|
اريد المستحيل وما اطرحه هو المنطقي البديل
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 00:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في معظم كتاباتي لا اخفي قناعاتي الشخصيه و ارائي الشخصيه التي تتعارض احيانا مع ما اكتب رغم عدم اكراهي او اجباري على ذلك من اي طرف كان لاني ارفض المداهنه والتذبذب .لكن ما اريده انا وارى انه صائب يحتمل الخطاء هذا من جهه ومن جهة اخري اذا كنت ارغب بالمستحيل ولا مجال لتحقيقه على ارض الواقع نتيجة الظروف الموضوعيه والحقائق التي تفرض نفسها لذا ابحث عن المنطقي والبديل الذي يصب في الصالح العام. لتوضيح الصوره ما اريده ورأي هو ان الاديان بشرية الهوى ولست من معتنقبها ولا اصنف نفسي بين الملحدين لان هذه الكلمه لا تعجبني ولا اخجل منها. اريد من دولنا ومجتمعاتنا ان تكون دولا علمانيه تفصل الدين عن السياسه والدوله وعلمانيه بمفهومها العام التقدم العلمي ومواكبة العصر في كافة المجالات العلميه والطبيه والتكنولوجيه.اسعى لحرية الانسان واحترام قناعاته واطالب بمساواة المرأه واعتماد مواثيق حقوق الانسان وان الدين مكانه في المعابد والمساجد وان تكون دولنا لكافة مواطنيها رغم اختلاف اديانها ومللها وطوائفها. هذا هو بشكل عام رأي واستطيع طرح المزيد لكن هذا لن يكمل الصوره التي بها اريد توضيح موقفي. ولو كنت احيا واعيش في الغرب لما كنت مضطرة لكتابة ذلك, ولو كتبته فلن اضيف الجديد على مجتمعات قطعت اشواطا في الحريه والعداله الاجتماعيه وانتهاج مواثيق حقوق الانسان تبحث عن رفاهية وسعادة شعوبها . مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه تعاني من التخلف والتصحر والجهل والمرض والفقروالاميه وزياده على ذلك وصاية الدين على كافة مفاصل حياتنا الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه .نعاني من التزمت والتشدد والاصوليه وصولا الى الارهاب من الكثيرين ضد كل ما هو مختلف. في ظل هكذا ظروف ما هي فائدة علمانيتي وكل ما اؤمن به اذا تنكرت لوجود الدين الذي يجب علينا ان نتعايش معه شئنا ام ابينا ولوجود اكثر من مليار ونصف مسلم هل ممكن اقصائهم لانهم لا ينسجمون مع توجهاتي وقناعاتي الفكريه.مشكلتي ليست مع معتنقي الاديان واحترم معتنقيها. مشكلتي هي ممارسة الارهاب باسم الدين وفرض وصايه والتدخل بالسياسه والشأن العام وممارسة تغيب واقصاء للاخر المختلف لذا اقف بالمرصاد وادافع عن حريتي والاخرين
ومن هنا وللصالح العام كثيرا ما اطرح مواضيع يمكن التعامل معها اذا عولجت بعنايه وحرص مع تكاتف الجهود. هل الملحد او العلماني او المسيحي او اي انسان لا ينتمي الى الاسلام اذا قال ان الاسلام دين عنف ويرفض تقبل الاخر وعلينا استأصله ومحاربته ستحل المشكله ام ستتفاقم .وهل كل المسلمين ارهابين . للاجابه على ذلك لا هناك مجموعات متزمته ارهابيه برمجت وفرمتت وغسلت ادمغتها تمارس القتل والاجرام والاغتصاب بأسم الدين. قد يقول البعض ان ما يمارس هو من النصوص الدينيه والقرأن واسقاط ما حدث قبل 1400 عام على واقعنا الحالي وان القرأن يجب قبوله رزمه واحده وان الجهاد والخلافه هما من مسلمات ما يفكر به المسلم وكل هذا صحيح. لكن هل يجب علينا قبول ذلك ام محاولة التصحيح والبحث عن حلول وبدائل. الكل يعلم ان القرأن حمال اوجه وانه ليس كل مسلم ارهابي وان القرأن المكي يختلف عن قرأن المدينه وان ظروف تلك الايام عند ظهور الدعوه تختلف عن الظروف الحاليه وان ملاين المسلمين يمارسون اسلامهم بالفطره ولا يمارسون العنف والارهاب. ودورنا هو التثقيف والتنوير وشرح ملبسات الاحداث وواقع ظهور الاسلام على اساس انه تاريخ من المستحيل اسقاطه على واقعنا الحالى وان العالم اليوم تعددي. والوعي والمنطق لا يتقبلان اعادة التاريخ لنفسه.ولا انكر ان المهمه سهله في ظل هذه الظروف. من هنا وليس دفاعا عن الاسلام بل دفاعا عن المسلم المسالم المعتدل والذي يؤمن بالتعدديه وعنده استعداد لتقبل الاخر المختلف اطرح افكاري التي يمكن ان تتحقق اكثر من افكار يا اما نحن او هم او افكار اقصاء الاعتدال والوسطيه والانسان بشكل عام . انا اريد وانت تريد وهم يريدون والله يريد . علينا ان نساهم في ايجاد حلول والمعقول .علينا ايجاد قواسم مشتركه. كل الاديان مرت بحروب طائفيه .هل كان هناك تعصب واقصاء وارهاب بأسم الدين قبل 50 عاما من اليوم على ما نراه من المجموعات المتزمته السلفيه الارهابيه التي تمارس فضائعها وجرائمها ضد الانسانيه باسم الاسلام.هذا يدل انه هناك من حرك الماء الراكده هناك من حرض ومن عباء ومن تأمر ومن دعم ومن له مصالحه مع عدم انكار الموروث الديني المهيئ للاشتعال قد يكون هناك الملاين التي تؤمن بالجهاد ولكن المليار مسلم يجب ان يوجه للاجتهاد لا الى الجهاد. فهم يعلمون ان العالم اليوم به مئات الاديان وحرية الاديان يجب ان تكفل شريطة ممارستها بالمعابد والمساجد وان تكون شخصيه. المطلوب التحديث و الغربله وتغير الخطاب الديني وتغير المناهج التعليميه وانتهاج اساليب التربيه الحديثه على القيم والاخلاق والفضيله ورفع الوصايه عن الناس وتحيد وتقيد رجال الدين والشيوخ على البقاء في الجوامع والاهتمام بالشق الديني والاجتماعي والابتعاد عن الفتاوي العدائيه والسياسه العامه وصولا الى تحكيم العقل والوعي والمنطق بعد قطع مراحل كبيره من التوجيه والتخطيط والتنفيذ. الفرق الاسلاميه الصوفيه اليست مسلمه وهي قمة الاخلاق والفضيله.هل كل المسلمين اليوم يجلسون وراء المتاريس ويحملون الاسلحه الرشاشه والمدافع في بيوتهم ويحاربون الجميع.. هل كل مسلم اليوم يحمل القرأن ويدعي انه يريد تطبيقه من بابه الى محرابه ويتمسك بكل ايه وحديث ويريد تنفيذها. الاعتدال والوسطيه وتقبل الاخر عند الملاين بالفطره والانسنه فهذه ليست بحاجه لكتاب ارشاد والملاين تقبلوا وجود الله وان محمد هو رسوله من منطلق ايماني ديني بعيدا عن العنف. لنبحث عن مارتن لوثر المسلم الذي سيطالب بالاصلاح الديني .لنسترشد بافكار وتعاليم المعتدلين من علماء ورجال دين ومعتدلين مثل ابن رشد وابن خلدون ومحمدعبده والكوكبي وفرج فوده ونصر ابو زيد واحمد اركون وجلال الرومي وغيرهم الكثيرين ولنبتعد عن افكار حسن البنا وابن لادن والظواهري والبغدادي فهناك فرق بين مسلم يؤمن بالحداثه والتغير وبين متزمت اصولي وارهابي. سيقول البعض ان هذا صعب تحقيقه واحلام .لكني اقول انه حلم واماني اقرب الى التحقيق من كابوس رفض الاسلام واقصائه والذي لا يمكن تحقيقه. هل هذا تغني بالاسلام ومجامله ومداهنه يصدر من علمانيه لا تؤمن بالاديان. وانا اجيب انه واقع يجب التعامل معه والقبول به في العصر الحالي وتجاهله والتعامي عن وجوده هو مجافي للحقيقه ولن يحل الازمه. ومقالات الخيال والفنتازيا لازالت بعيده عن واقعنا رغم قرب العالم الحر والعلماني الغربي من منتقطنا جغرافيا. ها هي تونس تجربه جديده رغم عدم استقرارها وضبابية المشهد السياسي لكن هناك بوادر انفراج وانفتاح وطريق نحو الدوله العلمانيه الحديثه هناك وزيره تطرح بأن الانسان يمكن ان يكون ملحدا اذا ارد وهذا شأن خاص وتطور ايجابي في عالمنا العربي الاسلامي. الدوله العلمانيه لا تعني دوله ملحده وان لا مكان للدين فيها.انها دوله تفصل الدين عن السياسه ويمكن ان تكون الاغلبيه مسلمة الديانه . ختاما كان بامكاني كتابة مقال يدعو الى رفض الاديان وتأيد الالحاد والعلمانيه والماركسيه اللينينيه حتى احظى برضا بعض المثقفين والحصول على الكثير من اللايكات لكنه اخر همي لاني اكتب عن الواقع على الارض وامكانية التغير لا الاقصاء . ما اريده هو الخروج من خرافة الاديان لكن ما هو موجود هو وجود الاديان التي اريد ويجب علي التعابش معها او لارحل واكتب مقالاتي اما من الداون ستريت او الشانزليزيه او اي بقعه من العالم الحر. حتى الفلاسفه والملحدين ولينين كتبوا عن الاديان ولم يرفضوا وجودها.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقل والمنطق يدعوانا الى الوسطيه والاعتدال
-
الخلط بين مفهوم السياسه والحريه لدى الغرب
-
الاسلاموفوبيا رد فعل تراكمي وليس وليد اللحظه
-
الادانة والتبرير لا تغني عن التفكير بالتغير والمصير
-
المرأه بين عام مضى واخر قادم
-
المطلوب الاصلاح الديني وتحديث الاسلام
-
اعذار اقبح من ذنوب لتبرير الارهاب
-
رسالة الغرب للاسلام لامكان للتطرف والارهاب
-
ابتعادنا عن العقل سبب تخلفنا وليس الدين
-
مساواة المرأه بالرجل=مجتمعات متطوره سعيده
-
المرأه مكانها بالمطبخ انسوا المساواه
-
مكافحة العنف ضد المرأه له يوم عالمي
-
الاسلاموفوبيا بين الوهم والحقيقه
-
المسلمين في الغرب بين التهميش والاندماج
-
داعش والمرأه
-
تركيا وايران في الميزان والقبان
-
الاسلام يحارب الجميع ولا حرب عليه
-
مطالبة المرأه بالمساواه تتعارض مع دينها
-
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور
-
الاسلام يخسر المعارك وقد يخسر الحرب
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|