدولة وايجاد حلول للمخاطر المحتملة. وكان من برامج أكادمية افلاطون تأهيل الشباب للقيام بالمهن السياسية، وتقديم النصائح والمشورة للحكام.
وعلى غرار معلمه أفلاطون، كان رأي أرسطو [384- 322 ق م] أنَّه لما كان الإنسان هو الحيوان العاقل، ووظيفته هي أن يعقل الأمور، فإنه تبعًا لذلك تكون الحياة السعيدة للإنسان هي تلك الحياة التي يحكمها العقل. وقد كان والد أرسطو طبيبا، شجعه في مجال التشريح حتى برع فيه واهتم بدراسة الحيوانات، -ويلحظ هنا التشابه الكبير بين سيرة أرسطو وسيرة تشارلز دارون-، الذي يعتبر أن أرسطو هو مؤسس علم البيولوجيا والمرجع الأكبر فيه حتى اليوم. اهتم أرسطو بدراسة (التغير) وفلسفة الطبيعة عنده هي دراسة الأشياء التي تتغيَّر. وقد رأى أن التغير الذي يطرأ على الشخص تعود أسبابه إلى المواد السائلة التي تشكل جزء من مكونات خلايا الجسم. وقد أطلق عليها اسم (المزاج)، وميّز أمزجة البشر بالألوان الشائعة حتى اليوم، كالمزاج الحمراوي أو الصفراوي. والشخص المزاجي هو المتقلب الطبع أو المتغير الذي لا يعرف السكون أو الاستقرار الطويل، مما يدخل في باب علم النفس أو دراسة الطبائع.
لكن العلم الحديث لم يقف على سبب واضح لاختلاف الناس في طبيعتهم – وليس في طبائعهم-، أي المحددات التي تميز البعض بالعقل أو الجسد أو (النفس). وهل السبب يعود لأسباب وراثية وخصائص جينية أو عوامل البيئة ممثلة بطبيعة الجوّ أو طبيعة الأرض أو طبيعة الظروف السياسية والأنظمة الاجتماعية لمحيط الأنسان. بل أن هناك من يشير إلى دور الأغذية وأنواعها وطرق تحضيرها على طبيعة الفرد ومقومات شخصيته.
الواقع ان الانسان اليوم لم يعد موضوع الاهتمام والبحث والدراسة كما كان لدى فلاسفة الأغريق. فبينما طرأ تحسن نسبي ملحوظ في القرون الأخيرة بمسائل البيئة والصحة والغذاء، ازداد معدل الصراع والمنافسة الميكافيللية حول الهيمنة والسيادة والتفرد، جاعلا من كلّ شيء وسائل ووقود وأسلحة من أجل هزيمة الآخر، وفي مقدمة تلك الوسائل وأرخصها هم البشر.
ولذا تراجع الاهتمام بالثقافة والتعليم النوعي عامة، والتحول من القراءة والتجمعات الفكرية إلى ثقافة التلفزة والانترنت، ومن البحص والانتاج الفكري إلى الاستهلاك الاعلامي والميديا الجديدة. بلدان الثقافة والصحافة الثقافية صارت بلدان للحرب والعنف الديني، وجامعات الغرب المرموقة تحولت على مراكز تجارية لمنح القاب خاوية لبزنس الليبرالة الجديدة. وبحسب رأي بعض المحللين أنه لم يكن الناس يموتون يوميا بالمجان في كل مكان حول العالم كما اليوم، ولم تشع معامَلة الانسان بمنتهى الرخص والعبودية كما اليوم!.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذكر والمؤنث
- التفرد والتعدد/ الروحي أو الجسدي
- ماهية اللغة..!
- واحد + واحد= ثلاثة
- أنا أشكّ، إذاً أنا انسان!..
- بلا عقل.. أفضل!..
- قطيعي أو مقطوعي..!
- القناعة صدأ النفوس!..
- فردوس أم جحيم..
- الغاية المستحيلة..
- رياضيات هندسية Geometric Mathamatic
- الانسان كائن إشكالي!..
- عزت مات عزيزا..
- سايكلوجيا الحرف (25)
- سايكلوجيا الحرف (24)
- ساسكولوجيا الحرف (23)
- ساسكولوجيا الحرف (22)
- ساسكولوجيا الحرف (21)
- ساسكولوجيا الحرف- 20
- سايكولوجيا الحرف- 19


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - ثلاثة في واحد