أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2















المزيد.....

حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2

الأفكار النبيلة تحتاج إلى مصاديق نتعامل بها وعندما نجد لها مصداق يتناسب مع سعي عقل الإنسان للبحث عن الخلاص الروحي من الوقوع في شرك الأنا الذاتية المتضخمة التي تفسد على الإنسان صاحب الأنا وعلى الأخر متعة العيش بسلام في عالم محدود زمانا ومكانا دونما من فرصة أخرى متاحة , أما من حيث البحث عن مصادر الدين وكيفية التبشير فيه فهي متروكة لمختص بها دون أن نعطل أنتفاعنا به أو ترقينا السلوكي والأخلاقي بالمفردات الدينية التي تنتمي للحس الإنساني .
المهم في مفردات الدين ما ينفع الإنسان وما يساعده على أن يصل إلى طريق الكمالات أما المصدرية وعلاتها وأسبابها فقد تغني القليل الذي يتفكر أبعد من الواقع وقد يصل لمحددات أو يفشل ولكن حقيقة ما يريده الدين هنا هو أن يكون العقل في تطابق وتناغم مع القيم التي تنتسب للرحمة وما عدا هذا لا يهتم في التفاصيل التي تتعب الباحث وقد لا يحسم أمرا محددا فيها .
لو سلم المجتمع الإنساني بحقيقة أن الدين ليس زائدة دودية في عالم المعرفة والعلم والحضور الواعي للمجتمع وأقصد بالعالم الكم الفكري الذي يرى في الدين جانبا مهما من أسباب الخراب الوجودي وقد يكون محقا فيما لو نسب الخراب للتدين الأعمى المدعوم بحس الأنا الذاتية وفرق بين الروح السامية التي يحرص كل دين حقيقي أن يخدم بها الإنسان على بسطها في كل العلاقات الإنسانية وبكل تفاصيل على الحياة بمبدأ الحرية القادرة على التمييز بين الأشياء ,لوجد الإنسان نفسه في غنى من الخوض بتفاصيل وتفاصيل تفاصيل البعد الديني وأستبدل هذا الهم بمحاولة أجدى للإرتقاء بواقعه بعيدا عن صراعات تثار في كل تفصيلة وكل فرعية تؤدي إلى أستنزافه عقليا ووجوديا .
ومع كل هذا نبقى في تساؤل أخر من له حق النظارة على الدين لم تم تحريفه أو انحراف حكم الله في تفاصيل وقضايا تمس الوجود الإنساني سواء فرد أو مجموعة , أظن أن الله لم يترك للناس امرا دون أن يبين لنا صورة حل أو صورة إرشادية لمثل هكذا حالات ,أولا مادام العقل هو المتعامل الأساسي مع فرضيات وأحكام الدين سيكون جانب الأمان متوفر بدرجة ما ,ولكن الخشية الحقيقية عندما يتداخل النفسي مع العقلي ,عندما تشتد القوى النفسية الحسية في التدخل بقوة في موضوع الدين عندها لا بد من إعلان الخطر الحقيقي .
المشكلة ليست في العقل المشكلة عندما يضعف رد فعل العقل على قوة الأنا وتستمر هذه القوة بالعتاد واللعب على الأمنيات والأحلام والآمال الشخصية لذا كان دوما في الدين مفهومان متداخلان يحميان النفس أولا من شرور الأنا وبالتالي الأنتصار للعقل , هذان المفهومان هما الذكر والتوبة , الذكر يعيد تنشيط الذاكرة ويعيد تفعيل الصورة الأساس في العقل التي بنى أساسا كل مفاهيمه وتجليات النص عليها ,إنه يعيده دوما إلى الروح التي خاطبت العقل وبصمت فيه أثرا لا يمحى ,هذا المفهوم هو الذي ينبه العقل عن أخطاءه أو ضعفه أمام قوة النفس وسريان تفاعلاتها عليه ليعيد له التوازن ويعيد له فاعلية الوعي .
