أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف بن سالم - حدث ابو هريرة قال















المزيد.....


حدث ابو هريرة قال


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 03:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرض السبات المزمن...هلا ينتهي ؟
حدث أبو هريرة قال:
رأيت البارحة في المنام أني أعيش في زمن غير زماني أظنه القرن الخامس عشر الهجري الموافق لمطلع القرن الواحد والعشرين الميلادي وحدثني صديق لي فيه فقال : هلا استيقظنا- أبا هريرة - من سباتنا العميق المزمن هذا الذي تسببت لنا فيه تلك المسماة بالأديان السماوية وبحثنا لأنفسنا عن معرفة أخرى تستجيب لحاجاتنا الضرورية والكمالية ولتطلعاتنا المستقبلية ومُواكبة للحضارة القائمة ...؟ ثم أضاف يقول :
الله لا وجود له أخي في الواقع الفعلي . إنه مجرٌد اعتقاد ناجم عن الضرورة ، ضرورة البحث عن المعرفة ، معرفة الوجود الذاتي في علاقته بالوجود الكوني ، إنه وهم من هذه المعرفة المطلوبة دعت إليه الحاجة إلى الرفد والسند في مواجهة هذه الطبيعة القاسية ودعت إليه الرغبة فى تلبية الحاجات الضرورية المتزايدة عند البشر لمواصلة الحياة في هذا العالم ، ودفعَ إليه أيضا الخوفُ من المستقبل ، لأن الحياة بدون اعتقاد في وجود قوة ما مُنظمة ومسيٌرة لهذا الكون تبقى وكأنها مفتقدة دوما إلى السند الأخلاقي في الحياة الاجتماعية وإلى المبرر الضروري والكافي لجدوى وجودنا في العالم لكن هذه القوة ليست بالضرورة مشحونة في كلمة مصطلح ليس لها حتى المدلول اللغوي الواضح نركٌب عليها من المعارف الوهمية ما لا ينتهي ونستعملها في كل شيء كما لو كانت مصباح علي بابا السحري ...
إن المرء منذ أن استقام على الطريقة ، طريقة الحياة البشرية المتميزة عن باقي الكائنات الحية الأخرى وصار هكذا يمشي على قدمين ويتواصل مع نوعه من هذه الكائنات بالنطق وباللغة وبالعقل الموجٌه كان من الضروري جدا أن يبحث له عن معنى لوجوده ينطلق منه في التفاعل مع غيره وإلا كانت الحياة عنده فوضى لا تنتهي - وهي كذلك بالفعل في الواقع - لولا أنها تنتظم أحيانا بفعل مثل هذا المعتقد الديني أوغيره من المعتقدات الأخرى ذات المفعول المشابه كالأيديولوجيات المختلفة والمذاهب الفلسفية العديدة والعلوم والفنون وغيرها من المعارف العديدة والتي هي في الحقيقة كلها اجتهادات بشرية في فهم الواقع والتفاعل معه وتسخيره لتلبية حاجاتهم الضرورية منها والكمالية المادية والاجتماعية منها والنفسية ، صيغت في نظم فكرية مختلفة باختلاف أصحابها وظروفهم المعيشية وبيآتهم التربوية والثقافية ، ولا يزال الناس يصنعون مثل هذه الرؤى دائما ويتنوٌعون في صنعها ويتطوٌرون بها و تتطوٌر هي بهم . فلا أحد إذن باستطاعته أن يدٌعي يوما امتلاكه وحده للحقيقة ويتباهى بها بين البشر لأن لكل رؤية ما للعالم أسبابها ومبادئها ومبرٌرات وجودها ونتائجها المعتبرة ولا تُفهم إلا في إطارها الزمكاني ذاك الموجودة فيه ولا يمكن لنا بأية حجة من الحجج أن نعتبر أية رؤية من هذه الرؤى هي الفُضلى وهي التي يجب أن تُتبع دون غيرها . قد تكون كلها مفيدة لنا ولا ضرورة أبدا لأن نتقيد فقط بواحدة منها ما دمنا لا نزال في بداية الطريق نحو الحقيقة الكاملة كما يخبرنا بذلك علماء التطور وعلماء الفيزياء وعلماء الكوسمولوجيا وحتى الأستاذ الكبير ول ديورانت في كتابه العظيم "قصة الحضارة " .
ورغم كل هذه المحاولات لتفسير العالم ودفعه إلى الانتظام الإيجابي المناسب لنا حتى تستقيم الحياة الاجتماعية ويسود الأمن فيها والسلام إلا أن الفوضى لا تزال في الغالب هي المهيمنة وإلا لما كنا - رغم كل ما أصبناه في مسيرتنا في هذه الحياة من تطور في عقولنا وفي أمزجتنا - لا نزال نرى مثل هذه الحروب المدمٌرة ومثل هذا التلوث الخطير في محيطنا والمهدد للأرض وما عليها ومن عليها بالخراب والدمار الكامل خارجا عن إرادتنا .
