أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمادى أحمد - حالة حرب















المزيد.....

حالة حرب


محمد الحمادى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين يسأل اى انسان هذا السؤال "الديك عداء مع احد لا تعرفه ؟" بالطبع وبدون ادنى شك ستكون الاجابة بالنفى ... فكيف لا اعرف انسانا واكن له العداء والبغضاء؟؟! ... كيف لى ان اعادى انسانا لم يفعل شيئا ضدى قط؟!!.
اسمح لى عزيزى الانسان انت دائما فى حالة حرب بل ويمكن وصفها بأنها ابشع حرب على الاطلاق لتجعل من قساوتها وعنفها وقوتها ما يجعل الولدان شيبا
لا تستعجب فمعى الدليل على انك معاد اناسا لم تعرفهم ومحاب آخرين ..!!
فقط عزيزى الانسان ذلك يحدث حين اغير من صيغة السؤال ... الديك عزيزى المسلم عداء مع غير المسلمين ؟ الديك عزيزى المسيحى عداء مع غير المسيحيين ؟ الديك عزيزى (الدرزى –اليهودى –البوذى –الهندوسى ) عداء مع المغايرين لدينك ...اننى عزيزى الانسان سوف اتعمق اكثر فى الاسئلة واتفحص ما تخرج لنا من اجوبة ادلتها موجودة على مر العصور فحين اسأل السنى الديك عداء مع الشيعى ؟ الديك عزيزى الكاثوليكى عداء مع البروتستانتى؟ لن اعطيك عزيزى القارىء الاجابة فهى موجوده موثوقة موثقة عبر صفحات الزمن,مع انه لايستطيع اى انسان ان يرى ما فى قلوب الناس من حب وود او كره وعداء ولكن المشهد العام الان وكذلك التاريخ الحافل بالمعارك الدينية دليل على كونك معاد ومحاب منذ نشأتك, ولست هنا بصدد الحروب التى قامت بأسم الدين او الطائفة -او من هم اطلقوا على انفسهم جند الله المتكلمين بلسانه الضاربين بيده المختارين من قبله - فكتب التاريخ تعج بهذه الحروب وتفاصيلها وان ما انا بصدده هو حالة الحرب الخفية الداخلية بين البشرالمتخلفين المختلفين عقائديا والتى تكبد الانسان اكبر الخسائر جراء هذه الحروب فمع ان الاديان تدعو للتسامح الا ان هذه الدعوة تقريبا لابناء الدين الواحد وتسقط حيال الاخرين.
هنا لزم التنويه فقط للحروب التى ارتكبت بأسم الدين للدلالة الواضحة على حالة الحرب هذه فهى على سبيل المثال لا الحصر
1- مذابح الارمن وتعرف ايضا بالمحرقة الارمينية
2-حرب الثلاثين عاما فى اوروبا
3- الحروب الصليبية
4- حرب التتار
فهذه لسيت قائمة لكل الحروب التى اندلعت بل كان غيرها الكثير والكثير من الحروب كان السبب الاساسى والرئيسى فيها هو الدين فمن هذه الحروب ما استمر اعواما وقرون عدة فالحروب الصليبية استمرت من القرن الحادى عشر الى القرن الثالث عشر جرت خلالهما بحار من الدماء ولا ننكر الصرعات الطائفية الان وما ينتج عنها من دمار وخراب وخير دليل جماعة "داعش".
وبما ان لكل حرب اسباب فيعد احد اهم هذه الاسباب فهو واضح وضوح الشمس فهذه الحرب ماهى الا نتيجة ما رسخه رجال الدين فى العقول –عقول البسطاء خاصة- وما ارتكبه هؤلاء من شناعات وبشاعات كانت شرارة لهذه الحرب ... فهم –الا قليلا ممن رحم ربي- لم ولن يتوانوا او يتهاونوا لحظة فى ترسيخ مفهومهم الخاطىء فى العقول فينطبع على الناس فى افعال اجرامية ارهابية
لقد ارتبط رجل الدين بالحاكم بمختلف الصور(قاضيا- واليا- داعيا ..) باقيا تحت وطئة حكمه منذ الازل محاولا كلا منهما الحفاظ على مكانته التى وصل اليها فتوحدا وتوحّدت اهدافهما فأبقى الحاكم رجل الدين فى مكانه مغدقا عليه بالمال والحماية وفى المقابل أصبح رجل الدين قاضيا بأسم الحاكم مواليا له كل الولاء داعيا له واليه فأخمد الثوارات التى ضدده بشرعنة الخروج عن الحاكم موظفا الدين فى هذا الشأن توظيفا يخدم الحاكم بل هناك من غال واعتبره كفرا-ومن هنا كانت شرارة الحرب- فضاغ الايات للحاكم وفسر النصوص تفسيرا سياسيا يوائم ويجارى الحاكم وصارت النصوص المقدسة وكأنها نزلت للحكام فقط! ودلل على تقواه وورعه وبرر بطشه واخرس الناس بأسم الدين وطوع العقول لاستقبال هذا المعنى بإستمالة القلوب واللعب على الوتر الحساس فكان الحاكم هو لسان الله الذى لا ينطق عن الهوى ويد الله العادلة ورجل الله التى تسعى لإعلاء الحق وصار الحاكم بفضل رجل الدين ظل الله فى الارض! وصار الدين بفضل رجاله بعيدا عن هدفه ووظيفته الاساسية.
