|
كتاب نكوص الحداثة العربية لأدهم مسعود القاق
هانم السعيد العيسوي
الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 11:38
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
القاهرة، مصر: كتاب نكوص الحداثة العربية لأدهم مسعود القاق، بقلم: الباحثة: هانم السعيد العيسوي باحثة بالعلوم السياسية في معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة صدر للباحث السوري أدهم مسعود القاق كتاباً بعنوان: نكوص الحداثة العربية، قراءة في مسرح التسييس والتراث لدى سعد الله ونوس بعد هزيمة حزيران عام 1967 م حتى عام 1977 م في ضوء نظرية جماليات التلقي والنقد التيماتي، وقدّم له د. محمد زكريا عناني، أستاذ الأدب العربي في جامعة الإسكندرية ورئيس إتحاد الكتاب في الإسكندرية، صدر الكتاب عن منشأة المعارف. غلاف الكتاب هو لوحة للفنان السوري تمّام عزام الذي كان قد شارك بها في بينالي الإسكندرية منذ حوالي الثلاثة أشهر، وترمز لطغيان العسكر الفاسدين مع الجماعات التكفيرية على مشهد الثورة السورية التي لم يتمكن شبابها إلّا من مواجهتهم بالهتافات التي انبثقت من المواويل والغناء الشعبي السوري الكامن في حنايا المجتمع الذي تعرّض لهيمنة سلطة الفساد والجريمة والقهر لأكثر من أربعين عاماً مضت، طامسة معالم الجمال والحلاوة في أنغام تعود لأعماق التاريخ الإنساني، والتي تفجّرت في حناجر شباب الثورة الذين تعرضوا لاستئصال حناجرهم وقتلهم واعتقالهم وتشريدهم على أيدي سلطة الموت. ثمّ الإهداء: إلى سوريا، الوطن، " تنشجين في اتجاه السديم، لكن لايزال ترابك يهذي بالولادات" يقول د. عناني أن أدهم مسعود القاق يحمل شخصية علمية في إدارته للتحاور مع موضوعه، وقادر على إقناع قارئه بصحة نتائجه، وبالفعل فإنّ هذا الكتاب يتميّز بلغته السليمة والسلسة، وقد راعى فيها المؤلف الدقة العلمية، لاسيما توضيح المصطلحات النقدية التي استخدمها. ينقسم كتاب نكوص الحداثة العربية إلى مقدمة تعرّف بفصول الكتاب وتمهيده الذي عرض فيه لملامح حداثية عربية منذ مطلع القرن العشرين "طه حسين وجبران و..."، ولمظاهر نكوصها بعد هزيمة عام 1967م لاسيما إبان حقبة النفط بعد حرب تشرين عام 1973م وأهمها سيادة القيم الإستهلاكية، وتغليب الإنتماءات الأولية، وانتشار الفساد والإفساد، ثم الفصل الأول الذي تناول فيه مسرحيات أربع لسعد الله ونوس هي: مغامرة رأس المملوك جابر، الفيل ياملك الزمان، سهرة مع أبي خليل القباني، الملك هو الملك معرّفاً بالمنهج الذي اتبعه، نظرية جماليات التلقي وقدّم لأهم مرتكزاتها وصاغ تعريفات واضحة لها، وأهمها اعتدادها بالقارىء الذي تعتبره أساس الفعل الإبداعي، والفصل الثاني تناول مسرحيتين أخريين هما حفلة سمر من أجل 5 حزيران الصادرة عام 1968 م ورحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة آخر أعماله في مرحلة التسييس والتراث عام 1977 م، استعان في هذا الفصل بالنقد التيماتي "الموضوعاتي" ليتمكن من عزل وقراءة ثلاث موضوعات رئيسية مهيمنة على المسرحيات الست وتطورها، وهي: تيمة سلطة النظام السياسية والسلطة الدينية وموقف المجتمع المتخلف من المرأة، تتبعها الكاتب في أحداث النصوص وعالجها مع ما طرأ على شخوص مسرحياته من تغيير تبعاً لاختلاف الظروف التاريخية والسياسية، ثمّ تناول فصلاً ثالثاً خصّصه للتقنيات الفنية المستخدمة والجانب الجمالي في مسرح التسييس والتراث لدى سعد الله ونوس، ليصل إلى نتائج دراسته التي ركّزت على ملامح النكوص في الحداثة العربية، وأهم مظاهرها الأمية بين الفقراء والأمية الثقافية التي تفشّت منذ سبعينيات القرن الماضي مختلطة باندماج المثقف العربي بفعل السلطة القهري والفاسد. ويقول الكاتب أنه كتب هذه الدراسة في النصف الثاني من عام 2013م، أي بعد حوالي سنتين ونصف من عمر الثورة السورية التي تعدّ حلقة من حلقات الربيع العربي الإسلامي، التي انطلقت لكسر البنية المجتمعية المنغلقة حول ذاتها أولاً و"ولازالت جذوة هذه الثورة مشتعلة على أيدي شباب أبوا على أنفسهم أن يتوقفوا قبل تحقيق النصر والبدء بتشييد دولة مدنية ديمقراطية تبني وطناً حرّاً كريماً، على الرغم أن أكثر من نصف الشعب السوري أصبح لاجئاً أو مشرداً أو مفقوداً، وأكثر من نصف البنى التحتية دمّر تماماً، وأكثر من 250 ألف استشهدوا أو فقدوا، إضافة لمئات ألوف الجرحى والمعتقلين والأرامل واليتامى" كما ذكر الكاتب في الهامش. أخيراً وليس آخراً، ركّز الكاتب على دور الغرب الرأسمالي منذ هيمنته على شعوبنا فمكّن أحزاب الأقليات، وشجّع على نموّ الانتماءات الأوليّة على حساب مفهوم الوطن والمواطنة، فاستقام لها اغتصاب السلطة السياسية، ومارست كلّ صنوف القهر والإجرام والإفقار والجهل متحالفة مع فئات التجار وشيوخ الدين المنتفعين. هانم السعيد، القاهرة – باحثة في معهد البحوث والدراسات العربية
#هانم_السعيد_العيسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|