محمد محمود الصديقي
الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 22:48
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
ان من المسلمين من يخطأ في الحكم على الناس وتكفيره وجعله مبتدع بمجرد انه اختلف معه في موضوع اجتهاد بشري ليس من الامور القطعية الدلالة فالنص القطعي لا أحد ينكره لانه لايحتمل الا حكما واحدا ، وأما الاجتهاد فإنه يختلف من شيخ الى شيخ فهو بذل الجهد لاستخراج الحكم من الأدلة الشرعية ، فالمولد النبوي مثلا هو أحد الأمثلة على أمور الاجتهاد البشري ، لانه لم يرد فيه نص شرعي قطعي الدلالة يفرض علينا الاحتفال به أو تحريم الاحتفال به ولكن اجتهد بعض العلماء فتوصل إلى أن الاحتفال به مباح ومنهم من أوصله اجتهاده الى أن الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم بدعه لا اصل لها غير جائزة فمن المنكرين للاحتفال بيوم المولد نجدهم يصفون من يخالفهم الرأي بأنهم أصحاب بدعه يدخلون النار ، من أين أتيتم بهذا الحكم الشرعي الغير قطعي الدلالة بالحكم على شخص انه في النار وانت تعلم أن هذه المسالة ظنية وليست قطعية ، يجب علينا أن نغرس في نفوسنا مفهوم التنوع فليس كل من يخالفك رأيك يجب أن يكون كافرا ، ويجب أن نزرع في نفوسنا أيضا مفهوم أن الناس لن تجتمع على رأي واحد مهما فعلت وان الطبيعة البشرية هي مختلفة فالله تعالى جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ، إن أهم مايفرق شمل البشرية هو هذا الاختلاف.. الاختلاف في الأمور البسيطة حتى تكبر ويتولد عندنا كره الاخر الى أن تتفرق هذه الأمة البشرية ، إن مايجب علينا اتخاذه هو أن نقبل الطرف الاخر مهما كان مذهبه وفكره والتعايش معه دون اخراجه من الملة وجعله مخلدا في النار بمجرد أنه اختلف معك في اجتهاد بشري يحتمل الصواب والخطأ .
#محمد_محمود_الصديقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