أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)















المزيد.....

قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نكمل في هذا الجزء الاشارة إلى بعض افكار ومواقف وفقه جماعة "الاخوان المسلمون"، التي اعتبرها الغرب من أكثر الجماعات اعتدالا، والامل في نشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، ودعَمها للوصل إلى الحكم في هذه المنطقة بالغة الاهمية، وغض النظر عن انتشارها في دوله.
قال حسن البنا: "ان الامام هو واسطة العقد ومجمع الشمل وهوى الافئدة وظل الله على الارض". حسن البنا، رسالة المؤتمر الخامس ص 48. هكذا وصف البنا شخصه تحديدا، وهو وصف لم يصف الرسول محمد به نفسه.
وقال عن "الجماعة" في مجلته بتاريخ 4/3/1945: "المسلم الذى لا ينهج نهج الجماعة ينال من الامام السخط وما هو أكثر من السخط، أتحسب ان المسلم الذي يرضى بحياتنا اليوم ويتفرغ للعبادة، يترك الدين والسياسة للعبثة الآثمين يُسمى مسلما".
وقال في "دعوتنا في طور جد: "لا تحيا الدعوة الا بالجهاد وليس في الدنيا جهاد بلا تضحية ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم".
نادى حسن البنا في دعوته الى قيام حزب واحد ورفض الافكار التعددية التي يقوم عليها الفكر الديموقراطي في أي حياة سياسية، وأوضح ذلك بصورة صريحة في "حسن البنا - الرسائل الثلاث" بقوله: "حل جميع الاحزاب السياسية ثم قيام حزب اسلامي واحد على اساس برنامج اسلامي صحيح".
السيف والمشرط
بناء على شرح حسن البنا لمسلك الامام وسلطته المطلقة ومفهوم "جماعة المسلمين" وانهم "اهل الحل والعقد"، من ليس معهم فهو آثم يُضرب بالسيف، إضافة إلى تسمية افكاره "دعوة" كأنه نبي جديد، يمكن فهم معارضة المفكرين المتنورين لافكاره ولدعوة العنف التى وردت في كتاباته وفقهه، كما يمكن تفهم اقوال الموالين له، ومنهم على سبيل المثال عبد الحكيم عابدين، احد قادة الاخوان وصهره، صاحب الميول الشعرية ومؤلف ديوان "البواكير" وهنا مقطع من احدى قصائده:
"لنجريها دماء جد ثائرة
وثورة الحق لا يدرى لها امد
أو يصبح الشرع دستورا لأمتنا
فليحذر القوم اني منذر صعد"
اصدر الاخوان المسلمون مجلة "النذير"، وكتب الشيخ عبد الرحمن الساعاتي فيها: "استعدوا ايها الجنود وليأخذ كل منكم اهبته ويعد سلاحه ولا يلتفت منكم احد. امضوا حيث تؤتمرون. خذوا هذه الامة برفق فما احوجها الى العناية والتدليل، وصفوا لها الدواء، فكم على ضفاف النيل من قلب يعاني وجسم عليل. اعكفوا على اعداده في صيادلكم. ولتقم على اعطائه فرقة الانقاذ منكم. فاذا الامة أبت فاوثقوا يدها بالقيود واثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة. وان وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فازيلوه أو سرطانا خطيرا فازيلوه. استعدوا ياجنود. فكثير من ابناء هذا الشعب في اذانهم وقر وفي عيونهم وقر". مجلة "النذير" اول محرم 1357 هجرية.
فى عدد رمضان 1357 كتب حسن البنا الآتي: "وما كانت القوة الا كالدواء المّر الذى تحمل الانسانية العابثة المتهالكة حمله، ليرد جماحها ويكسر جبروتها وطغيانها. هكذا كانت نظرية السيف فى الاسلام. لم يكن السيف في يد المسلم الا كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي".
ثمار اعمالهم
هنا سطر واحد فقط من بعض كتب قادة "الاخوان" وقادة "التنظيم الخاص" الذي نفّذ كل عمليات الاغتيالات والعنف الاجتماعي للوقوف على صفوة افارهم.
جاء في كتاب "النقط فوق الحروف"، لاحمد عادل كمال: "جماعة دون عنف يحميها : تهريج".
وفي كتاب "ارغمت فاروق على التنازل عن العرش"، أكد عبد المنعم عبد الرؤوف ان الاخوان حاولوا قتل عبد الناصر في المنشية بالاسكندرية، وأورد التفاصيل والترتيب والخطوات والتدابير التي اتُخذت لتنفيد الاغتيال.
ذكر صلاح شادي في كتاب "حصاد العمر"، عشرات الاعمال الارهابية التي قام بها أو ساعد على تنفيذها.
