عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 09:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
معاذ ليس أول جسد يُحرق , ولن يكون الأخير , فهذا ديدن الانسانية عبر مخاضها الحضاري , كل الشعوب حَرقت وأُحرقت , ومن ينكر هذا فهو كاذب , ومعاذ ليس أول أسير حرب يقتل ويمثل بجسده , كل الشعوب أسَرت وأُسرِت ومَثلّتْ ومُثل بها , وقطعتْ وقُطعت .ومعاذ ككل طيار حين يخوض الحرب فهو إما أن يكون قاتلا أو قتيلا , فهذا من بدهيات الحرب ,
ومعاذ كان يمكن أن تتفجر به طائرته لخلل فني وتحرقه وترمي بأشلائه , ومعاذ كان يمكن أن يصاب بسكتة قلبية أو دماغية أثناء قيادته للطائرة فيسقط وطائرته في النهر ...فهذا من بدهيات القضاء والقدر .....ولكن موت معاذ لم يكن من كل هذه البهديات والعاديات .
. الموت أو القتل أو الجريمة أو الحرق , كلها أحداث أعتيادية في الحياة , غير العادي في قتل معاذ أنه قتل تقني فني ما بعد بعد حداثي ,و بالمؤثرات الحضارية المقدسة , ما يعني أن انسانا ذا عقل ووجدان جلس أو تمدد على أريكة مريحة وربما كان يتناول قدحا من البيرة الباردة , قد تكون بكحول أو بدون كحول تبعا لضرورات الشرع السياسي , أخذ يشحذ مخياله بصور درامية لمشهد الموت البشري ,فيبلغ به جنون الفنون أن يخرجه موتا حقيقيا متمثلا الاله في عليائه في أقدر صوره يحرق ويرمي البشر بالنار ,
هنا في هذا الجنون الفني بالذات ظهرت عدمية "جون " المتخم بالعلم والقدرة الحضارية على العمران ورفع معدل الحياة ومكافحة المرض واسباب الموت , والذي بعد أن ملّ الحياة ما عاد يحتمل عقلَه فأفلته نحو الموت ..
"جون " هذا هو خليفة الله لا البغدادي , فهو الذي يملك حقوق الموت والتعذيب و خلق مشهد حرق حقيقي محفوظ في ذاكرة الحواسيب قبل البشر
في اللحظة التي رسم بها "جون "مشهد حرق معاذ كان يحرق انسانه هو ويخرج منه الله الذي أماته نيشتة . ,
جون الذي ملّ المراكز يتوق الآن إلى الأقاصي والهوامش فيعثر على داعش " الجرابيع " الذين نفتهم الحضارة إلى أقاصيها ...فيعلن من الهامش الحرب المقدسة على ذاته ,
"جون " المجنون يسقط النظام , يسقط الانسان ويعلن عودة الله ,
"جون " خليفة الله ...بل جون الآن هو الله ...
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