|
طريق اليسار - العدد 68
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 11:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريق اليســـــار جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم / * العدد 68 ـ كانون2 / يناير 2015 - [email protected] E-M: *
* الافتتاحية * رهاب الاسلام على ضوء 11سبتمبر الفرنسية
تشكل العالم الاسلامي بالتضاد والتصادم مع الغرب بفرعيه البيزنطي واللاتيني،فيماهذا لم يحصل شرقاً مع زوال الدولة الفارسية الساسانية بعد معركة نهاوند،ولافي الشمال الشرقي حيث لم يتشكل العالم الروسي إلافي النصف الثاني من القرن العاشر مع نشوء دولة كييف الروسية،وهو أمر ينطبق أيضاً على افريقية بالجنوب.كان وصول المسلمين إلى منتصف فرنسة إبان معركة بواتييه في عام732ميلادية،أي بعد مئة عام من وفاة النبي محمد،هدفه لوانتصروا في تلك المعركة هو الوصول إلى روما البابوية قلب العالم المسيحي،وهومافشل فيه قبلهم القائد القرطاجني هنيبعل في معركته ضد روما الوثنية.كان حصار المسلمين للقسطنطينية في أعوام673-678و717-718أكثر رمزية من (بواتييه)بعد أن دحر المسلمون البيزنطيين من بلاد الشام ومصر وهاهم يحاولون اسقاط العاصمة البيزنطية المنافسة لروما قبل سقوطها عام476ومن ثم خليفتها السياسية. بالمقابل كان الاستيقاظ الغربي مترافقاً مع بدء الحروب الصليبية (1098-1291)وقد أطلق بابا روما أوربان الثاني المبادرة نحو الدعوة إليها في عام1095رداً على هزيمة البيزنطيين أمام السلاجقة في معركة منزيكرت عام1071ولكن متشجعاً بسقوط طليطلة من أيدي المسلمين عام1085:يقول محمد أسد،وهو يهودي نمساوي اعتنق الاسلام في عشرينيات القرن العشرين،مايلي:"في الحروب الصليبية حرِف اسم النبي محمد – محمد نفسه الذي ألح على أتباعه أن يحترموا أنبياء سائر الأديان – إلى mahoundاحتقاراً له وازدراء/بالانكليزية والألمانية houndأوhundتعني كلب/"("الطريق إلى الاسلام"،دار العلم للملايين،بيروت1964،ص23).أيضاً تشكل الوعي الفكري الرئيسي الحديث للكنيسة الكاثوليكية من خلال توما الإكويني(1225-1274)بالتضاد مع أفكار ابن رشد(1126-1198)وعبر محاربةالكنيسة للتيار الرشدي الذي انتشر وتوسع في الغرب. لم يكن لسقوط العاصمة البيزنطية القسطنطينية بيد العثمانيين عام1453ذلك الأثر المدمر الذي كان ممكناً لوسقطت في حصار717-718على الغرب حتى ولوترافقت قبلها وبعدها مع سقوط البلقان واليونان ووصول العثمانيين إلى فيينا عام1529مادام التوازن الاقتصادي قد اختل كثيراً لصالح الغرب مع اكتشاف القارة الأميركية ومع تحول التجارة عن الشرق الأوسط مع اكتشاف رأس الرجاء الصالح في عامي1492و1497.كانت هزيمة العثمانيين عام1571في معركة ليبانتو بالبحر المتوسط ثم هزيمتهم أمام مشارف فيينا عام1683بداية لاختلال توازن مازال يعيشه حتى الآن العالم الاسلامي أمام الغرب بدأت فصوله الاحتلالية مع نابليون بونابرت وحملته المصرية عام1798. في عام1917مع سقوط القدس قال الجنرال البريطاني أللنبي:"اليوم انتهت الحروب الصليبية"،وبعد معركة ميسلون في24تموز1920ودخوله باليوم التالي محتلاً دمشق ذهب الجنرال الفرنسي غورو إلى قبر صلاح الدين الأيوبي ووضع رجله على الضريح قائلاً:"هاقد عدنا ياصلاح الدين".مع هذا لم يكن الاحتلال الانكليزي لبلدان العالم الاسلامي مرفوقاً بنزعة مضادة ثقافياً وسياسياً للاسلام بخلاف الفرنسيين الذين كانت الفرنسة عندهم في الجزائر ليست مترافقة مع استبعاد اللغة العربية وتهميشها فقط بل مع نزعة تبشيرية مسيحية وعداء للاسلام،ويلاحظ هنا كيف في مذكرات سيمون دوبوفوار عن فترة1944-1962المعنونة ب"قوة الأشياء"كانت تسمي الجزائريين ليس بصفتهم هذه بل باسم(المسلمون)،وبالمقابل في بلدان المغرب العربي يسمى المسيحي ب(الرومي)وتصيب المغاربة من بنغازي إلى الرباط الدهشة والحيرة عندما يرون مسيحياً عربياً،ويروى عن القذافي هذا أمام جورج حبش وأمام جورج صدقني وزير الاعلام السوري في فترة حرب1973.هنا،من الأرجح بعد مايقارب القرن على وعد بلفور الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني أن دوائر الخارجية في لندن كانت تعي بأن زرع دولة يهودية في فلسطين سيؤدي إلى استيقاظ مضاد متمثلاً بنزعة اسلامية لم تنظر لها لندن بعين العداء لماولدت في الاسماعيلية عند قناة السويس في آذار1928من خلال(جماعة الاخوان المسلمين)،وبأنه بعد فاصل عروبي قصير انتهى عملياً يوم هزيمة5حزيران1967بعد أن بدأ عقب هزيمة فلسطين عام1948ستبدأ مواجهة سياسية يوضع فيها "القرآن في مواجهة التوراة"وهومايروى عن الرئيس اللبناني الياس سركيس بأنه حذر بشير الجميل بأنه بتحالفه مع اسرائيل يضع"يسوع وانجيله"في أتون هذه المجابهة.لم يكن نمو (حماس)كبديل اسلامي عن (فتح)منذ عام1987بعيداً عن هذا كمايلاحظ هنا بأن الفلسطيني البسيط،وهو أصدق وأكثر تعبيراً من السياسي والمثقف،يسمي الاسرائيليين ب(اليهود)وليس (الاسرائيليون). في هذا الصدد،كان رأي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري أثناء تأسيسهما ل(تنظيم قاعدة الجهاد)في شباط1998بأن هناك "تحالف صليبي"هو رأس أفعى تشكل الدولة اليهودية في فلسطين"ذنبها" وقد ترافق مع تأسيس التنظيم الاعلان عن قيام"الجبهة العالمية لمحاربة الصليبيين واليهود".أتت ضربة 11سبتمبر2001من هذه الرؤية ولانشاء حرب عالمية بين "فسطاطي الايمان والكفر"من خلال جر الأميركان للتدخل العسكري في العالم الاسلامي.نجحا من خلال تلك الضربة وعبر كابول2001وبغداد2003في جر واشنطن للوقوع في مستنقع(صدام حضارات)وفق تعبير صموئيل هنتنغتون.من هنا تركيز(تنظيم القاعدة)على الغربيين وليس على اسرائيل ولتبيان أن ماحذره سركيس لبشير الجميل من الوقوع فيه قد وقع فيه الغرب ولكن بالمعنى الذي يراه (تنظيم القاعدة).تحمل استراتيجية(داعش)منذ سقوط الموصل في10حزيران2014استراتيجية تماثل 11سبتمبر نحو دفع واشنطن وباقي الغربيين من جديد أمام وقع ضربة مفصلية للتورط في التدخل العسكري المباشر،ويبدو أن اعلان(دولة الخلافة)بعد الموصل بأسابيع هدفه ايقاظ مخاوف من الدلالات التاريخية الموجودة في الوعي الجمعي الغربي تجاه كلمة(الخلافة) لجر واشنطن ولندن وباريس نحو المواجهة المباشرة،وهومايتفاداه باراك أوباما حتى الآن. أظهرت(11سبتمبر2001)و(مدريد11آذار2004)و(لندن7/7/2005)ثم(باريس7/1/2015)بأن (رهاب الاسلام)عند الغربيين مازال قوياً وبأن تلك المحطات العنيفة لم تفعل أكثر من إثارة وايقاظ،وليس تقوية،موروث تاريخي يعود إلى(بواتييه)عند الغرب اللاتيني والأنكلوساكسوني.بالمقابل فإن هذا الرهاب الجمعي الغربي ،وخاصة في فرنسة،يدفع الكثير من المسلمين في المجتمعات الغربية للشعور كماشعرإينشتاين أمام النازية لماقال بأن هتلر "قد أشعره وهو الملحد بيهوديته"،وهناك شيوعيون سوريون قد أسموا أولادهم باسم(محمد)رداً على الرسام الدانمركي عام2006. السؤال الآن :ألاتلخص باريس7/1/2015مزيجاً قادت فيه (كوبنهاجن ثانية) إلى (11سبتمبر فرنسية) ؟......
ملف المعارضة السورية: 28122014
... نصّ دعوة موسكو مترجمة من الانكليزيّة
وإذ نؤكد من جديد فائق الاحترام من جانب روسيا لسيادة واستقلال وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، و بناء على علاقات الصداقة المتينة التي تربط روسيا مع سوريا وشعبها، بكل جماعاته الدينية والعرقية، معربين عن تعاطفنا مع الشعب السوري لمقتل عشرات الآلاف ومعاناة الملايين من المواطنين السوريين، ورغبة منا بضمان وقف سفك الدماء بين الأشقاء، وانطلاقاً من إدانتنا بقوة للإرهاب الدوليّ بجميع أشكاله ومظاهره، وسعياً إلى توحيد الجهود لمواجهة الإرهابيين والمتطرفين في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط ككل، وتأكيداً على عدم وجود بديل عن التسوية السياسية للأزمة الداخلية المستمرة في الجمهورية العربية السورية، وانطلاقاً من الأسس والمبادئ الواردة في بيان جنيف بتاريخ 30 يونيو 2012، التي وافق عليها مجلس الأمن بقراره رقم 2118، مسترشدين، على وجه الخصوص، بمبدأ أن للشعب السوري وحده الحق في تحديد مستقبل سوريا وأن جميع مجموعات وشرائح المجتمع في سورية يجب تمكينهم من المشاركة في عملية حوار وطني شامل وذات معنى، وسعياً إلى تقديم مساهمة فعّالة ضمن المساعي الدولية الرامية إلى تحقيق مثل هذه التسوية التي سيتم التوصل إليها من قبل السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي في الشؤون السيادية لسورية، وتعبيراً عن رغبتنا في دعم كل ما يتعلق بجهود ودور السيّد ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سوريا، وأخذاً بعين الاعتبار أن الحوار الداخليّ السوريّ يجب أن يكون دون شروط مسبقة، كالطريقة الوحيدة الممكنة لحل القضايا الملحة على جدول الأعمال الوطني السوري، لتلبية تطلعات جميع السوريين، يسرّ وزارة الشؤون الخارجية الروسيّة بأن تدعوك للمشاركة في مشاورات أولويّة، تضم ممثلين عن الحكومة السورية، ومجموعات من المعارضة السياسية السورية والمجتمع السوري، وذلك ضمن "منتدى موسكو" من 26-29 يناير 2015 لمناقشة آفاق إقامة حوار شامل بين السوريين وفق جدول أعمال مفتوح. آملين منكم إعطاء رد إيجابي على هذه الدعوة. -------------------------------------------------------------------------------------------------------
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي معالي وزير شؤون خارجية روسيا الاتحادية المحترم. بتاريخ 28/12/2014 استلمت من الوزير المفوض في السفارة الروسية بدمشق السيد فلاديمير جيلتوف رسالة من وزارة الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية موجهة إلي بصفتي الشخصية "للمشاركة في إطلاق اتصالات تمهيدية بين ممثلي كل من حكومة الجمهورية العربية السورية وفصائل المعارضة السياسية السورية والمجتمع المدني ولقاءات تشاورية في إطار "ساحة موسكو" التي تحتضنها وزارة الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية من 26 إلى 29 كانون الثاني 2015 بهدف البحث في الآفاق المستقبلية للحوار الشمولي السوري على أساس مبادئ إعلان جنيف المؤرخ في 30 حزيران 2012، والأجندة المفتوحة وتحضيره." وقد أوضح لنا الوزير المفوض أنه تم توجيه رسائل مماثلة إلى كل من هيثم مناع، وعارف دليلة، وصالح مسلم محمد. بصفاتهم الشخصية للمشاركة في هذه اللقاءات التشاورية. إن المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية يقدر جهودكم لتعزيز فرص الحل السياسي التفاوضي للأزمة وتداعياتها الكارثية على الشعب السوري ومستقبل الدولة السورية.غير أنه يرى من الضروري أن يضعكم أمام الحقائق التالية: 1. إن توجيه رسائل لشخصيات قيادية من الهيئة بأسمائهم الشخصية لا ينسجم مع ما ورد في الرسالة "أن الغاية من الدعوة إطلاق اتصالات تمهيدية بين ممثلي الحكومة السورية، وفصائل المعارضة السياسية السورية" وكذلك مع تقييمكم السابق لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ومواقفها المبدئية من رفض للعنف والعسكرة والسلاح والتدخل العسكري الخارجي والطائفية، وأهمية المسار السياسي، وأن الكثير من هذه المواقف يتطابق مع سياساتكم، لذا كنا نأمل أن توجه رسالة للمكتب التنفيذي لإرسال عدد من المندوبين لتمثيل أحزاب الهيئة التي تزيد عن عشرة، وتيار المستقلين فيها، أو توجيه الرسالة للمنسق العام بالهيئة بهذا الخصوص، مما يجعلنا نأمل بإعادة النظر. 2. عَلمنا أن من ضمن المدعوين بعض الشخصيات التي لا تنتمي إلى المعارضة السورية، بل هم من الموالين للنظام أو المشاركين في السلطة، وبالتالي في حال تمت دعوتهم نرى عدهم ضمن وفد السلطة. 3. لا يخفى على معاليكم أن جميع الحوارات التي نظمتها السلطة في الداخل على مستوى المحافظات والمستوى المركزي بما فيها اللقاء التشاوري لم تنفذ شيئا من توصياتها ، وهذا ما يثير لدينا عدم الثقة بجدية السلطة، لذلك نرى من الضروري خلق مناخ ملائم للحوار،الأمر الذي يتطلب أن يكون أي لقاء في موسكو بين وفد المعارضة السياسية وبين وفد حكومي في اليومين التاليين للقاء بين فصائل المعارضة، وأن ينتج عنه إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومنهم قياديون في الهيئة(عبد العزيز الخير، وإياس عياش، ورجاء الناصر، بالإضافة إلى ماهر طحان) وكذلك السيد لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، هذا من جهة، وأن يكون لدى النظام السياسي استعداداً لوقف إطلاق النار تنفيذاً لخطة المبعوث الأممي السيد ديمستورا بالتزامن مع قبول المعارضة المسلحة بذلك. وهذه ليست شروطاً مسبقة لأي لقاء بل إجراءات لتعزيز بناء الثقة قبل بدء عملية التفاوض التي تتطلب جولة جديدة في جنيف بإشراف دولي وإقليمي وعربي، لأن اللقاء التشاوري في موسكو ليس بديلاً عنها. وبصفتي المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، إذ أثمن جهود حكومة الاتحاد الروسي وجهودكم الشخصية لحل الأزمة السورية، فكلي أمل أن تأخذوا بعين الحسبان ملاحظات هيئة التنسيق المذكورة أعلاه ضمانا لنجاح مساعيكم لإيجاد حل سياسي للأزمة بما يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وسيادة الدولة السورية على أرضها، وتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي.