وتغلغل رجل الدين فى الدولة وهيمن على المجتمع فكريا وصار رمزا للدين فتحزبت له الناس وانقادت فى انصياع تام دون ادنى اعمال للعقل واصبح الهوس الدينى فى قمته وانتشرت الفتن الطائفية والحزبية وعج المجتمع بالخرافات حتى وصل –او قارب على الوصول- الى التقديس واكم من ارواح زهقت دماءها فداءا لرجال الدين ولا ننسى هنا كيف كانت الحياة فى العصور الوسطى الاوروبية او عصور الظلام ما بين( 500--1000 م)-التاريخ تقريبى وليس قطعى - حين سيطرت الكنيسة بفضل رجالها على الحياة بأكملها فإنحط التفكير العلمى واستبدل بالايمان بالغيبيات والخرافات وتدنت الثقافة ودارت الدائرة حول الملائكة واحتقار النساء والاقوال المأثورة للقديسيين وتفسير الاحلام ووجوب قراءة التعويذات عند القيام بالاعمال واهتم الناس انذاك بتفسير الظواهر تفسيرا دينيا مبتعدين عن التفسير العلمى بل ربطوا حدوثها بالتنبؤات الدينية وصارت العلوم الدينية منتشرة فى انحاء اوروبا وتركوا الحياة العامة حتى ان رجال الدين حرموا تعلم او تعليم اللغات الاخرى رابطين اللغة اللاتينية بالديانة المسيحية وعم الفقر وانتشر التعصب واندلعت الحروب الدينية .
من كان مقدورهم هذا واكثر فلك ان تتخيل عزيزى القارىء مدى السموم التى يبثونها فى عقول الناس من تحجر للافكار وتصلبها والتحيز والتعصب للدين ولقد اعترانى شعور بلاسى والحزن الشديدين حين بحثت عن رجال الدين فى الشبكة العنبكوتية (الانترنت) فوجدت ما يدمى القلب وتقشعر له الابدان فهنا حكم سب رجل الدين وذاك يرى ان رجال الدين المسلمين افضل من غيرهم فى باقى الديانات مستندا على كثرة العلوم الدينية الاسلامية وهذا يحرم ويجرم دين هذا وذاك يدعوا للقتال بأسم الدين ومنهم من يرى القتل وسيلة للتكفيرعن الذنوب ومنهم من اتخذ التكفير طريقه ومنهجه وداعش خير دليل !
وانا ارى ان الارهاب الحقيقى هو يصنعه رجال الدين فكل ما سبق من جرائم وحروب داخلية –داخل النفوس- وبثا للبغضاء فى الناس يعتبر نقطة فى بحر جرائمهم التى قامت بدعواهم الخبيثة الدنيئة ويعد تقبل الاخر حلا جذريا لهذه الظاهرة فتقبل الاخر مجردا من الدين واللون والدولة اى تقبلا انسانيا يحمل فى طياته ايات الحب والسلام لا ايات الحرب والدمار وكذلك فتح باب حرية العقيدة والاعتقاد على مصرعيه شريطة عدم التعدى على حريات الاخرين وأيضا التعقل فى فهم الامور الدينية وما تبعها من سموم رجال الدين وغايتهم كفيل بخمد هذه الحرب.
فلو ادرنا ظهورنا لهذه الطائفة المخربة عقيمة الفكر والتفكير داعية الحرب والدمار قاتلة الانسانية ستتفشى فى مجتمعتنا العربية كل ظواهر الهوس الدينى والتى ستقسم المجتمع وتقطع اوصاله وتهدم كيانه القويم وتحل تماسكة وتغير مبادئه السامية وتحولها الى مبادىء متعصبة متحجرة قاضية منهية على المجتمع بجميع طبقاته وسنظل دائما فى "حالة حرب"



#محمد_الحمادى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسكر بين الحقيقة والتزييف
- حديث الناس
- الراقصة والعسكرى


المزيد.....




- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...
- ماما جابت بيبي.. متع أولادك بأجمل الاغاني والاناشيد على قناة ...
- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمادى أحمد - حالة حرب