أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - متى يعلنون وفاته














المزيد.....

متى يعلنون وفاته


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 347 - 2002 / 12 / 24 - 06:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
كان الهاجس الأمني ــ كما هو معروف ــ هو الدافع والمحرك الرئيسي لإنشاء مجلس التعاون من قبل أقطابه عام 1981 غداة اندلاع الحرب العراقية ــ الإيرانية، ولم تكن المنطلقات الدينية والقومية أو تلبية طموحات شعوب دول المجلس في تحقيق شكل من أشكال الوحدة كالعمل من أجل تحقيق التكامل في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية،

لم تكن كل هذه الاعتبارات سوى اعتبارات ثانوية ديكورية لتجميل التكتل الأمني الإقليمي الجديد، بدليل إن المجلس أثبت فشله الذريع على مدى عقدين ونيف في تحقيق أي إنجاز حقيقي ملموس في جميع أشكال الاندماج والتكامل في مختلف المجالات، بل لا تتردد دوله الكبيرة عن السير وفق خططها ومصالحها القُطرية الخاصة حتى لو تضاربت مع أية اتفاقية من اتفاقيات التكامل الورقية أو أضرت بمصالح أصغر دول المجلس وأفقرها. لم يكن مستغربا أن يسير المجلس على هذه الحال ما دام قد أنشىء أساسا فوقيا انطلاقا من الهاجس الأمني وبعيدا عن إشراك شعوب دول المجلس في القرار السياسي لتشكيله وصنع سياساته ومراقبة أعماله، ولاسيما أن معظم دول المجلس لا تأخذ بأي شكل من أشكال الديمقراطية. ولما كان الحال هو كذلك فليس غريبا ولا مستغربا أيضا أن تتحول قمم المجلس السنوية إلى طقوس سنوية مملة لأقطابها، ناهيك عن شعوبهم، ومع ذلك يصرون عليها، لتسجيل الحضور، وإثبات أن مجلسهم بخير ومازال عائشا وفي صحة جيدة، أي حتى لو تحولت القمة إلى مجرد كرنفال سنوي يتبادلون استضافته دوريا للبهرجة الإعلامية أمام العالم، في حين لا يتعدى دورهم فيه سوى جلسة أو جلستين للتصديق على بيان إنشائي متفق عليه سلفا، وتكاد تتكرر عباراته حول الأوضاع الإقليمية والعربية والدولية المعروفة ثم ينفض السامر.

وليست المجالس التخصصية التابعة للمجلس الأم بأفضل حال بل انعكاسا أمينا للمجلس الأعلى، لكن لا أحد حتى الآن من الباحثين أعد لنا دراسة إحصائية عن التكلفة الإجمالية لنفقات قمم المجلس ومؤتمرات المجالس التخصصية التابعة له بما في ذلك البطالة المقنعة لخبراء هذه المجالس وموظفيها والذين ليس لهم من عمل في هذه المجالس سوى التحضير لتلك المؤتمرات الفضفاضة البائسة أو إصدار الدراسات إثر الدراسات الورقية. وحينما تتوافر مثل هذه الإحصائية فمن المؤكد أن أرقام النفقات ستقدر بمليارات الدولارات، وما عليك إلا أن تقارنها بما هو متحقق على أرض الواقع من إنجازات ملموسة لتستنتج الحصاد الكارثي لإنجازات المجلس وحتى فيما يتعلق بالهاجس الأمني فقد فشل المجلس في مواجهة تحديين: الأول بناء استراتيجية أمنية موحدة إبان الحرب العراقية ــ الإيرانية بعيدا عن ممالأة سياسات نزعة التوسع للنظام العراقي، والثانية الفشل في التصدي للغزو العراقي للكويت عام 1990، وها هو الآن يفشل في رسم سياسة لمواجهة تداعيات الهجوم العسكري المرتقب على العراق، ومنها كيفية التعامل مع عراق ما بعد صدام.

وبناء على كل ما تقدم ليس غريبا أن تظهر القمة بهذا المظهر البائس الأخير في الدوحة بحضور قطبين فقط من أقطابها الستة أحدهما أمير الدولة المستضيفة، فقد شاء القدر أن تكون هذه القمة هي الأكثر تعبيرا عن شيخوخة المجلس المبكرة بلا رتوش، وهي شيخوخة معبرة في الوقت ذاته بكثافة رمزية عن شيخوخة ومرض بعض أقطابه بالتلازم مع مرض وشيخوخة الأنظمة التي يتربعون عليها ردحا من الزمن. ولئن تكن ثمة بضع حسنات تُحسب للقمة الأخيرة ــ إذا ما استثنينا بعض الإنجازات على الصعيد الداخلي كالاتحاد الجمركي الذي لا أحد يعرف كيف سينفذ؟! وماذا ستستفيد منه الفئات المهمشة من شعوب دول المجلس؟! فلعل إبداء التضامن الشكلي مع الكويت ضد الاستفزازات التي وردت ضمن ما يُسمى بـ "الاعتذار العراقي" للكويت، فضلا عن التضامن الروتيني السنوي مع الإمارات في حقها؛ لاسترداد جزرها المحتلة من قبل إيران من دون إحراز أي تقدم في هذه القضية المزمنة. لكن سيظل السؤال المنتصب بقوة بعدئذ بعد هذه النهاية التراجيدية للقمة، هو سؤال الشاعر العربي الراحل نزار قباني مع قليل من التحوير: متى يعلنون وفاة مجلس الخليج؟


 



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - متى يعلنون وفاته