أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - عن التبن والطين والشعر














المزيد.....

عن التبن والطين والشعر


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 09:17
المحور: المجتمع المدني
    


تبن وطين:
ذهلت ُوأنا أستمع لعضوة في اللجنة المالية للبرلمان العراقي وهي تقول أمام الفضائيات ووسائل الإعلام ، أن هناك أكثر من 6 آلاف مشروع وهمي قيمتها تبلغ اكثر من ( 228 ترليون دينار عراقي ) حوالي 220 مليار دولار أميركي ،اي تمت سرقة 220 مليار دولار خلال عام 2014 بين مسؤولي الوزارات والمقاولين الذين هم عادة من أقاربهم كما قالت وأكدت بكل ثقة ، بل أعقبت القول أن المشاريع الوهمية هي أكثر بل هي9 آلاف مشروع ،لكنها تكتفي بالوثائق الرسمية كي يكون لكلامها مصداقية وتستطيع الدفاع عن ما اكتشفته من سرقات خيالية لم يشهد لها تاريخ الدول مثيلا وأضافت هل رأى منكم أحد أي مشروع تم تنفيذه؟ . العراقيون يحسدون دبي وبرجها قيمته مليار دولار واحد ، أما قطر فأنها تبني ملاعب عملاقة وقرى سكنية واسواق ومنافع وفنادق لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بقيمة 10 مليارات دولار فقط ،القرية الأولمبية وكل الملاعب لأولمبياد سيدني عام 2000 والتي عملت فيها شخصيا كانت قيمة التكلفة هي 5 مليارات دولار استرالي ،كم شقة وعمارة واسواق ومستشفى ومركز ترفيه ومعهد علمي وطريق سريع بل كم من الخيال والواقع في بطن هذه الـ 220 مليار دولار..؟إنه زمن التبن والطين والدم والحرامية والخراب العام ،وليس كما كان تبن وطين وعرق جبين ولعله بقي و يبقى بعيدا عن اللصوص والقتلة وهم يتبادلون الأدوار ويرقصون على الأكتاف وجباههم سوداء وأرواحهم زفرة..!!.
*******
شعر:
بالرغم اني اكملت ربع قرن خارج العراق ولم أعد إلى هناك ،لكن لدي ملاحظة عن فكرة ( القراءة ) في العراق أو المطالعة ، فالناس تتصور أن الكتب هي (كتب الأدب ) فقط والقراءة والثقافة هي الإطلاع على الأدب والشعر ، حين أزور محلات الكتب الكبرى ، أجد قسما صغيرا للروايات العالمية وسير الحياة ، أما باقي الأقسام فهي علمية ،نقدية تاريخية ،دراسات عن الفلك والجغرافيا وتضاريس الأرض و قسم هائل عن الحيوانات و البيئة و ترشيد الإستهلاك المنزلي و الوقاية من الأمراض وكيفية التخلص من الحشرات في المنازل بأسهل الطرق وقسم هائل لكتب الطبخ واقسام الفنون التشكيلية والسينمائية والدرامية والكتب الصحية ....الخ ،في إحدى المرات اشتريت كتابا بالإنكليزية عن طرائف الكلاب من باب التجربة تمتعت به وضحكت وعرفت حقائق ومعلومات وكيف أتعامل مع الكلاب بانواعها ،الكلاب ..الكلاب ..وليس غيرها .
لكن الغرابة في العراق وأمام كل هذا الخراب والهوان والفساد والقتل الجحيمي وعدم الإستقرار هو الإصرار على طبع المجاميع الشعرية والنقدية ....مع أن أصحابها يعرفون أن لا أحد يقرأها....الرواية والنقد الديني الاجتماعي لهما قراء بالمئات تقريبا ،أما الشعر فقد اعترف أدونيس الاسبوع الماضي أن لا أحد يقرأه...وشخصيا أعرف حقائق مضحكة عن دور النشر وماذا تفعل بالكتب الشعرية في دمشق وبيروت خاصة بكتب العراقيين الشعرية المكدسة التي شبعت منها الجرذان وأحتار معها أصحاب المخازن وعمال التنظيفات...!لماذا ؟ لأن الشعر لم يخلق مجتمعاً حيويا ً فعالاً ، إنه شأن ذاتي خصوصي ...!
