الياس ديلمي
الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 15:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كان منهج “التحليل النفسي” الّذي اعتمده بعض المستشرق أمثال مكسيم رودنسن فاقداً للعلمية في تجريد محمد بن عبد الله من كلّ صفة “فوق طبيعية” – أي من النبوة والرسالة – وحصر أمره في مجرد دوافع نفسية عبقرية فإن المنهج المناقض له يساويه في الافتقار إلى العلمية عندما يكاد يجرد النبي محمد من الصفة البشرية تماماً، وهو ما درج عليه بعض الكتّاب الّذين بالغوا في تنزيه رسول الله حتى جعلوه بكليته أداةً لا تتحرك إلاّ بإيعاز من السماء مهما كان نوع التحرك، ويكاد هذا التصور المنتقص لمقام صاحب الرسالة الخاتمة يكون هو الغالب عند بعض المدارس الفكرية الإسلامية، وهو تصور يحمل – من حيث لا يدري – خطر إخراج النبي محمد من ميدان القدوة باعتباره أقرب إلى نصف الإله الميثولوجي.. فكيف يتسنّى للبشر أن يقتدوا بمن هو أدنى إلى الإنسان الآلي؟
إن الإفراط في تنزيه نبي الله بالإضافة إلى اعتسافه العقدي وقفزه على آية “إنما أنا بشر مثلكم”- سورة الكهف 110 – ينعكس سلباً على الممارسة الدينية والدنيوية للمسلمين في كل المجالات..
#الياس_ديلمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