أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص الشاعرة بتول داغر أنموذجاً














المزيد.....

النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص الشاعرة بتول داغر أنموذجاً


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


الن
لا يخفى عن المراقب لحال الفن العراقي هذه الايام ما وصل اليه اوما آلت اليه احواله وخاصةً الاغنية العراقية فهي في موضع لا تحسد عليه فبين الجهل المطبق بقواعد واصول الموسيقى وبين ضعف وضياع النص الجميل واللحن الجميل اصبحت الاغنية العراقية مدعاة للسخرية وداعية علنية للابتذال والخلل يعود حسب وجهة نظري الشخصية لأسباب عدة اولها وأهمها *الجمهور *ثم الشاعر *ثم المغني وهذه العوامل تتناسب طردياً في رسم الخارطة الحالية للأغنية العراقية فلو كان جمهور المتلقين يتمتع بشيء من الوعي وجمالية الروح لما سمح للشاعر الطارئ ان يكتب نصاً يحوي بين كلماته كل ما تعنيه مفردة (سخافة) من معان ولما وجد المغني الهابط ما يغنيه لهذا الجمهور ,الا ان استطعام واستساغة المتلقي لكل هذه الترهات . . ان من العجائب ان يكون الجمهور العراقي نفسه من استساغ (حاسبينك) و(البنفسج) و(گصة المودة) و(ويا نجمة) وغيرها من روائع الاعمال الغنائية ان يورث لأجياله المعاصرة ذائقة تتقبل (يمه گرصتني عگربة) و (بسبس ميو) ..! اغنية بسبس ميو غريبة غرابة خاصة منفردة لاتشابهها من حيث المضمون الا ترنيمة احد المؤدين الشباب (طرط طّيره طرط طيره) عجيب وغريب ما وصل اليه حال الاغنية العراقية,
والأغرب من الغرابة هي فشل المحاولات التي قام بها بعض الشعراء امثال الشاب حامد الغرباوي وشاعرتنا موضوع البحث , لكن نجاحهم كان بحاجة لخلق جيل او استيراده من كوكب آخر

" اخاف اتنفسك وتروح
اخاف الجرح يصفى جروح
اخاف تغيب عن عيني
يليل مجافي سنيني
بس وياك خليني
بس انت الملكت الروح"

*قد تبدو هذه الكلمات للقاري كلمات بسيطة سيما وان الشاعرة هنا استخدمت بحر الهزج باسلوب السهل الممتنع الا انها رسمت هنا لوحة جميلة من لوحات الحيرة كيف تخشى ان تتنفسه ؟ اهو خارج روحها مثلاً ؟ لمَ كل هذا الخوف من الاقتراب من المصير ؟ أم ان الشاعرة ربما ارادت ان تقول لا أمن ولا أمان في عصرنا المكتظ بالمثاليات الزائفة ؟ حسب تقديري هي لا تعشق الا خيالاً رسمته تخشى التقرب منه فتخسره او تخسره فتخسر حلمها حتى انها فضلت الاختناق الازلي على تنفس الحلم الذي ربما سيهدده الزفير الانطباعي الاجباري او ان الامر كله محض غربة في روحها وأرادت ان تطبق نظرية (لا تعشق الغرباء ) على قلبها المثقل بنبضات خالية من اوكسجين الحياة ؟ ربما لانها تخشى ان يغادر هذا الحلم الجميل جفنيها فهي عاشقة بلا سهاد وتائهة داخل نفسها سيما وأن هذا الحلم اصبح هوسها ومنهى رغبة روحها الشاعرة .
هنا في (مقاصير) كهذه يمكن ان تتوج الاغنية ذات اللحن المتزن بتاج الرقي الانساني وهي تذكرنا بأغنية ياس خضر ذات اللحن العميق ابداعا الخفيف البسيط ظاهراً (وأحب الورد جوري عبنّه بلون خدك) بتلك الابيات غير المتشابهه من الدارمي العراقي الجنوبي الاصيل , وهنا تكمن روعة اختيار هذه الشاعرة لألفاظها فهي تغازل عصر السرعة بطريقة الاصالة وأسلوب الشاعر المدني فهي بنت بغداد واحد احيائها الراقية ذات الطابع المختلف عن نوعا ما عن باقي احياء العراق الشعبية (ان جاز لنا القول)

"روحي مسكينة بغيابك گلي بعدك وين اروح
تسأل اعليك واگلها راح .. وتصيح الجروح
يوم والثاني يعدن
وانت وينك
يا نبع غافي على
جفون المحنه
ويا حنينك
وآنه والروح العفتها بلهفة المشتاگ
نصرخ مشتهينك
تسأل اعليك واكلها راح وتصيح الجروح
روحي مسكينة بغيابك كلي بعدك وين اروح "
*مسكينة تلك الارواح التي تتعلق بأمل آفل فهي الاقرب لنجوى الحزن والأصدق حين تنطق بها خلجاتها المثقلة بالحلم السرمدي فهكذا احلام لا طاقة لها على تحمل صيحات الجراح العميقة وكم من هائم بحلمٍ اثقل كاهله فصار كمن يسير في الازقة محدثا نفسه عن حادثة وقعت معه وأثرت به وكأنه يسائل السراب عن مكان تواجده انه الافتقاد المضني لكينونة الحنين . كيف استطاعت هذه الشاعرة ان تخط لنبضها دائرة من الخيال الجميل تغازله بهذه الطريقة العميقة الاحساس القوية الادراك ؟ " يا نبع غافي على جفون المحنه .. ويا حنينك " تسامق في النصر يوصل القارئ لفضاءات خصبة من الحنين والهيام والتشفي بأيام التعري من العشق ويالها من لهفة وحده الذائب شوقاً يعرفها هذه الشاعرة اوجدت حبيباً تشتهيه من لاشيء وهذا سر تألقها لأنها مدركة تماماً ان هذا الحلم سيزول يوماً بعد ان يداهمه ذلك المعشوق الحامل لحقيبة الحقائق معه ستستقبله بصعوبة مفرطة وهي تنعى حلمها الآزف بمقدمه ولكَ ان تتصور عزيزي القارئ ما تشعر به هذه الشاعرة وهي تعيش في زحمة هذا الصراع الذي اوجده في النهاية مجرد حلمٍ صنعته لنفسها ربما لتحصينها من الوقوع في حقيقة لا تحمدُ عاقبتها
بتول داغر *شاعرة من طراز خاص وهي مجتهدة فليس في بيئتها ما يسهّل لها التساوق مع الابداع ولا عملها في الصحافة يمنحها الفرصة الكافية لان توجد لنفسها مجالاً خصباً حتى بقرب صديق شاعر . وهي لاشك متألمة من واقع الاغنية الحالي وإلا لما تجشمت عناء السفر نحو قمة التألق دون ان تشعر اصلاً



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية العربية فكر وتدبر
- مهرجان المربد الشعري الحادي عشر (احدى عشرة وقفة مع الجمال)
- مهرجان مصطفى جمال الدين السنوي الخامس
- مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً - الاحتيال
- الضياع - من كتاب مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثاليا
- صحة ذي قار ترفد اقضية الاهوار والشطرة ب ٢-;-٥-;- ...
- اشعال فتيل الغضب ثورة وان اخفت اسلحتها
- النضوج - عن كتاب (مُجتمعي) قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً
- نباء عن تنفيذ الاتفاق السري بين المالكي من جهة وحكومة السعود ...
- هذا ما حدث بالضبط - قراءة في قصة قصيرة للكاتب قيصر اللامي -
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح6 مدير المؤسسة الصحي ...
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح5
- سأدخل الانتخابات هذا الموسوم ولكن ....
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح4 الطبيب
- وزارة الصحة العراقية الواقع والطموح ح 3
- ظاهرة (الملاّ ’ الحجي ’ السيد ’ الشيخ) في مؤسسات الدولة
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح 9ح2
- كامل سواري ذلك النهر السومري
- مهرجان المتنبي العاشر نبوءة المتطفلين نحو مربد جديد
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح)ح1


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص الشاعرة بتول داغر أنموذجاً