أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون















المزيد.....

الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 15:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يؤمنون وكيف يؤمنون (39 ) .

أعتز بأول تأمل كتبته فى حياتى وكان هذا فى الثانية عشر من عمرى قلت فيه : أن الإيمان هو نتاج تخصيب حيوان منوى ما , لبويضة ما , فى زمن ما , بمكان ما , وأعنى أن الإيمان نتاج حالة وراثية وحظوظ المرء من الجغرافيا والتاريخ ليكون هكذا حال المؤمنين إنهم تواجدوا فى بيئة رضعوا منها إيمان مُحدد ولتساهم العاطفة النابعة من الإرتباط بالجماعة البشرية فى التشبث بهذ الإيمان حتى لو كان متهافتاً غارقا فى خرافاته .
يبغى مروجى الأديان إلى تدعيم الإيمان الوراثى فهو إيمان عاطفى لا يتعاطى مع العقل لذا فهو غير مضمون البقاء ومن هنا لابد من إبداع إلتفافات عقلية تتعاطى مع نواحى نفسية تساعد فى ترسيخ الفكر الإيمانى وكون الأمور فى حالة إفلاس وخصومة شديدة مع مفردات العقل والمنطق فلابد من إستخدام أساليب لا يمكن وصفها سوى بالإحتيال والنصب فلا سبيل آخر كون الأطروحات تتعاطى مع فرضيات وخيالات وظنون ونهج بعيد عن العقل والمنطق والمعاينة .

* النصب بتقديم أقوال فقط وطلب أفعال .
الطريقة التى يتبعها أصحاب الفكر الدينى للتأثير على البشر لا تختلف عن عمليات النصب التى يمارسها البعض على السذج والبسطاء من حيث الطريقة والأداء والنهج ,فالنصاب يعتمد إعتماد كلى على الكلام فهذا ما يمتلكه كوسيلة للنصب على البسطاء مع تزيين كلامه بالوعود البراقة ومداعبة أحلام وآمال الناس للوصول إلى مُبتغاه فى نيل ثقتهم فيه وما يترتب على هذه الثقة من أفعال تصب فى صالحه أى ببساطة شديدة نجد أن النصاب يقدم أقوال فقط وينتظر تقديم أفعال ومبادرات من المخدوعين فيه , كذلك الحالة الإيمانية فى تعاطيها مع البشر لا تقدم لهم إلا أقوال ووعود ووعيد مع إنعدام تام لتلمس صحة هذه الأقوال لتطلب من البشر أن يمتثلوا للإيمان بتنفيذ الوصايا والأحكام على أمل أن ينالوا وعود بالخير والنعيم فى عالم آخر .
نحن نحترس من النصابين ونكشف حيلهم عندما نستطيع التدقيق فى أقوالهم ونتبين أن هناك تحايل على عقولنا ,وذلك عندما يطلب منا النصاب أفعال مقابل أقواله بدون أى ضمانات أو توثيقات سوى وعود وكلمات ينثرها فى الهواء .
من يروجون للإيمان يمارسون نفس حيل النصابين لنجد أن كل الأديان والأنبياء والدعاة والمبشرين لا يخرج أدائهم عن تقديم أقوال ووعود غير متحققة ولا ماثلة ليطلبوا من المستمعين تقديم أفعال بالرضوخ والدعم والتأييد فلو نظرنا نظرة سريعة على الأنبياء سنجد أنهم لم يقدموا لجماعتهم سوى الوعود الخرافية طالبين منهم الإنضمام لمشروعهم .!
أى دين فى حراكه ووجوده يعتمد على تلك الجزأيتين أولهما أقوال ووعود من الأنبياء والرسل والكهنه والشيوخ والمبشرين لتمارس دور دغدغة مشاعر البشر بالأحلام والآمال والأمانى , أما الجزئية الأخرى المُبتغاة فتتمثل فى الإذعان وتقديم أفعال من البشر على أمل نيلهم تلك الوعود المؤجلة ,فأين الإختلاف بين هذا وأداء النصابون والمحتالون .؟!
بهذا تتضح لنا الصورة أن الأديان تمارس عمليات نصب مفضوحة وتلاعب بالعقول فلن تجد إلا أقوال مُرسلة تتمثل فى وعود ووعيد وتبريرات لهذه الأقوال لتطلب من البشر إغتنام الفرصة بالإنضمام للمشروع الإيمانى الدينى وتقديم الولاء له لتصب الأمور فى النهاية نحو خدمة أصحاب المشروع كما فى مشروع الدولة الإسلامية المُبتغاة ليقدم البشر أفعال تتمثل فى الإنخراط بالمشاريع القتالية الجهادية لتتطويع الأفعال لخدمة ذلك وإعتبار الجهاد والقتل والقتال فعل مُقدم فى سبيل أقوال تمثلت فى النعيم والمتع والمنزلة الحسنه الموعودة .
نلاحظ أن الأنبياء والدعاة والمبشرين إتبعوا طريقة مشهورة للخداع بالقول أعطني القليل الآن وأعدك بتقديم الكثير لاحقاً تماما كالمحتال الذى يعدك بالكثير من المكاسب لاحقاً أمام المبلغ الذى تمنحه إياه ليسيل لعابك وتستحقر المبلغ الذي يطلب تقديمه.
المحتال لا يُقدم لك الضمان لأقواله ووعوده وإنما يكتفي بتكرار كلامه ووعوده والتخويف من عدم فوات الفرصة والوصول إلى نقطة الندم ,وهذا ما فعلته الأديان بعدم تقديم أى ضمانات لما تدعيه لتعتمد على التكرار والإلحاح الممل على الأقوال المتمثلة فى النعيم والعذاب لتمارس هذا بتكرار ملح عبر جيش من الكهنه والشيوخ والدعاه والمبشرين ومن هنا نجد إنهم لا يمتلكون إلا القول ليحصل وكلاء المشروع الإيمانى على الأفعال ويتكسبوا من وراءه .
علينا لكشف حيل المتحايلين أن نفصل القول عن الفعل حتى نرى إن كان هناك تحايل على عقولنا بطلب فعل مقابل قول من الطرف الآخر أم لا . لذا علينا ان نحذر من أي شخص يطلب منا فعل مقابل قول منه وحتى لا يضيع كلامنا أدراج الرياح فى أهمية الفحص والتدقيق فلتعلم أن هناك منظومات إيمانية أخرى تطرح أقوال مثلما يتم عبر ايمانك فلما لا تمتثل لها .

* إلحق الفرصة قبل ما تروح منك .
النصاب فى سعيه لنصب شباكه لابد أن يعتمد على الوعيد بجانب الوعد أى لابد أن يحذرك من الخسائر بجوار ما يعدك به من وعود جميلة حتى يتسرب إلى داخلك الخوف من الخسائر والمصائب التى ستحل عليك حال الإنصراف عن أقواله فتسرع للإذعان إليه وهذا ينطبق تماما على الفكر الإيمانى الذى يروج لفكرة اللحاق بفرصة الإيمان والخلاص والتوبة قبل ما تروح عليك وتجد نفسك تتجرع الألم والعذاب فى الجحيم ,فالفرصة مازالت أمامك للتوبة والتضرع والإيمان فلتسارع إليها قبل ما تروح عليك بالموت فحينها لا قبول لتوبة ولا مراجعة .
"إلحق الفرصة قبل ان تضيع وتندم " ولا مجال حينها للتعويض فسارع بحجز شاليه بشرم الشيخ قبل قفل باب الحجز وحينها ستكون أنت الخاسر وتضيع عليك تلك الفرصة يا بنى , ولكن ألا يلزم أن نعاين هذا المنزل أولاً وما فيه من خمور ونسوان قبل دفع الأقساط ولو حتى ببث فيلم تسجيلى صغير كما تفعل شركات الإستثمار العقارى فى إعلاناتها قبل دفع الأقساط أم نذهب هناك فنجد صحراء جرداء .. كثير من البسطاء يخشون ضياع الفرصة والخسارة فيهرعون لتسديد الأقساط قبل أن تضيع الفرصة وتروح عليهم وهكذا يكسب النصابون .!
جميع الأديان تدعي بأن الفرصة دائماً متوفرة لتتوب وتؤمن بها وتتبعها قبل موتك فلو أخطأت مئات المرات بحياتك فالباب مفتوح دائماً ,لتقدم لك فرصة لعودتك وتقبل توبتك من الإله الذي تتبعه بل الإسلام يقدم عروض خاصة للتائبين بإستبدال سيئاتهم بحسنات أما بعد الموت فالموضوع يختلف تماما فلن تكون لك هناك أى فرصة للتوبة والرجوع .
لماذا جميع الأديان تعمل بمبدأ " راحت عليك " سؤال جدير بالتحليل والبحث ليتبين لنا أن الهدف من تأليف أي دين هو حكم البشر للبشر بالحق الإلهي فلن يتمكن مؤلفي الأديان من حكم البشر إن تركوا لهم باب فرصة النجاة بعد الموت من غضب الإله او الإلتجاء لأى مشروع إيمانى دينى آخر فبالتأكيد ستتميع الأمور ولن يحرص احد على البقاء فى حضن المشروع الدينى لينصرف عنه وعن أهدافهم لأنه سيخرج البشر من سيطرتهم وحكمهم بإسم الإله كما لن تقبل التوبة لمن يؤمنون بالإله خارج المشروع الدينى ليفضح هذا المشهد تهافت الفكر الدينى فالإله صار أسير المشروع الدينى ومُسخر له فهو لا يقبل الإيمان به كإله خارج النسخة المعتمدة التى يحتكرها كل دين وعليه لن يقبل التوبة إلا فى إطار مشروع دينى محدد .!

