أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1















المزيد.....

الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 16:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





كيف تم خلق الكون ؟وهل خلق الكون من اللاشيء؟


(يمثل الثقب الاسود طريقا سريعا الى الابدية )بول دافيز من كتابه
(الله والفيزياء الحديثة ) – ترجمة هالة العوري – ط 1 – 2013 – صفحات للنشر والتوزيع – سورية – دمشق .

يتصل تراجع الدين في الغرب بحقيقة تغيير حياتنا على نحو جذري عن طريق التكنولوجيا والثورة الرقمية .لقد اكتشفت الكنيسة ( على عجل )فاعلية المرونة وتمكنت من ادراج بعض ملامح الفكر الحديث الى درجة يبدو فيها زعماء الكنيسة اليوم مجرد مجموعة هراطقة بنظر اباء الكنيسة الاوائل , او في نظر الفيكتوريين ( نسبة الى عهد فيكتوريا ملكة بريطانيا (1901 – 1937).

ان الصعود الضخم للطقوس والاغراق في التامل تدل على استمرارية الايمان على الاقناع في مجتمع يبدو ظاهريا عقلانيا وعلميا ,لكنه في جوهره يقوم على الحروب وفرض السلطة والاستحواذ على الثروات وتلويث الارض وتبديد مواردها في تمثل غير مسبوق للعقلانية الغائية – الاداتية , عقلانية السيطرة على العالم .لذلك فعالمنا لايزال اساسه دينيا .

كيف تم خلق الكون ؟

لقد قام الفيزيائيون باختراع مقياس كم رياضي دعوه ( انتروبي )- entropy لتحديد كمية الاضطراب او الفوضى , وفي تجارب دقيقة تم اثبات ان الكمية الكلية للاضطراب في نظام ما لاتنخفض ابدا .

اذا كان لدى الكون مخزون محدود من نظام اخذ في التغير نحو الفوضى , فهذا يعني موت الكون في النهاية . ومن ثم تخبطه في الفوضى الاولى, ويسمى ب (الموت الحراري ).والثاني عدم امكانية استمرار الكون الى الابد , والا يكون قد وصل الى توازنه النهائي في زمن لانهائي , والمحصلة ان الكون لم يكن موجودا ابدا .

علل الفلكي الامريكي هابل (1889- 1953 )سبب عدم تساقط المجرات لانها تندفع في الكون مبتعدة عن بعضها البعض .

الكون ونظرية الانفجار العظيم

هل الكون لانهائي في حجمه ؟

يعتقد العلماء ان الكون انفجر من انكماش لانهائي لكنه غير محدود الى الان .ثمة احتمال اخر في امكانية الكون على الانحناء بحيث يتصل الكون بذاته بطرق متباينة وغير متوقعة .اقترح آينشتاين في عام 1917 امكانية الكون في الانحناء مثل البالون . ولذلك ليس في كون آينشتاين مركز او حافة نهاية له .

يؤكد (بول دافيز ) على استحالة استمرار مفهوم ظهور الفضاء خلال مرحلة الانكماش اللانهائي . ان الثانية الاولى للانفجار الكبير تمثل حدودا او حافة للزمن حيث يتوقف الفضاء عن الوجود . ويدعو الفيزيائيون هذا الحد بالوحدانية او التفرد .
يعتبر الفيزيائيون ان الفضاء اشبه بوسيط مطاطي وليس فراغا .فالاشيء يعني لدى الفيزيائيين اللافضاء او اللا مادة .

لقد رفض ارسطو في القرن الثالث( ق . م ) فكرة خلق الزمن ,التي افترضهاالقديس اغناطيوس بعده بعدة قرون ,بتزامنه مع ولادة الكون . لان الفكرة ببساطة تتضمن وجود حدث اول , فما الذي سبب الحدث الاول ؟ لاشيء . اذن لايوجد حدث مسبق .

تتمثل المعضلة ايضا في الزمن اللانهائي . افترض (ايمانويل كانت ) ان العالم ليس له بداية مع الزمن ومن ثم انقضت الى الابد كل لحظة معينة , كما مرت سلسلة احداث لانهائية في العالم . ويتبع ذلك استحالة انقضاء سلسلة لانهائية للعالم , وان بداية العالم شرط ضروري لخروج العالم الى حيز الوجود .

وفي حالة قبولنا بانطلاق الفضاء والزمن في الانفجار الكبير من اللاشيء , اذن فمن الواضح ان هناك خلقا ,وان للكون عمرا محدودا . وتم على الفور حل تناقض القانون الثاني للديناميكا الحرارية , حيث لم يصل الكون بعد الى توازن الديناميكا الحرارية منذ 18 مليار (بليون )سنة .ولم يقترب بعد من اكمال هذه العملية . وبذلك نفهم سبب عدم تساقط المجرات معا , لان الانفجار العنيف قد دفعها بعيدا كلا على حدة , ورغم تباطؤ معدل تباعدها , فالزمن ليس كافيا بعد كي تتساقط على بعضها البعض .

