|
امتدادات المجتمع المدني اوالغائية الوظيفية
محمد البكوري
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:17
المحور:
المجتمع المدني
ان المجتمع المدني مافتئ يعرف امتدادات و ظيفية متعددة و اكتساحات مجالية متنوعة و اختراقات فضائية مختلفة، تغني رصيده المعرفي كمفهوم وتنظير، كما تثري بعده الغائي كممارسة وتنظيم .ان كل ذلك ،يرسم وفق اواليات منهجية بالاساس ،معالم نسق شمولي، يمكن تسميته بالغائية الوظيفية ،وهو النسق الجمعي-التجميعي - التركيبي- البنيوي ،القائم على العديد من الاسس التي تمتح تواجداتها من واقع و رهانات هيات و مؤسسات المجتمع المدني ، كما انه يشكل النسق الاكثر تمظهرا في مختلف المعايير و المؤشرات المعتمدة -الكمية والكيفية- على مستوى تيبولوجية تصنيف الفاعل المدني .وعموما، وانطلاقا من تنوع الدراسات و تعدد زوايا التحليل ،يمكن ان نستشف عدة اوجه للغائية الوظيفية:الوظيفة الوسائطية ،الوظيفة التفسيرية ، الوظيفة التقريرية ،الوظيفة التنبيهية ،الوظيفة الاقتراحية، الوظيفة التضامنية، الوظيفة التنموية . اولا: الوظيفة الوسائطية :تمثل الجوهر العميق لوظائف المجتمع المدني . مما يجعل مفهوم المجتمع المدني في حد ذاته مفهوما وسائطيا بامتياز . وعبر ذلك يتسم الانتماء لتنظيمات هذا المجتمع عن سائر انواع الانتماءات بتوحد الروابط التشغيلية للاليات الوسائطية/التعاقدية و القدرة الفائقة على مواءمة استخدام هذه الروابط وضمان فاعليتها وفعاليتها في التكيف الايجابي مع مختلف الفضاءات التي يعبر من خلالها المجتمع المدني عن وسائطيته :الدولة، المدرسة ،الاسرة ،الشارع... مما يوطد العلاقة الابيستمية بين مفهومي الوظيفة الوسائطية و التنشئة الاجتماعية .وهي العلاقة ذات الحمولة السوسيولوجية التي اضحت فعاليات المجتمع المدني تختبرها بامتياز و تسبر اغوارها بعمق من خلال التوسل بالطرق الجماعية لاثبات التواجدات الممكنة . ثانيا: الوظيفة التفسيرية : في اطار تداخل متماهي، يمكن القول ان كل تفسير هو وظيفة و كل وظيفة هي تفسير. وهنا، ينبثق الارهاص التفسيري للمجتمع المدني على مستوى مختلف تجليات و ظواهر الحياة السياسية ،الاجتماعية ،الاقتصادية والثقافية ...وكذا على مستوى الهويات المتعددة للفاعل المدني : هوية تشاركية ،هوية تابعة، هوية مستقلة. ومن ثم، فالتفسير ينصب على تحليل الابعاد الظاهرة و المضمرة لهذه الهويات وجعلها تخترق هويات منتسبيه وهويات المجتمع الكائن في احشاءه . هكذا ،كثيرا مايتم التاكيد على ضرورة استعمال مفهوم المجتمع المدني داخل سياقاته التاريخية و الاجتماعية و تفادي استخدامه بمعزل عن حمولات و رواسب هذه السياقات . ثالثا: الوظيفة التقريرية : اي التمكن من اخذ زمام المبادرات و القدرة على المساهمة في صناعة القرارات وبلورة الاستراتيجيات وصياغة المشروعيات ، في اطار ما يمكن ان نسميه "التصديق المشرعن "لمختلف الخطوات و الاجراءات و الممارسات التي يمكن ان يقوم بها كل عنصر من عناصر الحكامة ،وعلى راسها الدولة .فالوظيفة التقريرية ،هي وظيفة تتم من موقع قوة الاخلاق المدنية ، التي تعتبر الزاد الايتيقي المعول عليه لربح الرهانات المتوخى تحقيقها من طرف الفاعل المدني. كل ذلك يتم عبر منطلقات انصهارية /تضامنية/ ادماجية . رابعا: الوظيفة التنبيهية: او مايمكن ان نطلق عليه و ظيفة "قرص شحمات الاذن" او وظيفة "وخز الابر" ، وهي وظيفة تطويرية لادراكات مختلف مكونات الحكامة، فيما يخص مستويات واحجام ودرجات التحولات و التغييرات المؤثرة في المجتمعات و التحفيز الايجابي على التفكير الاستباقي في ايجاد الاجابات الضرورية للاشكاليات المطروحة، وعبرها الاستجابة الانية و المستمرة للمطالب المجتمعية الملحة .وذلك كله بالاعتماد على الطرق السلمية مع تفادي اللجوء الى الوسائل العنيفة. فوظيفة "قرص الاذن "من طرف المجتمع المدني ، هي وظيفة تؤتي اكلها من الرفع في الشحنات الغائية ،عبر تبني اساليب الوئام المجتمعي و التعايش التشاركي و التفاهم الوجداني... خامسا :الوظيفة الاقتراحية : مع اندحار او شبه اندحار لمقولات من قبيل "دولة رعاية"،"دولة عناية" ،" الحضور الكثيف للدولة" ...اضحت مؤسسات المجتمع المدني تعرف غائية اقتراحية قوية ومتطورة ،جعلت منها صمام امام للمشاريع و البرامج التنموية ، والمنطلق المرجعي لمعظم مدخلات In Putsالسياسات العمومية ،و المؤثر الرئيسي في تغذيتها الارجاعيةFeedback،و المبلور الاساسي لمخرجاتهاOutPuts-القرارات- ،مما يجعل الاقتراح اداة طيعة في يد المنظمات المدنية ،لابراز كينونتها الوظيفية في شموليتها. سادسا: الوظيفة التضامنية: و هي الوظيفة التي تعد نتاجا خالصا لتفاعلات مكون المجتمع المدني مع المجتمع ككل، بمختلف شرائحه الاجتماعية وتياراته الفكرية و انتماءاته الفئوية ... وهو التفاعل ،الذي تفرضه العديد من المحطات و اللحظات التضامنية ،التي تستلزم و بعمق مفعم بالانسنة ،الحرص على تعاضد اللحمة المجتمعية و تماسك البنيان الاجتماعي وخلق روابط انسانية متجذرة في الانسان كانسان ، ومنها التعاون و التشارك و التازر و التلاحم و الانسجام و التضامن ...باعتبارها، قيم رفيعة، لن تجد من سيعزز اسسها ويوطد اركانها بنوع من "التطوعية المثالية" مكونا ترسيخيا ،اكثر من الفاعل المدني ،و باعتبارها كذلك بمثابة لب الصيرورة التنموية. سابعا: الوظيفة التنموية :تعتبر الوظيفة التنموية الجيل الجديد و المتطور لوظائف المجتمع المدني .و هي، وان نشات و ترعرعت و نضجت نتيجة عدة عوامل - ايديولوجية بالاساس- فهي تبقى مع ذلك ، من ارقى الوظائف الناجمة عن التحولات البشرية ،التي تحتفي بالانسان وتمجد كينونته . فالمجتمع المدني، و عبر هذه الوظيفة ،يؤكد انخراطه الدائم و المستمر ،الريادي و الفعال في الصيرورة التنموية ،التي تضع نصب اعينها كابرز غائياتها ، الارتقاء بمنظومة الفعل الانساني وجعل الفرد يتملك الخيارات الاوسع لتطوير وضمان استمرارية جوهره الذاتي الخلاق. عموما ان بلورة مجمل نطاقات الغائية الوظيفية او امتدادات المجتمع المدني- الاستخدامات و التوظيفات الادوار و الوظائف- ستمكن مفهوم ومكونات المجتمع المدني من الانفتاح الانجع على جملة من المفاهيم القادرة على جعل مفهوم المجتمع المدني مفهوما "مواءما" ، وعلى راسها المفهوم الاكثر استعمالا و استخداما في الوقت الحالي وهو مفهوم الحكامة.
#محمد_البكوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افعال -متعدية-
-
-عطيني صاكي- -اعطيني حريتي --الدفاع عن الحريات الاربع المهدو
...
-
عيون مقعرة
-
التنمية المتفائمة بالمغرب
-
فتاة -سيدي الحاضي- و الفيلسوف- الغير الراضي-
-
الفهم الفيبري للاسلام -4الاسلام و العلمانية -
-
الو...83مكالمة للحاسة السادسة
-
باب الوراء
-
رجال تحت البحر
-
جسد.. سابع
-
الاسم بين الماكرو استيطيقي و الميكرو استيطيقي
-
سيدي الذئب
-
جمعيات القروض الصغرى بالمغرب - او ازمة -ابناك الفقراء- -
-
-عين الله - !
-
الحكامة -الانتقالية -بالمغرب
-
الفهم الفيبري للاسلام -3القديس و الشيخ-
-
قميص الملثمين او شغب المسافة
-
دروب
-
مغرب الحكامة -الانتقالية -والسلطة الخامسة -الصاعدة-
-
باريس قلبي
المزيد.....
-
اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م
...
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
-
وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم
...
-
عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|