رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 22:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على مر تاريخ فلسطين المعاصر وهي تقول لا، فهي قالت لا للعثمانيين في عهد الظاهر عمر، الذي عمل على التخلص من الحكم التركي المتخلف، فكانت عاقبته تدمير عكا علية وعلة مؤيديه.
وقالت لا للاحتلال الانجليزي الذي مهد لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، ودفعت ثمن ذلك العديد من الشهداء والمنفيين والمعتقلين.
وقالت لا للعهد الأردني إلى لاحق المناضلين وزج بهم في معتقل الجفر سيء الصيت.
وقالت لا للنظام الرسمي العربي عندما أعلنت فتح انطلاقتها متجاوزة حالة الركود العربي، واضعة أمامها مقولة "لا يحك جلد مثل ظفرك"، وبعد احتلال كامل فلسطين، كبرت اللا الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي والنظام العربي الرسمي، واستطاعت ان تحقق أول انتصار عربي في معركة الكرامة ،التي شكلت انطلاقة جديدة ليس لفلسطين وحسب بل لكل حركة التحرر العربية، فكانت الثورة الفلسطينية ملاذ لكل المعارضين في المنطقة العربية.
وأثناء الثورة كان اللا موجودة وحاضرة باستمرار في وجه كافة السلبيات داخلها، فلم يتوانى الكتاب والصحفيين في الأمانة العامة لطرق باب الخطر الذي يحدق بالثورة ممن يقومون بها، فكانت الأمانة تشكل جدارا منيعا بوجه هؤلاء القوم، وقد فتحت لهم الثورة النقد دون أي محذورات، من هنا كان التألق والإبداع الأدبي مقرونا بالمضمون.
لكن بعد الرجوع المنقوص إلى فلسطين، والتسارع على جني ثمار المشاركة في الثورة، لتحقيق اكبر كم ممكن من الثروة، أصبح قول لا محظورا وممنوعا في فلسطين كما هو الحال عند الأنظمة العربية، فقد تحولت فلسطين من حالة الثورة إلى حالة السلطة، فلم تعد تستطيع تقبل أي نقد.
موت الأمانة العامة للاتحاد الكتاب والصحفيين فعليا، كان احد الأسباب الرئيسة لما تعانيه فلسطين، فشراء الذمم من خلال إعطاء المناصب والمراكز وتكبيل الآخرين بالوظيفة جعل من اللا نعم، ونعم كبيرة.
خلال تجربتي المتواضعة لم أجد شخص تم تفريغه تنظيميا وقال لا سوى شخص واحد، رفض الراتب وقال للتنظيم "لم أكن هنا لكي احصل على الراتب، بل جئت أنضال" ارتفع هو إلى السماء وبقي هم على الأرض.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