أرجوك... استيقظ

حازم شحادة
كاتب سوري

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلّ الأديان التي يؤمن بها أغلب البشر في القرن الحادي والعشرين تمت صياغتها قبل عشرات القرون من الآن،، تحديداً أكثر،، في الوقت الذي كانت الأرض فيه،،( مسطحة).
هل فكرت بذلك؟
أنتَ الآن في زمن نوح،، لوط،، موسى،، عيسى،، محمد،، اختر أي نبي وتخيل نفسك تعيش في زمنه.
الجميع يعتقد أن الأرض مسطحة،، مركز الكون،، الشمس،، الكواكب،، النجوم،، جميعها تدور حول الأرض.. الأرض محور كل شيء،، وعلى هذا الأساس تمت صياغة الأديان المعروفة،، ولا غرابة أن يعتقد أهل تلك الأزمنة بصحة المعلومات التي تقدم إليهم،، الغريب والعجيب هو وجود ملايين البشر في الوقت الراهن لا يحتملون فكرة النقاش بصحة أديانهم.
تابع هذا الدين يدافع عن معجزة نبيه هذه،، وتابع ذلك الدين يدافع عن معجزة نبيه تلك،، علماً أن جميع معجزات هؤلاء الأنبياء ( مؤقته) مرتبطة ارتباطاً كلياً بمن حضر لحظة حدوث المعجزة أما من لم يحضر أو خلق بعد زمن فعليه أن ( يؤمن) دون نقاش.
هذا الذي جاء بناقة،، ذاك الذي بنى سفينة تتسع لملايين أصناف الحيوانات،، هذا الذي مشى على سطح الماء،، وذاك الذي شق البحر،، ثم جاء بعده من شق القمر..
ما الذي يحدث هنا بالله عليكم؟! ما فائدة هذه ( المعجزات) للبشر؟؟؟
أديسون اخترع المصباح الكهربائي،، خمنوا ماذا؟!!
بعد موت أديسون ما زلنا نستفيد من مصباحه،، فماذا تستفيدون من شق البحر مثلاً؟! ولم كل هذا التعقيد،،
نبي هارب من جيش الأعداء بصحبة قومه اليهود،، ألم يكن من الأفضل أن تكون المعجزة القضاء على جيش فرعون بدلاً من شق البحر وتكبد هذا العناء؟!
حسناً،، سأقول لكم ما الحكمة،، لو لم يشق البحر لما انتقل اليهود إلى ارض الميعاد ( فلسطين) ولما كان لهم ذريعة حاضرة في اغتصابها متى شاءوا،، اذاً،، يا سلام،،
ثم ما هذه المعجزات التي لا يراها الا من كان في المكان فقط؟ هل تعتقد انك اذا قمت بشق القمر الى نصفين ستكون وحدك مع اهلك من يشاهد ذلك؟
كل سكان نصف الكرة الأرضية الموجودين في منطقة ( الليل) سيلاحظون أن هذا القمر قد انشق،، وسيسجلون ذلك في كتبهم ومخطوطاتهم العلمية،، استيقظ ارجوك..
وحدهم المؤمنون بهذه الخزعبلات على استعداد أن يفجروا أنفسهم ويزهقوا آلاف الأرواح ليحظوا بماذا؟
بالجنة،، بالنساء والخمر وانهار المحسوسات التي من المفترض انها خطايا هنا!!
الدين،،، حين كان الظلام،، البرد والجهل،، الأصوات المجهولة القادمة من الغابات والصحاري،، حين كان النيزك لعنة من السماء،، حين كان العقل ما زال في طور ( الحبو)..
الدين هو ما يجعلك تعتقد أنك أفضل من الآخرين لا لشيء إلا لانتمائك لمجموعة من الحمقى.. استيقظ أرجوك
ليس عيباً أن تكون جاهلاً لوقت معين،، كلنا جهلة وهناك ملايين المعلومات تنتظرنا لنكتشفها،، العيب في دفاعك عن جهلك الأسود الحاقد..
الدين.. أن تصدق ما لم يتم إثباته بالتجربة والملاحظة،، وله تسمية أخرى..
إنها ( الجهل)..
أرجوك.... استيقظ

#حازم_شحادة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات