أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - لآن تورين ونقد الحداثة: بداية نقدية














المزيد.....

لآن تورين ونقد الحداثة: بداية نقدية


رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 00:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ا

يرى تورين أن " فكرة الحداثة، في شكلها الأكثر طموحاً، هي التأكيد على أن الإنسان هو ما يفعله". فالصلة قائمة بين الإنتاج الأكثر فاعلية بسبب العلم والتكنولوجيا والإدارة من جهة وبين تنظيم المجتمع الذي ينظمه القانون والحياة الشخصية وتنعشه المصلحة وأيضاً الرغبة في التحرر كل الضغوط من جانب آخر. كل ذلك يقام على إنتصار العقل، فالعقل وحده هو الذي يعقد الصلة بين الفعل الإنساني ونظام العالم، وهذا ما كان يبحث عنه الفكر الديني من قبل ولكنه كان مشلولاً بسبب الغائية الخاصة بالأديان التوحيدية القائمة على الوحي. والعقل هو الذي يمنح الحياة للعلم وفي تكييف الحياة الإجتماعية مع الحاجات الفردية والإجتماعية، وهذا ما يوصل إلى الوفرة والسعادة والحرية ( الآن تورين: " نقد الحداثة"، ترجمة أنور مغيث، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1997 م، ص 19).
لكن يبدو أن تورين متفائل إلى حد كبير في التأكيد على حتمية إنتصار العقل الوضعي، وتدهور العقل الغائي التوحيدي. والسؤال: إذا كان العقل الوضعي بهذه القابلية كما يصورها تورين فما الذي أوصل الإنسان الحديث إلى الإستلاب الذي يعيشه، كما يصوره أريك فروم.
يؤكد أريك فروم أنه قد ظهرت لإنسان القرن العشرين بوادر خسارة كل شيء. وما بدأ في القرن 19 سيستمر في القرن 20 بكثافة وبسرعة كبيرتين. إن نماء النظام الإقتصادي العصري يقود إلى المزيد من الإنتاج ومن سلوك الإستهلاك. لقد أصبح الإنسان مستهلكاً، والمعاش الرئيس في حياته أصبح أكثر فأكثر: أملك وأستعمل، وأنا موجود أقل فأقل. ويؤكد فروم أن الإنسان العصري وحيد وخائف. إنه حر، لكنه يخاف من هذه الحرية. إنه يعيش، كما يوضح السوسيولوجي الفرنسي الكبير، على حد تعبير فروم، إميل دوركايم في إنعدام المعايير، تتميز بالتمزق أو بالإستسلام، الذي لا يجعل منه فرداً، بل ذرة، لتفرده. فالذرة والفرد يعنيان نفس الشيء، أتت الكلمة الأولى من اليونانية وأتت الثانية من اللاتينية. كان الإنسان العصري يتمنى أن يصبح فرداً، لكنه أصبح في الحقيقة ذرة خائفة، يقذف بها هنا وهناك ( أريك فروم: " الإنسان المستلب وآفاق تحرره"، ترجمة وتعليق د. حميد لشهب، تقديم د. راينر فونك، فيدبرنت، الرباط، 2003 م، ص 46).
لكن ماذا عن العقل الغائي التوحيدي الذي أكد تورين تدهوره؟
يؤكد الفيلسوف النمساوي جوسيف سايفرت فاعلية العلاقة بين الدين والفلسفة أو العقل من أجل تأسيس حوار إنساني بناء مما يساعد في تفعيل الممارسة الإنسانية الوجودية، فيقول: " إن الفلسفة مطالبة بلعب الدور المهم الذي يجب عليها أن تلعبه في الحوار بين المنتمين إلى ديانات مختلفة. ذلك أن الفلسفة تتأسس على العقل وعلى المسائل العقلية كما هي معطاة للناس في مختلف الديانات، وكما هي مفترضة في الديانات المختلفة. بالإضافة إلى أن هناك علاقة حميمية بين الدين والفلسفة في الديانات التوحيدية، بحيث أن هذه الأخيرة تقترح، إلى جانب الكثير من المعطيات الفلسفية الأخرى، الكثير من المعارف المتعلقة بالله والإنسان، وبالتالي فإننا نجد فيها الكثير من نقط الإلتقاء .. وهكذا فإنه يجب على الفلسفة، وعلى الفلسفة الفينومينولوجية بالخصوص، أن تقوم بنقل هذا الأساس المشترك من أجل حوار أفيد ومتوازن إلى مستوى الوعي. وتعتبر الفينومينولوجية الواقعية، بحكم أنه تؤمن، عكس ما ذهب إليه هوسرل، بأن إهتمامها بالدين لا يتناقض ومبدأ المبادئ الفينومينولوجية، أي "الرجوع إلى الأشياء ذاتها" ( جوسيف سايفرت: " الله كبرهان على وجود الله: إعادة تأسيس فينومينولوجي للبرهان الأنطولوجي، ترجمة وتقديم د. حميد لشهب، أفريقيا، الدار البيضاء، 2001، ص 24).



#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواضع بوصفه حلاً من احترام الذات إلى الاستقرار العاطفي ومع ...
- في الإلحاح الناتج عن القلق
- في المشاعر والقلق الشعوري
- مقاربة في السلوكيات
- تاريخ المشقة ومعالجة الفشل
- روبرت ليهي من (أسلوب تعطيل الفكر) إلى ( طريقة التمكين الشخصي ...
- مقدمة في العلاج المعرفي للقلق عند روبرت ليهي
- كارل بوبر قراءة أولى على طريق الإستكشاف الفلسفي
- إعادة اكتشاف تراث ابن رشد د. حسن مجيد العبيدي والإستمداد الم ...
- جوزيف سايفرت ومنهاجية الحوار الديني في الفينومينولوجيا الواق ...
- إميل بوترو عن الدين وعلاقته بالعلم في الفلسفة المعاصرة
- ما وراء الغرب الانتحار والعدمية والتدهور
- اكتشاف سعيد النورسي مدخل مفاهيمي الى (سيرة ذاتية) ‏
- في نقد العقل المتفرد
- مناقشة د. حسام الآلوسي: التطور والنسبية في الاخلاق يلغي الاخ ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - لآن تورين ونقد الحداثة: بداية نقدية