أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لو أُغْلِق المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران!














المزيد.....

لو أُغْلِق المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
انهيارٌ مفاجئٌ للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، يبقى احتمالاً وارداً، وإنْ بدا الآن ضئيل الواقعية؛ فالطرفان لهما مصلحة واضحة جليَّة في أنْ يبذلا وسعهما لاجتناب هذا "الشَّر السياسي (الاستراتيجي)"؛ لكن، دَعونا نفترِض أنَّ هذا الانهيار قد وَقَع، وأنَّ المسار التفاوضي (الذي سارا فيه زمناً طويلاً) قد اُقْفِل نهائياً؛ فما الذي يمكن أنْ يَقَع ويَحْدُث في "اليوم التالي"؟
الكونغرس الجمهوري ونتنياهو سيكونان في مُقدَّم المحتفلين والمبتهجين بهذا "الانهيار"؛ فالجمهوريون يَبْدون متمسكين باستمرار (وتشديد) العقوبات على إيران حتى يتحقَّق "الهدف النهائي (غير المُعْلَن)"، والذي لا يَمُتُّ بصلةٍ إلى "تدجين" برنامجها النووي، ونَزْع "الوحشية" الكامنة فيه، على ما يرون؛ أمَّا نتيناهو، الذي لن يذهب منفرداً إلى الحرب لتدمير البُنْيَة التحتية لبرنامج طهران النووي، مع مواقع ومنشآت إيرانية استراتيجية أخرى، فسوف يَدْفَع في اتِّجاه اختصار وتقصير المسافة بين تشديد العقوبات على إيران وبين توريط الولايات المتحدة (مع غيرها) في حربٍ على هذه القوَّة الإقليمية الصاعدة.
إيران، والتي لن تتصرَّف بما يَدْفَع الولايات المتحدة، ويضطَّرها، إلى شَنِّ حرب عليها، ستُقرِّر في "اليوم التالي" المضي قُدُماً، وفي حرية من كل قَيْد، في برنامجها النووي، مؤكِّدةً، في الوقت نفسه، أنَّها ما زالت ملتزمة "عدم صُنْع سلاح نووي". ومع ذلك، ستحرص إيران على أنْ تتصرَّف نووياً بما يرفع منسوب قلق خصومها من هذا البرنامج، ومن النِّيَّات الكامنة فيه؛ لعلَّ الولايات المتحدة تستشعر أهمية وضرورة العودة إلى المسار التفاوضي، مُبْديةً، هذه المرَّة، مزيداً من المرونة.
وفي موازاة ذلك، ستلعب طهران (وبشيء من الحذر والتَّروي) بعضاً من "أوراقها الإقليمية"، التي تتوقَّع أنْ يكسبها لعبها مزيداً من القوَّة التفاوضية في خصومتها الجديدة مع واشنطن، التي ستُدْرِك، عندئذٍ، وعلى ما تتوقَّع طهران، أنَّ لها مصلحة حيوية في التعاون معها؛ وستَلْعَب طهران بعض أوراقها تلك في العراق وسورية، وهما مسرح حرب الولايات المتحدة، وحلفائها، على "داعش"، وفي اليمن، وفي أماكن أخرى في الجوار الإقليمي لإيران. وتتوقَّع طهران، في الوقت نفسه، أنْ يَلْقى حراكها الإقليمي الجديد سَنَدَاً له، ولو مستتراً بعض الشيء، في موسكو المتضرِّرة هي أيضاً، وكثيراً، من العقوبات الغربية، ومن انهيار سعر برميل النفط، والذي يفهمه الكرملين على أنَّه جزء من تلك العقوبات.
هذا السلوك الإيراني، والذي سيتزامَن مع استمرار وتشديد العقوبات الغربية على إيران، ومع مزيدٍ من الانهيار في سعر برميل النفط، لن ينزل برداً وسلاماً على واشنطن، بمصالحها وأهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط؛ وقد يتمخَّض بنتائج (تريدها أو لا تريدها طهران) يمكن أنْ تعتدها واشنطن أسباباً وجيهة لشن الحرب عليها؛ فإذا وَقَعَت الحرب، تصرَّفَت إيران، عندئذٍ، بصفة كونها المعتدى عليه؛ وما زال عَجْز الولايات المتحدة عن توقُّع أشكال وصُوَر "الرَّد الإيراني"، مع تخوُّفها من احتمال أنْ تَجِد نفسها عاجزة عن مواجهة هذا "الرَّد"، هو السبب الذي يحمل إدارة الرئيس أوباما على التَّصَرُّف بما يمنع نزاعها مع طهران، ومهما اشتد وعَنُف، من أنْ يتمخَّض عن حربٍ، المعلوم من نتائجها وعواقبها قطرة في بحر المجهول.
ومع أنَّ طهران ستحرص كل الحرص على التَّصَرُّف، بعد انهيار المفاوضات، بما يمنع اشتداد نزاعها مع واشنطن من التمخُّض عن حرب، فإنَّ تَعاظُم الانهيار في سعر برميل النفط قد يُرْغمها على أنْ تسلك سلوكاً محفوفاً بالمخاطِر، وما كانت ترغب فيه (وفي نتائجه وعواقبه) من قبل؛ فالإيرانيون لن يستطيعوا تَحَمُّل عواقب أنْ يبلغ الانهيار في سعر برميل النفط حَدَّ البيع بما يعدل كلفة الإنتاج، أو يقل عنها.
طهران (مع موسكو) تَفْهَم هذا "الانهيار" على أنَّه نسخة جديدة من "حرب الضَّخ حتى الموت"؛ وهي حرب تصيب مقتلاً من كل اقتصاد يعتمد اعتماداً أساسياً على تصدير النفط؛ وقد يتأتَّى الحل لمشكلة "تَعَاظُم الانهيار في سعر برميل النفط" من "مَنْع" الصادرات النفطية من المرور بمضيقيِّ هرمز وباب المندب؛ وهذا "المنع"، أكان كلياً أم جزئياً، سيرفع، حتماً، سعر برميل النفط؛ وإيران تستطيع بغير طريقة خَوْض تجربة هذا "الحل".
وينبغي لنا ألاَّ نستبعد احتمال ظهور "داعش نفطي" في مضيقيِّ هرمز وباب المندب، فيَضْرِب بما يتسبَّب بأزمة إمدادات نفطية عالمية؛ و"داعش النفطي" هذا يمكن أنْ يَضْرِب، أيضاً، في الحقول والمنشآت وشبكات الأنابيب النفطية، فنرى، من ثمَّ، حرباً على "حرب الضخ حتى الموت"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موطن الاستعصاء في -المفاوضات النووية- بين طهران وواشنطن!
- -السياسة- بين -المثالي- و-الواقعي-
- -الآلة- من وجهة نظر سوسيولوجية
- في نسبية -الآن-
- عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!
- هكذا تكلَّم أوباما!
- هل تورَّط الأردن؟
- سياسة بعيون ميثولوجية!
- انتهازية أخلاقية!
- -يهودية الدولة-.. مشروع نتنياهو الانتخابي!
- نهاية ثورة!
- دولة لليهود فقط!
- هكذا قد يختفي العرب!
- المعاني الاستراتيجية لهبوط سعر النفط!
- إفراغ القدس من الحرم القدسي!
- الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!
- -الربيع العربي- بميزان -التجربة العملية-!
- مَيْل عالمي إلى -القُوَّة الناعمة-!
- مواطنو -اللادولة-!
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لو أُغْلِق المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران!