أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله















المزيد.....

كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت تسمى رام الله، صارت تسمى رام الله
مهند عبد الحميد/ صوت النساء
حسناً فعلت بلدية رام الله، عندما أصدرت قراراً حازماً بمعاقبة كل من يغير اسم
مدينة رام الله، ذلك الاسم المحفور في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني. في البدء
كانت المحاولة غير نظامية، وتنتمي إلى الفوضى وإلى فكرة عمل سلطة دينية موازية
لعمل سلطة المجتمع المدنية )بلدية ومحافظة(. انطلاقاً من التعدد، من حق أي
شخص أو مجموعة التقدم باقتراح أفكار ومبادرات، في أي موضوع للمرجعيات ذات
الصلة، كي تبت بالموافقة أو الرفض، بناء على صلاحياتها والتفويض الذي اكتسبته
من المواطنين، الذين انتخبوا أعضاءها. تغيير اسم رام الله واستبداله باسم آخر هو
العكس، وذلك عندما شرعت بعض الشركات بفرض فكرتها على الأغلبية والمرجعية
في آن. يذكرنا تغيير اسم رام الله بتغيير اسم مسجد جمال عبد الناصر إلى مسجد
سيد قطب، ثم الى مسجد البيرة الكبير. ذلك التغيير الذي لم يحترم ذاكرة الشعب
وعلاقته الوجدانية الحميمة مع زعيم تاريخي كبير. في تغيير اسم المسجد انتصرت
الفئوية وانتصر الثأر على التعدد والإرادة الشعبية. وكان بإمكان الإخوان المسلمين
بناء مسجد جديد، وقد بنوا عشرات المساجد، واختيار الأسماء التي تحلو لهم، وترك
الأسماء التراثية التي تم اختيارها لأسباب ولعلاقات لا يمكن شطبها من الذاكرة ومن
التاريخ.
تغيير اسم رام الله سلوك له مدلولات خطيرة جداً. فهو ينم عن رغبة في شطب
تراث وتاريخ عريق، يصب في مساعي دولة الاحتلال، التي عملت وما تزال تعمل على
إسكات التاريخ الفلسطيني وإزالة كل معالم الوجود الفلسطيني التاريخي على هذه
الارض، وعلى تفكيك بنية المجتمع الفلسطيني. من جهة أخرى فإن تغيير اسم رام الله
يعبر عن رغبة في فرض رأي، ويقدم نموذجاً لتفكير غرائبي يصادر عقل البشر ويرهب
المواطنين ويشوه ثقافة المجتمع وأدوار المواطنين فيه، ويسيء الى الدين الإسلامي.
هذا التفكير يطمس مضمون وجوهر الأشياء. تفكير يشغل الناس في مهمة تغيير
اسم مدينة رام الله، في الوقت الذي تتزاحم فيه عشرات المهمات الكبيرة أمام الشعب
الفلسطيني، كمهمات الخلاص من الاحتلال، ومقاومة الاستيطان، والتطهير العرقي
في القدس والمناطق )ج(، ورفض الإذلال اليومي، وفك الحصار الخانق عن قطاع غزة،
وحماية المقدسات من الاعتداءات اليومية، ووضع حد للقرصنة الإسرائيلية في احتجاز
أموال الضرائب، ومهمة التصدي للفساد والواسطة والمحسوبية، والاتجار بالمواد
الفاسدة والتهرب الضريبي، ومهمة مقاطعة سلع الاحتلال ومقاومة التطبيع، ومهمة
إزالة التمييز ضد نصف المجتمع )النساء(، والتوقف عن حرمانهن من حقهن في
الإرث. تخيلوا أن هؤلاء الأخوة يتركون كل هذه المهمات ولا يجدون غير مهمة تغيير
اسم رام الله. والتبرير هو الدفاع عن اسم الجلالة. دفاع مسيئ للعقل وللدين معاً.
إن الأخذ بهذا المنطق التجزيئي الشكلي في محاكمة الكلمات والنصوص، من
