|
مشاهير ومحبوبون
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 10:07
المحور:
المجتمع المدني
مشاهير ومحبوبون قائمة العشرين إمرأة والعشرين رجلا ، الذين يحظون بأكثر وأعظم الإعجاب (على المستوى العالمي )، ضمت هذه القائمة كثيرا من الوجوه المعروفة ، بما في ذلك جورج بوش الإبن ( الأمر الذي يثير الحيرة والعجب !!)، وبإستثناءه فالقائمة تثير الإعجاب ، فالقائمة بمن فيها ، يستحقون الإعجاب الكبير ولا شك . ومن بين الشخصيات التي إحتلت مراتب متقدمة ، نَجِد الدلاي لاما ، رجل الدين التيبتي ، الذي يقود شعبه في طريق التحرر من الإحتلال الصيني ، وبالوسائل والطرق السلمية . كما ويتواجد في مرتبة أعلى منه البابا فرانسيس (بابا الفقراء والتجديد في الفكر الديني) . ولم يغب عن القائمة ، المعجزة الإنسانية ،ستيفن هوكينغ ، وتقتسم معه نفس المرتبة المناضلة ضد الدكتاتورية في ميانامار ، أونغ سا سو تشي . خلت القائمة من عربي أو مُسلم ، اللهم إلا ملالا يوسف زاي ، ضحية إعتداء المتطرفين الإسلاميين من طالبان ، والتي لا يُمكن إعتبارها أو إحتسابها على الإسلام السائد (السلفي والوهابي ) إطلاقا . ما يلفت الإنتباه ، هو تصدُّر انجيلينا جولي وبيل غيتس القائمة ، مما يحُثنا على التساؤل لماذا ؟ أولا، وقبل الإجابة على السؤال ،يأتي هذا التدريج بناء على إستطلاع للرأي أجرته شركة "يو – غوف " عبر الإنترنت وشمل 25 الف مشترك من 23 بلدا . لقد وضع غالبية هؤلاء المشاركين في الإستطلاع ، جولي وغيتس ، في الصدارة لأسباب لا تخفى على اللبيب ، فهما مشهوران ، كل في مجاله ، فهي ممثلة وهو صاحب أعظم قفزة في عالم الحاسوب . لكن ليس هذا هو السبب وراء إختيارهما كأكثر شخصين حصدا الإعجاب . والسبب في ذلك هو سلوك انجيلينا جولي وبيل غيتس ، فهي سفيرة الأمم المتحدة للطفولة ، لم تفتقدها منطقة منكوبة في افريقيا واسيا وباقي القارات . قدمت العون المادي والأهم من ذلك الدعم المعنوي ، إحتضنت الأطفال المنكوبين وطبعت على جباههم قبلات ، ولم تفعل ذلك بحثا عن شهرة أو مال ، فهي تأتي إلى "منصب" سفيرة الطفولة بعد ان حققت شهرة وكسبت مالا وفيرا . إنها تقدم من نفسها للأخر الضعيف ، الفقير والمضطهد ، دون فرق بين لون ، دين أو قومية . وهكذا هو بيل غيتس الذي قدّم ثروته طوعا لدعم التعليم الجامعي في افريقيا وغيرها ، ولم يَسْتبقِ لأولاده إلا جزءا يسيرا من الثروة الطائلة التي كسبها بجدارة ، ونتيجة لجهده الذهني ، والتي تُقدر بعشرات المليارات من الدولارات ، وضعها كلها وبكل كرم غربي واريحية غربية ( على خلاف البخل العربي )، وضعها في خدمة التعليم الأكاديمي ومساندة الطلاب الفقراء في افريقيا وفي غيرها ، وهو يفعل ذلك طوعا وبدون اهداف ذاتية ، ويحصل على الدعم المادي من صندوق بيل غيتس ، كل طالب محتاج في افريقيا دون تمييز بين دين وقومية .. (وربما لا يحصل اصحاب البشرة البيضاء على هذه المساعدة ..!!) لم أستغرب هذا الإختيار ، رغم أنني لو شاركتُ في الإستطلاع ، كنتُ أختار غيرهم ، لكن يبقى المعيار واحدا .. إنسانية المرشح وتضحيته من أجل المختلف ، المُغاير ، المضطهد والضعيف . ويصدم غياب عربي أو مسلم من هذه اللائحة (ماعدا ملالا) بحدة ، كحِدة إصطدام العين بالمخرز !! ألم يخطر ببال قسم من ال 25 الفا المشاركين بالإستطلاع ، إسما عربيا أو مسلما ؟؟ قد يقول البعض بأن المشاركين قد يكونون في غالبيتهم من بلاد غير عربية وغير مسلمة ، أو أن العَيِّنة تفتقد إلى "تمثيل" عربي – إسلامي .أو لربما "صناعة " الخير العربية لا تجد من يدعمها أو يُسوقها ..!! وكلها ذرائع فارغة ..!! فالعرب والمسلمون يحتلون( في المخيال الجمعي العالمي والأممي ) ،هذه الأيام ، يحتلون المراكز الأولى في الذبح، الحرق ، الإغتصاب والقتل ، وبكل جدارة .. ومع أنني أرتكبُ خطيئة التعميم والتنميط ، فأنا وغيري لا نجد ما نُدافع به عن ابناء جلدتنا..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعويذة الأزهر : مزيدٌ من القتل البارد ..
-
حُرّاس -ألعائلة الملكية - الإسرائيلية .
-
صراع حضارات ..؟؟!
-
التنميط .
-
تجسيد الموت .
-
بَعْدِيَ الطوفان ..
-
نعمة النسيان
-
رحيل طفل في الخامسة والسبعين ..
-
قائمة مشتركة والزميلة عايدة سليمان عضوة كنيست ..
-
كوميديا سوداء ..
-
الأقلية ومؤسسات السلطة ..!!
-
ألذكاء ومؤخرات الأمهات ..!!
-
داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..
-
لِكُلٍّ من إسمه نصيب ..حتى موقع الحوار .
-
ما زالوا يُشمّرون ..!!
-
دمعة محمد وبرائته ..
-
-هأرتس- في مرمى النيران .
-
تَبَلُّد حَواس ..؟!
-
ألكيمياء تهزم فرويد ..!!
-
تجربة 929 .. أو من يمتلك النص ؟!
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون نازح في لبنان و285 ألفا غاد
...
-
إيطاليا.. اعتقال 38 شخصا خلال مظاهرة داعمة لفلسطين في روما
-
الأمم المتحدة: أكثر من نصف مليون نازح في لبنان و285 ألفا غاد
...
-
الآلاف يتظاهرون في المجر للمطالبة بمواجهة -الآلة الدعائية- ا
...
-
عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو تخلى عن أسرانا من أجل من
...
-
مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: لبنان يواجه أزمة مروعة بس
...
-
بعض الدول لا يمكنها تحملهم.. هل اللاجئون ظالمون أم مظلومون؟
...
-
بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة تستنكر بشدة استمرار حرب الإبادة
...
-
من الرقص والاحتفالات إلى مأوى للهاربين من الحرب.. -سكاي بار-
...
-
مفوّض شؤون اللاجئين يندد بأزمة -مروّعة- يواجهها لبنان
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|