|
حسنه ام اللبن !!!
جمال فاضل الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 13:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حـَـسنــَه ام اللــبــن ..... ( حَــسـْـنــَـه ام اللبـــن صارت سياسية .. ) قصيدة تداولها الناشطين العراقيين على صفحاتهم في الفيس بوك منذ فترة وتندّروا بها وبما الت اليه احوال العراق السياسية .. ومن المؤكد ان المقصود ليس التندّر بامرأة عراقية بسيطة تكدّ وتكدح من اجل قوتها وقوت عيالها ولكن لاننا نؤمن بان الشخص المناسب في مكانه المناسب هوالسبيل الوحيد لضمان نجاح أي مشروع وبالتالي فقد قال اهلنا قديما ً( اعطي الخبز لخبــّـازه ) للتدليل على اعطاء كل شخص عملا ً يليق بكفاءته وامكانياته ، فلا يعقل بعدها ان نجعل من فلاحة بسيطة أودلاّلة ( على باب الله ) سياسية ترسم سياسة بلد يعتبرمن بلدان المنطقة الكبيرة والمهمة. ولكن هذا مايحصل في العراق فعلا ً ولا حول ولا قوة الا بالله . وللحق لابد ان نقول ان مصيبتنا اعظم ورزيــّــتنا اجلّ واكبر، حينما تصبح / حـســْـنـَه اكثر من مجرد سياسية او نائبة في البرلمان ، وانما يصبح امثالها في الجهل والامية السياسية قادة كبار في البلد يقودون ويتصرفون كيفما يحلو لهم وهم مازالوا يحبون في السياسة ولا يفقهون من ابجدياتها شيئاً.. وحين نذكر نماذج شبيهة لحسنــَه لابد ان يقفز فورا ً في خاطرنا الاستاذ / عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى ، لن ادخل في سرد أو نقاش لامكانيات الرجل السياسية او الفكرية او براعته في ادارة الدولة ولكنني ساستعين بلقاء له مع شيوخ واهالي مدينة الناصرية ( ولمن فاته متابعة هذا اللقاء فهو موجود على اليوتيوب ) يتكلم الاستاذ / عمار في هذا اللقاء عن الارهابيين وعن من يحتضنوهم ويقدمون لهم المساعدات اللوجستية ويدلـّونهم على اماكن الشيعة وتجمعاتهم ، يقول مخاطبا ً الحضور ان هؤلاء ( ويقصد الارهابيين ) ينفقون عشرات الاف الدولارات من اجل تفخيخ هذا الكم من السيارات التي تستهدف مدننا وابناءنا ومقدساتنا وان انتقال هؤلاء الارهابيين من مثاباتهم الامنة في المدن التي تحتضنهم وترعاهم الى مدن الوسط والجنوب يحتاج الى جهود كبيرة لاتستطيع تدبيرها الا ( مخابرات) دول وليس مجرد اشخاص بسطاء ،يعني الاستاذ / عمار الحكيم يعترف صراحة ان هذه المدن التي تحتضن الارهابيين وهذه الجماعات التي تقدم لهم الاسناد والدعم ليقتلوا اخوتهم في الوطن على علاقة بدول تحمل البغضاء والكراهية لنا وان هذه الجهات تستلم من هذه الدول دعم ومساعدات بملايين الدولارات لتفخيخ السيارات وممارسة القتل الممنهج لنا منذ عام 2003 بل يزيدنا الاستاذ/ الحكيم من الشعر بيتا ً حن يؤكد ان مخابرات هذه الدول هي من تسلّح وتدرّب وتقود هذه الجماعات لقتلنا وتخريب بلدنا .. ويخلص في نهاية حديثه الى ان الحل الوحيد لهذه المشكلة هي في ان ( نــتــفــَـهــّــم َ) خوف ( اخوتنا ) ونقدّم لهم التطمينات !! أمــّــا ، خوفهم من ماذا ؟ وماهي التطمينات المطلوبة منــّـا ؟ فلم ياتي الاستاذ / الحكيم على ذكرها ، ربما لانه نسي ان هؤلاء ( الاخوة ) هم من يحكمونا منذ الازل ، وهم من مارسوا ضدنا كل انواع القتل والتغريب ، وانهم هم من زرعوا ارضنا بمئات المقابر الجماعية دفنوا فيها خيرة شبابنا ، وانهم منذ سقوط الصنم حتى اليوم لم يبقوا طريقة الا بَدعوها لقتلنا والاساءة لنا ، فمن يحتاج التطمين؟ ومن عليه ان يشك ّ بنوايا الاخر؟ والمضحك المبكي ان الاستاذ / الحكيم كان يتكلم بهذا الى اهالي الناصرية ، اكثر مدينة عراقية قدّمت شهداء في مجزرة ( سبايكر ) التي لم تجف ّ دماء ابناءنا المغدورين بعد فماذا يطلب الاستاذ / الحكيم من اهالي الناصرية، اهالي شهداء سبايكران يقدّموا اكثر الى قتلة ابناءهم حتى يطمئنوهم وتزداد اواصر( اللحمة الوطنية) بين القاتل والمقتول؟؟؟ يا تــُرى لو قـُيــّض لحسنه ام اللبن ان تخطب فينا ، هل كانت ستقول لاهل الضحية ان يتنازلوا اكثر للقاتل.. من اجل ( اللـُحمه ) لعنة الله عليها !!! وفي العراق سلطات ثلاثة هي التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ولا يمكن لاي مسؤول تنفيذي او تشريعي ان يتمتع بما لسلطته من مزايا ما لم يردد قـَــسـَــما ً امام السلطة القضائية ( الزمه بها الدستور ) ، فلا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء ولا أي مسؤؤل يمكنه ممارسة مهامه مالم يردد القسم امام القضاء ، فالقضاء اذن هو السلطة الاولى والاعلى وهي من تمنح الحق الدستوري لباقي السلطات ، مع ذلك ومع ان رئيسنا المبجـّـل اقسم امام القضاء بحماية الدستور والسهر على سلامة وامن العراقيين ، فعلى مكتبه تتمدد ومنذ شهور طويلة احكام اعدام 500 من عتاة المجرمين والارهابيين ، يرفض الرئيس التوقيع عليها وعذره كما قال ،ان القضاء لم يكن عادلا ً فيهذه الاحكام ، فالرئيس يشكــّك بالجهة التي منحته حقوقه الرئاسية التي يتمتع بها ، ولان القاعدة تقول ( ما فســـَد َ جزئه فقد فسد كلــّه ) فاذا كان الرئيس لا يأخذ باحكام القضاء لفسادها فحري بنا ان لا نعترف به رئيسا ً علينا ، لان نفس القضاء الذي يشكك به هو من نصـّـبه رئيسا ً !!! وهذ ا وجه اخر من اوجه ... حسنه ام اللبن !!! واذا كانت ( حسنه ام اللبن ) شخصية افتراضيه من وحي خيال الشاعر ، فان هناك حــَــســنـَة اخرى حفظ ذكراها لنا تاريخ العراق الحديث .. هي ( حسنة ملص ).. وهي لمن لم يسمع بها واحدة من اشهربغايا بغداد و قوّاداتها في عشرينيات القرن المنصرم.. حيث كان يتردد على منزلها في محلة الصابونجية والتي كانت تسمى الكوكنزر عدد من ارباب السياسة والوزراء وحتى بعض الضباط الكبار في الجيش والداخلية ، ورغم ان حسنة ملص كانت تمارس اقدم وأقذر مهنة في التاريخ وهي البغاء فنحن لم نسمع من اخبارها انها توسـّطت لفاسد أو ان صفقات قذرة عقدت في مبغاها أو انها كانت طرفا ً في مساومات سياسية أو في عمليات بيع مناصب مدنية او عسكرية ، ولم يذكر لنا المؤرخين ان حسنة ملص استفادت ماديا ً من عمولات أو صفقات تمت بين سياسيين في مبغاها..البغايا نفس البغايا على مدى التاريخ ، فالبغي لا تعدوا عن كونها اكثر من مجرد ( مـِبوَلة ) للعموم ،الذي اختلف بين عشرينيات القرن الماضي وهذه الايام هم الساسة، فالعراق قبل مئة سنة لم يكن نائب رئيسه هو نفسه رئيس عصابة متهم بقتل العشرات ومحكوم بالاعدام وهارب ، لم يكن فيه وزراء يشكلون عصابات خطف و قتل مع حماياتهم واقاربهم و لا وزراء يسرقون المصارف ، لم يكن فيه نائب للرئيس يعترف علنا ً انه عميل لعشرين جهاز مخابرات اجنبي ونائب اخر ساهم مع اخيه ( السائس ) في بيع ثاني اكبر مدينة عراقية ، لم يكن في عراق العشرينات نائب لرئيس الوزراء متهم بسرقة ترليون دينار من اموال الفقراء والمهجرين ونائب اخر تحوّل بفعل المسبحة واللحية بين ليلة وضحاها من بائع كارتات موبايل الى واحد من اغنياء العالم..لم يكن في عشرينيات القرن الماضي ضابط عراقي سواء في الجيش والشرطة يجرأ ان يسيربطوله امام الناس لو قصـّر في واجبه بينما يسلـّم قادة الجيش والشرطة مدن تحت حمايتهم للعصابات وشذاذ الافاق ويخرجون بكل وقاحة في الفضائيات يهاجم بعضهم بعضا وينشروا غسيلهم القذر... في فترة لاحقة وبعد انتشار المباغي في العاصمة بغداد ولجوء ( علية ) القوم من الساسة والمسؤولين الى مباغي جديدة ، وبعدما بلغت ارذل العمر لم يعد من رواد حسنة ملص غير الباعة المتجولين والكسبة وبدأ الناس يرونها وقد اخذ منها السكر مأخذه وهي تدور في منطقة الميدان تسب ّ وتلعن من يتحرش بها ممن يعرفونها ورغم كل ما تثيره هذه النبذات من تاريخ بغداد من التقززفي انفسنا وما يمكن ان يثيره اسم عاهرة كحسنة ملص من ذكريات مؤلمة لصفحة من ماضي بغداد ، فانني اكاد اقسم ان هذه العاهرة ثوبها اطهر واعف واكثر نظافة من ضمير وقلب وثوب الكثير الكثير من ساسة هذا الزمن الاغبر ..زمن مقبولية الحرامية .. زمن مشـّيلي وامشـّيلك .. ومــال عمـك ما يهمـّك !!!!
جمال الطائي
#جمال_فاضل_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحشد الشعبي.. قلب الطاولة عليهم ..
-
ابناء المرجعية.. ويلاد ، بس بالاسم !!!
-
مبارك.. عليكم ايها النصابين !!!
-
كرفانات النازحين.. وولائم المتخومين !!
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|