حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 23:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السبب في النجاح النسبي للثورات فى أوروبا الشرقية هو أن كثيرا من القضايا الاجتماعية كانت محسومة في ظل الشيوعية....
قضايا مثل حقوق المرأة والطفل والحرية الاجتماعية السلوكية، كلها لم تكن محل نقاش... فجاءت الثورات من أجل الحقوق السياسية المبنية على ركائز اجتماعية قائمة....
أما حالنا في العالم العربي فهو محاولة لبناء معمار الحرية فوق أساس ديكتاتوري متين على الأقل فيما يخص حرية الفرد الاجتماعية.....
ليس هذا فحسب، وإنما الأفكار المطروحة عن الحرية هي أفكار ضبابية أو خجولة في أحسن حالاتها....
ومن هنا كنا نحتاج إلى ثورة اجتماعية قبل أن يكون لدينا ثورة سياسية...
نحن فقط نستبدل جماعات الاستبداد أو نتداولها...
وعندما نقول: الزمان دول، فيبدو أننا نعني تداول الاستبداد...
. أي كل واحد منا «يركب شوية» والباقي ينتظر الدور من أجل ممارسة نسخته من القهر على الآخرين....
الثورة التي لا تنتج حرية ليست ثورة....
الثورة تبدأ في الرأس بمفاهيم واضحة عن الحرية والعدل والكرامة الإنسانية، وكلها مفاهيم ملتبسة في ثقافتنا قديمها وحديثها....
ولذلك سنبقى في محيط دائرة الاستبداد لا مناص من اختراقها لاننا مازلنا في مرحلة اجراء واستنباط التجربه السياسيه...
الا اننا وبعد كل تجربة فاشله نقع في واحدة افشل منها...
فبعد ان تجرعنا سموم الحكومات القوميه والبعثيه واليساريه والاشتراكيه....
اوصلنا قطار الربيع العربي الى محطة الحكومات الاسلاميه التي جاءت لتعلمنا الاسلام على طريقتهم الخاصه بهم ...
بعد ان عرفوا انفسهم على انهم جماعة المسلمين وليسوا جماعه من المسلمين ...
لذلك لا يفهم العالم الخارجي لما لا نحاول ان نقرأ في حيثيات التاريخ المعاصر للدول المتقدمه الاوربية منها ونتبع خطاهم في نهضتهم الاقتصاديه...
وبعد ان قام بسمارك بتوحيد المانيا وفيجي بتوحد اليابان كان نصيبنا بمن أراد تقسم مصر
بمشروع الاسلام السياسي الذي فقد الرؤية ولم يستطع مواكبة الشارع واستيعابه للاخر بعناد يفوق عناد الطفل عند تجرعه للدواء الشافي ....
حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