اسعد عبدالله عبدعلي
الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمريكا, خطوات متسارعة نحو تورط بري في العراق
بقلم اسعد عبد الله عبد علي
اعتبر كثير من المحللين, خروج القوات الأمريكية من العراق, بالخطاء الأمريكي الكبير, باعتبار انه تخلى عن خطوة للسيطرة على المستقبل, لأهمية العراق من كل النواحي, فقدمت الإدارة الأمريكية عام 2011, المصلحة الانتخابية على المصلحة المستقبلية, حيث كانت تحت ضغط الكتائب والسرايا, التي رفعت من عدد قتلى الجيش الأمريكي, لرقم كبير, مما شكل ضغطا على الإدارة الأمريكية, دفعها لسحب قواتها من العراق.
ألان الوضع اختلف, مع نجاح المخطط الأمريكي, في إدخال المنطقة بصراع غريب, يكاد يمزق جغرافيا الأوطان, ففكرت العودة بالعسكر تراود الأمريكان, حيث قدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما, طلبا للكونغرس يطلب فيه تفويضا, يسمح له بنشر قوات برية, في العراق ولاسيما الموصل, لمكافحة تنظيم داعش.
الوضع الإقليمي ألان اختلف عن عام 2011, حيث المنطقة على صفيح ساخن, فسوريا شبه مقسمه لمناطق نفوذ, بين ثلاث قوى رئيسية, الجيش النظامي, ومرتزقة الجيش الحر وداعش, والعراق يعيش حالة حرب مع داعش, وهذا الخلل يدفع الأمريكان للتفكير للاستفادة القصوى, فالزلزال الذي يهز كيان دولتين مهمتين, زلزال تم بفعل فاعل, لا يمكن إن يمر هكذا وضع على صناع القرار, بل البحث عن مكاسب عبر التدخل العسكري, هي التي تشغل تفكيرهم.
فكرة أخرى عن أسباب تغير السياسة الأمريكية, في الأمس كان الانسحاب سببا للفوز بالانتخابات, إما اليوم فيتم النفخ في بالون داعش, ليكون الذريعة لعمل عسكري, يجعل الناخب الأمريكي يصوت لهم, لإنقاذهم من خطر داعش, لكن المهمة الأصعب إمام الإدارة الأمريكية, هي كيفية إقناع الكونغرس, بأهمية التدخل البري في العراق, بسبب تردد عدد كبير, خوفا من تورط جديد بالعراق, لا يحقق مكاسب مهمة.
بعض الإطراف السنية, ترسل الوفود للإدارة الأمريكية, تطلب منها التدخل عسكريا, بذريعة حماية مناطقها من داعش, مع مطالب التسليح بعيد عن الإشراف الحكومي العراقي, مما يشجع الإدارة الأمريكية, لوضع إقدامها في مناطق أهل السنة, بدعوة من أهل السنة أنفسهم, والأسباب كثيرة لهذه الدعوة الغريبة, أولها لفشلهم سياسيا, وثانيا لتوفير حماية لأبنائهم الذين شاركوا مع داعش, فيكون المكسب لأمريكا, بتوفر ذريعة للعودة عبر أهل السنة.
الحرب الباردة تعود من جديد, فالصراع الأمريكي الروسي واضح للمتابع, تحولت المنطقة إلى لعبة شطرنج بين لاعبين, كل واحد منهما يملك قطع يحركها, المستقبل والمصالح والأسواق, هي ما تشغل اللاعبين الروسي والأمريكي, لذلك تسعى أمريكا للقيام بخطوة تسد الطريق على روسيا, عبر نشر قوات برية في مناطق الصراع وخصوصا العراق, بذريعة تحرير الموصل.
أمريكا ستعود, لكنه الانتحار في ارض الوعد الكبير, هي تريد إن تصطاد, وسوف يتم اصطيادها.
#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