أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سومه حساين - هذا حصاد ما زرعتم...














المزيد.....

هذا حصاد ما زرعتم...


سومه حساين

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 16:38
المحور: حقوق الانسان
    


يُؤلمني ويؤسفني ما صلت اليه بلادنا العربية من مآسي وإرهاب وظُلم وترهيب ودمار، ودماء تُراق رخيصة، وأناس يُقتلون ويفجعون بأبنائهم وآبائهم دون ذنب اقترفوه، بل ودون أن يعلموا أسباب القتل والذبح والإجرام الوحشي، الذي لا يقوم به إلاَ أناس مُتخلفون لا يُفكرون ولا يُقدرون عواقب الأمور، مُجرمون جاهلون لا توجد في قلوبهم شفقة ولا رحمة، لقد وصلنا الى أسوأ حال، وصلنا لمرحلة أصبح فيها (لا يَعرف القاتل لماذا يَقتل ولا المقتول لماذا قُتل) ربما كان على الإسم أو الإنتماء أو الطائفة، أو مُجرّد انتقام وإجرام وتصفية حسابات، وهذا شيءٌ مؤسف حقاً، أن يصبح المرء غير آمن على نفسه وعلى أهله في وطنه وبلدته وبين أبناء جلدته.
إن ما وصلنا إليه من إرهاب وإجرام ودمار وتخريب وتقتيل هو نتيجة طبيعية لما زُرع على مدار عشرات السنين بل ومئات السنين، فمن يزرع الجهل والفقر والظلم، يحصد الدمار والخراب والموت، فعلى مدار السنين الماضية ازدادت نسبة الفقر والجهل بين المسلمين، ومن الطبيعي أن الفقر سيؤدي الى الجهل لأن المرئ سيُفضل العمل على التعلّم لكي يسد رمقه ورمق من يعولهم، ومن ثم الجهل سيؤدي الى الظلم، فلا يظلم إلاّ جاهل، ولا أعني أن الأغنياء لا يظلمون فكم من غني جاهل لا يفقه شيء سوى عدّ المال، والنتيجة هي ما وصلنا إليه من تخلّف وظُلم وقهر وعنف وإرهاب، فقد بات الأقوى يأكل الأضعف والكبير يقمع الصغير وكأننا في غابة من الوحوش غاب عنها القانون والعقل، ولا صوت إلا لصوت السلاح والإرهاب.
من يقرأ التاريخ ويقرأ عن حروب الفتنة التي قامت بين المسلمين مُنذ فجر الدولة الإسلامية، يُدرك أنها صراعات قامت على الإستإثار بالسلطة والحكم، فمن يحكم فبيده الصولجان ومُقدرات هذه الأمة، فلا عجب إذن أن تُراق الدماء، ويسقط الكثير من المسلمين، وكثيرٌ منهم مظلومين ليس لهم في هذه الحرب لا ناقة ولا بعير، ومن أوقع المسلمين في هذه الفتنة القذرة يعرفهم جيداً ويعرف أنهم محكومين لأهوائهم وعصبيتهم الجاهلية والنصرة الطائفية، وآخر همهم هو العلم والمعرفة، وكل همهم المال والسلطة والنساء وما يغنمون من أعدائهم، والكل أعدائهم طالما هم على غير طائفتهم، وهذه الآفات البغيضة مُعدية فقد تفشت في معظم مجتمعاتنا العربية وتمكنت منها.
وهناك من عمل على زرع التجهيل والعصبية والطائفية على مدار سنين، فمن زرع الفتنة بين العرب منذ نشأت دولتهم قادر على زراعتها مرة أخرى وبإحكام.. فهو يعرفهم جيداً ودرس نقاط ضعفهم على مدار سنين، والآن يعمل على إسقاطهم وتفكيكهم وتدمير ما تبقى من لحمتهم الواهية، وهم يحلمون ويتعلقون بأحبال الهواء يبحثون عن المخلّص الذي يقودهم الى الخلاص من محنتهم وإخراجهم من هذا المأزق الذي وقعوا فيه، ولا يدركون أن لا خلاص لهم إلاّ بالمعرفة والعلم ونبذ الظلم والعنف الذي تفشى بينهم، (لا تَظلم لا تُظلم) فالمعادلة بسيطة جداً لو أننا أدركناها، فالجزاء يكون من نفس العمل (ولا يَظلم ربك أحدا)، إنها أمة تنتحر.. يقتلون بعضهم البعض.. يُدمّرون بيوتهم بأيديهم.. وهم في سكرة يعمهون، والعالم يتفرّج عليهم.
