أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد














المزيد.....

الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 347 - 2002 / 12 / 24 - 06:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 
منذ أن اجتاحت القوات الصهيونية الضفة الغربية المحتلة, وقامت بتدمير المدن والقرى الفلسطينية في عمليات تخريب ونهب وتجريف منظمة, تعرضت الكنائس الفلسطينية بدورها لاعتداءات صهيونية كبيرة, لم تكن محاصرة كنيسة المهد بدايتها ولا نهايتها.

فقد تمت مصادرة الحريات الدينية للمسيحيين الفلسطينيين بشكل بشع واستعلائي, بحيث أصبح المسيحي الفلسطيني بلا حرية دينية حقيقية,لأنه ممنوع من الصلاة في كنيسته بسبب الأحتلال. وهذا الأمر المثير يجب أن يكون له تأثير على المسيحية العالمية العاقلة والملتزمة, نحدد المسيحية بهؤلاء لأنه توجد كنائس في أمريكا وأوروبا لا علاقة لها بالمسيحية بل هي كنائس تسير مبرمجة صهيونيا.هذه البرمجة الصهيونية المقصودة تعرف وتعلم ماذا تريد من هذه الكنائس وإلى أين تقودها. أما العرب الذين يعيشون في بلاد الغرب وبخاصة أمريكا فهم بحكم وجودهم هناك مجبرون على التعايش مع حقد وأضاليل ودجل هؤلاء, وهذه الحياة المشتركة في  البلاد الغربية تفرض على العربي المسيحي أن يدافع عن المسيحية ويعري زيف المسيحية الصهيونية. ثم بشكل عام لا يحتاج الإنسان هناك لعناء البحث عن مثل هؤلاء من اتباع الكنائس المتصهينة, لأنهم كثر وموجودون بوفرة, وهؤلاء هم العون والسند الإعلامي والمادي والمعنوي للصهيونية الاستعمارية الاستعلائية التي تحتل فلسطين وتحتل أيضا عقول هؤلاء الملايين من السذج والمتعصبين.

 ففي الوقت الحالي والعالم أجمع يستعد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد واستقبال السنة الميلادية الجديدة, يجد مسيحيو الأراضي الفلسطينية المحتلة أنفسهم في سجن كبير لا يدعهم وشأنهم كما لا يسمح لهم القيام بواجبهم واستقبال الأعياد والاحتفال بها كما ينبغي. فعلى كل شارع وزقاق في بيت لحم تقف الدبابات تسد الطرق والممرات إلى الكنائس, وتسيطر طائرات الأباتشي على سماء المنطقة بشكل يسمح لها باصطياد الناس فرادى وجماعات, كما أن أسطح الكنائس والأديرة وما يجاورها من أبنية أصبحت أمكنة للقناصة الصهاينة الذين يقتلون الناس بدم بارد وبلا ضمير. كأن هؤلاء القناصة في لعبة كمبيوتر أو "بلاي ستاشين" يمارسون هواياتهم الدموية.

معروف أن بيت لحم مدينة الحب والسلام, تخضع لنظام حظر التجوال كما معظم المدن الفلسطينية في الضفة الغربية, وتمارس القوات الإسرائيلية الغازية خلال هذه الفترة ابشع عمليات الاغتيال والتنكيل والاعتقال بحق الفلسطينيين من أبناء المدينة. ومن المعروف كذلك أنه خلال المداهمات الهمجية التي تقوم بها وحدات الجيش الصهيوني, تتم عمليات اعتداء على الممتلكات وتكسير وتخريب متعمد, وكذلك تحصل عمليات سرقة وسطو ينفذها بعض الضباط والجنود. وهؤلاء قاموا العام الماضي بسرقة أملاك كثيرة للمواطنين الفلسطينيين وكذلك أملاك للسلطة الفلسطينية وأخرى تابعة للكنائس والمساجد الفلسطينية, اعترفوا ببعضها علنا وبلا خوف.

في هذه الأيام العصيبة من عمر المجتمع الفلسطيني بشكل عام وأهالي بيت لحم بشكل خاص, يشعر الإنسان بالعجز والضيق والأسف على الواقع الفلسطيني الصعب وعلى الأهالي المسيحيين في بيت لحم, حيث لا ظهر لهم ولا سند, فكنائس أوروبا وأمريكا عاجزة أو معادية كما حال الأنظمة هناك. والاحتلال يدمر وينهب ويحاصر ويقتل ويعتدي على أقدس ما عند الفلسطيني من مقدسات, ولا أحد يدينه أو يقف له سدا ولو بالكلام.

إننا فعلا في عالم مغلوب على أمره, تسيطر عليه الخزعبلات الصهيونية وتتحكم به الأيادي الشيطانية, هذه التي تعمل كل شيء يجعل الناس يسخطون منها ويكرهونها ويتخذون ضدها المواقف. لكن حتى المواقف الكلامية لم تعد تجدي مع احتلال عنصري, كولونيالي,لا يرى في ضحيته سوى الذبيحة التي تعيش من اجل أن تلد ضحايا جديدة لتموت بدورها على مذبح حروب الصهيونية الاستعمارية وبخناجر مؤامراتها التوسعية والعدوانية.

على الشعب الفلسطيني الأبي وبخاصة المسيحيين الفلسطينيين أن يعلنوا بأعلى صوتهم أنه آن الأوان,لكي ينهض العالم من كبوته التي استمرت طويلا, فليس من العدل وليس من العقل أن تستمر المجازر والمذابح والسياسة العنصرية الصهيونية في فلسطين بحق شعبها القابع تحت نير الاحتلال, بينما الغرب يدعم إسرائيل ويحاول الهروب من واجباته إزاء المسيحيين الفلسطينيين والإنسانية بشكل عام. ومطلوب من الكنيسة الكاثوليكية أولا أن تقف موقفا حاسما من الصهيونية والكيان الصهيوني وان تعيد النظر في سياستها الحديثة اتجاه هذا الكيان الدموي الذي لا يحترم الإنسان ولا المقدسات, ويقوم بالدوس على كرامة المواطن ومقدسا ته.

 ثم كيف يفسر المسيحي الفلسطيني موقف قياداته الروحية الغير متكافئ, فعندما تحدث عملية فلسطينية يقتل فيها يهود من المدنيين أو الجنود, يقوم الفاتيكان و تقوم الكنيسة بإدانته بشدة واعتبارها عملا إرهابيا بينما نفس تلك القيادات تنتقي الكلمات كأنها تزن أبيات القصيدة حين تعد لأدانة خجولة بحق إسرائيل وجرائمها في فلسطين المحتلة. نعم العالم المسيحي مطالب بأكثر من الكلام والموقف,وتنديد هنا أو إدانة هناك, هذا العالم مطالب بصحوة ونهضة وقيامة جديدة تميز بين المسيحية كدين سلام ومحبة وخلاص وبين الصهيونية التي ابتلعت الكنائس الغربية وجعلتها تابعة لها وأداة لتنفيذ مآرب إسرائيل التوسعية المستمدة من الأيديولوجية الصهيونية التي تعتبر بأفكارها الأبارتهايدية شكل من أشكال العنصرية.  

 * نشرت في أصداء -ايلاف يوم 22-12-2002

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط
- مندوب المافيا في مجلس الأمن
- إرهابيات
- انتخابات و أنتقامات
- لو حكينا أيها الوزير نبتدي منين الحكاية
- كؤوس المنافي
- عيد بالأحمر كفناه
- خطاب الرئيس العراقي ومعلومات الاستخبارات الغربية وموقف الشعو ...
- فلسطينيي ال48 أقوى من إرهاب العنصريين
- من جنين إلى البريج شعب فلسطين يحيي العيد بالدم
- الحوار المتحضر سنة أولى عطاء
- رئيس إسرائيل إرهابي عليل
- يحق للاجئ اليهودي في ألمانيا ما لا يحق لغيره


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد