حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:13
المحور:
الصحافة والاعلام
يصهلل الإعلام العربي من محيطه إلي خليجه لمتاعب شارون في الكنيست ولنشر الفضائح الأمريكية البريطانية في العراق ولمعاناة بوش بسب إعصار نيو أورليانز وغيره وغيره. خُصِصَت الصفحات الملونة لنشر صور شارون حزيناً وللمعذبين العراقيين وزبانيتهم في سجون الأمريكان والإنجليز. لكن ألا يجب علينا الآن أن نقف في مواجهة النفس بكل الصراحة والصدق؟ لا بد أن نسأل أنفسنا عن صاحب الفضل في نشر هذه الأخبار علي العالم، إعلامهم أم إعلامنا؟ من له السبق في تبصير العالم بما يندي له الجبين، إعلامهم أم إعلامنا؟ إعلامهم هو الذي فضحهم بكل الشجاعة المهنية دون خوف من حبس وتشريد في أخف الفروض.
لماذا لم ينشر إعلامنا ما يجري بداخل الحدود العربية بنفس جرأته في نشر ما سبق نشره في "إعلامهم"؟ هل السجون وأقسام الشرطة العربية ببعيدة عن اِنتهاكات حقوق الإنسان؟ أين أصحاب الرأي الذين طالتهم بحديدها ونارها السجون العربية وزبانيتها منذ عقود؟ هل التُهَم المُعَدة سلفاً لكل هَمسة بخافية عن العقول العربية الحبيسة؟ ألم تُذِب بعض الأنظمة العربية الثورية أي أثر لمعارضيها من علي وجه البسيطة؟ ألم تفضح الصدفة المقابر الجماعية بعد أن عَجَزَت الألسنة عن كشفِها؟ إذا نسي البشر فالتاريخ حديدي الذاكرة.
كم تمنينا أن يكون إعلامنا قادراً علي تعرية كل ما يَزِل الإنسان العربي في أرضه ويدهس حقوقه مُغتالاً كرامته. للأسف فإن "إعلامهم" أيضاً هو الذي يفضحنا كما يفضحهم. كم تمنينا أن نري، ولو وزيراً عربياً مُنَكس الرأس بعد أن حاسبه مجلس نيابي حر آتي به الشعب ليدافع عن مصالحه. الأنظمة العربية تخطئ بلا محاسبة، تبدد بلا مراجعة، الإعلام يعلو صوته بما يحدث في الخارج وينكتم في الداخل.
قبل الختام، هل جاءت متاعب الأمريكان والإنجليز في العراق هدية للأنظمة العربية؟ هل هي المنقذ من ضغوط الإصلاح؟ هل نفذت الأنظمة العربية بجلدها؟ وهل كشف تلك الفظائع مقصود في حد ذاته؟ هل هو حقاً بلا غرض؟ الإجابة قد تكون عند الزمن،،
نتمنى لإعلامنا الحرية، بلا قص ولا منع ولا رقابة، فهي من حريتنا،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