أين ترون هذا النظام المزعوم من طرف البعض من أصحاب العقيدة دليلا على وجود الله والأرضُ قد صارت أخيرا في حركة متسارعة نحو الانقراض الكامل بفعل التلوث والانحباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة وغير ذلك من التغيرات في الطبيعة وفي البشر ؟، هل هذا ما يريده الله بنا منذ الأزل والمكتوبُ (أو المبرمج بلغة اليوم ) في اللوح المحفوظ منذ " بدء الخليقة " ؟ أليس من معاني النظام عندنا هو الثبات والدوام كما يُظن ذلك في الحقيقة العلمية ؟ لكن ألبارت آينشتاين قد نفي ذلك منذ مدة على كل من الحقيقة العلمية والنظام المعتقد باكتشافه للنسبية ( في مفهوميها الخص والعام )واللاحتمية في جميع العلوم بما فيها المسماة بالعلوم الصحيحة.
لنعُد إذن إلى تدبٌر حياتنا بمنطق العلم والحكمة ولو في حدودما من العلمية والحكمية خير لنا من مواصلة الإبحار في المحيطات المظلمة ولنعمل – قدر المستطاع - على تدارك أخطائنا الماضية ونتقدم في الطريق الأصوب كغيرنا من الأمم التي تعيش معنا على هذا الكوكب ، طريق الفعل والإنجاز والإبداع المتواصل وصنع القوة الحقيقية التي نعوٌض بها عن هذه القوة الوهمية التي نعيش بها فقط في مخيلتنا طيلة كل هذه الحقب .أليست الأديان هذه هي التي تسبٌبت في الماضي ولا تزال تتسبب في الحاضر في التفرقة بين البشر وفي التباغض والتطاحن إلى حد اندلاع الحروب بينهم والتقاتل ؟ وإلا فلماذا تُرى كل هذه الكراهية المزمنة بين أصحاب هذه الديانات المختلفة رغم أنهم في الأصل من عائلة واحدة ؟. أليس اليهود والمسلمون والمسيحيون كلهم من أصل واحد،هو المسمى إبراهيم؟ إنهم أبناء عمومة . لكنهم منذ ظهور هذه الأديان بينهم وهم في صراع متواصل ؟.
ألا يستحي بعضنا من بعض اليوم _ وقد صرنا نعيش في شبه قرية واحدة ونؤمن بقيم كونية مشتركة تتفق حولها كل الشعوب والأمم _ ونحن لا نزال نتنابز بالأديان كما لو كانت معرٌة في حين أنها تلتقي جميعا في جذع مشترك من المعارف المقدمة إلى البشر وفي الأسلوب المتٌبع وفي الروح والهدف ولا تختلف كثيرا حتى في القضايا المطروحة إلا من حيث الظروف والأوضاع المتباينة ؟ كانت الأديان في الأزمنة الغابرة ضرورية لأن الإنسان في تلك الأزمنة كان في ضلالة من أمره ولا يعرف الكثير عن حياته ولا عن الجدوى من وجوده ولا حتى عن الطريق الذي كان عليه أن يسلكه في مسيرته بسبب جهله وقلة خبرته أما اليوم وقد أجابنا العلم عن الكثير من الأسئلة الملحة ولا يزال يجيبنا في الحاضر وفي المستقبل لم يعد هناك من ضرورة لمثل هذه المعتقدات الغامضة المتسببة لنا في المشاكل . ومن الحكمة أن الأسئلة عندنا لا تنتهي لتتحرك العقول دائما بحثا عن الأجوبة وما ذاك إلا دليل على مواصلة الإنسان في طريق التطور الذي قد يصل فيه يوما ما إلى معرفة كل شيء ويحقق بنفسه ما كان يراه افتراضا في ذلك الإله الأوحد الذي كان يؤمن به : في تلك الصفات المتمناة فيه من طرفه والتي يراها البعضُ فيه من أسمائه الحسنى وبالتالي فإن الله بصفاته هذه هو ذلك الإنسان المنتظرُ في الأفق والذي تطمح البشرية كلها إلى تحقيقه وهو ذلك الحي القيوم السلام " المؤمن " (بماذا) المهيمن العزيز الجبار ( على ماذا )...الخ والتي هي من الصفات الأسماء العروفة والتي لا تنطبق أبدا على إله خيالي إنما هي مطمح هذه البشرية المؤمنة في لاوعيها بهذا الإنسان المثالي ، الإنسان الكامل والذي تريد أن يتحقق لها في الواقع ، وذلك هو مفهوم الإله -المعتقد في وجوده - في جميع الشرائع .
يقظان ابن الحي



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التقاعد و الخمول؟
- البحث عن الديمقراطية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف بن سالم - حدث ابو هريرة قال