أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير الغزي - قراءة في نص الكاتب مالك صالح الموسوي الذي جاء تحت عنوان -تضحية-














المزيد.....

قراءة في نص الكاتب مالك صالح الموسوي الذي جاء تحت عنوان -تضحية-


أثير الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


تضحيةٌ
كعادتهَا تجلسُ في المساءِ أمامَ شاشة التلفاز؛ لمشاهدةِ الأخبارِ، لفتَ انتباههَا خبرٌ عاجل،ٌ تم تحريرُ أغلب المناطق التي كانت تسيطرُ عليهَا الجماعاتُ الإرهابيةَ، انتعشت ،تنفست الصعداء، احتضنت صورةَ ولدهَا الضابط الشهيد، هنأته بالنصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتأسس الصياغة الأدبية للقاص المبدع "مالك صالح الموسوي" في قصته "تضحية" على الرؤية المعاصرة لمعاناة الكاتب ومدى عمقه في تأمل وكشف الواقع المحيط به.
إذ أنها تنفرد برؤاها الواسعة واحتوائها على:

أولاً:(المشهدية الدرامية) كعنصر مهم من عناصر تكوين بنيتها العامة، والبحث عن تقنية اسلوبية في رسم المشهد يُعد من أهم الأشكاليات التي يواجهها القاص للتوليف بين الصياغة والمشهدية والخروج منها ببنية عامة للخطاب، وأظن أنّ الكاتب نجح في ذلك.

ثانياً: حاول الكاتب ايجاد صياغة مناسبة باعتماده على تراصف المشهدين؛ للتعبير عن الحالات المتشظية (الحزن بفقد ولدها الشهيد، وحالة الفرح للنصر) من خلال وقائع كان الكاتب قد عاشها أو أنه افترضها؛ لبناء وشائج مشتركة بين رؤيته القصصية ورؤية الواقع، وبذلك نستطيع القول: أنّ الكاتب مثل لنا عالماً انسانياً كاملاً، وحاول الانطلاق في مديات التعبير الانساني من خلال انغماسه مما يعاني منه واقعنا اليوم.

ثالثاً: خلق الدهشة والمتعة من خلال إدخال المتلقي في لعبة العرض التي قصدت إلى استفزازه وأخراجه من سكونيته، (كعادتهَا تجلسُ في المساءِ أمامَ شاشة التلفاز؛ لمشاهدةِ الأخبارِ) نجد أن الكاتب لم يتعدَّ إلى انتاج الدلالة وتشفير الفضاء الزمكاني؛ إذ أن سير الحدث في حدود علاماتها الأيقونية (التصويرية) يخلق بيئة مؤثرة وموحية. وأرى أن الكاتب لم يرتقِ إلى مستوى الرمز والأشارة، والسبب قي ذلك ـ على ما أظن ـ هو خضوعة لسلطة الواقع.

رابعاً: أنصب جهد الكاتب على اشغال المساحة الواسعة لشخصية واحدة (الأم)، وبعد متابعة سير الأحداث (لفتَ، تم تحريرُ ، انتعشت ،تنفست) نجد أن الكاتب قد نجح في كسر افق المتلقي من خلال استحضار علاقة (الحضور والغياب أو الموت والحياة) بين الأبن الشهيد والأم في حالة الأنتعاش بعد مشهد الموت والحزن الذي عاشته في الحرب وكان جزء من الماضي.

ولعلّ التفاوت في المستوى السردي للترنيمة ما بين بدء الحدث ونهايته خير دليل على هذه الجدلية ذات المسار الثنائي في علاقته الانعكاسية في التهنئة (احتضنت صورةَ ولدهَا الضابط الشهيد، هنأته بالنصر.)

إن خطاب الحرب، ويلاتها ومآسيها وبشاعتها، هو القيمة المهنية على المنظومة الفكرية للنص، لذا نستشف من وراء النص الأدانة والتعرية ورفض الأرهاب هو السّمة المميزة لبنية الكاتب الفكرية.

شكراً للقاص (كامل صالح الموسوي) على هذا النص الابداعي، وللمزيد إن شاء الله.



#أثير_الغزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- متحف -غريفان- بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ ...
- الممثل الأمريكي ديك فان دايك يكمل عامه الـ100 ويأمل في حياة ...
- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير الغزي - قراءة في نص الكاتب مالك صالح الموسوي الذي جاء تحت عنوان -تضحية-