خواطر لمن يعقلون - ج49

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 01:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

خواطر لمن يعقلون - ج49

1..
هناك عاملُ خوفٍ و عاملُ رغبةٍ في الأديان. وسببُ بقاء الإنسان في دائرة الدّين يعود لكليهما معًا: الخوف من العِقاب والعذاب والرّغبة في الحصول على المكافأة بعد الموت. وكلّ الأسباب الأخرى لا معنى لها، إلاّ في حالة العارفين بخبايا الكتب وأسرار صناعة الخرافة الدّينيّة الذين تحرّكهم رغبة أخرى: الرّغبة في الرّبح "الآن وهنا" عبر تجارة الدّين التي يمتهنونها وإستغلال عاملي الخوف والرّغبة لدى عامّة المتديّنين لخدمة مصالحهم الشّخصيّة الدّنيويّة.

2..
صفات الإله في الأديان صفاتٌ بشريّة. كأنّه ملكٌ من ملوك البشر، يجلس على عرش، له عبيد ملائكة يحملونه على العرش. إله عاطل عن العمل وفارغ الوفاض ومتكبّر وديكتاتوري... الإنسان هو الذي إخترع الآلهة على صورته.

3..
أن تعتقد أن المصمّم الخرافيّ الذي تزعم أنّه مسؤول عن صُنع الكون يعتمد على طرق بدائيّة مثل الكتب والرّسل لإيصال كلامه للنّاس وإيضاح رغباته لا يختلف عن حديثك عن عالِم عبقري في علوم الحاسُوب يُرسل رسائله بإستعمال الحمام الزّاجل.

4..
حسب ما ترويه الكتب الدّينيّة، تمّ تكذيب أو قتلُ الرّسل وتحريف الكتب أو الإنحراف عن الطّريق المنصوح به من طرف الشّبح الإلهي، ولكن هذا الشّبح واصل القيام بإعادة وتكرار بنفس المحاولات... يذكّرني هذا بقول أينشتاين: "الجنون هو القيام بنفس الشّيء و توقّع نتائج مختلفة".

5..
منذ أكثر من نصف قرن والمسلمون يطلبون من ربّهم أن يحرّر فلسطين في كلّ صلاةٍ وفي كلّ مناسبة... تخيّلوا الكمّ الهائل من الدّعوات: آلاف المليارات من الدّعوات ولكنّ الله لا يستجيب... لو كان ذاك الشّبح موجودًا فعلًا، لسقط من عرشه ونزل بنفسه لتحرير فلسطين.

6..
ما أحقر عبارة "الحمد لله الذي عافانا ممّا إبتلاهم به"، المتداولة على ألسنة المسلمين. هذا يُشبه إرسال رسالة شكر لسفّاح ما ﻷ-;-نّه قتل العائلة التي تسكن أمامك، بدلا من قتلك أنت...

----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar4.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات