|
العبادي .. وعبادنا الصالحين !!!
كريم المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 00:06
المحور:
المجتمع المدني
العبادي .. وعبادنا الصالحين !!! كريم المظفر
كثيرون من زملاءنا الصحفيين والمقربين يطالبوننا بالكتابة وتشخيص نقاط الضعف والقوة في هذه الشخصية او تلك ، أو بتلك الحكومة او تلك ، حتى وان كانت تحت اسماء مستعارة ، وذلك لوجود المسعورين الذين يخافون الاقلام الشريفة التي تسعى الى فضح كل ماهو ينافي الاخلاق والقيم ، ولكن جوابي دائما ان المحاولة الوحيدة التي استخدمت فيها اسمي المستعار هي يوم عبوري الى بر الامان بعيدا عن النظام البائد هربا من بطش اجهزته الامنية عام 1999 ، ويومها قسمت امام الله بانني لن اكرر محاولة التخفي باسماء مستعارة ، وأن أكون مع الحق ولن أخاف لومة لائم . سبق لنا وان قدمنا سلسلة مقالات عن الأرهاب بمفومهه المجازي وليس الحقيقي والتي لم تنال رضا هؤلاء المسعورين ، فالارهاب هو ليس ( داعش ) والتفجيرات والقتل والخطف .. الخ .. بل هناك أرهاب من نوع آخر اصبحت مستشرية في مجتمعاتنا ومؤسساتنا ( كالارهاب العشائري وممارساته الخاطئة ، واطفالنا الذين يتعرضون الى عملية ارهاب من نوع خاص بالاضافة الى أرهاب الفساد الذي يستشري في البلاد في كافة مرافقها الحياتية ) واليوم أعود الى موضوع الفساد ، الذي يمارسه العاملون في الهيئات العراقية في الخارج ، وفي الوقت الذي بدأ فيه دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي بحملته والضرب بقوة على الفساد والمفسدين ، فهناك من عبادنا الصالحين ممن يغطون على ممارسات دنيئة تلتهم قوت الشعب العراقي من قبل ممن قاموا بترشيح هؤلاء للعمل في هذه الهيئات مقابل ( دفاتر موسومة بصور جورج واشنطن ) . وبحكم عملي الصحفي هنا سأتطرق الى الدائرة الثقافية في موسكو ( وإن كانت شهادتي مجروحة كوني سبق وان عملت في هذه الدائرة ) وبالتحديد سأتناول شخصية المستشار الثقافي ( د. حيدر الدباغ ) الذي وصل الى منصبه بصفقة مشبوهة أديرت من قبل أحدى نائبات البرلمان مقابل هذه ( الدفاتر ) لأبعاد الدكتور ابراهيم الشمري ( م. المستشار الحالي ) من تسلم مهام منصبه كمستشار ثقافيا ضمن السياقات الوظيفية التقليدية ، ما حدى بالسيد الدباغ الى تقديم تظلما الى السيد وزير التعليم العالي الأسبق علي الأديب وبضغط من هذه النائبة وزبانيتها تم تعيين الدباغ مستشارا بصيغة يلفها الغموض ( علمنا بأن السيد الوزير الحالي طلب التحقيق بها ) وابعاد الشمري لأنه لم يدفع الاتاوة المطلوبة ، ومر الموضوع دون أي متابعة او تحقيق وكأن شيء لم حدث .