دمشق 31/12/2014 المنسق العام --------------------------------------------------- قرار المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية– بخصوص موسكو
أخذ المكتب التنفيذي بعين الاعتبار الاتصالات التي قامت بها الخارجية الروسية مع الهيئة وأصدقائها وقرأ باهتمام رسالة وزير الخارجية والرسالة التي سلمت للمسؤولين الروس في دمشق وجنيف والاهتمام الروسي بها. وقد تفهم إيجابياً دعوة شخصيات من الهيئة إلى لقاء موسكو، وترك لهمحق حرية الذهاب لطرح وجهة نظر الهيئة ومبادرتها بالتنسيق مع المشاركين من حلفائها للاستفادة من أي جهد أو لقاء يوقف نزيف دماء السوريين ويوقف معاناة الشعب السوري الممتدة إلى أربع سنوات في أعمال الدمار، والنزوح والتهجير وتؤدي إلى إجراءات الإفراج عن كافة المعتقلين بما فيهم معتقلي الهيئة وألا يكون اللقاء بديلاً لبيان جنيف والعملية التفاوضية من أجل تنفيذه في جنيف /3/. دمشق في 17/1/2015 --------------------------------------------------------------------- خارطة طريق تنفيذية للحل السياسي في سورية دمشق !!!/11/2014- طرحت من قبل هيئة التنسيق على القوى المعارضة الأخرى للتوقيع عليها كورقة مشتركة ملامح الحل السياسي التفاوضي: نظراً لعدم استجابة نظام الاستبداد لمطالب شعبنا المشروعة بالحرية والكرامة والعدالة... ونظراً لحجم العقبات والتعقيدات المصاحبة والناجمة عن الصراع المسلح في البلاد، ومستوى التجاذبات الخارجية والداخلية التي أدت إلى المزيد من سفك الدماءوالدمار والفساد والتهجير فإن الأطراف المتوافقةالموقعة على خارطة الطريق هذه والتي ترى أن الحل السياسي التفاوضي هو السبيل الأمثل للخروج من الأزمة السورية الراهنة تعلن التزامها ببذل كل ما تستطيع لتحقيق الحل السياسي في سورية وتقدم رؤيتها لهذا الحل. أولاً: في الأهداف: إن بداية العملية التفاوضية بين النظام والعارضة برعاية دولية وعربية وإقليمية ومتابعة وإشراف المبعوث الدولي والأممي السيد دي مستورا، يتطلب قبل كل شيء موقفاً واضحاً معلناً يلتزم به المؤتمر من المسائل الآتية: 1-إن هدف العملية السياسي التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي على أساس مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات لجميع السوريين نساءً ورجالاً بغض النظر عن هوياتهم العرقية والدينية والمذهبية وغيرها. 2-التأكيد على وحدة سورية أرضاً وشعباً وعلى السيادة الكاملة للدولة السورية على أراضيها. 3-في النظام الديمقراطيالمنشود فإن المؤسسات الأمنية للدولةممثلة بصورة خاصةبالجيش والقوات المسلحة هي صاحبة الحق الشرعي الوحيد في حمل السلاح بغرض بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها والدفاع عنها وتحقيق سلطة القانون ونفاذه. ثانياً: التزامات سياسية: ينبغي في بداية العملية التفاوضية إعلان التزام جميع الأطراف المعنية بالآتي: أ- تعهد جميع الأطراف بالتفاوض بروح ايجابية وبناءة وبالالتزام بنتائج التفاوض، على أن تضمن ذلك الدول الراعية للمؤتمر، من خلال العمل على تبنيها دولياً وإقليمياً وعربياً وأن تصدر بقرارات ملزمة عن مجلس الأمن الدولي، وفق الفصل السادس. ب- إعلان الموافقة على بيان جنيف كأساس للعملية التفاوضية. ت- دعم جهود الموفد الدولي السيد ستيفان دي ميستورا في إطار عملية جنيف التفاوضية. ث- الالتزام بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله. ج- الالتزام بإحالة جميع القضايا التي لا يتم التوافق عليها في سياق المفاوضات بداية إلى لجنة تقريب وجهات النظر، فإذا فشلت في مساعيها تحال القضايا المختلف عليها إلى لجنة تحكيم دولية حيادية متوافق عليها، وفي حالات خاصة واستثنائية يتم اللجوء إلى أخذ رأي الشعب بها في ظروف ملائمة تؤمن نزاهة الاستفتاء. ح- الاتفاق على جداول زمنية للمفاوضات ولتنفيذ الاتفاقات. ثالثاً: مسائل إجرائية: هناك مسائل إجرائية مساعدة على نجاح العملية التفاوضية ينبغي التوافق عليها، نذكر منها ما يأتي: 1. التوافق على مكان إجراء المفاوضات وتاريخ بدئها رسمياً، وعدد المشاركين فيها ومدة استمرارها. وترى الأطراف المتوافقة أن تبدأ عمليةالتفاوض في أقرب فرصة ممكنة، وأن يستمر بجلسات متواصلة حتى إنجاز جميع القضايا المتعلقة بعملية التفاوض. 2. تفضل (الأطراف المتوافقة) إجراء المفاوضات بدءاً بالقضايا الأساسية الأقل إشكالية، مثل الدستور والقوانين المكملة لهكقانون الإعلام وقانون الأحزاب وقانون الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية وغيرها، وإحالتها إلى لجان مختصة لإعدادها فوراً على أن يشارك فيها قانونيون مختصون وممثلون عن جميع فصائل المعارضة وعن السلطة، وكذلك مستشارون من الدول المشاركة في المؤتمر وخصوصاً من الدول الدائمة العضوية. 3. الاتفاق على طبيعة النظام الدستوري، علما أن (الأطراف المتوافقة) منحازة إلى النظام الجمهوري الديمقراطي البرلماني. 4. تسريع عملية فصل حزب البعث عن جميع أجهزة الدولة بما فيها الجيشوالأجهزة الأمنية، والنقابات وغيرها بما لا يتجاوز مدة ثلاث أشهر على الأكثر. 5. إلغاء جميع القوانين الاستثنائية المكبلة للحريات، والسماح بالعمل السياسي والإعلامي والتواصل مع الجمهور دون أي قيود، ريثما يتم تنظيم ذلك بقوانين خاصة. رابعاً: إجراءات المناخ التفاوضي الملائم: 1. إعلان وقف العنف في جميع أراضي الجمهورية العربية السورية ومن قبل جميع الأطراف، وأن تتوجه البندقية لمقاتلة من لم يلتزم بالشرعية الدولية. 2. البدء بإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين على خلفية أحداث الثورة وإصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين. 3. السماح بعودة جميع المواطنين السياسيين المقيمين في الخارج لأسباب مختلفة، دون أية مساءلة أمنية أو قانونية أو سياسية. 4. تأمين عودة كريمة ولائقة لجميع المهجرين السوريين إلى منازلهم وأماكن عملهم. 5. تأمين مساعدات إغاثة إنسانية كافية لجميع المنكوبين السوريين والمحتاجين لها. 6. جبر الضرر ورد المظالم ورد الاعتبار لجميع من صرفوا من الخدمة وجردوا من الحقوق المدنية بموجب أحكام صادرة عن محاكم استثنائية لأسباب سياسية وتسوية حقوقهم المالية. خامساً: إجراءات دولية ذات أولوية: وبسبب تعقيدات الأزمة السورية، والتدخلات الإقليمية، والدولية فيها، وخصوصاً التعقيدات الناجمة عن الصراع المسلح في البلاد، ولصعوبة وقف الأعمال العسكرية بإرادة المتقاتلين، لا بد من اتخاذ الإجراءات الآتية: 1. حصول توافق دولي على قاعدة بيان جنيف، بعد تفسير بنوده بصورة لا لبس فيها، من قبل الدول التي أصدرته، على أن توقع عليه دول الرباعية الإقليمية(مصر والسعودية وتركيا وإيران) ثم يصدر بعد ذلك عن مجلس الأمن الدولي بقرار ملزم وفق الفصل السادس. 2. يصدر مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار على كامل الجغرافيا السورية، متضمناً آلية للمراقبة والتحقق. ولهذا الغرض لا بد من تشكيل قوات حفظ سلام دولية وعربية بتعداد وتسليح كافيين، وذلك من الدول التي لا تشارك في الأزمة السورية بصورة مباشرة، واستخدام جميع وسائل المراقبة التقنية للتحقق من التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. 3. بعد وقف القتال بأسرع ما يمكن قد يكون من المناسبتجميع المسلحين في معسكرات خاصة خارج الأماكن السكنية، ريثما يتم الاتفاق على إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية. 4. ومن أجل تعزيز وقف إطلاق النار ينبغي على مجلس الأمن أن يصدر قراراً بحظر توريد السلاح لجميع الأطراف خلال المرحلة الانتقالية، على أن ينص القرار ذاته على رفع هذا الحظر عن الدولة السورية فوراً في نهاية المرحلة الانتقالية، وقيام سلطات دستورية منتخبة. سادساً: في المرحلة الانتقالية: يقود المرحلة الانتقالية مؤتمر وطني من قوى المعارضة والسلطة القائمة يشرف على أداء الحكومة الانتقالية ويكون بمثابة مجلس انتقالي يُتفق على عدد أعضاءه بين المعارضة والسلطة. 1. تبدأ العملية السياسية بعقد مؤتمر وطني تحت رعاية دولية وعربية مناسبة يشارك فيه مثالثة ممثلين عن السلطة والمعارضة وهيئات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المستقلة التي تتوافق عليها السلطة والمعارضة تكون مهمته وضع ميثاق وطني لسورية المستقبل، وإعلان دستوري مؤقت، والتوافق على ترتيبات الانتقال إلى نظام ديمقراطي. ويؤدي هذا المجلس دوراً تشريعياً خلال المرحلة الانتقالية. 2. في ضوء نتائج المؤتمر الوطني، تشكل حكومة انتقالية تتمتع بالصلاحيات الكاملة الممنوحة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء في الدستور الحالي، وذلك لإدارة المرحلة الانتقالية، على أن يرأس هذه الحكومة شخصية معارضةتتميز بالكفاءة والنزاهة يتم التوافق عليها. 3. تشكل الحكومة من شخصيات سياسية ووطنية عامة يتم التوافق عليها مثالثة من السلطة، والمعارضة، بمختلف تشكيلاتها، وشخصيات وطنية، يتم التوافق عليهم، بعد الاتفاق على عدد حقائبها. من الأهمية بمكان تشكيل طاقم استشاري حكومي من السوريين، ومن ممثلين عن الدول الراعية للمؤتمر، لمساعدة الحكومة في عملها كفريق، ولحل القضايا الإجرائية، والتنفيذية، التي يمكن أن تعترض عملها. 4. يشكل مجلس عسكري مؤقت، يشارك فيه ضباط من الجيش السوري، ومن المسلحين المؤمنين بالحل السياسي والانتقال الديمقراطي، على أن يخضع للحكومة الانتقالية، تنحصر مهمته في قيادة المؤسسة العسكرية، والأجهزة الأمنية، خلال المرحلة الانتقالية، والعمل على إعادة تنظيمها، بحيث تصير مؤسسة وطنية محترفة، يرأسها وزير دفاع مدني، يمثلها في مجلس الوزراء الذي تخضع إليه، وتساعد في تأمين الأمن خلال المرحلة الانتقالية. وفي مجمل الأحوال ينبغي إبعاد الجيش والمؤسسات الأمنية والقضاء عن العمل السياسي. 