|
اليس بامكان امريكا ان توقف سفك الدماء في كوردستان ولم تفعل ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 19:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ان العلاقة الاستراتيجية التي تربط امريكا باقليم كوردستان العراق منذ اسقاطهم للنظام البعثي العراقي، و مدى التقارب الذي حصل بينهما، يدلنا علنا على التعاون المشترك و التفاهم في كثير من النواحي ومنها السياسية بشكل خاص . ان كان العراق المركزي طلب بمغادة القوات الامريكية العراق و دون رضا اقليم كوردستان و ان كانت السلطة في العراق ناورت بين ايران و امريكا، فان كوردستان قد اصرت على العلاقة الجيدة و نفذت كل ما راقت لامريكا و مصالحها في العراق و المنطقة، على العكس من اقرب حلفاء امريكا و هي تركيا العضو في حلف ناتو . و لولا المواقف الكوردية لم تتمكن امريكا من تحقيق مهامات كثيرة في المنطقة و العراق بشكل خاص . ليست هناك عاطفة في تسيير الامور السياسية و كلنا مفرغون من هذه البديهية، و لكن اليس لكوردستان الموقع و الثقل اللازم الذي يمكنها من ان تفرض نفسها على جانب من القرارات الامريكية ؟ لا يعلم احد من اين تاسس داعش بشكل دقيق و من وراءه، اهو تنظيم تابع او اصيل و نابع من رحم الفكر و العقيدة العربية ام دخيل عليه، و على الرغم من مليء التاريخ الاسلامي من ما ياتمر به داعش اليوم، و ينفذ اوامره وفق ما جاء في الكتاب المقدس للاسلام و السنة النبوية و ما حصل في التاريخ الاسلامي . اليوم بامكان القوات الدولية و بالاخص امريكا ان تفعل الكثير لو كانت الانسانية من صلب عقائدها و اهتماماتها الاستراتيجية و من اولوياتها، الا انها تدعي الانسانية و الحرية و الديموقراطية و تفعل ما ليس لها علاقة باي من تلك القيم التي تعلنها . في خضم سياساتها و تدخلاتها تستعين بابخس الطرق لتحقيق اهدافها العامة . اليوم و من منظور ما نؤمن به و من المنطق ان نقول ان امريكا و لوحدها مسؤلة امام ما يحصل في المنطقة و ما تسفك الدماء على يد داعش، لان لها القدرة على انهاء ما يجري في وقت قياسي و لكنها تربطها باهداف و توجهات سياسية بحتة بعيدة عن ذرة من الانسانية . بعد كل ما حصل من التضحيات و الاعانة التي ابدتها كوردستان لامريكا، اليس من حق المواطن الكوردي ان يسال، اليس بامكان امريكا ان تضع حدا لكل تلك الدماء التي تسفك على يد داعش، وباتباع استراتيجية مهمة و ترد الجميل الذي على عنقها من ما قامت به كوردستان و ضحت بخيرة ابناءها نتيجة تحالفها معها و من اجلها . ام ان السياسية الامريكية تعرف المنطق بما لصالجها و تنكر المنطق لما ضد ها، وهي بعيدة عن العاطفة و الخيال و القيم التي يؤمن به الشعب الكرودي و الشرقي بشكل عام، فالسياسة الامريكية نابعة من المصالح الاستراتيجة لشعبها، و هذا عين العقل و لم يكن للكورد ما يمكنهم ليفعلوا وفق هذا السلوك و النظرة الى الاخر و بالاستناد على الضرورات، وهي السياسة الصحيحة و ما يمكنك ان تفرض نفسك دون استجداء او عاطفة او صدقة من احد كما تفرضه سياسة العصر و البراغماتية التي تتبعه كل بلدان العالم في سياساتهم الخارجية . كان بامكان امريكا ان تدع الكورد خارج اهداف داعش و تؤمن لهم المنطقة الامنة و تحافظ على حدودهم لو كانت تقصد ذلك و يكون في حساباتها، الا انها و و فق ما اندفعت اليه من تحقيق اهداف عامة فاستغلت مجيء داعش، و ليس في صلب خططهم تجزئة القضية و لم يلتفتوا الى من كان معهم الا في حدود ضيقة ، و عليه ربما كان سقوط اربيل خط احمر لارستراتيجية امريكا الخاصة و الا انها كانت تتركها ان تسقط مهما كانت النتيجة، وما نتاكد منه يوما بعد اخر، ان تامين مستقبل الكورد بعيدا عن المركز العراقي لم تفكر فيه امريكا و لم تقترب منه لحد اليوم، و الا لكان باستطاعة امريكا ان تضمن امان كوردستان و تمنع سفك دماء ابناءها اكثر مما حصل و كان بمقدورها ان تضمن مستقبل الكورد في هذه اللحظات التاريخية المؤثرة و الفرص السانحة . الاحلام الوردية التي تحلم بها القيادة الكوردية حول امريكا لم توصلهم الى شاطيء الامان و لم يعتبروا من عهد كيسنجر و زمانه و كيف باعهم بسياساته الامريكية الصرفة، و قلة التجربة و البدائية في السياسة للقيادة الكوردية هي العرقلة الكبيرة لفهم ما تسير عليه امريكا و ما يتوافق مع اهداف كوردستان . و اليوم ربما خوف االكثيرين من اعادة التاريخ في محله في هذه المرحلة بعد ان لاحظ الجميع بان امركيا لا تتحرك وفق الواقع الذي وقع فيه العراق و لم تلمس ما ينقذه في سياساتها ازائه، و انها على عكس ما موجود على ارض الواقع تفضل وحدتها القسرية التي سار عليها العراق دون ارادة شعبه لمدة اكثر من تسع عقود مضت . اننا في الوقت الذي لا نؤمن بسياسات امريكا الانسانية ازاء العالم، في الوقت ذاته نامل ان تتوحد القيادة الكوردية و تضع جانبا الصراعات الحزبية و المصالح الحزبية و الكتلوية والشخصية الضيقة و ان تبتعد عن الاستناد على القوة الخارجية بشكل مطلق . عندئذ يمكن ان تلقى كوردستان التعاون و العلاقات الملائمة لضمان مصير اجيالها المستقبلي و ليس استجداءا من حتى اكبر قوة في العالم، فالمصالح المشتركة هي القوة لاكبر او اصغر مكون او دولة مهما كان تاريحها .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة داعش اليوم اثبتت للجميع كوردستانية كركوك
-
بدا كسر شوكة داعش من كوباني
-
تحرير كوباني و موقف تركيا
-
اين تكمن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة
-
وفيق السامرائي لازال يلعب لعبة البعث
-
هل من منفذ و منقذ ؟
-
العلاقة العراقية التركية و ما يهم اقليم كوردستان
-
سنجار بين الحانة و المانة
-
التستر على الارهاب الناعم يخلق الارهاب المتشدد
-
ماهي العلة الرئيسية للتغيرات الاجتماعية السلبية ؟
-
تركيا تقدر على منع الكورد و ليس داعش ؟!
-
اردوغان و من يشجعه على احلامه
-
ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
-
لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
-
الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
-
البرلمان العراقي و لجان التحقيق
-
اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
-
المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
-
ليس حبا او كرها بامريكا
-
لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
المزيد.....
-
بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من
...
-
-روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي
...
-
منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا
...
-
كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
-
هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
-
منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد
...
-
وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن
...
-
أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
-
سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك
...
-
حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر
...
المزيد.....
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
المزيد.....
|