شخصية السيد المستشار الثقافي تؤكد حاجتها الى العلاج النفسي ، لأنها تحمل من خصائص المصابين بهذه الامراض الكثير الكثير ، كالكذب والمراوغة والخداع والازدواجية في الراي والتصرفات ، حتى أنها وصلت الى أقرب المقربين له وهو أبنه ذو( 14 ) عاما من زوجته الاولى .. حيث يقوم بضربه شبه يومي باسلوب همجي وعنيف وطرده في منتصف الليل في شوارع موسكو ، رغم عمله أنه لا أحد لأبنه هناك ولايجيد اللغة الروسية ، ويقوم أبنه بالاستنجاد بهذا وذاك لأخراجه من محنته ، وقد نصحنا ولده باللجوءالى سعادة السفير العراقي في موسكو وبالفعل قام بذلك . أزدواجية الموقف والنهج التآمري في التعامل مع موظفيه والشك والريبة صفة ملازمة لشخصية المستشار الثقافي وحسب قوله فإنه يمنح خصومه ( وهم الموظفين العاملين معه ) الآمان ثم ينقض عليهم وكأنه في زريبة ( حيوانات ) يأكل فيها القوي الضعيف ، يشتم هذا ويشكك في ذاك ، ويحرم لهذا ما يستبيح لغيره وإن الجميع لديه ( خصوم ) ، وتارة أخرى فإنه الشخص الوطني الذي يمثل أحدى مؤسسات العراق ويستخدم الكلمات المنمقة التي يرهب فيها موظفيه ومن جهة أخرى فهو ذلك الشخص الفاسد والبخيل ليس في المال فقط وإنما بخيل في أخلاقه وتصرفاته التي تبعده عن الإنسان السوي ، وضعفه الشخصي يغطيه بتصرفاته اللامسئولة ! فهو حتى يومنا ومنذ وصوله لم يقم بأي علاقة صداقة مع اي من نظرائه العرب والأجانب العاملين في الساحة ، أو مع أي رئيس مؤسسة علمية أو جامعة والتي من المفترض أن تكون ضمن أولوياته في بلد عمله ليس لضعفه فقط في تحقيق ذلك ، وإنما لبخله الشديد لأن وحسب رايه فإن ذلك سيكلفه مبالغ تستقطع من ( نثريته ) التي يحرم على محاسبه التصرف بها وإلا يقوم بإعادته الى العراق ، وهو الذي لا يكرم عاملة المطعم أو المقهى باي ( سنت ) اذا ما اضطر يوما الى دفع الحساب . أن ما يمر به العراق ليس معني به السيد المستشار الثقافي !! لأنه يعمل في الخارج ، ، وما يعاني منه العراق من وقت عصيب سواء في مواجهته لعصابات ( داعش ) أوفي االوضع الأقتصادي الصعب ، لم يحرك من الوطنية ( الزائفة ) التي يحملها مستشارنا الهمام قيد أنملة ، وراح يبعثر باموال الدائرة هنا هناك وأختلاس ما يمكن أختلاسه . لتعويض ما دفعه باليمين كي يستلمه باليسار دون أن تكون هناك اي مراقبة من مراجعه العليا ، والتي على مايبدو تخاف من بطش النائبة التي رشحته أو زبانيتها ، او في إمكانية افتضاح أمرهم ودورهم في وصوله الى هذا المكان . الدوائر المالية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمفتش العام في الوزارة ورغم تسلمهم كل الوثائق التي تؤيد فساده وضلوعه في عمليات تبديد أموال العراق ، لم تقم بمحاسبة السيد المستشار ومنها مثلا .. هل تمت مسائلة السيد الدباغ عن عقود التأمين لمنتسبي الدائرة والتي قام بتنظيمها بمبلغ ( 50 ) ألف دولار في الوقت كان بالامكان تنظيم مثل هذا العقد وبمبلغ يقل عن النصف مع مستشفى الخدمات الدلبوماسية التي تقدم خدماتها الطبية المتميزة الى المؤسسات الدبلوماسية العاملة في موسكو بشكل ممتاز ، لكن مستشرنا الهمام فضل إضافة ( 28 ) مؤسسة طبية أخرى فقط للتفاخر والتباهي غير مراعيا إن المبالغ الأضافية التي دفعها هي ليست من جيبه الخاص !!! لو كانت كذلك لما دفعها أو قام بإضافة مستشفيات أخرى لا تقدم ولا تؤخر أمام خدمات مستشفى الخدمات الدبلوماسية .