يشكل الاعتقاد بان الاله خلق المادة البدئية للكون اساس نظرية الخلق في الديانات الابراهيمية . ويبدو ان الافتراض بقدرة الاله الكلانية على الخلق امر حتمي وضروري ,لان عدم خلقه للمادة يشير بالضرورة الى ان عمله مقيد بطبيعة المادة المتاحة .

واجه العلماء مشكلة اصل المادة , ومالوا الى الاعتقاد بازلية الكون .ثم انهار على نحو مثير الاعتقاد بعدم امكانية خلق المادة بالوسائل الطبيعية حين تم تصنيعها للمرة الاولى في المختبر .

اللاسببية جوهر عالم نظرية الكوانتم ( الكم ) :

جاء علم ميكانيكا الكم الحديث ( نظرية الكوانتم – الكم )ليدحض الزعم بالسببية في عالم المادة . لم تستوعب قلة من الفيزيائيين هذه الفكرة . فلقد رفضها آينشتاين بالقول ( ان الاله لايلعب النرد ).

يجد الكثير من الكتاب المعاصرين شبها قريبا بين المفاهيم المستخدمة في نظرية الكم وبين التصوف والعرفان الشرقي والذي يمثله الفيلسوف زينون فيلسوف الرواقية والشيخ ابن عربي .

ان الريبة وليس الحتمية مكون اساسي في نظرية الكم ,وتعود مباشرة الى عدم القدرة على التكهن , هل لكل حادث سبب ؟

ختاما :

يثير الباحث ( بول دافيز ) تساؤلات هامة جدا :

( تثير القدرة الكلية بعض الاسئلة اللاهوتية الحرجة : هل الاله حر في منع الشر ؟ , نعم و ان كان كلي القدرة فلم لم يفعل اذن ؟ انتشرت هذه الاسئلة المدمرة على يد ( دافيد هيوم ) : اذا كان الشر من تصميم الالهة , فهي اذن ليست مطبوعة على الخير , واذا كان الشر متعارضا مع تصميمها , فهي ليست كلية القدرة , حيث لايمكن ان تكون كلية القدرة وخيرة في آن واحد ( كما تدعي الاديان ).

والرد على حجة كهذه : ان الشر يرجع بالكامل الى انشطة الانسان , لان الاله وهبنا الحرية ولدينا الحرية في فعل الشر . وفي هذا احباط لمشروع الاله , ومع ذلك اذا كان الاله حرا ايضا لمنعنا من ارتكاب الشر .
الا ينبغي ان نتحمل بعض المسؤولية في حال لم يمنعنا ؟ ..
ايجب علينا استنتاج ان الشر كله وربما بقدر محدود جزء من خطة الاله ؟ او ربما بعد كل شيء انه ليس حرا , ليمنعنا عن هذا الفعل المضاد ؟

مامعنى امكانية اتخاذ خيار ما في لحظة بعينها على نحو ابدي ؟ ثم اذا كان الاله يعلم بالفعل المستقبل , فما المعنى الذي يمكننا ان نلحقه بخطة كونية وبمشاركتنا فيها ؟.

ان الاله يعلم كل مايحدث في كل مكان , لكن كما راينا فليس ثمة لحظة حاضر كوني . ولهذا ينبغي ان يمتد علم الاله في الزمن , كما يمتد الفضاء , وهكذا نخلص ان من العبث ان يكون لدى اله مسيحي حرية الاختيار . لكن ايمكن الاعتقاد بامتلاك الانسان لقدرة ليست متوفرة لذات الاله ؟ويبدو اننا مدفوعون الى استنتاج متناقض : بان حرية الاختيار قيد نعاني منه , اعني عدم قدرتنا على معرفة المستقبل . ان الها متحررا من سجن الحاضر ليس بحاجة الى ارادة حرة .

ان نظرية الكم تاخذ نصيبها من الصعوبات المتعلقة بالحرية , على الاقل باحتمال وجود حقائق متعددة .
ان نظرية النسبية تقدم لنا كونا ممتدا في ( الزمكان ) لكنها تترك الباب مشرعا لبعض انواع من حرية التصرف . ولاريب ان التطورات المستقبلية في فهم الزمن سوف تلقي ضوءا جديدا على مشاكل وجودنا هذه ).

مقالات ذات صلة:
مقالتنا ( بين النظرية النسبية ونظرية الكم )وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=368258
مقالتنا (الغوص عميقا في عالم الكم ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369100



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي
- الاصول اللغوية للخمر
- من الماركسية الى النظرية النقدية
- بابك الخرمي وثورته المشاعية
- نافذة في زمن الغفلة والفكر
- الخمر واشكالية تحريمه في الاسلام
- بناء الذات بين النجاح والفشل
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1