* مبدأ باسكال
نصب آخر يتمثل فى مبدأ باسكال وهو ذلك النهج البرجماتى الإنتهازى الخالى من أى صدق ومشبع بكل نفاق وزيف وانتهازية ليجد حضور فى كل نفسية مؤمنة لتطرد شكوكها ,ولأتصور أن هذا المبدأ الذى تم إنسابه لباسكال بحكم أنه قائله كان ذا صدى فى كثير من المؤمنين قبل السيد باسكال بل فى ذهنية البسطاء الذين لم يقرأون حرفاً لباسكال لتجده يتردد دوماً على ألسنة الكهنه والشيوخ بتبجح وغباء شديد وبدون حياء .
مبدأ باسكال يقول ببساطة أن الإيمان لا يمكن إثباته ولكن يوجد عواقب وخيمة لو رفضنا الإيمان وإتضح بعدها أن مروياته صحيحة بينما لا توجد خسارة لو آمنا وإتضح أن كل هذا هراء لذا فلنتمسك بالحل الأول درءاً لخسائر ومصائب متوقعة .
النصاب يمارس نفس النهج فى نصبه بقوله لن تخسر شيئا لو إمتثلت لأقوالى ولكن يمكن أن تخسر الكثير حال أن أقوالى ووعودى ظهرت أنها صحيحة , فتمتثل لكلامه من منطقيته ولكنك بددت أموالك معه بالفعل وأعنى بالأموال هنا هى نشاط حياتك وعمرك .
بالطبع هذه إنتهازية برجماتية فجة لا أعرف كيف يقبلها الإله إذا كان موجوداً فبئس هكذا إيمان وبئس هكذا إله , كما تحتوى أيضا على نصب فهو يُشهر فى وجهك حجم الخسائر المتوهمة حال رفضك ويخدرك لقبولها بالقول لن تخسر شيئا إذا أذعنت وهكذا حجة النصابين وألاعيبهم الذكية .