فلو أنهم توقفوا لحظة.. وفكروا بما وصلت إليه أيديهم بتحريض من المنافقين والأشرار الذين يصبون الزيت على النار، فمن أشعلوا الفتنة الأولى بالأمس قادرين على إشعالها مرة أخرى، ولكن في الوقت المناسب، وقد حان الوقت المناسب حسب تقديرهم، وقد اشتعلت هذه الفتنة الخبيثة بثوب ثورات عربية وهمية ستأتي لهم بربيع عربي يزهر على الجميع خير وعدل ورخاء، وهم أمة عاطفية ساذجة تجري وراء الشعارات، وتحركها المصالح والأموال، يركضون وراء من يطبل لهم دون تفكير أو تقدير لعواقب ما سيؤولون إليه من مصير، مجهول وسيء على أقل تقدير، وهذا هو المصير لم يعد يخفى على أحد.. ما وصلنا إليه من إرهاب وقتل وتدمير.
استيقظوا من غفوتكم.. وانفضوا عن أيديكم ما علق بها من دماء، فالعاقل المُدرك يَتنصّل من المسؤولية وأولها مسؤولية الحكم والقيادة، والجاهل الأحمق يقع في براثنها ويرتمي في شباكها، قال تعالى (ولقد عرضنا الأمانة على الجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولا)، يكفي ما سقط من شهداء ومظلومين ويكفي ما تيتم من أطفال وترمل من نساء وانتهكت عروضهم، توقفوا وأفيقوا من سكرتكم، لتدركوا أن المشكلة ليست في الطائفية واختلاف الرأي، فهذه مشكلة لا حل لها ولا نهاية إلاّ بالإبادة، فأقذر الحروب هي الحروب الطائفية لأنها تقوم على رفض الآخر ورفض فكره وهويته ولا تنتهي إلاّ بإبادته وإزالة وجوده، مشكلة العالم الحقيقية ليست الطائفية بل هي الفقر والتهميش والرأسمالية، فخيرات العالم باتت تُسيطر عليها الشعوب الغربية القوية الواعية المدركة وتترك لكم الفتات، لكي تنهشوا بعضكم البعض، وأنتم تتوهمون وتعيشون في عصور الجاهلية الآولى القائمة على العصبية ونصرة الطائفة والقبيلة.
فلا خلاص لكم إلاّ بنبذ الجهل والتخلّف والتعصّب الذي هو آفة كل المجتمعات والشعوب والجالب لكل أمراضها ومآسيها ودمارها، ولا خلاص لكم إلاّ بالتمسك بنور العلم والثقافة وتقبل الآخر مهما كانت ثقافته وأفكاره، فالعلم يرفع بيوتاً لا عماد لها.. والجهل يهدم بيت العز والكرم.



#سومه_حساين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التحرش..! حالة مرضية أم انحراف أخلاقي..؟
- الدعوة لإنتفاضة فلسطينية ثالثة!
- الجزء الثاني (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض)
- أُكلت يوم أُكلَ الثور الأبيض..
- الحرب الألكترونية الجديدة
- من حقي باسم الدين أن أفعل بالآخر ما أريد..
- هل هي حقاً ثورات.. أم مؤامرات لتغيير خارطة الشرق الأوسط
- هل هي مقابلة تلفزيونية أم جلسة تحقيق
- سقوط الأقنعة والأوثان
- لم يدركون قيمة ما تقول...
- شيوخ الفتاوي..
- نزح النازحون..
- إذا عُرف الداء سَهُل الدواء..
- إذا عُرف الداء سهل الواء..
- النساء.. هُنَّ من يصنعن الحضارة..
- بناء فندق على سطح القمر
- ما السبيل الى الخلاص من هذا المأزق...
- الشماعة الفلسطينيه
- قصة قصيره- (وبقيت طفلاً)


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سومه حساين - هذا حصاد ما زرعتم...