أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2















المزيد.....

الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عودة لجيش الإنقاذ الفلسطيني والعربي :
حقق هذا الجيش رغم تسلحه البسيط وفقدان البرنامج الستراتيجي للتحرير المقترن ببرنامج تثقيفي وإجتماعي لربط الكفاح الجماهيري داخل فلسطين وخارجها بالكفاح المسلح داخل الأرض المحتلة .. حقق انتصارات رائعة في مختلف المناطق الفلسطينية ومنع قيام مستوطنات جديدة وهدد القائمة منها رغم فقدان القيادة الموحدة لهذا الجيش والتموين المنظم له سواء من الداخل الفلسطيني المنكوب أو من العواصم العربية والتي كانت كلها هبّات عاطفية ممزوجة قوميا ودينيا وبعيدة عن التنظيم العلمي المبرمج .. بعد تخلف وعزلة قيادات الأحزاب الشيوعية العربية بما فيها الحزب الشيوعي الفلسطيني عن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين باسم الدفاع عن السلام بين الذئاب المفترسة والنعاج البريئة .. مع الأسف ...؟
مر عام 1947 حاملا راية الصراع مع الصهيونية العالمية بمعزل عن الأنظمة العربية الإقطاعية اّنذاك التي أضحت تخشى تمرد جيوشها بعد تمرد شعوبها في تظاهرات 29 تشرين الثاني من هذا العام حيث صدر قرار تقسيم فلسطين بتأييد الإتحاد السوفياتي وملحقاته من الأحزاب الشيوعية العربية
حاول النظام السوري اّنذاك تجديد أسلحة الجيش فأرسل بعثة عسكرية برئاسة المقدم ( فوْاد مردم ) إلى إيطاليا لشراء صفقة أسلحة جديدة .. وبعد إبحار السفينة التي تحمل الأسلحة من ميناء نابولي باتجاه مرفأ اللاذقية السوري .. تمكن الموساد الإسرائيلي من تغيير مسارها واختطافها إلى تل أبيب .. في أكبر عملية قرصنة وتواطوْ تمت في ذلك الحين
وعلى الصعيد الداخلى أيضا في هذا العام برزت حركة إنفصالية في منطقة الساحل السوري يقودها شخص يدعى ( سليمان المرشد ) إدعى النبوة وجمع أنصارا كثر وراءه من الفلاحين الفقراء والأمميين في قرية ( جوبة البرغال ) وصولاّ إلى القرداحة وبدأ القيام بهجمات مسلحة على مخافر الدرك وقتل عددا من جنودها كما قتل زوجته ( أم فاتح ) قبل إعلانه النبوة وأخذ الخمس من سكان المنطقة البوْساء ليضمن لهم الجنة
كان لابد للدولة الوليدة أن تحسم الوضع حيث حاصرته وتمكنت من اعتقاله مع بعض المبشرين به وأجريت لهم أول محكمة عسكرية في تاريخ سورية الحديث وحكمت عليه بالإعدام مع إثنين من حوارييه ونفذ الحكم في ساحة المرجة بدمشق
عام 1948
--------
جرى العرض العسكري كالمعتاد في ذكرى الجلاء هذا العام رغم الجو المشحون في الأراضي الفلسطينية وتواصل قوافل المتطوعين في جيش الإنقاذ من المدن السورية ومن العراق الشقيق وكانت جميع هذه القوافل تمر من دمشق وسط تصفيق وتحية الجماهير لهم
كانت بريطانيا حامية المشروع الصهيوني منذ وعد بلفور إلى الإنتداب على فلسطين .. تخشى تصاعد الكفاح الشعبي في فلسطين الخارج عن هيمنة الأنظمة العربية التابعة لها والمنضبطة وفق إرادتها لذلك دفعتها لدخول جيوشها النظامية المعركة باسم تحرير فلسطين لتصفية الكفاح الشعبي وجيش الإنقاذ غير المنضبط .. لهذا حدد يوم 15 أيّار تاريخا لهجوم جيوش سبعة دول عربية بقيادة الملك عبدالله وقائد جيشه الإنكليزي ( غلوب باشا) وبعد سبعة أيام وقعت الهدنة الأولى
وكوفئ النظام الأردني العميل بوضعه وصياّ على القدس الشرقية والضفة والنظام المصري وصياّ على قطاع غزة ثم تلته اتفاقية الهدنة الدائمة في رودس وهكذا أقام حكام الأنظمة التابعة لبريطانيا دولة إسرائيل ولو لم يعترفوا بها
وعلى الجبهة الشمالية قاتل الجيشان السوري واللبناني قتالا جيدا بأسلحتهما المتخلفة . وتمكن الجيش السوري من تحرير مزرعة الخوري وكعوش وتل عزيزيات والضفة الغربية للحولة حتى وصل إلى مشارف طبريا .. حتى ساهم في القتال فصيل من رجال الدرك ( الشرطة ) السوريين ببنادقهم البسيطة
وكانت البندقية 36 الفرنسية أحدث سلاح في المعركة رغم ذلك قاتل شبابنا بشجاعة ولم نخسر من أرض سورية شبرا واحدا أما المناطق التي حررت من أرض فلسطين سلمت للعدو على أيدي الأنظمة العسكرية فيما بعد
وكان في مقدمة شهدائنا على ماأذكر :الملازمان الأولان . إحسان كم ألماظ - ومارسيل كرامة - والطيار فتحي الأتاسي .. كما استشهد من قريتنا الصغيرة اّنذاك الشهيدان الجنديان : عبدالله الخوري و نقولا مراد
قاتل يومه جيشنا بلحمه وشجاعة شبابه ... وخرج الجيش ومثله الجيش المصري بعد فضيحة الأسلحة الفاسدة _ بشعبية كبيرة فيى الشارع الوطني بينما خرجت الأنظمة بالخزي والعار ... ومن هنا بدأ دور العسكر يتنامى في الحياة السياسية مقابل أنظمة إقطاعية عشائرية متفسخة وهزيلة في مجابهة الشارع الشعبى من جهة والموْسسة العسكرية التي بدأت تتلمس عضلاتها . خصوصا بعد التظاهرات الشعبية التى قادها الطلاب في أواخر شهر أيار ضد حكومة جميل مردم ووزير دفاعه أحمد الشراباتي وتمكن تظاهراتنا يومها من إسقاط هذه الحكومة التى وقعت الهدنة . رغم إنزالها الجيش لأول مرة في عهد الإستقلال إلى شوارع دمشق لكنه وقف على الحياد وترك الشرطة وحدهم يتلقون حجارة المتظاهرين .. بينما حظي الجيش بالحب كصديق للشعب
في صيف ذلك العام حاولت شركة اّرامكو الأمريكية - السعودية عقد اتفاقية مع الحكومة السورية والرئيس القوتلي لتمرير خط أنابيب نفطها من الظهران إلى الزهراني جنوب لبنان مروراّ بالأراضي السورية .. ولم تستطع رغم صداقة الرئيس القوتلي المعروفة مع الملك السعودي . نتيجة معارضة معظم الأحزاب السورية والصحافة السورية التي كانت تتهم الحكومة بالخيانة في حرب أيار وإقامة الكيان الصهيوني
لذلك بدأت المخابرات الأمريكية ومعها الأذناب السعوديون يفتشون عن ضالتهم للإطاحة بالنظام الجمهوري البرلماني السوري بكامله بواسطة إنقلاب عسكري السبيل الوحيد الذي يمكن أن يحقق أحلام الشركة النفطية التي تتصارع مع الشركة البريطانية التي تنهب نفط العراق اّنذاك وتمد أنابيبها إلى حيفا في فلسطين - قطع بعد خيانة 15 أيّار - وإلى بانياس في سورية .. وطرابلس في لبنان - وضمن الصراع الذي كان قائما بين الإستعمار القديم والحديث الأمريكي .. بدأت أمريكا التسلل للمنطقة بعد وضع شركاتها النفطية موطئ قدم لها في السعودية والخليج
رغم الضغوط والإغراءات فشلت حكومة الحزب الوطني في تلبية مطلب أمريكا والسعودية - يمكن مراجعة مذكرات محسن البرازي الذي كان رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية - . وكانت جهود الملحق العسكري في السفارة الأمريكية في دمشق ( مايلز كوبلاند ) متواصلة لإيجاد ضالتهم في الجيش حتى وجدها باعترافه في كتابه ( لعبة الأمم ) ليصنع الإنقلاب العسكري الأول في سورية والثاني في الوطن العربي بعد انقلاب ( صدقي ) في العراق
و منذ ذلك الحين أضحي لعاب حصان ( بافلوف ) العسكرتاري يسيل خلف تفاحة السلطة كلما نضجت أو نخرها الدود واّلت للسقوط وكانت الكارثة
وقبل إنهاء هذه الحلقة أقول ماقاله الشاعر المهجري الياس قنصل بعد خيانة 15 أيار 1948
لم يبن دولتهم جيش ولا جلد ..... لكن بناها ملوك كلهم عرب
وقول شاعر فلسطين ابراهيم طوقان :
في يدينا بقية من بلاد .... فاستريحوا كي لاتضيع البقية
يتبع _ لاهاى 13 - 9



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
- ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
- هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
- من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
- منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
- شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال ...
- منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
- منابع الإرهاب الحديث ....5
- ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
- لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
- منابع الإرهاب الحديث ...- 4
- العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
- منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
- ....2 منا بع الإرهاب الحديث
- منابع الإرهاب الحديث
- القتلة واللصوص يصبحون روْساء في أنظمة العمالة والرجعية السود ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2