متى ما تمتع العقل بمذاكرة وتذكر مستمر وأعادة في كل مرة يصبح من الصعب عليه أن تتهاوى قوته أما إرادة النفس لاسيما إذا أقترن الذكر بطلب العفو والمغفرة التي هي في الحقيقية صيغة دينية لمفهوم تصحيح المسارات في بناء الخطة العقلية وتقويم انحرافات المسيرة , طلب العفو أو الاستغفار يمر أولا عبر تشخيص وإدراك محل الخطأ والمرحلة الأخرى هي إيجاد البديل الصالح وهو العودة عن طريق الخطأ إلى النقطة التي منها يبدأ الانحراف ,إذا هي عملية تقويمية تعيد العقل إلى السكة الصحيحة وهذا هو سر تمسك الأديان بطلب العفو والمغفرة لما فيه من قابلية ذاتية على حماية العقل من الأستمرار بالمنهج الخاطئ الذي يبعده عن مسار الهدف الغائي .
يمكننا أن نتبين الآن ما هو المرجع في تحديد الرقيب أو الناظر لحماية الحكم الإلهي من التحريف والانحراف ومن هو صاحب الولاية في ذلك , والمعيارية التي يمكن من خلالها حماية الحكم وحماية الإنسان والتي تتخلص دوما بالعلة الأولى من الخلق أو من الدين ,المعيار هنا واضح وصريح وخالي من التعقيد لأن أصل قبول العقل لمبدأ الدين قائم على محدد تكلمنا عليه وهي المصلحة الشمولية للإنسان بدون عنوان ولا شعار وهو ذاته المعيار المراقب , فلو جنح حكم ما نتيجة قراءة ما على تعدي حق على حق أو وازن بين حقين بميل يعني أننا أمام إنحراف عقلي وليس إنحراف بالحكم لأن الحكم واحد ومجرد وعام ومطلق ولكن التطبيق هو من يجر الانحراف .
في الفقه القانوني المعاصر هناك فرع يسمى تنازع القوانين نسبة للمكان أو الاختصاص أو نوع الفعل أو الحكم يعتمد في حل الإشكالات الناشئة عن تطبيق مواد قانونية مختلفة على حالات متعددة ومتشابه تشترك في أس أو أكثر ,المعيار الأساسي في تحديد القانون هو ما يعرف بالالتصاق الطبيعي أي التصاق الواقعة كواقعة حادثة في ظرف ما أقرب لمحدد واحد يكون بطبيعته أكثر أستيعابا للحدث أو الموضوع من غيره وقد يكون بنسبة بسيطة حتى يحال الواقع عليه .
في تحديد معيارية التنازع بين عقليين بشريين في واقعة واحدة وكلاهما يملك دليل وحجة وبرهان لا بد أن أحدهم أخطأ في مقدمة أو جزئية بسيطة قادت للإختلاف أو تكون القراءة فيها بعض الميل البسيط نحو الأنا ,هنا المعيار يعتمد على مقدار الفائدة العمومية من أي الحكمين والنظر للفائدة الشخصية الآنية والبعيدة للقراءتين ,بهما معا يمكننا أن نستخرج الحكم الواقعي الأقرب لروح الدين من بينهما , كلما زاد الحكم من المنفعة الشمولية المجرد ونظر بتجرد من الشخصية القارئة كان الحكم أكثر انجازا لهدف الدين من سواه .
من تطبيق شروط القاعدتين في أعلاه يمكننا أن نقول أن الحكم الذي توصلنا له وأنجزناه هو حكم العقل السوي وهو الحكم الأقرب للعقل الكلي الذي شرع الدين ,ومن خلال هذه النتيجة يمكننا وبلا تردد أن نقول أن هذا الحكم هو الأقرب في يقينا من حكم الله الحقيقي لأننا وببساطة نعرف حدود وماهيات منطق حكم الله لكننا لم نجزم بأي حال من الأحوال أنه هو هو لأننا لا نملك صلاحية النطق بهذا التأكيد ولأن الله لم يخبرنا بوجه الدقة به ولكنه رسم طريق الوصول فقط

.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2
- متى نسترد الله ح1
- متى نسترد الله ح2
- الإنسان المجهول ح2
- الإنسان المجهول ح1
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق ح2


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2