شأنه أن يغرق المجتمع في حرب تدمير الذات، فالأسماء والصحف والكتب والإعلانات
والمدارس وأسماء الشوارع، وأشياء أخرى كثيرة، ينطبق عليها ما ينطبق على اسم رام
الله. الخطير في ما جرى أن هؤلاء ينتمون أو يتأثرون بأفكار المدارس الدينية المتطرفة،
التي تطرح مفاهيم وأفكار ومقولات خطيرة وبائسة من نوع : «تعليم المرأة هو السبب
في انحطاط الأمة وسقوطها في الهاوية « .» تحريم دراسة النساء للهندسة والكيمياء .»
«تحريم سياقة النساء للسيارة « .» التعمير على القبور ح رام « .» سماع الموسيقى
والأغاني حرام « .» مشاهدة التلفزيون حرام « .» مشاهدة المباريات الرياضية حرام »، وفي
هذا الصدد اعدمت داعش مؤخرا 13 شاباً عراقياً بتهمة مشاهدة مباراة الأردن والعراق
لكرة القدم في دوري آسيا. «الدخان وبيعه حرام « ،» تحريم لبس البنطلون ». وغير ذلك
من خزعبلات وخرافات يتم الإفتاء بها باسم الدين. كان لهذه المدرسة دور في تشويه
وهدم وانحطاط المجتمعات العربية والإسلامية من الداخل، بعد فصلها عن الحضارة
الإنسانية، وعن تراث الحضارة الإسلامية الرائدة في العلوم والثقافة والفكر. لقد كان
النتاج الطبيعي لتغلغل أفكار وثقافة تلك المدرسة التكفيرية، هو نشوء تنظيمات
القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وطالبان، وعديد المنظمات والقوى التي على
شاكلتها، التي جلبت التخلف والانحطاط والتدخل الاستعماري، وانظمة الاستبداد
والإساءة إلى الدين الإسلامي وبالعكس.
إن محاولة تغيير اسم مدينة رام الله باسم الحلال والحرام، يندرج ضمن نشاط تلك
المدرسة الدينية، التي تنشر فكر التكفير والترهيب. وتحاول السيطرة التدريجية
على المجتمع، من خلال منطقها الوسواسي الذرائعي التعصبي. وما نشر اللوحات
المكتوب عليها «وحدوا الله، واذكروا الله » وغيرها من الشعارات، التي ينطبق عليها
«حق يراد به باطل »، إلا مثالا على مساعي السيطرة. فهذه المجموعة التي تنتمي
لمدرسة التكفير والترهيب، ترغب في احتلال موطىء قدم باسم شعارات يجمع عليها
الناس ولا يختلفون عليها، واقع الحال تريد احتلال حيز باسم الدين، سواء بموافقة
عن طريق الابتزاز الديني، أو بدون موافقة، وأغلب الظن بدون موافقة. لأنه كان من
المفترض أن تتقدم هذه المجموعة بطلب الى المجلس البلدي والمحافظة، لوضع
شعاراتها، كما تتقدم الأحزاب والتنظيمات لطلب وضع شعاراتها في الشوارع، وهي
التي تقرر وضع الشعارات بالاشكال الجمالية المناسبة، وفي الأماكن المناسبة، وفقاً
لجهة اختصاص في مجال الدعاية والإعلان. وليس لصقها بطريقة بدائية وفي أماكن
عشوائية. الهدف الكامن وراء عمل كهذا، هو تنفيذ مهمات إضافية، كتغيير اسم رام
الله بدون موافقة مثلاً، ومنع المهرجانات الفنية، وأشياء أخرى.
ما حدث مناسبة لإعادة الاعتبار للنظام واحترام القانون، ووضع حد لحالة التماهي
مع التخلف والترهيب، واحترام عقول الناس والتاريخ والتراث الجميل



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين
- خطاب ديني : النساء فيه عدو أول
- بين فيروز وبتهوفن
- هل هزمت المرأة السعودية ؟
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله