|
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 16:35
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )
كور متيوك وصف معتقلي الحركة الحزب الذي اعتقدوا إنهم ربانها بالفاشلة ؛ بينما مازالوا في المركب كما فعلوا من قبل عندما وصفوا بها المؤتمر الوطني ، اودعوا الى الاقامات الجبرية ولجان التحقيق ، والى المعتقل ، رغم النفوذ الكبير الذي يتمتع به كل من اموم والور الا انهم يعاب اليهم ابتعادهم من الجماهير ، وعندما كانوا في قمة السلطة لم يكترثوا كثيراً لما الت اليه البلاد ، وصمتوا طويلاً ، لم يكترثوا للقيادات الشبابية في الحركة وتركوهم عراة ينهل على عقولهم القبليين ، ويسدون رمق جيوبهم الغاوية كبطونهم ، بينما هم يتمتعون بالجاه والسلطة ، ولما كان على الشباب الاختيار بين اسرهم التي انهكتها الفقر وحفيت وتصدعت جلودهم منتظرين تخرجهم وما بين القبيلة والعشيرة والقفز للامام للدفاع عن اعراض القبيلة وكبار اعيان القبيلة مقابل حفنات من الدولارات لاتسمن ولاتغني من الجوع . كما تركوا الحزب يتوغل فيه عناصر قبلية هدامة وكوادر المؤتمر الوطني يسيطرون اليها ، واصبحوا حركة شعبية اكثر من الحركيين ، لكن الحركة ليس عضوية بل هي تنشئة وفكر ، وحتى لو اصبحوا حركيين فهم مازالوا مؤتمرين ، الحركة مدرسة وإن فقدت اتجاهاتها الفكرية فكمدرسة رائدة في النضال والتحرر في القارة الافريقية ، وكممارسة وسلوك ستظل كما هي شامخة حتى لو تكون الاف الحركات الشعبية ، فمدرسة السودان الجديد ستظل عصية على الاختراق . رغم ذلك فمحاولة الدفع بهم ( اموم ، الور ) الى المعاش السياسي المبكر ماهي الى تجاوز للتاريخ ، فمازالوا في قمة العطاء . يوجه انتقادات عنيفة لمعتقلي الحركة ، ولانهم لم يفضلوا خيار الحرب لمناصرة الحكومة في مقاتلة المتمردين ودهرهم ، ورفضوا الانضمام الى المتمردين للوصول الى السلطة على ظهر الدبابة لذلك اصبحوا غير وطنيين ، وخونة ، فهم خونة لانهم غير قبليين ، هم خونة لانهم لايقفون مع الدينكا والنوير بل يقفون مع الوطن ، ومن اراد شهادة الوطنية عليه إن ينضم الى حزب كبار الدينكا ونظيرتها حزب كبار النوير ، ولو كانوا اتخذوا قراراً غير الذي اتخذوه وانضموا للحكومة او التمرد ، فكان سيكون انتكاسة تاريخية ، إن دعم اي مجموعة تقف على جانب احدى القبيلتين المتصارعين سيرسخ بناء سياسي غير سليم ، وبناء قومي ستكون هدراً لكل القيم والمبادئ التي حارب من اجلها الشعب . لا استغراب من الهجمات الشرسة التي يوجهه انصار الحكومة والتمرد الى كل من رفض دعم مواقفهم والوقوف بجانبهم فإن اردت إن تكون وطنياً وغير خائن فما عليك فقط سوى أن تختار احدى طرفي الصراع ، وهذا كافئ لمنحك شهادة المواطنة او سيسحب منك ، وهذا اشبه بما رسخته جماعات الاخوان المسلمين ونجد هذا في فكر سيد قطب حول الحاكمية لله والتي تعني أن الله هو مشرع حياة البشر ، وانه لاتوجد سلطة اخرى ، سواء كان سلطة افراد او دول ، ومن حقها ممارسة هذا الحق ، وكل مايحل سلطته محل الله يدخل في عالم الجاهلية وزمرة الجاهليين . ووفقاً لسيد قطب يجب على الجماعة الاسلامية أن تثور ضد تلك الحكومات الجاهلية ، انتصاراً للارادة الالهية ، وعلى المسلم أن يناى بنفسه عن كل المؤثرات غير الاسلامية . فبعد القرار الذي اتخذه معتقلي الحركة من المفترض أن يكونوا بمناى عن النقد والانتقاد لانهم رفضوا السلاح واختاروا العمل السياسي السلمي عكس طرفي السلاح ومع ذلك يصر الطرفين أنهم الاحرص على ديمقراطية البلاد ، وهذا يطرح العديد من الاسئلة حول كيف لمن يريد الانتصار على الاخر بقوة السلاح أن يكون اكثر ديمقراطية من اولئك الذين لايرفعونها بل يتحدثون فقط حول كيف يريدون ان تكون البلاد وكيف تحكم ، لكن لم يعد الامر مختصراً على الديمقراطية فقط بل الايمان ببرنامج مدرستي الدينكا والنوير ، وهذه هي نفس فلسفة الجماعات الاسلامية ، حيث يخير المرء والعالم ما بين الجاهلية والاسلام ، ومن اختار غير الاسلام فهو رجعي ويستحق مقاتلته والثورة ضده ، هذا ما نفهمه من تلك الفلسفة ، فلقد قيل أن معتقلي الحركة فاسدين ، واجابتهم سفيرة امريكا السابق سوزان بيج بالنفي وبكلمات مباشرة قالت أن الحكومة مازال فيها فاسدين ، وراينا كيف أن قائمة الخمسة والسبعون الشهيرة والتي تخلصت لتقتصر على اثنين ( باقان والور ) اما الثلاثة والسبعون فهم فاسدين لكنهم مستورون ( انصر اخاك ظالماً او مظلوماً ) و ( البس اخاك على عيوبه ** واستر وغط على ذنوبه ) اما الاثنين فهم اولئك الذين يستحقون المحاربة ، فلقد خرجوا من الاجماع ، وهم بذلك من المجموعة التي يجب محاربتهم انتصاراً للارادة الالهية وفقاً لسيد قطب ، اما هولاء فيتم محاربتهم تحقيقاً لحاكمية القبيلة ، انتصاراً للارادة القبلية ، والتي تعني أن لاسلطة الى سلطة القبيلة و لاصوت الى صوت القبيلة لا فساد الى فساد القبيلة . رغم أن عدم الانضمام الى الطرفين الكبيرين كما يحلو لهم تسمية انفسهم ، يجعل من المرء فاسد وقبلي واناني ومحب للسلطة ، لكن ماهو اخطر هو أن تضخيم مكانة الطرفين سيؤدي الى ديكتاتورية قبلية ، وما يشبه ديكتاتورية البروليتارية كما جاء في الفكر الماركسي ؛ وعن ديكتاتورية البروليتاريا ماركس يقول : " لا يسع البروليتاريا الاكتفاء بالاستيلاء على السلطة في الدولة البرجوازية ، وانه يجب عليها لكي تقيم ديكتاتوريتها ، ان تحطم سلفا الة الدولة البرجوازية . ان تحطيم هذه الالة هو شرط لا غنى عنه لانتصار الثورة البروليتارية " ديكتاتورية البروليتاريا هي تحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين مع بقاء دور القيادة للطبقة العاملة ، اما ديكتاتورية القبيلة فهي تحالف الدينكا والنوير ، على أن يسندها بقية المكونات مع اشتراط أن يظل القيادة لدى القبيلتين ، اما من يخرج عن هذه المبادئ فهو يستحق التحطيم كما ذهب ماركس واجاز على البروليتاريا حق اللجوء للعنف للوصول الى تحقيق انتصار الديكتاتورية البروليتارية ، ولانتصار ديكتاتورية القبلية فعلى القبليين تحطيم قيم ومبادئ السودان الجديد وكل ما من شانه ترسيخ قيم المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية . لقد قبل د. ترابي الاب الروحي للحركة الاسلامية ، أن يعود الى اخوانه في احلك ظروفه السياسية ، وترابي لايختلف كثيراً في الاطروحة السياسية مع المؤتمر الوطني فالاسلام يجمعهم ، لذلك الترابي وجماعته لن يجدوا اي صعوبة في اعادة التوحيد مع المؤتمر الوطني بعد اكثر من عقد ، فهل سيقبل معتقلي الحركة بالانضواء والقبول بالوضع كما هي رغم الفوارق البرامجية والايدلوجية بين معتقلي الحركة ، والحركة جناح الحكومة . يظل السؤال المهم الذي سيشغل ويشغل اذهان الراي العام ، هل سيشارك معتقلي الحركة الشعبية في الانتخابات كما سيشارك معتقلي المؤتمر الوطني ؟ وهل سيشاركون في تلك العملية دون أن يتم التوصل الى اي اتفاق للسلام ، والحرب مازالت دائرة في اجزاء من البلاد والغبن والكراهية مازالت تعتمل النفوس ، وقطاع عريض من المواطنين لم يبارحوا مخيمات الامم المتحدة في اجزاء البلاد المختلفة ؟ وهل سيساهم عودتهم للتسريع من عملية السلام ؟ .
تمت
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السلام والحرب من جوبا الى فقاك
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 2 – 5 )
-
جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين
-
تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا
-
التصويت تحت الرقابة المشددة
-
المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )
-
مشاورات .. مؤتمرات .. تاجيلات .. حرب
-
- فقاك - الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !
-
لحظة الحقيقة ( 2 – 2 )
-
لحظة الحقيقة ( 1 – 2 )
-
مابين مايكل مكوي وعبدالله مسار
-
الخوف من السلام
-
ابيي و ما وراء اقنعة القومية
-
إنجيلهم وقرانهم مزيف
-
المهم الوطن وليس الحركة الشعبية
-
إنتهاء مهام المستشار
-
تنظيم مهنة اللصوصية
-
قانون الامن .. عندما ينتهي شهر العسل ؟
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|