فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 17:53
المحور:
حقوق الانسان
لم يکن صباح يوم الاربعاء الرابع من شباط الجاري، يوما عاديا بالنسبة لسکان مخيم ليبرتي من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الديني الاستبدادي في طهران، بل کان يوما مفعما بالحزن و الکئابة لأنهم شهدوا فيه وفاة رفيق درب و فکر لهم هو علي سالاري الذي وافاه الاجل بموت بطئ على أثر الحصار الطبي اللاإنساني المفروض على السکان منذ 6 أعوام.
فقيد سکان ليبرتي، الذي عانى الامرين من جراء التسويف و التأخير في علاجه و ذهابه للمستشفيات العراقية من جراء الحصار الطبي المتشدد المفروض على المخيم، بذل ممثل سکان ليبرتي في الخارج جهودا مضنية من أجل إيفاده لخارج العراق کي يتلقى العلاج المناسب و المطلوب، لکن ليس طلب ممثل السکان قد تم رفضه من جانب السلطات العراقية وانما أيضا تجاهلوا تقرير المستشار القانوني لسکان ليبرتي بشأن تدهور الوضع الصحي لسالاري و ضرورة إيلائه الاهمية المناسبة من أجل المحافظة على حياته.
وفاة علي سالاري، قد رفع عدد الذين توفوا من جراء آثار و نتائج و تداعيات الحصار الطبي المفروض على السکان الى 24 فردا، وهو رقم قابل للزيادة في ظل إستمرار الحصار و الاصرار على تشديده يوما بعد يوم، وإذا ماعلمنا بأن سالاري الذي کان يبلغ 47 عاما، کان قد إلتحق بمنظمة مجاهدي خلق منذ عام 1988 و ناضل ضد الاستبداد الديني في بلاده طيلة 27 عاما، فإن وفاته ومع مايشکله من حزن و اسى لرفاق دربه فإنه يمثل أيضا خسارة کبيرة لهم و في الوقت نفسه مکسب مفيد للنظام الديني المتطرف بالتخلص من مقاوم صنديد آخر ضد الاستبداد و القمع، وان إستمرار الامور على هذا المنوال و بقاء"آلية"الموت البطئ قائمة ضد سکان ليبرتي، يستدعي بالضرورة موقفا مناسبا ضد هذه الحالة المشبوهة المعادية و المناقضة للإنسانية و قيمها و مبادئها، واننا نرى من الضرورة جدا جعل حالة وفاة سالاري هذه منطلقا و اساسا للشروع بحملة عامة يشارك فيها کل المؤمنين بالحرية و الانسانية من أجل رفع الحصار الجائر عن السکان ولاسيما الحصار الطبي الذي تتزايد تأثيراته السلبية يوما بعد يوم.
الحصار الظالم المفروض على السکان منذ 6 أعوام، هو حصار غير قانوني و متعارض و متناقض مع کل القوانين و الاعراف الدولية و الانسانية المعمول بها فيما يتعلق باللاجئين في المجال الدولي وهو لايتفق أبدا مع الحالة و الوضع القانوني لهؤلاء السکان الذين هم لاجئون سياسيون معترف بهم دوليا، وان إنطلاق حملة من أجل رفع هذا الحصار و مطالبة الحکومة العراقية بإنهائه، انما يستند على أرضية قانونية و إنسانية و أخلاقية ملحة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