* الإرهاب الفكرى هو السلاح الماضى .
من أساليب النصب والتأثير على البشر تغليظ القول فيهم فيرتعدوا ويخافوا ويذعنوا ويمتثلوا , فالنبى والرسول والكاهن والشيخ يعتمدون على تغليظ القول والزجر واللعن لكل من يخرج عن القطيع لينال قائمة طويلة من التحقير والتجريس فيخشى المؤمن خروجه عن القطيع ونيله الذم واللعن والتقبيح ليؤثر السلامة .
النصاب سيفتح صدره لك عندما تسأله عن المزيد من إدعاءاته وأقواله فلا مانع لديه بسرد المزيد من الكذب والخيالات ولكنه سينتفض ويتهرب عندما تتطلب منه توثيق أقواله والتطرق لصاحب المشروع الذى يروج له كتناول ذاته وكينونته ولتلاحظ أن رجال الدين يطلبون دائماً من العقل أن يتفكر من أين أتت الكائنات الحية وحجم التعقيد بها وكيف لها أن تتواجد بدون مُسبب عاقل ويستهزئون من الرافضين لفكرة الأديان ويطلبون منهم التفكر بعقل ولكن فى نفس الوقت عندما تسأل رجال الدين عمن خلق الخالق الذي يجب أن يكون تكوينه أكثر تعقيداً من المخلوقات الذين يزعمون بأنه خلقها ,فيجيبونك أنك يجب أن توقف عقلك فوراً عن مثل هذا السؤال لأنه من تفكير الشيطان وأن الخالق لا يقبل أن تسأل مثل هذا السؤال ولمحمد حديث يقول فيه لا تفكر بمن خلق خالقك .. المفترض أن الإنسان حر وما تزعمه جميع الأديان ما هو إلا سلب وإستلاب عقله بغية حكم وهيمنة بشر على بشر لينخدع البسطاء ويخدمون مشروع سلب حريتهم وإنسانيتهم بأيديهم بل يبددون حياتهم فداء الزود عن مشروع يخدعهم ويسلبهم الحياة .!

* النصب بالمنطق الدائرى .
- كيف أتأكد ان هناك شالية رائع كما تقول .
# أليس معك عقد والعقد مذكور فيه الشاليه .
- وكيف أتأكد ؟
# أليس مدير الشركة وقع على العقد
- همممممم .
#إذن الشاليه موجود .
- وكيف أتأكد أن مدير الشركة هو من وقع على العقد ؟
# أليس مدير الشركة هو من أسس الشركة ووضع القوانين والعقود إذن العقد سليم وصاحبه موجود .
الأديان تمارس نفس هذا النصب بالمنطق الدائرى التضليلى فعندما تطرح سؤال: من أدرانى أن القرآن أو الكتاب المقدس هو كلام الله ليقال لك بأن الله أو الرب هو من قال ذلك , ولتسأل ثانية ومن أدرانى أن الله قال ذلك ليقال لك إنه ذكر ذلك فى القرآن فأليس الله موجود واضع النواميس والكتب اذن القرآن كلام الله .!
يمكن استخدام المنطق الدائرى بصورة أخرى عندما تسأل عن وجود الله فتجد القول بأن القرآن ذكر وجوده وهذا كلامه لتسأل ومن أين أعلم أن القرآن أو الكتاب المقدس كلامه لتجد الإجابة الساذجة إنه ذكر هذا فى القرآن والانجيل وهكذا نجد النصب بهذا المنطق الدائرى المتهافت الذى يثبت الدين بالهروب إلى الإله ويثبت الإله بالهروب للدين .!

* النصب بالتتويه .
النصاب عندما يواجه موقف حرج فيعمل على تتويه السائل وإغراقه فى قضية أخرى تلهيه عن سؤاله لتبعد أسئلته وتميعها وهكذا حال الأديان فعندما توجه أسئلة حائرة ناقدة فى دين ما يسارع رجل الدين إلى فتح أسئلة عن كيف تكونت الحياة والوجود فيستحيل أنها تكونت عبثاً أو يتناول الخرافات فى الأديان الأخرى فهو يهرب من السؤال فى الدين إلى الإله والمعتقدات الأخرى ويمكن تلمس هذا فى حوارات الكثير من الدينيين .

