|
من وراء استقاله هيجل : الاسد أم تنظيم الدولة
محمود طرشوبي
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 19:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من وراء استقاله هيجل : الاسد أم تنظيم الدولة في مارس 2008، قال باراك أوباما- الذي كان حينها مرشحا للرئاسة- أن "تشاك هيجل صديق عظيم لي، وأنا أحترمه كثيرا." أما اليوم ، فقد فصل أوباما هيجل من منصبه حيث كان وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي شغله هيجل لمدة تقل عن عامين. وصرح مسؤول كبير إلى جيم ميكلازيوسكي، مراسل إن بي سي نيوز المخضرم في البنتاجون، أن هيجل "لم يكن يرقى إلى منصبه." و نقل جيم ميكلازيوسكي أن "مسؤولون كبار بوزارة الدفاع أخبروا إن بي سي نيوز إن هيجل قد أجبر على الاستقالة." وأضاف: "قال هؤلاء المسؤولون أن البيت الأبيض فقد الثقة أن سيناتور نبراسكا السابق يمكنه تنفيذ دوره في وزارة الدفاع". وكان تقرير صحيفة التايمز حول الاطاحة بهيجل أقل حدة، ولكنه حمل نفس الرسالة. فقال أحد مسؤولو الإدارة إلى الصحيفة: "يتطلب العامين المقبلين نوعا مختلفا من التركيز." و كان هيغل قد سئل في لقاء صحفي عن الاختلافات مع أوباما وإن كانت ستؤدي إلى استقالته فأجاب حينها "عندما أستيقظ في الصباح فإنني لا أشعر بالقلق حول منصبي بل أشعر بالقلق حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على الولايات المتحدة".وقبلها بنحو شهر قال وزير الدفاع الأميركي "إن الحرب التي يقودها أوباما وتحالفه ربما تقدم هدية على طبق من ذهب للرئيس السوري بشار الأسد". و من اللافت إن الفترة الأخيرة شهدت خلافات بين أوباما وهيغل خاصة في ما يخص مسألة تنظيم الدولة، وما إذا كانت الحرب ضده تخدم تنظيم الأسد، وتعد تلك أحد الفروق الجوهرية بين أوباما وفريقه من جهة وتشاك هيغل من جهة أخرى ( كما ذكر بعض المحللين ). الأزمة السياسية الصامتة التي أخرجت وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل من الحكم لم تكن سوى نموذج آخر لتسلط الرئيس باراك اوباما على أحكام أفراد ادارته. ففي مطلع الشهر الماضي صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان: «القتل الذي يستحق قتالنا»، برر فيه وزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، استقالته من الادارة بسبب خلافه مع الرئيس حول توقيت انسحاب القوات من العراق. واعترف بانيتا بأن وكيلة وزارة الدفاع ميشال فلورنوي، حاولت أن تقدم مقترحات العسكريين بطريقة مقنعة يرضى عنها الرئيس. ولكنها فشلت في زحزحته عن عناده، مثلما فشل زميلها اشتون كارتر أيضاً أثناء عرضها لأسباب استقالة وزير الدفاع تشاك هجيل، حرصت صحيفة «نيويورك تايمز» على نشر جزء من وقائع جلسات الخلاف مع الرئيس اوباما حول السياسة المتّبعة في الشرق الأوسط. والثابت أن الخسارة الجسيمة التي مُني بها الحزب الديموقراطي الحاكم في الانتخابات النصفية شجعت اوباما على اختيار ضحية من ادارته يقدمها وقوداً لتهدئة أنصاره ومحازبيه. ووقع اختياره على المشاغب الأول في ادارته تشاك هجيل . وتؤكد الصحف الاميركية أن الاستقالة - أو الاقالة - كانت حصيلة مناقشات حامية بين الرئيس ووزير دفاعه، خصوصاً عقب الكشف عن الرسالة السرية التي وجهها اوباما الى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وهي رسالة بالغة الخطورة تحمل بين طياتها أهدافاً مثيرة للقلق، على ما وصفتها جريدة «وول ستريت جورنال.» وقد تعمّد الرئيس إخفاءها عن أعضاء ادارته لاقتناعه بأنهم لا يوافقون عليها، خصوصاً أنها تتعهد بضمان استمرار حليف ايران في سورية الرئيس بشار الأسد. كما تتعهد، من جهة أخرى، بالتعاون العسكري ضد «داعش» شرط توصل ايران الى اتفاق نووي شامل. في بعض النواحي، كان هيجل هو الشبيه الجمهوري للرئيس: كلاهما يشككان في حربي العراق وأفغانستان، وحريصان على اعادة القوات الامريكية إلي قواعدها داخل الولايات المتحدة ، ومترددان في توريط الولايات المتحدة عسكريا في أماكن أخرى في الشرق الأوسط. إذا كان الهدف الأساسي هو استكمال جدول أعمال