أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - تحت خيمة نازحين














المزيد.....

تحت خيمة نازحين


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 11:44
المحور: المجتمع المدني
    


ان تسمع بأحوال النازحين ، شئ .. وأن تراهُم في الواقع ، وتتعايش معهم ولو لساعات ، شئٌ آخر . أصطحبني صباح الخميس 29/1 ، سّيدان مُحترمان من محافظة نينوى ، قاما بالإشراف على توفير 1200 حقيبة للتلاميذ .. إشتروها بتبرُعات من ناشطي وأصدقاء التيار الديمقراطي ، في الداخل والخارج . توجهنا الى منطقة " ديرَبون " المُطِلة على نهر دجلة ، والمُحاذِية للحدود السورية والقريبة من زاخو .. حيث هنالك مُخّيمٌ كبير ، أو بالأحرى مُخّيمان ، كانا سابقاً يضُمان اللاجئين السوريين ، الذين عاد قسمٌ منهم الى بلداتهم بعد تحريرها من قِبل مُقاتلي " ي ب ك " ، وإنتقل آخرون الى مُخيمات في عُمق أقليم كردستان ، وهاجر البعض الآخر . المُهم ، ان مُخّيَم ( باجِد كندالا 1 ) و ( باجِد كندالا 2 ) المُتجاوران ، يستضيفان منذ منتصف شهر أب 2014 ، الآلاف من النازحين من سنجار ومُحيطها ، غالبيتهم الساحقة من الإيزيديين .
قبل عدة أشهُر ، قامتْ المنظمة النرويجية NRC ، بتمويل شراء قرطاسية وبعض الكُتب ، للفئات العمرية التي تتراوح بين 6 – 12 سنة ، من نازحي المُخيَم ، وكذلك دفع أجورٍ رمزية ، للمُعلمين والمعلمات الذين يقومون بجهودٍ كبيرة ، لتعليم التلاميذ .
وأخذ نُشطاء التيار الديمقراطي ، ولا سيما في محافظة نينوى ، على عاتقهم ، من خلال تبرعات الأصدقاء ، توفير الحقائب المدرسية ، ل حوالي 1200 تلميذ وتلميذة .
قضيتُ بمعية السادة : الدكتور حُسام / أبو مُشتاق / أبو أشجان ... ساعاتٍ في المُخيم .. بين ظهراني النازحين الإيزيديين .. وأدناهُ بعض المُلاحظات البسيطة :
* المدرستَين في المُخيمَين باجِد كندالا 1 و باجِد كندالا 2 ، لاتُعتَبران رسميتَين ، ولا تُحتَسَب الدراسة فيهما ، سنةً دراسية نظامية . علماً بأن التعليم يتم من خلال المناهج المُقّرَرة إضافةً الى بعض الكتب الأخرى والوسائل التعليمية البسيطة المتوفرة .. وباللغتَين العربية والكردية ، حسب الدراسة السابقة للتلاميذ . مجموع التلاميذ حوالي 1200 .
* المدرسة في كِلا المُخيمَين ، عبارة عن خَيمتَين كبيرتَين ، في كُل منهما وجبة تلاميذ .. والدوام ثلاثي ، أي هنالك ثلاثة وجبات . والمعلمين والمعلمات ، يداومون أحياناً من الصباح الى العصر .
* من نافلة القَول ، ان خِيَم المدرستَين ، كانتْ باردة . ولأن الأرضية كانتْ مفروشة بالكاربت ، فلقد إضطررنا الى خلع أحذيتنا قبل الدخول . كانتْ " الصفوف " إذا جازَ التعبير ، نظيفة ومُرّتَبة .
* قالتْ إدارة المدرسة والمُعلمين : أن الغاية الأساسية من عملهم ، هي أولاً ، مُحاولة إخراج الأطفال من الجَو الكئيب ، وإبعادهم قدر المُستطاع ، عن المناقشات المُحبِطة التي يتداولها النازحون الكبار ، الناتجة عن النزوح ومُخلفاته ... وثانياً ، حتى لاينسى الأطفال ماتعلموه سابقاً ، وكذلك رعاية مَنْ هُم في سن السادسة وتعليمهم المبادئ الأولية .
* ان ما تقوم به المُعلمات والمعلمين ، والذين هُم أنفسهم نازحين ومقيمين في نفس المخيمات ، من جُهدٍ مُضني ، وخدمةٍ مُتواصلة ، في هذه الأجواء الصعبة والظروف المُربِكة ، هو عملٌ مُبارَك ، يُشكَرونَ عليه ، ويستحقون كُل التشجيع والدعم .
.......................
تناولنا الغداء ، تحتَ خيمة أحد النازحين المُحترمين ، وهي خيمة صغيرة ، يعيش تحت " سقفها " سبعة أنفار .. ثلاثة أبناء وبنتَين والأب والأم ، في مساحةٍ لاتتجاوز ستة أمتار مُربعة ، تحوي " أغراضهم " كلها أيضاً ! . السيد الذي أصرَ على إستضافتنا ، كان أحد مُعلمي المدرسة في المُخيم .. وهو من أهالي إحدى قُرى سنجار .. يحمل شهادة ماجستير ! . وأحد أولاده كان في المرحلة الثانية من كلية التربية الرياضية ، وبقية أولاده وبناته ، كانوا طُلاباً أيضاً .. جميعهم تركوا الدراسة ، هرباً من عصابات داعش . اليوم شأنهم شأن عشرات اللآلاف من النازحين الإيزيديين الآخرين ، يعيشون تحت خيمةٍ صغيرة تُحيط بهم الأوحال من كُل جانِب .
قالَ لنا الأب : تعمدتُ أن تبقوا في خيمتنا لفترة وتطَلِعوا على أحوالنا عن كثب .. بل كنتُ أتمنى ان تأتوا قبل يومَين ، حين كانتْ الأمطار تهطلُ مدراراً ، وتشاهدوا على الطبيعةِ أوضاعنا المُزرِية ! . قالَ أيضاً : لاأتحدث عن نفسي ، فأحوالنا أحسن من كثيرين هنا في المُخيم .. بل ان مُخيمنا هذا أفضل من العديد من مخيمات النازحين في أماكن أخرى ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نِطلَعْ إحنه مو خوش أوادِمْ -
- هل إفتهمتَ الآن ؟
- الحكومة ... وعُمر ليلى وسلمى
- عندما كانتْ السماءُ تمطر ذهباً
- البيشمركة والجنرال - ثَلج -
- الإسلام المُعتَدِل
- خُذوا المناصِب .. بس خلولي الوطَنْ
- ( البيشمركة ) .. وإضاعة الفُرَص
- ليستْ لديّ مَشاكِل
- تحرير مناطق واسعة في سنجار
- الحكومة و - رَغيف حَمُو المزوري -
- المسؤولين .. والسابقين والأسبقين
- مِنْ الحَيفِ أن يُذَلَ عزيز القَوم
- الففتي ففتي .. والفورتي فورتي
- اليوم العالمي لمُكافحة الفساد
- - مُلتقى الأربعاء - في برلين
- عسى ان يكون العبادي جريئاً وصادقاً
- كُرد الداخل .. كُرد الخارج 3
- مفوضيات وهيئات أحزاب .. وليست - مُستَقِلة -
- كُرد الداخل .. وكُرد الخارج 2


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية بالفاشر
- نتنياهو يدّعي السعي لإعادة الأسرى بالتفاوض ويواصل إبادة غزة ...
- الدفاع المدني بغزة: المجاعة باتت ظاهرة واضحة في القطاع
- عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضام ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من خطر -تفكك- السودان
- -هند رجب- تقدم طلبا لاعتقال وزير خارجية إسرائيل في لندن
- -الجنائية الدولية- تطلب من المجر توضيحا بشأن اعتقال نتنياهو ...
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس
- حماس: تحرير الأسرى من السجون على رأس أولويات الصفقة
- الأونروا: نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - تحت خيمة نازحين