كتب عمار السواد الكاتب العراقي الشاب البارز مايلي :
"البارحة في شارع المتنبي أمعنت النظر الى الايدي المزدحمة، لأعرف هل اشترت كتاباً، او على الاقل حصلت على اهداء؟ لم أجد سوى القليل، وهذا يشمل حتى بعض من يطرحون أنفسهم كمثقفين.
آلاف المارة، يقدمون كسياح، يشاهدون الكتب من بعيد كآثار من زمن مضى، ويأخذون الصور كذكريات. ومبتاعو الكتب هم أنفسهم تقريبا في كل مناسبة تجيء بعناوين جديدة.
وفي المطعم المجاور، شبان يتحدثون عن الشعر، عن الثقافة، عن كل شيء، لكنهم خالي الايدي من الكتب.
وعند العودة عدد من الناس الذين مررت بهم في الحي الذي اسكنه، يمعنون النظر بكيس الكتب الذي احمله، وثم ينظرون الى وجهي باستغراب، كأنهم يسألون ما هذا الكائن الفضائي.
جميل أن يصبح المتنبي صرحاً للسياحة، ومكانا للقاء، واحتفالا اسبوعيا رائعا، لكن أن يمر الشبان، وأغلبهم طلاب في مدارس او جامعات، بتلال من الكتب، ومكتبات مزدحمة بالعناوين الجديدة والقديمة، ويفعلون ذلك مرارا في كل جمعة تقريبا، ثم يرحلون دون أن يكلفوا انفسهم بشراء شيء منها، فهناك خطأ كبير، هناك كارثة"..
ثم أضاف بعد نقاش معه :
"واصف، مفهوم المثقف في العراق ارتبط بالاديب وتحديدا بالشاعر، بينما الشاعر شاعر قد يكون مثقفا او غير مثقف، قد يكون جزءا من حراك ثقافي او ليس جزءا. واحدة من اهم مصائب هذا البلد منذ الستينات ان الثقافة الشعرية تحديدا باتت هي المهيمنة، انه صراع على الشعر، بين ناقد وشاعر، ولم يخلق هذا الشعر ابدا وجودا ثقافيا يصنع مجتمعا."
وقد صدق ، قبله كان الدكتور علي الوردي قد اشار لذلك والذي شخص هذه العلّة الإجتماعية التي تترافق مع النفاق الإجتماعي والديني ، فنجد المؤتمرات والمهرجانات التي تذوي بعد ساعات من نهايتها ...ربما النفط والشعر هما سبب الكارثة الإجتماعية العراقية على الأقل ..!



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية المقدسة ..!
- يا بلاد الماع ميع ماع
- الأكراد يحبون أنفسهم ..لماذا الغيرة ؟
- وزارات للبيع وكباب من لحوم الحمير
- رومانسية الموت العراقي المزمن
- العراق المنكوب بأهله وجيرانه وطوائفه الشريرة
- الولادة وحزّ الأعناق والإبتكار.!
- سواد ٌ في سوادٍ
- عصر -شرّوف- قاطع الرؤوس :
- الجزيّة جزاء المسيحيين..أهل العراق
- رمضان كريم وخليفة جديد للمسلمين
- أرض الأشرار
- بغداد : لن يمروا....!
- أنا جبان أمام الحروب ..!!
- نائب وناخب وراتب وخائب
- إشكالية الجمال والهروب إلى الأدب الرقيع ..!!
- قوات حفظ الأخلاق
- قوانين الجعافرة : مشهد خيال علمي عراقي
- عصر اليأس العراقي (الذهبي ) ..!!
- رَصد وتعليقات وفوران دمّ


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - عن التبن والطين والشعر