أوباما في الانسحاب من العراق وأفغانستان، إذا فوجود هيجل في البنتاجون يبدو أمرا منطقيا. إلا أنه في العام الماضي تقريبا، تم استبدال سياسة فك الارتباط. ونشر بالفعل ثلاثة آلاف جندي ومدرب عسكري أمريكي في العراق للمساعدة في هزيمة الدولة الإسلامية. والأسبوع الماضي، أكدت الإدارة الأمريكية أنها تعدل خطتها لإنهاء دور الولايات المتحدة القتالي في أفغانستان، حيث تزداد قوة طالبان والجماعات الأخرى. ووفقا لتقرير نشر في صحيفة نيويورك تايمز، أذن الرئيس مؤخرا لوزارة الدفاع الأمريكية أن تنفذ هجمات ضد مقاتلي طالبان، والتي يمكن أن تشمل ضربات جوية واسعة النطاق لدعم القوات الحكومية الأفغانية. هيغل كان يعتقد ان الاستراتيجية الامريكية العسكرية في العراق وسورية غير ناجحة، وتعطي نتائج عكسية تماما، وخرج على كل الخطوط الحمر عندما اكد ان الضربات الجوية الامريكية لمواقع “الدولة الاسلامية” في البلدين صبت في مصلحة الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه. هيغل كان يطالب اوباما بأن يعطي اولوية لتغيير النظام في سورية، ولا يكتفي بتوجيه ضربات جوية للدولة الاسلامية وارسال قوات ارضية، ولكن الرئيس اوباما وبعض القادة العسكريين مثل الجنرال مارتن ديمبسي يرون عكس ذلك، ويفضلون عدم تكرار الاخطاء الامريكية في العراق وافغانستان وليبيا. لا شك ان هذه الاستقالة او الاقالة تعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط، مثلما تعكس خلافات داخل الادارة الامريكية ولا نستبعد ان تكون مقدمة لاستقالات اخرى في المستقبل المنظور بهدف اعادة التجانس بين اركان هذه الادارة. كان هيجل واحدا من أوئل كبار المسؤولين الامريكيين الذين حذروا من أن داعش تمثل خطرا كبيرا على المصالح الأمريكية، وهو الذي قيل إنه أغضب مساعدي أوباما في ذلك الوقت. وفقا لبعض التقارير، كان هيجل يدفع الإدارة الأمريكية مؤخرا لإرسال المزيد من الموارد للعراق، وزيادة عدد الضربات داخل سوريا. في الشهر الماضي، أرسل مذكرة إلى سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي، "معربا عن قلقه حول الاستراتيجية الكلية حول سوريا" كما قال مسؤول لقناة CNN. اختلفت الآراء والتحليلات حول الاسباب الحقيقية التي ادت الى استقالة او اقالة تشاك هيجل وزير الدفاع الامريكي، فهناك من ردها الى اسباب سياسية، فقد كان صعبا على هيغل الجمهوري ان يتعايش مع ادارة اوباما الديمقراطية خاصة بعد ان حقق حزبه الاغلبية في الكونغرس بعد فوزه في الانتخابات النصفية ، وهناك من يؤكد ان تعارض وجهات نظره مع الرئيس باراك اوباما حول كيفية التعامل مع النظام السوري كانت الشعرة التي قصمت ظهره ودفعته الى الاستقالة. الوزير هيغل جرى تقديمه ككبش فداء من خلال تحميله، كليا او جزئيا، مسؤولية فشل السياسات الامريكية وخطط التدخل العسكري في العراق وسورية، ولا نعتقد ان من سيأخذ مكانه سيكون اكثر كفاءة ويصلح الخلل بالتالي. واللافت ان الكثيرين وهم يحللون اسباب استقالة هيغل، والخلافات المتفاقمة منذ اشهر بينه وبين الرئيس اوباما ينسون، او يتناسون عنصرا لا يمكن تجاهله، وهو صعود “الدولة الاسلامية” والنجاحات العسكرية التي حققتها على الارض في الاشهر العشرة الماضية، سواء في سورية او العراق. محمود طرشوبي
#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية من التاريخ : الداعشية الأوربية أشد إيلاماً
-
رسالة إلي أهل الفيس بوك و أقرانه
-
كلمات قصيرة في وفاة ابو متعب
-
قطر :كأس العالم و دموع الندم
-
لمن تفتح قلبك
-
جنازة لايجب أن تحضرها !
-
بكاء علي أمة المليار
-
أنا إرهابي
-
هل حول «تنظيم الدولة» مسار الحرب في سوريا إلى قضية أمنية دول
...
-
حروب طواحين الهواء
-
إلي الثوار : الطريق مازال طويل
-
جمعة للتطهير
-
الدور السعودي في اليمن
-
الخونة
-
البكاء بقلب عليل
-
عار علي الجيوش الإسلامية
-
مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )
-
تحت ظلال الموت
-
رحل الطاغية و تبقي مصر
-
أرحل يا سيادة الفريق
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|