الحرص على الأموال العامة مسئولية تقع على المسئولين إحترامها والالتزام بعدم تبديدها وفقا للرغبة والهوايا ، فهل تم مسائلة السيد المستشار عن سبب تغيير شقته التي كانت تبعد عن مقر عمله سوى ( 3 ) كلم ، أي مشيا ( 15 ) دقيقة ومستوفية لكل المتطلبات التي يحتاجها بأخرى يصل ايجارها الى ( 8 ) الاف دولار قابلة للزيادة السنوية وحسب العقد الموقع مع دائرة الخدمات الدبلوماسية ، لا لشيء سوى أن السيد الدباغ يريد إستغلال موظفي الدائرة الثقافية لشخصه الكريم وعائلته ، فمنهم من يذهب للتسوق له وأخرى لمرافقة زوجته في جولاتها وثانية لتنظيف شقته حتى بعد الدوام الرسمي دون ان يكلفه ذلك اي مبالغ ومستهترا باوقات العمل التي من المفترض أن تكون لخدمة الطلبة لا لقضاء حاجاته الشخصية . فيا دولة رئيس الوزراء العبادي على ما يبدو فإن التواطيء بين ( عبادنا الصالحين ) في دائرة البعثات ومستشارنا الهمام والتستر على ما يقوم به وصل ذروته ، فلم يسأل السيد الدباغ عن قضية فساد تصليح سيارة الدائرة الثقافية ( المارسيدس ) التي تعرضت لحادث مروع لم يتم التبليغ عنه حتى للسفارة العراقية في موسكو إلا بعد أن هدد سائق الملحقية الذي أنهيت خدماته بعد الإنتهاء من تصليح السيارة وتهديد الأخير بفضح كل الممارسات والاختلاسات التي جرت من اجل إنهاء تصليح السيارة والتي تكلفت أكثر من ثلاثين ألف دولار ورفض دائرة التأمين تغطية مبالغ التصليح بالكامل ( اي بعد ثلاثة اشهر من وقوع الحادث ) . العراق وطن الجميع والحفاظ عليه مسئولية الجميع ، إلا إن أزدواجية السيد المستشار جعلته ( يكره ) كل ما هو له صلة بالعراق ، قد يكون كلامي فيه نوع من المبالغة ولكن تصرفاته وكلامه يؤكد ذلك ، فهو القائل بأنه لا يريد اي عراقي في الدائرة الثقافية وبالفعل قام بتصيفة 90 بالمئة من المستخدمين المحليين العراقيين وتعيين ( موظفات عربيات ) في سابقة خطيرة لم تثير إنتباه اي من المسئولين في وزارة التعليم العالي أو المؤسسات ذات العلاقة الأخرى ، ورغم جهلهن بعملهن وافتقارهن لأبسط المهارات المطلوبة للتعيين ، ورفضه تعيين المتقدمين من العراقيين ( نحتفظ باسمائهم ) وممارسة الكذب والخداع وتشويه صورة المتقدمين من العراقيين للعمل . العبادي الذي رفع ومنذ تسنمه مهام منصبه رفع شعار مكافحة الفساد والفاسدين الذين تحوم حولهم شبهات الفساد في مؤسسات الدولة والمتجاوزين على المال العام ، سيصطدم بجهود ( عبادنا الصالحين ) وهم كثر من العاملين في هذه المؤسسات والمتورطين في دعم المفسدين ، وهم المعنيين في المكافحة والاجتثاث ، ولذلك عليه أولا تفعيل أجهزة مكافحة الفساد ، لأن في العراق اليوم من تتم ملاحقته ومن دون هوادة هو من يتصدى للفساد ، والحليم بالاشارة يفهم ..
#كريم_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراع روسي - عراقي عند أبواب الكريملين
-
أصدقاؤنا ، أحباؤنا .. رفقا بنا !!!
-
البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )
-
فلسطين دولة مراقبة
-
( إرهاب ) معاناة الأطفال في العراق
-
الفساد ( الإرهاب )
-
الإرهاب العشائري في العراق
-
العراق والكويت .. إلى أين ؟؟
-
هل سنأسف على ثوراتنا !!!
-
كذب أوباما وإن صدق
-
ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!
-
من يضحك على من !!!!
-
الثورات العربية من وجهة نظر روسية
-
كتاب جديد - إمبراطور الغاز
-
أنا وضعي مختلف .. !!!
-
هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
-
كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
-
أفتخر .. لأنك عربي
-
ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
-
صحوة موت عمرو موسى سياسيا
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|