محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 14:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبثية الفتاوى التي تصدر من هنا ومن هناك من اشباه العلماء والمتدينين شكلا لا جوهرا انما هي من تعود بالمجتمعات الى الوراء مئات السنين وتعود بالعقل البشري الى التحجيم والتصغير عليه ان يتلقى الفتوى ويطبقها دون النقاش فيها .
ما نراه من مظاهر التشدد لدى الكثيرون ليس بجديد على المجتمعات الأسلامية ولكت هذه نتائجها ما نراه من قتل وسفك للدماء واهدار لكرامة الأنسان بلا رأفة او رحمة بدعوى مخالفة الشريعة الأسلامية حسب فتاواهم التي تخرج عن متدين جاهل بنفسه قبل دينه .
مثل هذه الفتاوى لها حاضنتها الأجتماعية في المجتمع واسبابها كثيرة منها سياسات اقتصادية وسياسية تتبعها الدول العربية في عدم تمكين المواطن حتى من العيش الكريم له ولأسرته مما ينتج عنهما التفكك الأسري والتشرد بالشوارع وصولا الى تفكيك المنظومة الأخلاقية للمجتمع وبذلك تكون الحاضنة لمثل انتشار هؤلاء الجماعات التكفيرية والأرهابية حيث تحتضن الشباب وتعمل على غسل عقولهم بكل افكارهم المغلفة بالظاهر دينيا والمبطنة بأعاثة الفساد في الأرض .
المسوؤلية تقع قبل كل شيء على الدولة والحكومات ومن ثم على العلماء الحقيقيين في اظهار الوجه السمح للدين الأسلامي ، وتقع المسوؤلية ايضا على كل صاحب فكر ومبدأ في توضيح وتبيان ظاهرة التشدد بأسم الدين الأسلامي .
ولا نستطيع هنا ان نغفل دور اعداء الأمة العربية والأسلامية من الصهاينة والأمريكان في تغذية الكثير من الجماعات المتشده بطرق مختلفة ، وما تجربة القاعدة في افغانستان ببعيدة عن واقع القاعدة في العراق وصولا الى ما يسمى ( الدولة الأسلامية ) التي لا يختلف نهجها عن نهج القاعدة ولكن بشكل مختلف وطرق جديده .
تقع المسوؤلية على كافة المجتمع في مواجهة ظاهرة التشدد والوقوف بوجهها بدءا من سلطة الأب على اسرته ووصولا الى الدولة في حفظ كرامة الأنسان واحترام حقوقه في العيش الكريم من التعليم والعلاج المجاني .
الفكرة لا يواجهها الا فكرة مناقضة لها وتستطيع ان تدحضها وعلى اصحاب الفكر ان يقفوا بكل قوتهم في مواجهة الفكر الأرهابي المتشدد .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