أكد محمود عبد العليم في كتابه "الاخوان المسلمين، احداث صنعت التاريخ"، ان عبد الرحمن السندي رئيس "التنظيم الخاص" دبر قتل نائبه سيد فايز. وذكر في صفحة 25 " قد ثبت ثبوتا قاطعا ان هذه الجريمة الاثيمة كانت من تدبير السندي".
وصف محمود الصباغ في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص" في الصفحة 132، خطوات عضو الجهاز الخاص بالبيعة؛ "اذ يدخل حجرة مطفأة الأنوار، ويجلس على بساط فى مواجهة أخ في الاسلام مغطى جسده تماما، من قمة رأسه إلى اخمص قدميه برداء أبيض، ثم يخرج من جانبه مسدسا، ويطلب المبايع ان يتحسس المصحف الشريف ثم يقول له: إن خنت العهد أو أفشيت السر، فسوف يؤدي ذلك إلى اخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير".
شرح محمود الصباغ معنى "اخلاء سبيل الجماعة" في الكتاب المذكور صفحة 138: " نصوص لأئحة الجهاز السري لجماعة الاخوان المادة 13، ان اية خيانة أو افشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرض صاحبة للاعدام واخلاء سبيل الجماعة منه، مهما كانت منزلته ومهما تحصن بالوسائل واعتصم بالاسباب التي يراها كفيلة له بالحياة". واضاف في الصفحة نفسها: "ان اعضاء الجهاز يمتلكون، دون اذن من احد، الحق في اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين".
المؤسِس والقاعدة
خطورة تدّيين السياسة، واستعمال القتل كأحد مفردات العمل السياسي العنيف والتسربل بالاسلام، استمرت مع الاخوان، حتى أكثرهم اعتدالا كما يُقال، فقد جاء في محضر قضية اغتيال الدكتور فرج فودة، الكاتب الاسلامي المعارض لتيارهم العنيف، الحوار التالي بين المحقق ومحمد الغزالي وكان أحد شهود النفي الرئيسيين:
س : من الذى يملك اقامة الحد؟
ج : المفروض ان جهاز القضاء هو الذي يقوم بهذه المهمة.
س : هل يبقى الحد على اصله من وجوب اقامته ؟
ج : حكم الله لا يلغيه احاد الناس.
س : ماذا لو أوقعه احاد الناس ؟
ج : يعتبر مفتئتا على السلطة، أدى ما ينبغى ان تقوم به السلطة.
س : هل هناك عقوبة للإفتئات على السلطة ؟
ج : لا اذكر أي عقوبة في الاسلام.
هكذا اصبح الدكتور فرج فودة، الكاتب الاسلامي التنويري عدو الله وعدوهم بالتبعية، رغم ان الرجل لم ينكر الدين أو الاسلام أو الُسّنة، وكل ما في جوهر فكره ضدهم انه انكر عليهم سياستهم المتسربلة بالدين. شرح ذلك للناس ولهم بالكلمة، فردوا عليه بعد الافتئات على السلطة بمدفع رشاش مزق جسده.
يُذكر ان فرج فودة كتب لسنوات وناظرهم عدة مرات، وقبل اغتياله بفترة قصيرة ناظر محمد الغزالي واكتسحه بآيات القرآن والُسّنة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، وقد حفظوا ذلك له وصمموا على قتله خوفا من شعبيته التي استفحلت، عندما قرر انشاء حزب سياسي علماني انضم اليه اعداد كبيرة من الشعب والصفوة والمثقفين والفنانين.
من الغريب فعلا ان يتوارى فكر النهضة العربية، وتنحصر افكار المفكرين المسلمين التنويريين داخل أغلفة كتبهم، ويتحجّب معظم الشرق الاوسط جسدا وعقلا، ويستمر شعبيا وسياسيا ودينيا فقه جماعة الاخوان المسلمين التي زرعت بذور مدارس العنف كافة منذ عشرينات القرن الماضي حتى اليوم، لدرجة ان إرهابيا مثل بن لادن كان عضوا في "الاخوان"، كما اعلن خليفته أيمن الظواهري اخيرا، ما يعني بكل وضوح ان "القاعدة" نتيجة فقه هذه الجماعة التي يراها الغرب معتدلة وديموقراطية والامل في بناء شرق أوسط أفضل. هل هناك اجابة على هذه الألغاز سوى انها لعبة سياسية، استفاد منها طرف من الاسلام سياسيا وأرهب الجميع به.

للموضع صلة



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (4)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (3)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (2)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا
- التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا
- إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)