* النصب بتحقير العقل .
هناك طريقة أخرى فى النصب وذلك بتعجيز وشل قدرات المنصوب عليه فهو ليس أهل بأن يعارض مزاعم النصاب وأقواله وذلك بتحقير عقل الانسان فهو ليس أهلا ان يرى ويستوعب إلهه فعقله محدود تافه لا يستطيع أن يستوعب الحكمة والتدبير الإلهى لذا يحرص المؤمنين دوما على تحقير عقل الإنسان وضآلته كالمثال الشهير للقديس أوغسطينوس بأنك لا تستطيع أن تضع ماء البحر فى حفرة صغيرة وإذا كان الأمر كذلك فلا تلوم الحفرة إذا لم تستوعب ماء البحر كون هذا فوق طاقتها .
الطريف أن أصحاب الفكر الإيمانى يزعمون أن الله عرفوه بالعقل أى أن العقل وسيلة لمعرفة الإله ووجوده ولكن لو تم إستخدام العقل كأداة للمعرفة وبدأ بطرح أسئلته الشاكة تجدهم يهرولون سريعاً إلى تحقير العقل وهوانه ومحدوديته وإستدعاء مثال القديس اوغسطينوس وكمثال على ذلك عند التطرق لمفهوم السببية وأن لكل سبب من مُسبب ومثال البعرة والبعير الشهير ليصلوا أن المُسبب هو الله ولكن المنطق الذى يتكئون عليه ما يلبث أن يلقوه عند أقرب صندوق قمامة عند سؤال أحدهم عمن خلق الله وفق لقانون السببية هذا .
هكذا حال النصاب فهو يُسخف من أسئلتك التى تحاول التفتيش وراءه ليدعى أن الوعود التى يقدمها وراءها مؤسسات ضخمة شديدة التنظيم والإدارة يعجز عقلك البائس عن إستيعابها .
تحقير العقل هو غاية الفكر الإيمانى فبدون شل العقل وتجميده ستكون العواقب وخيمة لنجد إشارات واضحة لمؤلفى الأديان لوأد العقل والفكر والسؤال ففى سورة المائدة 102( يا أَيهَا الّذِينَ آمنواْ لاَ تسأَلُوا عن أَشياء إِن تُبد لَكم تَسُؤكم ) - وفى سفر الامثال 3-5 ( توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد) وفى إصحاح 2 من رسالة بولس ( افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة ) بل أن سبب الوجود الانسانى على الأرض وفق الميثولوجيا الدينية جاءت لأنه تناول من شجرة "معرفة" الخير والشر لتسطر الأسطورة جوهر الفكر الإيمانى ورئته التى يتنفس بها فى التحذير من المعرفة وذلك لتحصين الإيمان من أى فكر وعقل ينال منها .

*تحقير الإنسان ذاته .
لا تكتفى الأمور بتحقير العقل وتهمييشه فداء رضوخ الإنسان لذكاء ومزاعم النصاب بل بتحقير الإنسان كذات وكينونة ووجود لنتلمس الإلحاح على تحقير الإنسان ودونيته من الخطاب الدينى فنجد قول الكتاب المقدس ( اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان) ايوب 11 – ( لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للانسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل ). سفر الجامعة 3- 19
كذا يمكننا أن نتأمل صلاة التذلل هذه المغرقة فى الذل والتحقير
مولاي مولاي؟ انت المولى وانا العبد وهل يرحم العبد الا المولى
مولاي مولاي ؟ انت العزيز وانا الذليل وهل يرحم الذليل الا العزيز
مولاي مولاي؟ انت الخالق وانا المخلوق وهل يرحم المخلوق الا الخالق
مولاي مولاي؟ انت المعطي وانا السائل وهل يرحم السائل الا المعطي
مولاي مولاي ؟ انت المغيث وانا المستغيث وهل يرحم المستغيث الا المغيث
مولاي مولاي؟انت الباقي وانا الفاني وهل يرحم الفاني الا الباقي
مولاي مولاي ؟ انت الدائم وانا الزائل وهل يرحم الزائل الا الدائم
مولاي مولاي؟انت الحي وانا الميت وهل يرحم الميت الا الحي
مولاي مولاي؟ انت القوي وانا الضعيف وهل يرحم الضعيف الا القوي
مولاي مولاي؟انت الغني وانا الفقير وهل يرحم الفقير الا الغني
النصاب يتبع هذا النهج من الإذلال لضحيته فهو يحطمها لتبيان مدى هوانها فترضخ لما يقوله من وعود بعد أن سخف وحقر الداخل الإنسانى وسحق فى داخله القدرة على التوقف والتأمل والتماسك فأنت لا تساوى أى شئ وما أعرضه عليك جدير أن تمتن له وتقبله بإمتنان .
يأتى تأسيس منهجية العبودية فى إطار سحق الإنسان فأنت عبد ,فهل للعبد أن يسأل سيده أو يخوض فى تدابيره أو يتمرد عليه لذا لا تكون فكرة العبودية للإله فكرة بسيطة بل ترمى إلى تقويض المؤمن وإستسلامه وإنسحاقه وهكذا حال النصاب الذى يوهمك أن المشروع الذى يروج له وراءه مجموعة من الملوك والباشوات وعلية القوم فلتطمئن ولا تسأل ولا ترتاب فأنت أيها البائس تحت رعاية قوية داعمة.

* أنت مديون
أستغل مؤلفى الأديان طبيعة تعاملات حياة البشر اليومية التى تعتمد على البيع والشراء والمقايضة فى ترويج فكرة أن الإنسان فى عنقه دين ,فالإنسان يدفع مقابل كل شيئ يحصل عليه ليزعم مؤلفيى الدين أن الإله مالك الكون يطلب منك دفع فاتورة لما أعطاك إياه في الحياة مثل الجسد والصحة والهواء والطعام والرزق وكل شيئ لذا فيجب أن تسدد ثمنه ,لذلك "الدين" إسمه دين ومعناها إنك مديون للإله مالك الكون والذى يُسمى "الدَيان" لذا يجب دفع هذا الدين فى يوم الحساب وطريقة دفع الدين للإله هو أن تطيعه وتفعل ما يأمرك به وفقا للدين الذى هو مشروع النخب وعن طريق من يتحدثون بإسم الإله ليطيع البشر المساكين خوفاً من غضب مالك الكون الدَيان لينسحق البشر ويدخلون فى معارك بإسمه من أجل تسديد الدين مع أمل فى المزيد من الخيرات والنعم بعد موتهم وبذا يحكم بشر بشر آخرون بإسم مالك الكون الوهمي.
هذا النهج لا يخلو من النصب كما يتبع النصابون بإيهام البسطاء بأنهم مدينون لصاحب المشروع كونهم وقعوا على عقود وشيكات مُستحقة الدفع وإنه يمكن تأجيل هذه المديونية فداء الإستمرار فى نفس المشروع وخدمته .

هناك سؤال جدير بتأمله : هل النصابون إمتثلوا بنهج مؤسسى الاديان أو أن مؤلفى الأديان إنتهجوا نهج النصابون والمحتالون أو أن الأمور فى النهاية بشرية الفكر والمنحى تجد حضور فى النصابين ومؤلفى الأديان .. فى كل الأحوال علينا الإحتراس من النصابين الصغار الذين يحتالون علينا لسلب أموالنا والأهم منهم هؤلاء الكبار الذين يسلبون ويبددون حياتنا فى مشاريعهم الوهمية .لا تدع احد ينصب عليك ويبدد حياتك ما لم يثبت فعله مع قوله . تحرر.

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة !!- لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50
- فى القانون الطبيعى والرياضيات والنظام-نحو فهم للوجود والحياة ...
- دعوة للنقاش حول الحوار المتمدن إلى أين
- أرجوكم إنتبهوا
- ثقافة الكراهية والعنف والطريق إلى الإرهاب .
- ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50
- زهايمر3-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء عاشر
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6إلى20من50
- 50حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50
- الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير
- ماذا تستنتج من هذه المشاهد التراثية-الأديان بشرية الفكر واله ...
- فنجرة بق- الصورعندما تحاكم وتدين
- دعوة للخربشة– نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- ماذا لو ؟!- الأديان بشرية الفكر والهوى .
- ليس هذا إسلام داعش بل إسلام الأزهر الوسطى الطيب
- تأملات فى الإنسان والإيمان .
- تنبيط 2-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- بالذمة ده كلام – منطق الله 3.


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون