حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 10:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
-1-
النظر إلى العلمانية و الإسلام كطرفي ثنائية يدخلنا في صراع " كسر عظم" نحن في غنى عنه ,و كذالك النظر إلى الديمقراطية و الإسلام من ذات المنظور يؤدي إلى إقصاء متبادل.
فالإسلامويون:لا ميثاق ولا دستور ولكن قال الله و قال الرسول- إن الحكم إلا لله
و الديمقراطيون:الميثاق والدستور أولا وأخيرا –إن الحكم إلا للشعب
فالإسلام على المستوى النصي قابل لقراءات متعددة و اجتهادات لا يمكن إقصاء العلمانية والديمقراطية خارجها,وإن أي قراءة للنص المؤسس الديني يجب أن تأخذ مصالح و مقاصد و نزوعات الجماعة القارئة"السوريون في هذا المثال"
أنا علماني وديمقراطي و مسلم و عربي و سوري000
هل هناك مشكلة؟؟!1
-2-
في السنوات القليلة الماضية استطاعت الأحزاب الوطنية السورية"القومية-اليسارية-الإسلامية-اللبرالية" مع استثناء حزب السلطة و ملحقاته –تجاوز هذه النظرة الثنائية للديمقراطية و العلمانية و الإسلام تنظيريّا و سياسيا من خلال القراءة العقدية , و تبني الشرعية العقدية كبديل عن الشرعيات الماورائية, ولكن إلى أي مدى يمكن
و إلى أي مدى نستطيع تمثل الدور الديمقراطي و العلماني؟؟!1
لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل بعيدا عن الراهن المتسلط ،إننا أمام طبقة حاكمة مستفيدة لا تنظر إلى الإسلام و الديمقراطية و العلمانية إلا بما يمكنها من تشويه و استغلاله هذه المفاهيم لضمان استمراريتها
ولا يمكن الإجابة على هذا التساؤل بعيدا عن الشعبي الذي تتحكم به الأحاديات والفئويات والمطلق القبلي المستفاد منه سلطويا.
إن المعارضة الوطنية لا تشكل سوى رقما صغيرا, ينازع البقاء في معادلة صعبة لا تزال السلطة ممسكة بمعظم أوراقها داخليا على الأقل.
" الديمقراطية السورية" و "العلمانية السورية" مأزومة بانتظار متغيرات إقليمية و خارجية فاعلة ليست
بالضرورة أن تكون لصالحها
-3-
سوريا البائسة بحاجة إلى قرار سياسي للإصلاح يسمح بغض النظر -على أقل تقدير- أو قوننة الحراك المجتمعي الراهن
ولكن من أين لنا مثل هذا القرار ,فعلى امتداد التاريخ لم تقم سلطه بالتخلي عن غنائمها لوجه الله وابتغاء مرضاته !!
إن تأجيل هذا القرار سيلحق اللعنة بالسوريين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم .
عند إصابة الفص الجبهي للدماغ ,يغدو الشخص غير قادر على اتخاذ القرارات, و غير متوجه للزمان و المكان و الأشخاص,و السوريون – وفق تشخيصي السريري- غير متوجهين و لا أستثني نفسي
يعيشون في عقد الثمانينيات زمانا
وفي معسكرات الاعتقال مكانا
وبين جلاوزة الرعب , و تجار الوطنية , وفوتوكوبي المنافقين, أشخاصا
وهل يتخذ القرار المصيري في غياب التوجه, والتو هان الجبهي ؟؟
اللهم أصلح فصوصنا الدماغية
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