حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 23:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلاقة الطردية بين السياسة وطول اللسان..!
بقلم: حسين الركابي
مفاهيم خاطئة، وأساليب متدنية، قد إعتاد عليها معظم ابناء الشعوب العربية، وفي مقدمتهم الشعب العراقي؛ نتيجة الحكومات الجائرة، والسياسات المراهقة، والحكام الطائشين على مر التاريخ، وترسبت تلك المفاهيم في أذهاننا إلى يومنا هذا، وجعلتنا ندور في صراع، وإقتتال دائمي، بسبب جمود العقلية العربية، وحبس عقولهم خلف شخصية وهمية صنعوها بأنفسهم..
هذا الأمر ولد إنطباع عام لدى الطبقة الغير متعلمه، والفقيرة، وصاروا يمجدون أي شخص يتجاوز على الحاكم، أو النظام الذي تسير به الدولة، والمؤسسات العامة والحيوية، ومن يريد أن يبرز على الساحة السياسية، يبدأ يناغم هذه المشاعر، ويظهر بمظهر الحامي، والمدافع عن حقوقهم، ومصالحهم؛ حتى ينفذ مأربه النفعية، وتسويق مشروعه..
هؤلاء تجار الحروب، وأن لم يقتلوا بأيديهم، وإنما في بعض الأحيان الكلمة أشد وقعاً من السيف، وبالإمكان تقتل أمة بالكامل، كما يفعل اليوم تجار المنابر في المنظومة الإسلامية، التي جزؤها جماعات متناحرة لا تقوى على النهوض بواقعها، ولملمة شتاتها المتبعثر في ساحة الصراعات الطائفية، والحزبية؛ من أجل مكاسب شخصية، وفئوية..
هذا ما رأينها على الساحة العراقية خلال العقد المنصرم، حيث شهد هذا العقد إبراز العضلات السياسية، والحزبية، التي حرقت وقطعت جميع أواصر الثقة، بين طوائف، ومكونات الشعب العراقي؛ من أجل الحصول على مساحة يتحركون من خلالها لخلط الأوراق، وجعل الشعب يدور في دوامة الصراعات، حتى يطول جلوسهم على كرسي النفاق..
أن اللجوء إلى هكذا أساليب، والعمل على إدامتها، يدل على أن هؤلاء ليس لديهم مشروع وطني، ولا يمتلكون رؤية لقيادة العراق، والعملية السياسية برمتها، وقد يلجأون إلى أسلوب التسقيط، والتخوين، وإتهام الأخرين، والتشكيك في مشروعهم، ووطنيتهم، وإظهار أنفسهم بالمدافعين عن الحقوق، ورعاة مصالحهم العامة؛ من أجل تخطي غربيل الإنتخابات النيابية..
من يسلك هكذا مسارات، وطرق ملتوية، بالتأكيد لا يفهم أبجديات السياسة، والقيادة للمجتمع العراقي، وهذه اللغة التي يمتلكها تجار التصريحات الإعلامية، وطول اللسان قد تجني نفعاً في بعض الأحيان، لكن لم تدم طويلاً؛ كونها بنيت على أساس التضليل، وخلط الأوراق، وقد سرعان ما ينكشف زيف هؤلاء المتمرجحين على أحبال السياسة...
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