أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء














المزيد.....

بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بِئْسَ ما تَخطُهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
وبئس مَن يطبل لانتصار زعماء حروبٍ وقودُها أبناءُ خندقي الطائفية كليهما معاً

تدور صراعات اليوم على خلفية طائفية وجلّ التنظيمات الحزبية هي مجرد أغطية شفافة لتنظيمات مسلحة ليست أكثر من كونها عصابات مافيوية أو ميليشيات تعمل بمنطق الكراهية والتعصب وآليات الثأر والانتقام مبرِّرةً جرائمها بذاك الفكر الطائفي المريض المجتر من نفايات وبقايا كهوف الظلام لأزمنة القرون الخالية..
وما أنْ يعلو كعبُ طرفٍ حتى ينبري طبالو سلاطين الأمس وطغاته لقرع طبول الفوز والانتصار المؤزر مستنطقين ذات الآيات والأحاديث القدسية التي استخدمها طبالو الطرف الآخر يُسقطونها على ما ارتكبه زعماء الحروب الطائفية من جرائم لتمرير زيفها وزيف الأسباب المصطنعة لها..
وهكذا فإنّ انتصار أيّ من طرفي الحرب الطائفية تؤيده نفس الآيات ونفس الأحاديث كما يؤيَّد بادعاء نفس الوعد من (الله) و(رسله) ومن فريق (أوليائه) الذين يجري تقسيمهم على وفق إرادة السياسي الطائفي عبر العصور، ليكون ولياً لمآربه وأطماعه.
فيما الحقيقة تؤكد أنَّ الخطاب الطائفي ومنطق طباليه هو من قمع ويقمع مطالب الناس في حياة حرة كريمة. وهو من هدم ويهدم ما بناه ويبنيه الناس جميعا ليفرض عليهم إعادة البناء وإشادة القصور ووضعها بخدمته وحاشيته من جناحه السياسي-الميليشياوي على حساب أبناء العامة (حتى) من طائفته التي يدعي الدفاع عنها في وقت يأخذ بالمقابل أرواح أبنائها ثمنا للتمترس خلف غنائمه من طرفي الحرب...
وكي أسمّي كتّاب الطائفية من طبالي زعماء ميليشيات الفساد والجريمة، ميليشيات تخريب العمران وقتل الإنسان بلا سبب، وبما حرّم الله ورسالات الأديان الحقة، كي أمسيهم، أذكر هنا (كل) ميليشيا تمارس اليوم حروب الطائفية التي أجرمت وتجرم بحق شعوبنا من القاعدة والنصرة وشبيهاتهما في المعسكر الطائفي الذي يدعي سنيَّته شمالاً إلى الحوثيين جنوباً وأشباههم في العراق ولبنان وغيرهما من المعسكر الذي يدعي شيعيَّته..
ومن يهنِّئ تلك الزعامات بنصرٍ، هو من يهنئهم على حقيقة ذاك النصر المزعوم كونه مجرد مغنم من المغانم للزعامات المافيوية المتاجرة بكل شيء، الميليشياوية المضحية بكل الناس بلا استثناء؛ ليقتات بثمن تلك التهاني غير البريئة من موائد ملأى بدماء الأبرياء ولحوم جثثهم من السنة والشيعة..
وإلا فليقل لنا مدبجو تهاني الدم والجريمة: لماذا تحول الحزب الذي كان التعبير عنه الجريدة والرأي السلمي، ليصيير المعبر عنه الغدارة والمولوتوف وأشكال أسلحة الفتك بالإنسان!؟ أهذه هي الأحزاب المدنية التي ينبغي أن تنظم الناس وتربيهم على احترام مدنية وجودهم وملزمة بضبط الاتجاه نحو الاستقرار وتبني قيم الحرية والسلام!؟
لقد عاش الناس من أبناء شعوبنا بإخاء وتزاوج وتعاضد لبناء بيوتهم معا وسويا وبلا تمييز بين أتباع دين وآخر ومذهب وآخر حتى جاءت أحزاب بالمظهر هي ميليشيات بالجوهر لتقسّم الناس بين خندقين متقاتلين لا لأمر يخص أيّاً منهما ولكن للتقاتل نيابة عمَّن ينهبهما ويستغلهما ويتاجر بهما ويحيا على دمائهما ويعيش بقرابين هي حيوات أبنائهما منتهكا كلَّ شيء لكوكبة الناس أجمعين من المحتجزَيْن خلف متاريس الطائفية..
إنَّ اختلاق المتاريس والتخندق المدّعى إسقاط القدسية عليه من قبل افتاء تجار الدين وأصحاب الفتاوى مدفوعة الأجر ومن قبل مدبحي الخطاب السياسي الطائفي المهنئين بكل غنيمة يسمونها انتصاراً وهي ليست سوى الانكسار ومآتم بين الأتباع المستعبدين وهي (هجمان بيوت وخرابها) ولا عجب في هذا....
فإلى أولئك الذين يعتاشون من مقالات التمجيد لانتصارات قادة الحروب الميليشاوية لكم كل شيء، اكتبوه واكذبوا به وافرحوا إلا أنْ يكونَ الانتصار لطائفة وأتباعها فهؤلاء ليسوا إلا الوقود والضحايا والقرابين ولا تُنْصَب عندهم أفراح بانتصار أسيادكم بل تُنصَب عندهم خيام العزاء على الأبناء الذين تستمتعون بدمائهم على موائدكم...
ولكن، لابد أنْ يأتي اليوم الذي تزيح جموع البشرية تلك الطفيليات ويزيلوا غبار المعارك، غشاوة الأبصار وتدرك البصائر الحقيقة؛ حقيقة من هو عدو الناس في الخندقين المصطنعين ويوم يستعيد تلاحم أبناء الشيعة والسنة من جديد كما كان أجدادهم وآباؤهم، يومها لن يكون من وجود لطبول أقلامكم الخاوية من كل أحبار الكتابة إلا من أحبار الدم والجريمة..
فبئس ما خطَّت أقلامٌ أحبارها دم الفقراء والمضلَّلين المخدوعين بالقدسية المزيفة المدَّعاة.. ولابد لليل الظلم وظلامه من فجر يبشر بانتصار حقيقي هو انتصار الناس لحقوقهم ولحرياتهم على طغيان زمن المافيات وعصاباتها وميليشياتها وعلى زعماء حروب الطائفية..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...
- في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة ا ...
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...
- من أجل القضاء على العنف وإنهاء معاناة المرأة العراقية التي ب ...
- ليبيا: شعب السلام يتطلع لبناء دولته المدنية وعقبته الكأداء ه ...
- أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة
- نداء لإنضاج موقف وطني عراقي موحد تجاه الكارثة وتداعياتها الت ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2014
- إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم
- عمليات الجيش العراقي في الأنبار بين مكافحة الإرهاب والتجيير ...
- اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة
- في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمج ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء