هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 17:15
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
روح الشيطان
لعل من أكثر المخلوقات على وجه الأرض قدرة على المثابرة وعدم اليأس هو الشيطان، ولو أن البشر لديهم ما لديه من الأناة والمثابرة والنفس الطويل على متابعة أهدافهم لَمَا كان حال البشر على ما هو عليه الأن، فلو نظرنا لبضع آيات يصفن مثابرة " الشيطان" لوجدنا العجب، ففي سورة الأعراف نجد وصفاً دقيقاً لكيفية غواية الشيطان للبشر وكيف يحيدهم عن الطريق الصواب فيقول الله عزوجل على لسان الشيطان:"ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ" وفي سورة الإسراء نرى أسلوباً أخر يظهره الله عزوجل بــــــــ:"وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا"،وفي سورة طه يذكر الله عزوجل أسلوباً كثيراً ما يتبعه الشيطان وهو المُتمثل بـــــ:"فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى"، فالله عزوجل يذكر في هذه الآيات الكريمات بعض من أساليب الشيطان في قيامه بعمله، حيث يذكر هنا أنه سيأتيهم من بين أيديهم أي من حيث يبصرونه ويكون هذا الإتيان على شكل غواية وتزيين للإنسان بما يحبه ويلبي شهوته ورغباته، فتكون استجابته سريعة عند من لا يعلم هذه الأساليب من الشيطان ، ثم سيحاول غوايتهم في كافة الوسائل والسُبل ولن يترك طريقة إلا وسيتبعها معهم، فقوله عن شمائلهم وعن أيمانهم تفيد أنه سيحاول معهم بكافة الوسائل التي يدركونها والتي لا يدركونها،وأنه لن ييأس منهم حتى يتوفاهم الموت، فهو يجري في شرايينهم مجرى الدم، ويسكن عقولهم، ويزين لهم كل طريق للضلال والفساد، ويوعدهم ويبذل لهم الأماني ، ويلقي كل ذلك في روعهم ليستشعروا ذلك بأنه من وحي أنفسهم، ويزرع الحقد والبغضاء بين الناس، ويبتكر بدع جديدة ويجملها بأعين الناس، كذلك فأنه يقوم بمشاركة البشر بكل ما يملكون من أموال وأولاد وحرث وزرع وغيرها، وذلك بما يمليه عليهم من أفعال تجعل ما يملكه الإنسان مُسيطر عليه من قبله "الشيطان" ، وهذا غيض من فيض أساليبه، ومهما حاول الإنسان البعد عنه إلا أنه يبقى قريبا منه ، يقتنص الفرص المناسبة للإيقاع به، ولو أن الإنسان لديه هذه الروح لأصبح وقد نال مبتغى نفسه، وصنع ما يريد، وحصل على الشيء المفيد، فهي روح مثابرة للشيطان، فالأحرى أن يمتلكها الإنسان، ولكن ليستغلها في طريق الخير...
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