أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - علمانيون ولكن ضد العلمانية














المزيد.....


علمانيون ولكن ضد العلمانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 15:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أثارت مقالتي الأخيرة (ليس دفاعا عن الإسلام ,, ولكن) حوارات وجدت أن بعضها تأسس على فهم مرتبك لجوهر الموضوعة بعد أن تصور بعض الأخوة أن هاجسها الأساسي كان قد إنشغل بمهمة الدفاع عن الدين بمنطق يتعارض مع قناعاتهم, في حين أن المقالة كانت قد توجهت للدفاع عن هدف بناء الدولة العلمانية, وهو هدف يمتزج السياسي فيه مع الفكري, ولا يمكن لأحدهما أن يتحرك بمعزل عن الآخر.
لكن الدعوة إلى فكرة هو غير العمل من أجل تحقيقها, ولهذا حاولت أن أميز بين مهمة وطبيعة الكاتب المفكر المطلق السراح والكاتب السياسي المقيد بإنجاز هدف محدد, وإذ يُشاد بحرية الأول في التعبير عن أفكاره بدون قيود فإن الثاني ملزم, ليس بتقييد أفكاره, وإنما بتحديد سلم الأوليات وتحديد الطريقة الأضمن لتحقيقها بحيث لا يتقاطع أحدهما مع الآخر في لحظة فاعلة بعينها.
إن الدعوة إلى بناء الدولة العلمانية هي سياسية وذات قيمة أدائية إنجازية تجد نفسها وهي في مواجهة الخصوم الأشداء, من مؤسسات وأحزاب دينية وجهل إجتماعي مطبق وعميق الجذور, أن عليها أن لا تضع في أيادي أولئك الخصوم أوراقا للقوة في الموقعة التي تتوجه أساسا لكسب العامة قبل أن تتوجه لكسب المثقفين.
ولأن البعض يشعر أن القضيتين لا يمكن تجزئتهما أوفصلها إحداهما عن الأخرى فسيكون من الطبيعي أن يستنتج أن الوصول إلى إحداهما يتطلب حتمية المرور من خلال الأخرى, وسيكون منطقيا أن يرى هذا البعض وجوب ان يكون هناك موقفا فقهيا وفكريا وفلسفيا سلبيا من قضية الدين ملازما لأية موضوعة تنتصر للعلمانية وتعمل من أجل تأسيس دولتها ومجتمعها. أي أنه يشترط عليك, لكي تكون علمانيا, ان تكون ملحدا أولا, وأن تعمل بشكل متزامن لنشر ثقافة الإلحاد جنبا إلى جنب مع الدعوة إلى بناء هذه الدولة, وبهذا فقد يعتبر البعض ان فكرة العلمانية, حتى على المستوى السياسي, هي نقيض لفكرة التدين, وإنهما لا يمكن أن يجتمعا تحت سقف واحد إلا وكان النفاق ثالثهما.
وأجزم أن من الأمور التي يجب ان نعطيها إهتماما مركزيا هي تلك التي تتحرك عبر السؤال التالي :
هل يشترط بناء الدولة العلمانية وجوب أن يكون الإنسان العلماني ملحدا, أم أن بالإمكان وجود دولة علمانية بمواطن متدين وآخر ملحد, وبثالث لا يهمه أمر الإثنين معا.
وأجد أن الإجابة على هذا السؤال لا يمكن أن تتم بدقة ما لم يجري في البداية وضع تعريف دقيق لمسألة إسمها (الدولة العلمانية), فلقد وجدت أن هناك خلطا بين العلمانية كثقافة فردية, وهي تلك التي تتعلق بالموقف الشخصي من قضية الخلق والخالق, وبين العلمانية كحالة (سياسية) تتعلق بقضية فصل الدين عن السياسة ولإنشاء دولة علمانية تترك لمواطنيها حرية الإلحاد من عدمه, أو حرية أن لا يكون لهم موقفا من قضايا الدين بالأساس.
ثم إنني أجد أن من الخطأ محاولة الإجابة على اي سؤال يتعلق بمسالة حاجتنا إلى العلمانية من خلال إجابات محددة سلفا كانت قد تأسست على ضوء سياقات الحاجة إلى العلمانية في الغرب وعلى مدى النجاحات التي حققتها الدولة العلمانية هناك.
ولا اريد لموقفي هذا أن يفهم على أنه محاولة لطغينة الخاص الموضوعي على العام الإنساني, ففي حين لا يمكن إغفال قيمة المشترك الثقافي الإنساني فإن الوصول إلى ذلك المشترك لا يشترط مطلقا القفز على الموضوعي, بل لعلي أرى أن درجة نجاحه, وحتى نجاحه بالاساس, إنما يعتمد على التفعيل الإيجابي للعاملين في ذات اللحظة.
القد أكدت في مقالتي السابقة على أن وجود دولة علمانية تقوم على مبدأ الفصل بين الدين والدولة سوف يضع بيد العلمانين فرصا حقيقية لتثوير أو تنوير المجتمع لتغييره, ليس من خلال قوة الدفع الثقافي والفكري لوحده وإنما من خلال قوة التحولات والإنجازات النهضوية على الصعيد الإقتصادي والعلمي.
لكن هل يمكن الإعتماد على النجاحات الهائلة التي حققتها العلمانية في الغرب لكي نضمن حاجتنا إلى الدولة العلمانية مثلما نضمن أيضا تلقائية وسياقية نجاحها في أوطاننا, أم أن هذه الحاجة وهذا النجاح يتطلب وجودا موضوعيا لظروف ذاتية خاصة بمجتمعاتنا ومنها تلك التي تتعلق بعلاقة هذه المجتمعات مع الدين الإسلامي أولا ومع ظرف الزمان والمكان الذي قد يساهم بتعجيل نجاح تجربة ما في مكان معين ويبطأ أو يؤخر كثيرا من نجاحها في موقع آخر.
إن إهمال هذه الحقائق لا يلغي صفة العلمانية من الفرد كمفر حر ومهتم بالجانب الثقافي البحت ولا يتقاطع مع حقه في الدعوة إلى أفكاره لكنه بطبيعة الحال سيلغي أو ينقص من قدراته كمفكر سياسي هدفه الإنتصار للدولة العلمانية بعد معرفة الطرق الأفضل لقيامها.
وقد يجعله ذلك علمانيا ولكن ضد العلمانية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - علمانيون ولكن ضد العلمانية