أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فاشية القتل حرقا














المزيد.....

فاشية القتل حرقا


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الأمم كانت تعاقب أعداءها بأقسى ما يمكن تخيله,لكن البشرية في تطور
قيمها,و رقيها الحضاري,اهتدت إلى قواعد حتى في الحروب و المواجهات
الدموية,بحيث,سمح للأعداء بالتفاوض,بدون وضع كمائن لتصفية المراسلين و
المحاورين,أو بلغة العصر,المفاوضين,و مع التطور الأخلاقي,منعت حروب
الإبادة,و التصفية الجماعية للأعداء بعد استسلامهم,و قد ساهمت كل
الحضارات الإنسانية,في خلق قوانين,محرمة للمس بالجنود و المدنيين بعد
نهاية الحروب,بل حتى أثناءها,و من بين أشرف الوصايا للنبي عليه الصلاة و
السلام,و هو يحذر المحاربين,قال منبها. لا تحرقوا شجرا و لا بيوتا,لا
تقتلوا جريحا أو شيخا أو امرأة,فكيف,تدعي الدولة الإسلامية للعراق و
الشام,إسلامها و تمارس أبشع الجرائم في حق المسلمين و العرب و
الأجانب,مدنيين و عسكريين؟؟؟
1_العدوانية
إنها شعور بالكره تجاه الذات و الغير معا,و هي رغبة في التدمير و
التخريب,تسكن الشخص العدائي,فتدفعه نحو سادية تفرج عن إحساسه
بالقهر,المنصهر مع جماعة,يعتبرها الحق المطلق,فلا يتعرف على نفسه إلا من
خلالها,لتتجبر أحاسيس الجرم الجماعي,كنزوة حيوانية دفينة,أو مضمرة
غريزيا,و بذلك يمكن فهم,استقطاب ذوي النزوعات الإجرامية,من الذين لهم
قابلية للإلتحاق بجماعات التكفير و الغلو الديني,كما أن هناك ذوي
النزوعات الإنتحارية السوداوية,الميالة لتدمير الذات,كما تنظاف لهذه
العوامل,عامل ثاني,و هو قداسة الجريمة.
2_القتل المقدس
و هو ميل غريزي,لجأت إليه الكثير من التجمعات البشرية,البدائية,تلك التي
كانت تعتبر أكل لحم العدو,تقربا من الآلهة الطوطمية العتيقة,إذ تعمل
داعش,على اعتبار القتل البشع,دليل قوة العقيدة الرافضة للغير,و الميالة
لإبادته باسم الإسلام,مضيفة اجتهادا خطيرا لشريعة القتل,و هو أسبقية
تصفية المرتد على الكافر,فالقابل في نظرهم بحكم الطاغوت,يعتبر شريكا له,و
مرتدا تجب تصفيته جسديا,أما الأبرياء,فهم ضحايا جبنهم و عجزهم,و إن قتلوا
مؤمنين,فجزاءهم الجنة,و هنا نفهم مبالغة هذا التنظيم في القتل,بدون تمييز
بين المسلمين,بل إنه أكثر قسوة عليهم,و هنا تشكل هذه الجماعة,إثارة
الذاكرة الجماعية,المحشوة بتاريخ مزور للعنف في بداية الرسالة
الإسلامية,رغم أن شهادات التاريخ الإسلامي,لم تثبت شرعية الحرق,المحرم
كما رأينا في وصايا الرسول عليه الصلاة و السلام.
3-القتل ذبحا
تلك كانت وسيلة,اعتد بها لإحياء التجارب القديمة في نظر الإجتهادات
الوهابية ,حيث السيف لقطع الرؤوس,متناسين أن الحكم الشرعي,يتوجس خيفة
منه,و لا يقبل بدون شهود,يتحملون وزر شهادتهم,و قضاة,يشفقون على أنفسهم
من مثل هاته الأحكام,لكن داعش,وفق المنطق العدائي,المتحكم في سلوك قادتها
و أتباعها,امتد لأكثر وسائل القتل بشاعة,و هو الحرق,كتعبير عن العمق
الفاشي لهذه الحركة,فماهي دلالاته؟
4_القتل حرقا
يعلم عموم المسلمين,أن عقاب الله الأخروي,يكون بالنار,أي الجحيم,لكأن
داعش,تريد الذهاب بعدوانيتها حد تشبيه أفرادها بزبانية جهنم,مما يثير
تساءلات حول مرجعيتها الإسلامية,فلا يعقل حرق الإنسان,كيفما كانت
سلوكاته,أما إن كان مسلما,فتلك طامة كبرى,إذ لم تأمر الشريعة في أغلب
اجتهاداتها,بحرق من حرق شخصا تفعيلا لما سمي بالقصاص,رفضا لهذه
العقوبة,حتى إن لم تكن مؤدية للموت,فكيف يصير الحرق طريقة لإعدام أسير؟؟
خلاصات.
إن مثل هذه السلوكات,إذا ما ذهبنا بها بعيدا,تؤشر على أن هناك لاعبين
مضمرين في حركة داعش,لهم رهانات أبعد من مجرد الإخلال بتوازنات الشرق
الأوسط,أخطرها ربط الإرهاب بالمسلمين,أو على الأقل,تصويرهم كأكثر
الجماعات الدينية,قابلية للقبول بالإرهاب,و ممارسته.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فاشية القتل حرقا