5. تباشر الحكومة الانتقالية عملها بالإعلان عن تعطيل العمل بالدستور الحالي، وهيئات الحكم المبنية عليه، وإلغاء جميع القوانين الاستثنائية، وفصل حزب البعث عن جميع أجهزة الدولة بما فيها الجيش والقوى الأمنية، وتنفيذ ما يتم التوافق. 6. تحقيق استقلال القضاء عن السلطتين، التنفيذية والتشريعية، عبر إلحاق الجسم القضائي بمجلس القضاء الأعلى، وتكليفه خلال المرحلة الانتقالية بمهام العدالة الانتقالية أيضاً. والشروع في تأمين إجراءات التسوية السياسية والمصالحة الوطنية في ضوء مبادئ العدالة الانتقالية. 7. تعد من المهام العاجلة للحكومة إكمال الإجراءات الواردة في البند "رابعاً:إجراءات المناخ التفاوضي الملائم" من هذه الخارطة، والشروع في هيكلة الأجهزة الأمنية، وتنظيم عملها وفق المبادئ الدستورية، وشرعة حقوق الإنسان. 8. ينبغي إنشاء جهاز شرطة فعال، بعدد وعدة كافيين لفرض احترام القانون، وتأمين مستلزمات العدالة الانتقالية. 9. تبدأ الحكومة بعملية إعادة الإعمار وتأمين مستلزماته، والعمل على إنشاء صندوق دولي لهذا الغرض، تساهم فيه الدول المانحة بالتزامات مالية حقيقية. 10. تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة، محلية وتشريعية ورئاسية، شفافة ونزيهة ومراقبة دولياً، وتشكيل مؤسسات الحكم في ضوء نتائجها. وينتخب البرلمان وفق مبدأ النسبية، على أن تكون سورية دائرة انتخابية واحدة. ومن بين مهام المجلس النيابي الدستورية انتخاب الرئيس لدورتين اثنتين مدة كل منهما أربع سنوات فقط. 11. تفضل (أطراف التوافق) أن تتحدد الدورة الانتخابية لجميع مستويات السلطة بأربع سنوات فقط. سابعاً: في المبادئ العامة للدستور المنشود: إن المبادئ العامة للدستور تحدد الملامح الأساسية للجمهورية الجديدة ما بعد (المرحلة الانتقالية)، لهذا تقترح (الأطراف المتوافقة) المبادئ العامة الآتية، كمرشد في إعداد الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، وكذلك الدستور السوري الجديد: 1. الشعب السوري شعب واحد، تأسّست لحمته عبر التاريخ على المساواة التامّة في المواطنة بمعزل عن الأصل أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الإثنيّة أو الرأي السياسي أو الدين أو المذهب، على أساس وفاق وطني شامل، الدين فيه لله والوطن للجميع. لا يجوز لأحد فرض دين أو اعتقاد على أحد، أو أن يمنع أحدا من حرية اختيار عقيدته وممارستها. النساء متساوون مع الرجال، ولا يجوز التراجع عن أي مكتسبات لحقوقهن. كما يحق لأي مواطــن أن يشغل جميع المناصب في الدولة، بما فيها منصب رئيس الجمهورية، بغض النظر عن دينه أو قوميته، رجلا كان أم امرأة. هــكذا يفخر الشعب السوري بعمقه الحضاري والثقافي والديني الثري والمتنوع، مما يشكل جزءاً صميمياً من ثقافته ومجتمعه، ويبني دولته على قاعدة الوحدة في التنوع، بمشاركة مختلف مكوناته، من دون أي تمييز أو إقصاء. 2. الشعب السوري حر وسيد على أراضيه وفي إطار دولته، وهما وحدة سياسية لا تتجزأ، ولا يجوز التخلي عن أي شبر منها، ويحق له النضال لاستعادة أراضيه المحتلة، وفي مقدمتها الجولان المحتل، بكل الوسائل المشروعة. 3. الشعب السوري هو مصدر الشرعية لجميع مستويات الحكم، يمارسها من خلال انتخابات دورية نزيهة ينظمها القانون. 4. الإنسان هو غاية العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، التي تتأسس على الالتزام بالمواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان، أي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية والثقافية والبيئية التي كرستها البشريّة. وضمان التمتع بهذه الحقوق للمواطنين والمقيمين على السواء. 5. تشكل الحريات الفردية والعامة والجماعية أساسا للعلاقة بين أبناء الوطن الواحد، وتكفل الدولة الحريات العامة، بما فيها حرية الحصول على المعلومة والإعلام، وتشكيل الجمعيات غير الحكومية والنقابات والأحزاب السياسية، وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، وحرية التظاهر والإضراب السلمييْن. وتضع قواعد لصون هذه الحريات من هيمنة عالم المال أو السلطة السياسية. كما تكفل الدولة السورية احترام التنوع المجتمعي ومعتقدات ومصالح وخصوصيات كل أطياف الشعب السوري، وتقر بالحقوق الثقافية والسياسية لكل مكوناته وتطلعها للتطور والرعاية. 6. يضمن الدستور إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ويسعى لخلق المناخ التشريعي والقانوني الذي يؤمن تمكينها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في ما يتفق مع كل المواثيق الدولية ذات الصلة بما يتناغم مع الثقافة المجتمعية. 7. تقر الدولة السورية بوجود مكون قومي كردي ضمن مكوناتها، وبحقوقه القومية المشروعة، وفق العهود والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة الشعب والوطن السوريين. وتعتبر الوجود القومي الكردي في سورية جزءاً أصيلا من الشعب السوري، وتقر كذلك بوجود، وحقوق قومية،للآشوريينالسريان، والتركمان، وتعتبرهما جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري. 8. سورية جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، ملتزمة بقضايا الأمة العربية قضية وحقوق الشعب الفلسطيني. تتطلع الى توثيق مختلف أشكال التعاون والتوحد مع البلدان العربية الأخرى، في حين تحترم الدولة السورية التطلعات الثقافية والاجتماعية لكل القوميات الأخرى المكونة للشعب السوري من كرد وآشوريين وأرمن وشركس وتركمان وغيرهم. 9. يلتزم الشعب السوري بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في إنشاء دولته الحرة السيدة المستقلة، وعاصمتها القدس. 10. تربط الشعب السوري بجميع الشعوب الإســلامية الأخــرى جذور تاريخية مشتركة وقيم إنسانية مبنية على الرسالات السماوية. 11. سورية جزء من المنظومة العالمية، وهي عضو مؤسس في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها، ولذا فهي ملتزمة بميثاقها، وتسعى مع غيرها من دول العالم لإقامة نظام دولي بعيد عن جميع النزاعات المركزية والهيمنة والاحتلال، نظام قائم على التوازن في العلاقات وتبادل المصالح والمسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات والأخطار العامة التي تهدّد أمن وسلام العالم. 12. تقوم مؤسسات الحكم في الدولة السورية على أساس الانتخابات الدورية والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلى مبدأ التداول على السلطة عبر الانتخاب السري والحر والمراقب، واحترام نتائج الانتخابات التي يقررها صندوق الاقتراع مهما كانت، على أن تشكل سورية دائرة انتخابية واحدة، تعتمد النظام الانتخابي النسبي. 13. يقر الدستور الجديد أسس النظام الديمقراطي البرلماني التعددي المدني، ونظاماً انتخابياً عصرياً، وعادلاً، يضمن حق مشاركة كافة التيارات الفكرية والسياسية، ضمن قواعد تؤمن أوسع تمثيل للشعب واستقرار النظام البرلماني، وتضبط بشكل دقيق الموارد المالية، وإنفاق الأحزاب، والجماعات السياسية. 14. الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية التي تحمي البلاد وتصون استقلالها وسيادتها على أراضيها، تحرص على الأمن القومي ولا تتدخل في الحياة السياسية. 15. تعتمد الدولة مبدأ اللامركزية الإدارية، بحيث تقوم الإدارة المحلية على مؤسسات تنفيذية تمثيلية تدير شؤون المواطنين والتنمية في المحافظات والمناطق، بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة ومتوازنة. 16. تصون الدولة الملكية الخاصة، التي لا يجوز الاستيلاء عليها إلا للمنفعة العامة ضمن القانون ومقابل تعويض عادل، من دون أن يعاد تجييرها لمصالح خاصة. 17. تصون الدولة المال العام والملكية العامة لمنفعة الشعب، وتقوم سياستها على العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة المستدامة وإعادة توزيع الدخل والثروة عبر النظام الضريبي بين الفئات الاجتماعية وبين المناطق، وكذلك على ضمان حرية الاستثمار والمبادرة الاقتصادية وتكافؤ الفرص والأسواق ضمن ضوابط تكافح الاحتكار والمضاربات وتحمي حقوق العاملين والمستهلكين. 18. تلتزم الدولة السورية إزالة كافة أشكال الفقر والتمييز ومكافحة البطالة بهدف التشغيل الكامل الكريم اللائق والإنصاف في الأجور، وتحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية، وتحقيق التنمية المتوازنة وحماية البيئة، وتأمين الخدمات الأساسية لكل مواطن: السكن والتنظيم العمراني، ومياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي، والكهرباء، والهاتف والانترنت، والطرق والنقل العام، والتعليم والتأهيل النوعيين، والتأمين الصحي الشامل ومعاشات التقاعد وتعويضات البطالة، بأسعار تتناسب مع مستويات المعيشة. 19. تلزم الدولة بمتابعة شؤون السوريين، وتدافع عن حقوقهم، في جميع بلدان العالم. ------------------------------------------------------------------------------------ إعلان القاهرة 23/12/2014 (نص مسودة الاتفاق بين الهيئة والائتلاف في القاهرة) مع بلوغ مأساة الشعب السوري حداً رهيباً من الخراب والتدمير وسفك الدماء، ومع دخول قوى الهمجية والإرهاب إلى بلدنا،ومن أجل تدارك أوجه القصور بالحوار والتشاور والتعاون والتنسيق وتوحيد الجهود والهياكل السياسية والمدنية، وسعياً لمواجهة الاستحقاقات السياسية والوطنية القادمة فإن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي يدشنان مرحلة جديدة إيجابية في العلاقة بينهما ومع كافة فصائل المعارضة الديمقراطية الأخرى. وبناء عليه: 1- يتوافق الطرفان على أن بيان 30 حزيران 2012"بيان جنيف"وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري كأساس للحل السياسي في سورية، وعلى عملية جنيف كإطار تفاوضي بينالمعارضةوالسلطة. وعلى أن التوافق الدولي والإقليمي ضرورة أساسية لنجاح العملية التفاوضية. لتحقيق تطلعات الشعب السوري ومطالبه. 2- 2-يتبنى الطرفان وثيقة "بيان المبادئ الأساسية للتسوية السياسية لمؤتمر جنيف الثاني للسلام" التي قدمها وفد الائتلاف لمؤتمر جنيف بتاريخ 9 شباط فبراير 2014 و "خارطة الطريق لإنقاذ سورية" التي أقرتها عدة قوى معارضة، وانطلاقاً من الوثيقتين سيعملان معاً لإنتاج وثيقة سياسية تجمع كافة قوى المعارضة الديمقراطية لتفعيل آليات تطبيق بيان جنيف "30 حزيران 2012" في كافة الاستحقاقات التفاوضية القادمة. 3- 3-يتعاون الطرفان لعقد لقاءاتتشاورية وطنية للمعارضة السورية الديمقراطية، ويقرر في هذه اللقاءات التوجه السياسي للمعارضة والأدوات التنظيمية والتنفيذية لهذا التوجه. وتكون هذه اللقاءات مقدمة لعقد مؤتمر وطني جامع للمعارضة الديمقراطية السورية. 4- 4-يرى الطرفان إن القضاء على الهمجية والإرهاب يفترض القضاء على الاستبداد وتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل من أجل قيام نظام ديمقراطي تعددي، وإن العمل العسكري لوحده ليس سبيلاً ناجعاً لمحاربة الإرهاب والتطرف ما لم يترافق مع إعادة إطلاق عملية جنيف التفاوضية من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تمثل بيئة اجتماعية وسياسية مواتية لمكافحة الإرهاب وخلال مدى زمني مقبول، لأن مصلحة الشعب السوري الراهنة تكمن في وقف سفك الدماء والدمار والخراب بأقصر زمن ممكن. 5- 5-تقوم الجهود والهيئات الوطنية والمشتركة بين الائتلاف والهيئة على قاعدة المشاركة الفاعلة الكاملة والمتساوية لضمان مساهمة ومشاركة كافة أطياف المعارضة السورية بناءً على التوافق والالتزام بما جاء في البنود المذكورة أعلاه ضماناً لتحقيق تطلعات الشعب السوري ضمن مناخ من التسامح والمرونة. 6- 6-يشكل الطرفان لجنة مشتركة للتواصل وإدارة العلاقات بينهما والتعاون والتنسيق مع فصائل وتنظيمات وتيارات وأحزاب المعارضة الأخرى. ----------------------------------------------------------------------------------- الملف الماركسي:
تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني : الفترة: 1989 – 2007 م واجه الحزب الشيوعي السوداني بعد انقلاب:30/يونيو/2008م، ظروف معقدة وعصيبة لم يواجهها من قبل: فمن جهة صعدت ديكتاتورية الجبهة الاسلامية الفاشية للسلطة عن طريق هذا الانقلاب الذي صادر الحقوق والحريات الديمقراطية واشعل حربا دينية، ارتبطت بتطهير عرقي وابادة جماعية في دارفور وبقية المناطق المهمشة في البلاد، واعتقل وشرد وقتل الالاف من المعارضين السياسيين والنقابيين، وتم استهداف الشيوعيين تشريدا واعتقالا وتعذيبا، بهدف تصفية حزبهم واقتلاعهم من الحياة السياسية باعتبارهم العدو اللدود للجبهة الاسلامية. ومن جهة ثانية حدث الزلزال الذي غير صورة العالم بعد انهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا. كانت ظروف معقدة وعصيبة مرّ بها الحزب الشيوعي السوداني، وكانت منعطفا خطيرا في مسيرة الحزب، بحيث تركت اثرها في الاهتزاز الفكري والسياسي لبعض الكادر والاعضاء، وما زال هذا الاهتزاز مستمرا، ويستوجب الصراع ضده باجلاء كل القضايا الفكرية والسياسية والتنظيمية، بحيث نتخلص من هذا الاهتزاز. وفي ظل هذه الظروف فتحت اللجنة المركزية في اغسطس 1991م، مناقشة عامة، وبدأت تنشر المساهمات في مجلة الشيوعي، وقضايا سودانية التي كانت تصدر في الخارج في التسعينيات من القرن الماضي، واستمرت المناقشة العامة جنبا الي جنب مع نضال الحزب الشيوعي ضد الديكتاتورية ومن اجل الديمقراطية. ومما زاد الامور صعوبة وتعقيدا، تزامن ذلك مع خلل في منهج العمل القيادي والذي استمر من بداية الانقلاب وحتي فبراير 1995م، حيث عقدت أو ل دورة للجنة المركزية بعد الانقلاب، حيث اسهمت تلك الدورة في معالجة ذلك الخلل وتصحيح مسار العمل القيادي، فماهي ابرز معالم ذلك الخلل: 1- أشارت دورة اللجنة المركزية في فبراير 1995م، الي ابرز مظاهر ذلك الخلل حيث تم تهميش اللجنة المركزية ولم يتم عقد دورة لها لمدة ست سنوات، في حين كان من المفترض عقد دورة مباشرة بعد الانقلاب للنظر في ترتيب العمل القيادي لمواجهة ظروف القمع والارهاب التي فرضها انقلاب يونيو 1989م، وفي غياب اللجنة المركزية تم تكوين سكرتارية مؤقتة بعد الاعتقالات التي تمت لاعضاء السكرتارية، تم تكوين تلك السكرتارية المؤقتة دون التشاور مع اعضاء المركزية، حيث تم تصعيد زملاء لها بطريقة فردية ودون التشاور ايضا مع الهيئات التي يعمل فيها هؤلاء الزملاء، حسب مناهج العمل السليمة، حدث خطأ في تصعيد زملاء من اعضاء اللجنة المركزية لهذه السكرتارية المؤقتة في غياب اللجنة المركزية، وخطأ مركب آخر في تصعيد زملاء ليسوا اعضاء في اللجنة المركزية الي تلك السكرتارية( الخاتم عدلان ووراق). وكان السليم هو عقد دورة للجنة المركزية لانتخاب سكرتارية لمواصلة العمل بشكل منهجي وسليم. وتم انتقاد ذلك المنهج الخاطئ ولصيغة السكرتارية المؤقتة. 2- الخلل الثاني الذي اشارت له دورة فبراير 1995م، أنه تم فتح المناقشة العامة بعد اخطار اعضاء اللجنة المركزية، ودون أن يتم اجتماع صحيح لها، ودون تحديد اطار عام لها، واصدار موجهات ووثائق من اللجنة المركزية تحدد ضوابطها ومحاورها وفترتها الزمنية، وتم تصحيح هذا الخلل، عندما كون مركز الحزب لجنة لوضع الاطار العام للمناقشة في نوفمبر 1994م، وقد انجزت تلك اللجنة ذلك التكليف ورفعت الاطار العام للجنة المركزية والتي ناقشته واجازته في دورة ديسمبر 1997م، وتم نشره علي الاعضاء، حدد الاطار العام محاور المناقشة العامة التي تلخصت في: دروس انهيار التجربة الاشتراكية، الماركسية ومستقبل الفكر الاشتراكي، الحزب(تجديد برنامج الحزب واسمه، ولائحته، التقويم الناقد لمسيرته).وكونت اللجنة المركزية لجان لاعداد مشروع البرنامج ومشروع الدستور ولجنة لتسيير المناقشة العامة، من مهامها اعداد تلخيص ختامي للمناقشة العامة،..الخ ، وكان ذلك خطوة هامة في تصحيح مسار العمل القيادي ومسار المناقشة العامة، وخطوة عملية في التحضير للمؤتمر الخامس. 3- حدث خلل وهرج ومرج في قضية تكتيكات الحزب لمواجهة النظام، ودار صراع حول ذلك في السكرتارية المؤقتة، كان هناك اتجاه الخاتم عدلان الرامي لتحويل الحزب الي قوة مسلحة لمواجهة النظام، علما، أن الاساس في نشاطنا العمل الجماهيري والعمل المسلح مكمل، كما تم نشر وثيقة الخاتم في مجلة الشيوعي(158)، وناقش كادر الحزب في المركز والمديرية هذه الوثيقة، ولكن كان الخلل عدم نشر هذه المناقشات علي اعضاء الحزب، اى ظل الصراع الفكري محجوبا عن قواعد الحزب، وكان الخلل الاساسي، كما اشرنا سابقا، غياب اللجنة المركزية وعدم رسمها لوجهة عامة لتصعيد النشاط السياسي الجماهيري ضد ديكتاتورية الجبهة الاسلامية، ورسم هذه السياسة بالتشاور مع كادر واعضاء الحزب، وقد ترك ذلك اثره السلبي علي نشاط الحزب الجماهيري، ونشاطه المستقل.فغابت الخطابات الداخلية ومجلة المنظم، وغير ذلك من الوثائق التي تسهم في رفع القدرات السياسية والفكرية والتنظيمية للاعضاء. 4- تم تجاوز مناهج العمل السري السليمة، وحدثت ضربات لا مبرر لها سوي الاهمال وعدم التمسك بمناهج العمل السليمة في العمل السري، مثل ضربة بيت اللاماب، والتي تم فيها اعتقال كادر من مركز الحزب وقيادة المديرية رغم قرار مركز الحزب بتصفية المنزل، بعد وصول بلاغ بكشف الامن للمنزل. 5- اختفي عدد كبير من الكادر الجماهيري بعد الانقلاب، رغم الدور الكبير الذي لعبه في مقاومة الانقلاب ، الا انه لم يتم وضع سياسة عامة لتقليل حالات الاختفاء الي اقصي حد، بمعالجة اوضاع هذا الكادر، كما أشارت دورة ل.م فبراير 1995م. 6- توقف التعليم الحزبي وبناء الحزب بجذب الاعضاء الجدد له، تحت تأثير فهم خاطئ تصفوي للحزب بوقف عملية التجنيد حتي تضع المناقشة العامة اوزارها، وتم عقد سمنار حول كورس المرشحين، والذي نشر في مجلة الشيوعي 160، ولكن لم يصدر كورس جديد للمرشحين يأخذ المتغيرات الجديدة في الاعتبار. وقد تم تصحيح ذلك عام 1996م، حيث تم اعادة تكوين مكتب التعليم الحزبي، وتم وضع محاضرات للمرشحين حول متغيرات العصر والبرنامج واللائحة، وتم عمل مدارس للمناطق والطلبة ومديرية الخرطوم، وعلي ضوء حصيلة التجربة والملاحظات، تم اعداد كورس آخر عام 2003م، يتكون من : البرنامج، اللائحة، متغيرات العصر، المنهج الديالكتيكي، المفهوم المادي للتاريخ، الاقتصاد السياسي ، وانتظم العمل في هذه الجبهة. معلوم انه في ظل الفوضي والخلل القيادي، كما اكدت تجربة الحزب، تبرز الاتجاهات الفوضوية والانقسامية، وخاصة في تلك الصعوبات والتعقيدات. ومارس الخاتم عدلان أساليب فوضوية في العمل الحزبي لم تواجهها القيادة بحزم، كما أشارت دورة ل.م فبراير 1995م، وتبلور هذا الاتجاه في تيار يميني تصفوي، كما برز من وثيقة الخاتم والتي نشرت في مجلة الشيوعي(157)، والتي خلص فيها الي: حل الحزب الشيوعي بعد تبني وثيقته، وتكوين حزب جديد، بعد التخلي عن الماركسية ومنطلقات الحزب الشيوعي الطبقية.وبالفعل شرع الخاتم في نشاطه الانقسامي حتي خرج مع وراق وغيرهما وكونوا حركة القوي الجديدة حق. لم تخرج وثيقة الخاتم عدلان عن وثيقة:عوض عبد الرازق ووثيقة معاوية ابراهيم التي قدمها في الصراع الداخلي في عام 1970م. وان اختلفت الظروف وظهرت متغيرات جديدة استوجبت تجديد الحزب لاتصفيته، وتطويره ليواكب المتغيرات المحلية والعالمية استنادا الي رصيده ونضاله السابق من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنضال من اجل انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية المتشابكة مع المرحلة الاشتراكية. استهدفت وثيقة الخاتم(الشيوعي 157): المنطلقات الفكرية للحزب الشيوعي السوداني، الماركسية، وأشار الي أن الماركسية أفل نجمها بانهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوربا. كما استهدف الخاتم ايضا المنطلقات الطبقية للحزب الشيوعي السوداني تحت ادعاء: أن نجم الطبقة العاملة قد افل بتأثير الثورة العلمية التقنية، وطرح البديل: ( قوى المثقفين، وكل المنتجين والعلماء بمختلف فئاتهم، وقوى العمال والزراع المرتبطة بالانتاج، بالاضافة الي الملايين من سكان القطاع التقليدي، بتنظيماتهم الاجتماعية، وانتماءاتهم الاقليمية والقومية، اى انها قوى الشعب كله)(الشيوعي 157)، وهي صيغة قريبة من صيغة تحالف قوى الشعب العامل التي اعتمدها الاتحاد الاشتراكي السوداني. كما دعي المرحوم الخاتم الي حزب جديد، حيث أشار( وكما هو واضح، فان هذا الحزب لن يكون حزبا شيوعيا، لأنه لايتبني موقفا ايديولوجيا متكاملا ازاء الكون، ولايبشر بمرحلة معينة يتوقف عندها المجتمع البشري، ولايرمي الي اعادة صياغة المجتمع وفق مخطط نظري شمولي. وهو ليس حزبا اشتراكيا، اذا كانت الاشتراكية هي الملكية العامة لوسائل الانتاج، مفهومة بأنها ملكية الدولة. هو حزب للعدالة)( الشيوعي 157، ص، 106). والواقع، انه حزب رأسمالي مغلف بالعدالة الاجتماعية، هذا فضلا، عن الفهم الخاطئ أو تشوية المرحلة الشيوعية بأنها: يتوقف عندها المجتمع البشري، في حين أن ماركس وانجلز كانا يركزان علي أن المرحلة الشيوعية هي بداية التاريخ الحقيقي للبشرية الخالي من كل اشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والجنس والاثني..الخ، أى ان المرحلة الشيوعية ليست نهاية التاريخ البشري،اضافة للفصل الخاطئ بين المرحلتين الاشتراكية والشيوعية. كما أشار الخاتم الي ضرورة الاسراع بقيام حزب جديد، باسم جديد يتم الاتفاق عليه، وخلص الي ضرورة عقد المؤتمر الخامس بعد عام من اصدار وثيقته، وفي حالة تبني المؤتمر الخامس لتصوره: ( يحل الحزب الشيوعي السوداني، وتتكون لجنة تمهيدية، تضم بالاضافة الي الشيوعيين السابقين عناصر ديمقراطية مؤثرة، وشخصيات وطنية مثقفة، ومناضلة، ويراعي تمثيل الأقليات القومية والعرقية لصياغة برنامج الحزب الجديد ولوائحه، اسمه، ونشر وثائقه التأسيسية)( الشيوعي 157). ولم ينتظر الخاتم المؤتمر الخامس، وبالفعل، كون الخاتم حزبه الجديد والذي تعرض ايضا للانقسامات الاميبية وذهب ادراج الرياح، كغيره من الانقسامات التي تعرض لها الحزب والتي اشرنا لها في الحلقة السابقة(انقسام مجموعة عوض عبد الرازق 1952، انقسام القيادة الثورية 1964، انقسام 1970). كما طرح د. فاروق محمد ابراهيم فكرة حل الحزب الشيوعي السوداني، وتكوين حزب اشتراكي جديد، وهي امتداد لما طرحه في مؤتمر الجريف 1965م، ودعا لاعادة الاعتبار لمؤتمر الجريف التداولي، علما، بان اغلبية اللجنة المركزية في اجتماع لها بعد مؤتمر الجريف رفضت حل الحزب(راجع مساهمة فاروق محمد ابراهيم، قضايا سودانية، ابريل 1994م). أى أن ما طرح في المناقشة العامة، هي افكار تصفوية يمينية قديمة في قناني جديدة، جوهرها: التخلي عن الماركسية، والتخلي عن المنطلقات الطبقية للحزب( الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين)، وتكوين حزب رأسمالي التوجه، علما بان تلك الاحزاب موجودة في الساحة السياسية، وأن مايجرى في الحزب الشيوعي من صراع داخلي هو انعكاس للصراع الطبقي الدائر في المجتمع، ونتيجة للهجمات الناعمة والعنيفة التي تشنها القوي الرأسمالية المعادية للحزب لتغيير هويته الطبقية ومنطلقاته الفكرية. 7- علي أن من ايجابيات هذه الفترة صمود اعضاء الحزب وكادره امام اكبر حملة لتصفيته واقتلاعه من الحياة السياسية وفق مخطط الجبهة الاسلامية، وواجه اعضاء الحزب والديمقراطيون وقوي المعارضة الاخري حملات الاعتقال والتعذيب بصلابة، وتم شن حملة داخلية وعالمية، كان لها الأثر في اغلاق بيوت الاشباح، وفي لجم عصابة الجبهة عن تنفيذ مخططاتها، كما تم تكوين التجمع الوطني الديمقراطي، وتم التوقيع علي ميثاقه في : 21/10/1989م، وكان ذلك ايذانا بتكوين اوسع تحالف من اجل استعادة الديمقراطية والحقوق والحريات الاساسية وتصفية الشمولية، وتم تتويج ذلك بتوقيع ميثاق اسمرا في يونيو 1995م، اضافة للمقاومة الجماهيرية مثل: اضرابات الاطباء وعمال السكة الحديد بعطبرة، وانتفاضات ومظاهرات الطلاب ومقاومتهم لقرار السلطة بتصفية الاعاشة والسكن والقرارت العشوائية حول التعليم العالي، اضافة للمقاومة المسلحة في الجنوب ودارفور والشرق ..الخ. وكان تراكم المقاومة الداخلية والضغط الدولي هو الذي ادي لتوقيع اتفاقية نيفاشا في يناير 2005م، التي اوقفت الحرب، وفتحت الطريق لمواصلة النضال من اجل انتزاع التحول الديمقراطي الكامل وتحسين احوال الناس المعيشية والحل الشامل لقضية دارفور وبقية أقاليم السودان، وتوحيد البلاد علي اسس طوعية وديمقراطية، ومحاسبة المسئولين عن انتهكات حقوق الانسان. ولاشك أن مواصلة تراكم النضال الجماهيري والضغوط المحلية والعالمية، سوف يؤدي في النهاية الي الانتفاضة والنهوض الجماهيري من اجل التحول الديمقراطي واقتلاع الشمولية من الحياة السياسية. 8- كما تمت دورة للجنة المركزية في اغسطس 2001م، والتي جاءت كأول دورة بعد انقلاب الجبهة، لتعالج المتغيرات التي حدثت في البلاد، بعد اكتشاف تصدير البترول، واهتمام المجتمع الدولي عن طريق منبر الايقاد لانهاء الحرب في جنوب السودان، رحبت الدورة بمساعي المجتمع الدولي لانهاء الحرب والحل السلمي الذي يفضي لتصفية الشمولية واستعادة الديمقراطية والحقوق والحريات الاساسية، كما عالجت ظاهرة المنظمات الطوعية والمتغيرات في تركيب الطبقة العاملة وفي حركة المزارعين وفي التعليم العام والعالي، والمتغيرات في اوضاع المرأة السودانية..الخ. 9- وفي مضمار التحضير للمؤتمر الخامس: تمت متابعة وثائقة حتي تم نزولها للاعضاء، ومتبقي نزول مشروع البرنامج. عموما، مازال الاهتزاز الفكري والسياسي، والذي يعبر عن صراع طبقي دائر في المجتمع، الذي احدثته المتغيرات المحلية والعالمية، يلقي بظلاله علي عمل الحزب القيادي، كما يظهر من الاضطراب الفكري في مشروع التقرير السياسي، مثل: عدم الوضوح حول المنهج الماركسي، بتصويره وكانه دراسة للواقع لاتغييره، اضافة للتراجع عن منهج المؤتمر الرابع في دراسة الواقع والمتغيرات في تركيب الرأسمالية ومصادر التراكم، والتناول الخاطئ لقضية العلاقة بين الكادر القديم والجديد، وعدم الوضوح في تحديد هوّية الحزب الطبقية، اى انحيازه بشكل حاسم لمصالح الطبقية العاملة والكادحين. وفي النشاط السياسي الجماهيري غاب موقف الحزب المستقل، بعدم تقييم تجربة التجمع الوطني الديمقراطي، هذا فضلا عن غياب نشاط التجمع الجماهيري في الشارع، وعدم تقييم تجربة المشاركة في المجلس الوطني واتخاذ موقف منها، يكسب الحزب الشيوعي السوداني احترام الجماهير، والتي في تقديري كانت فاشلة، في ظل الاغلبية الميكانيكية للمؤتمر الوطني وهيمنته في المجلس بحيث استغلها اسوأ استغلال في تمرير كل مشاريعه، وتهميش الآخرين بعدم السماح لهم بالتعبير عن رايهم، واغلاق اجهزة الاعلام المسموعة والمرئية امامهم، في توضيح وجهة نظرهم اثناء مداولات المجلس، وجعل منهم واجهه أو ديكور له. اضافة للتخبط والتضارب في التصريحات للصحف والتي اثارت امتعاض الاعضاء. كل ذلك يتطلب الوضوح الفكري والموقف المستقل، والتوجه بحزم في اتجاه تصعيد العمل الجماهيري المكثف في اتجاه: الحل الشامل لقضية دارفور وبقية أقاليم السودان، وتحقيق التحول الديمقراطي والغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وتنفيذ استحقاقات الاتفاقات(نيفاشا، القاهرة، ابوجا،..الخ)، والتنمية وتحسين اوضاع الناس المعيشية، واصدار قرار سياسي بارجاع المفصولين من المدنيين والعسكريين، وقانون انتخابات ديمقراطي يفتح الباب امام انتخابات حرة نزيهة، تصفي الشمولية من الحياة السياسية السودانية.
فيسبوكيات:
[حوار الجمهورية] لأني دمشق وأمتلك كل أسباب التعالي ،،!! Zakariya Al-Sakal 19 يناير، الساعة 10:14 مساءً
لأني دمشق وأمتلك كل أسباب التعالي ،،!! فمثلي يعلو و يسمو حد البطر وشأني أكبر من أن يحد فكيف يحيط بهذا الجمال بشر أنا قبة الكون أتيه عليه تاريخي المجد والضوء، سر الحياة ديدني الحب وعطري مطر عشقي أنا مستحيل فمثلي يوهب ومثلي يذر ترفق وأنت بباب الجمال ،، فهذي دمشق وأنت بشر
-----------------------------------------------
انتقد الفنان اللبناني مرسيل خليفة قرار الحكومة اللبنانية بفرض تأشيرة دخول على السوريين متوجهاً بالاعتذار إلى الشعب السوري على ماتقترفه السياسة اللبنانية في حقهم. خليفة كتب على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "حب لا أعتذر عنه": "أنا الموقع أدناه مرسيل خليفة المواطن اللبناني العربي يتملكني الشعور بالآلم الشديد وأنا أعاين هذا الكم الخرافي من المحنة التي تنتاب شعب سورية واللاجئين منهم على نحو خاص ولايسعني إلا أن أبدي كل مشاعر التضامن والمحبة". وأضاف: "إني أغتنم هذه المناسبة لأقدم لشعبنا السوري ولاجئيه في لبنان على وجه خاص كل الاعتذار مما اقترفته وتقترفه السياسة اللبنانية في حقهم". وتابع خليفة قائلاً: "لم أكن يوما أتصور أنه سيكون على السوريين أن يدخلوا إلى بلدهم لبنان بتأشيرة وبشروط تعادل التعجيز وإنه نكسة لا أقبلها للبنان ولسورية كما لم أكن لأقبلها يوما مع اللاجئين الفلسطينيين ولا لروباط التاريخ والنضال المشترك بين شعبيهما". وختم الفنان اللبناني: "قليل من العقل أيها اللاعبون بالمصائر.. التاريخ لا يقبل التزوير".
----------------------------------------
فيما يلي نصين كتبهم مصطفى علوش .. يخدمان ما تمنيت قوله أنا بالبوستات الأخيرة التي كتبتها لو أسعفتني المعرفة و وضوح التعبير، الذي يملكهما مصطفى .. أتمنى قراءتهما و خصوصاً الذين اتهموني بالطائفية: النص الأول: "بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر .. قتلت الحروب الصليبة مئات آلاف البشر من سكان هذه المنطقة .. منذ مطلع القرن الثالث عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر .. حُرق عشرات آلاف الأوربيين بتهم الانحراف والهرطقة على أيدي محاكم التفتيش .. ولأسباب قد تكون أسخف بكثير من الأسباب التي تعدم بسببها داعش اليوم .. في اسبانيا خُيِّر المسلمون بين التنصر أو القتل .. وأُحرق حوالي ثلاثين ألف منهم. السويد التي تتباهى اليوم برقي شعبها واستضافتها للمضطهدين حول العالم .. دمَّر جيشُها ألفي مدينة وعشرين ألف قرية في ألمانيا وكان مسؤولاً عن قتل ثلاثة ملايين ألماني .. انتصاراً للبروتستنانت في حرب الثلاثين الشهيرة. في منتصف القرن الماضي .. اقتلع شعب بأكلمه من أرضه في فلسطين .. لتحقيق نبوءة توراتية. بين نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين .. قتل جيش الرَّب أكثر من مئة ألف وخطف أكثر من خمسين ألف طفل في أوغندا في سعيه لإقامة سلطة دينية تحكم بالإنجيل .. في مطلع هذا القرن أيضاً .. قال جورج بوش الابن إنه يخوض حرباً مقدسة في العراق .. يختلط كل هذا في رأسي .. حتى يكاد ينفجر وأنا أقرأ لشويعر سوري يقول بأنَّ الإسلام هو دين إرهاب وأنَّ على جميع المسلمين الإقرار بهذا .. قبل أنْ يطلبوا الصفح والغفران من العالم!" النص الثاني: " لم أسمح لنفسي ولو لمرة واحدة أن أصف النظام في سوريا بأنه علوي .. فضلاً عن أن أنسب طائفة أو مذهب ما .. للقتل والإجرام .. لا لشيء إلا لأني أحاول احترام قناعاتي من المضحك جداً .. أنه بعد جريمة الهجوم على مقر الصحيفة في فرنسا .. سارع عدد لا بأس فيه ممن كانوا يعيبون ارتفاع اللهجة الطائفية عند بعض السوريين .. إلى تحميل الإسلام فكراً وورسالةً مسؤولية ما جرى ويجري .. وشطح خيال بعضهم إلى أن المسلمين جميعاً في حقيقة أنفسهم سعداء بما جرى ولو ادعوا عكس ذلك! عندما كتبتُ اليوم أذكِّر بالجرائم التي ارتكتب باسم المسيح والصليب .. لم أكن أبرر جريمة شارلي إيبدو يا صديقي العلماني المثقف المستبصر .. كنت فقط مفجوعاً بقلة فهمك وغبائك. لأنَّ الإسلام الذي حول العربيّ من شخص يرى في حليب ناقته نصف العالم وفي روثها نصفه الثاني إلى إنسان أقام حضارة ملأت الدنيا بالعلم والنور وساهمت بشكل مباشر في حضارة الغرب اليوم .. لا يمكن أن يكون ديناً همجياً وبربرياً .. ولو ارتكب المسلمون بناء على فهمهم لبعض نصوصه جرائم همجية وبربرية. كنت أريد القول ـ ويا لفجيعتي فيك إذ تعوزني سخافتك لقول هذا ـ إنَّ المسيحية التي أصبحت اليوم رمزاً للتسامح والمحبة ارتكب بعض معتنقيها ـ بناء على نصوص فيها ـ جرائم ومخاز يندى لها جبين البشرية .. وقد كان هؤلاء القتلة والبرابرة المسيحيون قرؤوا قول المسيح: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر" لكنهم تعاملوا معه كما يتعامل الإرهابيون المسلمون اليوم مع قوله تعالى : "لا إكراه في الدين" وكما قرأ أولئك بكثير من الاهتمام قول المسيح رسول المحبة في انجيل لوقا: "وأما أعدائي اولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي" .. وقوله في انجيل متى: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت إلا لألقي سيفاً" وفي سفر حزقيال: "لا تشفق أعينكم ولا تعفو، الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك" .. قرأ هؤلاء في سورة البقرة قوله تعالى "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" وقوله في سورة التوبة "وقاتلوا المشركين كافة" ليتك يا صديقي تملك عقلاً راجحاً يدفعك للتساؤل البسيط التالي .. لماذا كفر مسيحيو أوربا في هذا العصر بالعنف باسم الدين .. ولماذا لا يزال يمارسه بعض مسيحيي أفريقيا مثلاً؟ ولماذا تجد اليوم آلاف الدواعش المسلمين مستعدين لقتل كل من يخالفهم في المنهج والتفكير حتى من المسلمين .. وكيف عاش شاعر كالأخطل سبعين سنة مسيحياً في بلاط الخلافة الأموية دون أن يهدده أحد أو يطلب منه الدخول في الإسلام؟ تماماً كما عاش ملايين اليهود والمسيحيين قروناً طويلة بأمان بين ظهراني المسلمين. بالنسبة لي لا أزال أعتقد أن حسنات الأديان أعظم بما لا يقاس من سيئاتها .. وأنَّ استسهال نسبة الجرائم ومآسي العالم إليها جميعاً أو إلى واحد منها .. لا يقوم به إلا المعاقون والعجزة فكرياً .. اللهم .. ارزقنا علماً وفهماً .. ولا تجعلنا ممن يلحن بما لا يتقن ويهرف بما لا يعرف .. ونجّنا اللهم من الغباء .. اللهم نجِّنا من الغباء .. آمين" بقلم : . . سعد الله ونوس: نحن المثقفين قفا النظام ولسنا نقيضه رسالة من سعدالله ونوس إلى عبلة الرويني(خريف1990) الناقدة المصرية عبلة الروينى تمتلك في أوراقها الخاصة ما يقرب من 30 رسالة من سعد الله ونوس، في مراحل زمنية مختلفة تشير إلى تصوراته العميقة بشأن الكثير من القضايا التي أرقته كمثقف عضوي، ومن بين الموضوعات التي شغلته محاولة فهم أعمق لهزيمة 1967، انكسار المشروع الناصري، انكسار المعسكر الاشتراكي، هشاشة القوى السياسية وضعف قدرتها على المقاومة.. حرب الخليج وما أصابتنا به من عري كامل.. وكانت صرخات سعد الله (أننا مهزومون حتى العظم.. وحتى الكثير الرابع أو الخامس، أقصى حدود الايجابية هو أن نقبل الهزيمة لا أن نراوغها. أن نواجهها صراحة لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال). ويسجل فيها ونوس رؤاه حول دور المثقف التنويري، كما يتأمل كارثة حرب الخليج الأولى بعد اجتياح صدام حسين الكويت. لم تكن الروينى راغبة في نشر الرسائل، لكن القيمة الأدبية والفكرية والسياسية التي تنطوي عليها الرسائل.. آراء سعدالله وأفكاره في مناقشة الكثير من القضايا وأحداث التاريخ وما تنطوي عليه من إضاءة لبعض نصوصه المسرحية.. والمعارك التي أثارتها... هنا رسالة من هذه الرسائل. العزيزة عبلة: كل شيء قاتم، ومبتذل، ومسفّ. المهرجان يؤذن بالانتهاء، شاهدت كل العروض، ضحالة وتدهور، لا إبداع، ولا هموم حقيقية، وإننا نعود القهقري. منذ فترة طويلة لم أشعر بمثل هذه الوحدة الداخلية. وحدة فيها تقزز، فيها خوف، وفيها حزن أيضاً. كان ينبغي أن آتي، ولكن من المؤكد أنها آخر مرة فيِ حياتيِ. سأعود إلى قوقعتيِ، وحياتي اليومية، وأوهاميِ التي أنسجها وحيداً فيِ غرفتيِ وبين كتبيِ. هناك يبدو للعالم كثافة، وتبدو للأفكار أهمية، وتتخذ الثقافة بعداً مصيرياً. أما هنا فلا شيءِ إلا الكذب، والفساد، وموت الأمل. إلى هنا تعنيِ كل هذه التظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات، وحتى لقاءات وسهرات المثقفين والفنانين، أتعرفين ما نحن فيِ مجتمعاتنا! إننا ـ نحن المثقفين ـ سلطة ظل شاغلها الأساسي أن تصبح سلطة فعلية، أو أن تنال فتاتاً في السلطة الفعلية. إننا قفا النظام، ولسنا نقيضه أو بديله، ولهذا ليست لدينا طروحات جذرية، ولا آفاق مختلفة، والمراوغة تطبع عملنا وتشكل جوهر سلوكنا، يا للخيبة! ويا للحزن! كتبت الأسطر السابقة مساء أمس. حضرت مَسرحية عراقية عنوانها دزمونة. كنت مليئاً بالغيظ والكآبة. تعشيت وصعدت إلى الغرفة. وأردت أن أكتب رسالة طويلة. ولكني لم أفعل. اكتفيت بفشّة الخلق التي تتضمنها الأسطر السابقة. اليوم الأحد 5 نوفمبر، ثمة شمس، والغيوم التي كانت تضغط على المدينة تبددت. غداً ينتهي المهرجان، ولا طائرة حتى يوم الخميس، ضيقة هذه البلاد، وضيقة هذه الحياة التي نحياها. إننا تقريباً نعيش من أجل لا شيء. وليس بالإمكان أن يتوهم المرء، أو أن يقتنع بالسراب. «لماذا تنحرف بي الكلمات إلى هذا الإيقاع الكئيب الذي لا أريده، ولم أكن أنويِ على الإطلاق أن أضمنه رسالة أكتبها فيِ تونس.. ولكن ما العمل! يبدو أن الأمر أقوى منيِ». سلاماً يا عبلة: كان الصينيون القدماء حين يريدون طلب الأذيّة وسوء الحظ لشخص ما، يتمنّون له أن يعيش في عصر مهم. كان العيش فيِ عصر مهم بالنسبة لهم هو اللعنة ذاتها. ويبدو أنهم لم يكونوا مخطئين، فها نحن نكتشف باضطراب حياتنا، وموجات القلق التي تعصف بنا معنى أن نعيش في عصر مهم. كنت أهيئ نفسي في أواخر تموز ـ يوليو ـ وبعد أن تلقيت رسالتك، لكتابة مرافعة مطوّلة أشرح لك فيها الآثار المدمرة التي خلّفها عبد الناصر، والإبقاء عليه طوال أثني عشر عاماً، امتدت من 1945 وحتى 1966، بل ويمكن أن أمدها حتى وفاته إذا تغاضينا عن فتور الحماسة في السنوات الأخيرة، والخيبة، والبدء في البحث عن رؤية خاصة «غير أبوية» للتاريخ ووقائعه، وقلت لك مرة عن شعور اليتم الذي أحسست به عند رحيله. ولو لم أكن قد بدأت البحث عن طريق مستقلة قبل وفاته بسنوات لما كان بوسعي أن أحتمل، ذلك الرحيل من دون انبهار، أو تخلخل عميق في حياتي. وكنت أهيئ نفسي أيضاً لأن أشرح لك وقع ما سمته الثورة المضادة «ذات الأساس الموضوعي»: البيروسترويكا، على تفكيريِ، وعلى توازني الداخلي، فيِ الحالين كنت أفقد الجدار الذي أتكئ عليه سياسياً ووجودياً أيضاً، وفيِ الحالين كان عليّ أن أعود مع نفسيِ ووسط مرارة فظيعة، ويزيدها فظاعة تعاليِ الأصوات الشامتة، واحتفالات قوى اليمين والظلام بالنصر، أقول أن أعود مع نفسي إلى البدء، وإلى التساؤل: لماذا؟.. وأين الخطأ؟.. وكم كنت نزيهاً في مواجهة هذا الخطأ؟.. وإلى أي حد تواطأت؟.. وإلى أي حدٍّ بسّطت التاريخ؟.. وإلى أي حدٍّ كنت في اتقائي اليقيني المطمئن أستجيب إلى بقايا لاهوتية إيمانية مستقرة في نسيج لا وعي؟ ـ وأنا أكتب إليك هذه الكلمات يتناهى إلى سمعي خطيب الجامع القريب وهو يصرخ بدعائية رخيصة، وفصاحة بائسة منادياً إلى العودة إلى الهدى، وإلى سيد الهدى، ومن عاد إلى الهدى وسيد الهدى نصره الله، ومن ينصره الله فلا غالب له ـ.. يا للبؤس! لا أريد بعد اليوم ذلك اليقين المطمئن. في الحالتين كان ثمة خطأ دفعنا ثمنه غالياً. ولأني أكثر نضجاً من الاعتقاد بأن الخطأ مؤامرة، أو سوء حظ، أو قدر غامض، فإن علي أن أتقصى هذا الخطأ في التاريخ، وليس في أي مجالٍ آخر. إني أتشدق كثيراً بضرورة وأهمية الوعي التاريخي.. ولكن الوعي التاريخي ليس شعاراً، ولا تحيزاً أيديولوجياً، إنه ممارسة، إنه نقد، وإعادة نظر متواصلة، إنه باختصار فك ارتباط نهائي مع اللاهوت، والإيمان المطمئن. وبالتالي مع المقدس بكل أشكاله، هل يفضي ذلك إلى ضرب من العدمية؟.. الاحتمال وارد. لكنه لا يلغي الاحتمال الآخر. أن يعيش المرء مستقلاً، وأن يكون وعيه نقدياً، وأن يجد إمكانية منفذ أو إشارة إلى تاريخ أفضل تتحقق فيه حياة أفضل أو إخفاقات أقل. كنت أهيئ نفسي لهذا كله، ولكن يبدو أن مفاجآت عصرنا المهم لن تترك لنا فرصة لمواصلة أي حوار حتى نهايته اجتاحت العراق الكويت، وبدأت أسوأ أزمة تعيشها هذه المنطقة منذ حرب 76.. وعلينا أن ننفق وقتنا في اللهاث وراء مؤشر الراديو، والتخمين، والتمني، إنها وضعية مريعة أن تكوني في عربة تتدحرج، وأن تكوني داعية لهذا التدحرج، وأن تدركي فوق هذا أنك عاجزة عن فعل أي شيء، أو محرومة من إمكانية فعل أي شيء! منذ بدأت هذه الأزمة، وأنا قلق، وتقريباً لا أفعل شيئاً سوى ملاحقة الأخبار، والقراءة بين النشرات والتقارير الإخبارية، حتى حين سمعت بوفاة لويس عوض، وهو واحد من آخر النهضويين العرب، لم أجد القوة والصفاء لكتابة شيء عنه، وكنت أنوي كتابة دراسة طويلة عن سياقه النهضوي، وتناقضات هذا السياق تحت وطأة تاريخ عاصف ومثقل بالخيبات، منذ علمت أنه في المستشفى، وأن من الصعب تدارك مرضه، على كل، ستضاف هذه الدراسة إلى المشاريع المؤجلة وهي كثيرة. إني متشائم جداً من أزمة الخليج، وأدرك أننا مقدمون على تغيرات بنيوية، وربما مأساوية، في وضعنا القومي والاقتصادي، والاجتماعي، والمستقبلي. ولأن أداة الفعل الممكنة هي أن نقول كلمتنا ونمشي، فقد قلت كلمة أولية ضمنتها البيان الذي أرسله لك مع هذه الرسالة، وقد وقع على هذا البيان عبدالرحمن منيف وفيصل وعدد لا بأس به من الكتاب السوريين. عن موقع : http://www.assuaal.net
----------------------------------------------------------------
عيسى خضّور: استشهاديّ بين انتحاريين
محمد نزال قبل نحو سنتين، وبُعيد انتهاء إحدى جولات المعارك مع التبّانة بساعات قليلة، كان «أبو علي» يتحدّث إلى مراسل الصحيفة ضمن جولة ميدانية في شوارع جبل محسن. داخل مكتب بسيط، تابع لمحل ثياب، عند أوّل الجبل. حركة الناس في الخارج كانت لا تزال خفيفة. تحدّث في السياسة، الدين، الفلسفة، الإعلام، المجتمع وهموم منطقته و«كل أبناء طرابلس». لم يكن أحد، من الذي قتلهم التفجير الانتحاري المزدوج، يستحق القتل، لكن عيسى خضّور، كان الخسارة الكبرى للجبل... وطرابلس. هو الحكيم صاحب «الكاريزما» والتأثير، والذي لعب، وكان يعوّل عليه أن يلعب، أدوار «العقلانية» بين أبناء المنطقتين. فعلها سابقاً أكثر من مرّة. كان الجميع في الجبل يستمعون لرأيه، ويستشيرونه، حتى غدا «صوت العقل». هو الخسارة الكبرى، في ما حصل، وهو حتماً، الاستشهادي الوحيد تلك الليلة. نحو 10 دقائق بين الانتحاري الأول والانتحاري الثاني، سمع الدوّي الأول، فترك منزله ونزل إلى المقهى، وراح يسعف الجرحى. يسمع «تكبير» الثاني، ويرى حركة مطلقه المشبوهة، فينقض عليه ويحتضنه... حتى الموت. نجا بذلك عشرات ممن كانوا يحتشدون، آخذاً بجسده أكثر الشظايا. شهد على ذلك عشرات من شهود العيان. الكهل المثقف، المقاوم العتيق، والد الأبناء السبعة، لم يكن ليُحب أن يُقتل، إن كان لا بد، إلا على يد «الإسرائيلي» الذي قاتله أيام الاحتلال. في ثمانينيات القرن الماضي، كان عضواً في منظمة العمل الشيوعي، ومن تلك «المنصّة الوطنية» قاتل العدو في بيروت ولحقه جنوباً. واجه «النزعة الانعزالية» لليمين اللبناني، في اقتحام شكّا، ونقل المناضل الطرابلسي الشهير خليل عكّاوي (أبو عربي) على كتفه مصاباً من أرض المعركة. هو ابن منطقة عكّار، لكنه عاش حياته في طرابلس، في جبل محسن تحديداً، قبل أن يكون الجبل منطقة لـ«الآخرين» في عيون بعض الطرابلسيين. كان من الذين لا يملّون من ترديد لازمة «فلسطين». في شبابه عمل مع «حركة فتح» الفلسطينية. لبس «الكوفية» طويلاً، وتدرّب في مخيم البداوي، لا يُفرّق بين سني أو شيعي أو مسيحي أو... علوي. كثيرة هي البيوت، والمشاريع العمرانية، في طرابلس وزغرتا والمحيط، التي جبلَ «باطونها». كانت هذه مهنته لاحقاً، متعهّد ورش، والتي ظل يعمل بها حتى الأمس القريب. من نكد الدهر أن تقضي عمرك مقاوماً، للإسرائيلي، ثم مربيّاً لأبنائك وأبناء منطقتك، على العداء لإسرائيل، ونابذاً للطائفية تنظيراً وفعلاً، ثم تموت بفعل تطاير جسد شاب من أبناء منطقتك... انتحاراً. في مرحلة لاحقة أصبح لـ«أبو علي» توجهات إيمانية. لكن بقي على انفتاحه، تجاه الجميع، من دون التنكّر لماضيه. أعجب كثيراً بتجربة حزب الله، من بعيد، ورغم «إيمانه» كان يوصي الجميع أن يصوّروا الحزب كـ«حركة تحرر وطني». يراه للجميع بلا استثناء. من مهازل الدنيا في حروب الزواريب، التي تفصل الناس مذهبياً، خصوصاً الذين ما كان لهم يوماً أن يكونوا مذهبيين، أن يُقتل فيها أشخاص مثل عيسى خضّور.
"الأخبار"العدد ٢٤٩٣ الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ -------------------------------------------------------------------------
لبنان وسوريا والعراق في «حقبتهم» الجديدة / زياد ماجد – ملحق "نوافذ"- 612015 تسارعت الأحداث المأساوية هذا العام في سوريا والعراق، وتداخلت الصراعات الداخلية الطاحنة فيهما بأُخرى إقليمية ودوليّة. واستمرّ لبنان من جهته في تأزّمه السياسي وصار استقراره مرتبطاً أكثر فأكثر بمؤدّيات التطوّرات السورية والعراقية ومسالكها. وليس فقدان المناعة اللبناني تجاه جارَيه القريب والبعيد نتاج هشاشة الإجماعات الوطنية فيه التي شهدنا لها سوابق ابتداءً من العام 1958 فحسب. بل ثمة أيضاً تراكمات ومعادلات أفضت الى الوضع الراهن بترابط صراعاته، يفيد التذكير بثلاثٍ من محطّاتها. عن المحطّات العراقية في «السياسة» السورية لبنانياً المحطّة الأولى هي تلك التي شهدت تأسيس حزب الله أوائل ثمانينات القرن الماضي، بما هو ثمرة تعاون إيراني سوري حاكى بعض المتغيّرات اللبنانية التالية لخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ولانطلاق الحرب العراقية على إيران. فتحالف طهران ودمشق منذ العام 1980 وُلد من حاجة الإيرانيين الى حليف عربي يمنع صدّام حسين من استخدام المعطى القومي في حربه معهم، ووُلد أيضاً من بحثهم عن جسر عبور إلى لبنان يُتيح تصدير ثورتهم إلى بيئته الشيعية بتماسها الجغرافي مع إسرائيل واحتلالها. وفي الضفّة المقابلة، كان حافظ الأسد يريد استنزاف خصمه العراقي في الحرب مع إيران والخلاص من أدواره إقليمياً، وكان يريد كذلك التحوّل وسيطاً بين إيران المعزولة والغربيّين والخليجيين، على نحو يمكّنه من امتلاك أوراق مقايضات، ليس أفضل من الساحة اللبنانية وحروبها حيّزاً لها. المحطّة الثانية هي التي شهدت التفويض الأميركي لحافظ الأسد بالوصاية على لبنان العام 1991، بعد انخراط الجيش السوري في التحالف العسكري الأميركي ضد العراق لطرد قوّاته من الكويت، وبعد قبول دمشق المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام ثم في المفاوضات مع إسرائيل. وقد أدّى الأمر الى إطلاق يد الأسد لبنانيّاً، وتأسيسه مرحلة الهيمنة السورية على القرار السياسي في بيروت وإدارة العلاقة بين أطراف المعادلة اللبنانية، وإشرافه بالتنسيق مع إيران على عمليّات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل في الجنوب المحتلّ بما يخدم التفاوض السوري مع تل أبيب ويؤمّن لنظامه قواعد اشتباك لا تكلّفه شيئاً، وتجعله فوق ذلك وسيط وقف إطلاق نار أو ضبط رقع العمليّات العسكرية بطلب أميركي يجدّد له دورياً وصايته اللبنانية. المحطة الثالثة هي محطّة انتهاء تفويض واشنطن للأسد (الإبن، هذه المرّة) في لبنان العام 2003، نتيجة الاجتياح الأميركي للعراق وإسقاط صدّام حسين وانتفاء الحاجة الى وظيفة الضبط الإقليمي التي كانت تضطلع بها دمشق بعد قرار بوش (الإبن) بتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، وبعد انهيار العملية التفاوضية واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وحصار ياسر عرفات. وقد تَرجم القرار الأممي 1559 الصادر في صيف العام 2004 إنهاء الوصاية المذكورة رسمياً، وهو جاء ترجمةً لمصالحة فرنسية أميركية تلت خلاف باريس وواشنطن حول غزو العراق. بهذا بدا أن عملية التفويض الأميركي لنظام الأسد بالوصاية على لبنان ثم إنهائها ارتبطت بلحظات عراقية شهدت كلّ مرّة تطوّرات جسام لم تنته كامل آثارها بعدُ. وفي سياقها، جرت عملية إغتيال الرئيس الحريري بعد اتّهامه بالتآمر على سوريا ودورها اللبناني، ثم قامت انتفاضة الاستقلال فتكثّفت الضغوط على نظام دمشق، واضُطر في نيسان العام 2005 الى سحب قوّاته من لبنان بعد 29 عاماً من اجتياحها له. لكن الخروج العسكري السوري لم يرافقه أو يليه طيّ صفحة أو تأسيس حقبة وِفق عقدٍ سياسي لبناني جديد. ولا انتفى بعد هذا الخروج تأثير الوضع العراقي في تطوّراته المتلاحقة على لبنان. فبين الهجوم المضاد الذي شنّه نظام دمشق بدعمٍ من حزب الله الذي اندفع نحو الداخل اللبناني للتحكّم به وإعادته الى توزيع المهام الذي كان قائماً أيام الأسد الأب، وبين تقدّم الدور الإيراني في المنطقة من البوّابة العراقية التي احتلّ حلفاء طهران أبرز مفاتيح السياسة والأمن فيها (بعد حلّ الأميركيين للدولة وإقرارهم سياسة اجتثاث «البعث»)، تصاعدت التوتّرات في لبنان وتواصلت الاغتيالات والتفجيرات الأمنية واتّخذت الصدامات السياسية أكثر فأكثر بُعداً مذهبياً شيعيّاً سنّياً انتقل أحياناً الى الشارع وفاقمته على نحو خطير سيطرة حزب الله عسكرياً على بيروت في 7 أيار 2008 ثم سيطرته أمنيّاً على العاصمة في كانون الثاني 2011 وإسقاطه الحكومة بالقوة (الخشنة أو الناعمة) في المرّتين. الثورة السورية وإيران و«الدولة الإسلامية» في آذار 2011 اندلعت الثورة السورية، ولم يكن صعباً تخيّل انخراط حزب الله في القتال ضدّها بعد تحوّلها في أيلول من العام نفسه الى كفاح مسلّح فرضته بربريّة قمع المتظاهرين وتعذيبهم واحتلال جيش الأسد ومخابراته للساحات العامة في المدن والبلدات الكبرى والمتوسّطة لمنع التجمّع فيها. وبالفعل، اشتبكت مجموعات للحزب كانت في الداخل السوري لحماية مواقع أمنية ومستودعات ذخيرة أكثر من مرّة مع عناصر من الجيش الحرّ، وتزايد الحديث عن أدوار لخبراء روس وآخرين في الحرس الثوري الإيراني يساعدهم كوادر من حزب الله في تدريب «الأمنيّين السوريّين»، الى أن أعلن الحزب انخراطه رسميّاً في المعارك في صيف العام 2012 خلال تشييعه عدداً من عناصره الذين سقطوا في محيط دمشق. وقد تلى الأمر إرساله ألوفاً من مقاتليه الى أكثر من جبهة لمعاونة جيش النظام حين بدا أن المعارضة أصبحت في مسار عسكري تصاعدي (بدعم سعودي وقطري وتركي) لم يقتصر على المناطق الطرفية في سوريا بل بدأ يهدّد سيطرة النظام على دمشق وحلب، وبينهما على حمص، عقدة الربط بين الساحل السوري والعاصمة. وتدرّجت مراحل الانخراط العسكري للحزب الشيعي اللبناني الى أن أصبح شديد الشراسة بعد آذار 2013 حين قاد معركة القصير والبلدات المحيطة بها. ترافق ذلك مع إيفاد طهران للألوف من المقاتلين الشيعة العراقيين (ثم الأفغان الهزارة) الى جبهات دمشق وريفها لمؤازرة قوّات النظام. وترافق ذلك أيضاً مع بدء وصول المئات (ثم الآلاف) من الجهاديّين السنّة الى الشمال والشرق السوريّين عبر الحدود التركية والعراقية وانضمامهم الى «جبهة النصرة» القليلة الوزن آنذك والمكتسبة بفضلهم ثقلاً ودوراً متعاظمَين. كلّ هذا قبل أن يُعلن أبو بكر البغدادي من الموصل في نيسان 2013 تأسيس «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) فيستقطب معظم أجانب «النصرة» ويسيطر تدريجياً على الرقة وريف حلب الشرقي، ثم على أجزاء من دير الزور مقاتلاً المعارضة السورية بفصائلها المختلفة وواضعاً إياها بين نارين: نار عناصره ونار النظام وحلفائه الشيعة. ورافقت تأسيس «داعش» عراقياً هجمات وتفجيرات واغتيالات استهدفت قادة عشائريّين سنّة عملوا في سنوات سابقة ضمن «الصحوات» التي قاتلت تنظيم «القاعدة» بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، سلَف البغدادي، ومؤسّس نهجه المبتعد تدريجياً عن نهج القاعدة (ممثّلةً بالظواهري). وشهد لبنان خلال تلك الفترة، واستمراراً حتى أوائل العام 2014 سلسلة تفجيرات استهدفت المدنيين في أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم في طرابلس، وشهد أيضاً إشتباكات متنقّلة بين عاصمتي الشمال والجنوب، على نحو أحيا المخاوف من تحوّله من جديد ساحة صراعات إقليمية بأدوات مذهبية داخلية. لكن الحدث الدراماتيكي الذي طغى على تطوّر الأوضاع السورية واللبنانية والتأثير الإيراني الكبير في مسارها أتى في حزيران 2014 من العراق، حيث انهار جيش حكومة بغداد أمام «داعش» في وسط البلاد كما في شمالها الغربي، وأعلن البغدادي «عودة الخلافة» وقيام الدولة الإسلامية على رقعة شملت مناطق واسعة من العراق وسوريا. وأدّى الأمر الى تغيير الكثير من المقاربات الإقليمية كما الدولية لأشكال التعاطي مع الصراع المشتعل في المنطقة. فقرّر الأميركيون، بعد طول انكفاء وتردّد، التدخّل العسكري الجوّي ضد «داعش»، واضطُرّت إيران للتخلّي عن حليفها العراقي المالكي والإتيان بشخصية أقل استفزازاً للأحزاب والتيارات العربية السنية والكردية في العراق، واصطفّت معظم دول المنطقة في «التحالف الدولي» ضد «داعش»، في حين ظلّت تركيا خارجه مشترطةً ربط ضرب «داعش» بضرب نظام الأسد، أو على الأقلّ بفرض منطقة سوريّة آمنة تحمي المعارضة من طيرانه وقصفه المدفعي. وأيّدتها فرنسا في موقفها، وحصرت مشاركتها في العمليات بالأراضي العراقية. بموازاة ذلك وربطاً به، تحسّنت العلاقة بين طهران وواشنطن، واستمرّت المفاوضات حول الشأن النووي وحول دور إيران الإقليمي، وغابت بضغط من إدارة أوباما تهديداتُ إسرائيل لإيران وردود الأخيرة عليها، فيما شهد الخليج العربي توتّرات بين عدد من دوله بسبب الأوضاع المصرية والعلاقة بتركيا وأشكال إدارة المواجهة مع إيران في العراق وسوريا. ويمكن القول هنا إن مسألةً في غاية الأهمية ظهرت في العامين الأخيرين، هي مسألة امّحاء الحدود ولَو مؤقّتاً بين العراق وسوريا ولبنان. فالهيمنة الإيرانية على البلدان الثلاثة إذ تعرّضت للتهديد في حلقتها السورية الوسيطة، تحوّلت الى فتح الحدود على نحو أدّى الى تنقّل الألوف من المسلّحين وعشرات الألوف من أطنان الأسلحة والعتاد نحو سوريا ذهاباً، ثم في حالات محدّدة - بعد تقدّم «داعش» في نينوى والموصل وصلاح الدين - إياباً نحو العراق. ولا يمكن أصلاً فهم صعود «داعش» دون الوقوف على ما سبّبته الهيمنة الإيرانية في العراق (والمنطقة) من ضيق سنّي ومن جاذبية استقطابٍ لكل جهة مستعدّة لمواجهة الأمر الواقع الجديد، بالإضافة طبعاً الى ما خلّفه تفاقم الأوضاع في سوريا واستقالة «المجتمع الدولي» من مسؤوليّاته تجاهها من فوضى وفراغ ملأته «داعش» في أكثر من منطقة. وساعدتها في مهامها العراقية والسورية موارد مالية وفّرتها شبكات إسلامية وتجارة نفط وتحصيل ضرائب من المواطنين الواقعين تحت سيطرتها ومن التجار في تبادلاتهم وتنقّل بضائعهم نحو دول الجوار (تركيا والأردن). والصعود الداعشي هذا أدّى بدوره الى تكريس امّحاء الحدود العراقية السورية من خلال إعلان دولة الخلافة على مساحة تشكّل حدود البلدين الموجودة ضمنها مجرّد ممرّ. وصرنا بالتالي أمام مشهد «شرق أوسطي» جديد، تعبر فيه «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» حدود ثلاث دول للدفاع عن سطوتها الإقليمية (وتملك في دولة رابعة، هي اليمن، حليفاً يتقدّم في وجه خصومه المحلّيين). وتقوم بمحاذاتها وبمواجهتها، ولو بإمكانيات وعلاقات أقلّ بكثير، «دولة الخلافة الإسلامية» العابرة حدود دولتين والمهدّدة حدود دولتين أُخريين، لبنان والأردن، في حين تعجز حتى اللحظة دول الجوار العربي ومعها تركيا - عن حسم الأمور أو التأثير السريع في اتجّاهات سيرها. لبنان حيث الدولة شبح وسط هذا التطاحن الإقليمي واحتمالاته المفتوحة على المزيد من الأهوال، يبدو لبنان مُقبلاً في ظلّ انقساماته وانخراط أحد مكوّناته بالحرب السورية (وفق أعذار وتبريرات بدأت بحماية شيعة لبنانيّين مقيمين في وادي العاصي، ومرّت بالحفاظ على المقدّسات الشيعية في السيدة زينب، ثم بالتصدّي للمؤامرة الإمبريالية-الصهيونية، قبل أن ترسو على ادّعاء قتال «داعش» والجهاديّين استباقياً خلف الحدود)، يبدو لبنان مقبلاً على مرحلة تصدّع جديدة. فعلى طول خط السلسلة الشرقية من البقاع الى الشمال، تهدّد مجموعات سورية تختلف ولاءاتُها حزبَ الله بالردّ داخل الأراضي اللبنانية على احتلاله لبلدات ومناطق سورية. وفي مواجهة ذلك، يستمرّ الحزب الشيعي باستعراض قوّته وتجاهل الدعوات الى انسحابه من مأزقه السوري، ويستمرّ الجيش اللبناني من جهته في ارتباكه الميداني نظراً لقدراته العسكرية واللوجستية المحدودة وللانقسام السياسي الحاد في البلاد الذي يزيد مهمّته صعوبة. يُضاف الى ذلك أن لبنان يُعاني منذ سنوات من مشكلة بنيوية في نظامه السياسي بلغت ذروتها هذا العام، مع تعذّر انتخاب رئيس جمهورية ومع تمديد المجلس النيابي لنفسه لعجزه عن اعتماد قانون انتخاب جديد، ومع أزمات حكومية متكرّرة. والفلسفة التوافقية التي يعتمدها البلد منذ دستور العام 1926 وتفاهمات الميثاق الوطني العام 1943 ثم تعديلات اتفاق الطائف العام 1989 تعرّضت لنكسات كبرى عشيّة الحرب الأهلية ثم خلالها وطيلة مرحلة الهيمنة السورية وصولاً الى يومنا هذا. فالتوافقية تتطلّب مرونة في الممارسة السياسية وقبولاً دائماً بتسوويّة كانت الحرب إيذاناً بصعوبة الاستمرار بها. كما أن النخب السياسية اللبنانية انتقلت خلال العقود الماضية من طور الاقطاعات المحدودة القدرة الاستقطابية الى «إقطاعات» قادرة على الاستقطاب الواسع وعلى احتكار التمثيل ضمن طوائفها لمواجهة بعضها. ويستتبع بالتالي كل صدام بينها أو كل انسحاب لواحدها من المؤسسات تعطيلاً للأخيرة وشللاً للنظام بأكمله. والتوافقية إذ صُمّمت في لبنان وفق مبدأ قسمة سُلطة مسيحية مسلمة تحوّلت منذ سنوات الى التعامل مع قسمة سنّية شيعيّة ينقسم المسيحيون (المُتراجعون ديموغرافياً) تجاهها بعد أن فقدوا دورهم القيادي خلال الحرب ثم خلال الحقبة السورية. وهذا يعني أن موقع رئاسة الجمهورية المركزي في الصيغة التوافقية الذي عُقد لهم صار موضع تجاذب سنّي شيعي لا يستطيعون فعل الكثير حياله. وليس أكثر دلالة على تراجع دورهم ضمن المعادلة الطائفية الرئاسية وضمن النظام التوافقي نفسه من اضطرارهم للقبول بتعديل الدستور دورياً منذ العام 1995 عند كل استحقاق رئاسي (تمديداً لرئيس أو سماحاً لقائد جيش بالترشّح). كلّ ذلك مع أمرٍ واقع أشدّ وطأة على التوافقية، هو ملكيّة ممثّل طائفة لبنانية، حزب الله، لفائض قوة تجسّده ترسانة أسلحته وحصرية امتلاكه لقرارات الحرب والسلم بالنيابة عن البلد بأكمله، وغالباً على عكس إرادة قسم كبير من مواطنيه. وهذا يمكّنه من قتال إسرائيل (دفاعاً عن لبنان أو عن إيران) من دون الرجوع الى أحد، ويمكّنه أيضاً من عبور الحدود اللبنانية السورية لقتال المعارضة دفاعاً عن نظام الأسد. ويمكّنه كذلك من إرسال مدرّبين عسكريّين الى العراق لدعم قوى مذهبية في وجه قوى أُخرى، من دون استشارة شركائه في السُلطة في بيروت رغم احتمالات تحمّلهم وإياه انعكاسات سياساته وردود خصومه عليها. ولا يبدو أن تصدّع التوافقية اللبنانية في طريقه الى الرأب أو حتى الى حصر الأضرار. ولا يبدو كذلك أن ثمة قدرة على الاستغناء عن التوافقية المأزومة إياها أو تخطّيها. ممّا يعني أن احتمالات المراوحة وسط الشغور الرئاسي ومفاعيل التمديد النيابي والعجز الحكومي مفتوحة، وأن لبنان دولة يصحّ تسميتها بـ»الدولة الشبحية» إذ لا يظهر فعلياً في أيٍّ من مناصبها الرسمية من يحكمها ويُديرها. وربما ما يقيها من التشظّي حتى الآن هو تقديم اللاعبين الإقليميّين والدوليّين للساحتين العراقية والسورية كساحتَي صراعٍ عليها من جهة، وقدرة مجتمعها نتيجة خبرته الطويلة في تسيير بعض شؤونه وتدبّر اقتصاده من جهة ثانية. على سبيل الخلاصة لبنان والمشرق بأسره يدخلان إذاً مرحلةً غامضة المآلات. قد يكون العنف المعمّم أكثر ما في معالمها وضوحاً الآن، ولا يضاهيه في الوضوح هذا سوى التهجير والتبدّلات الديموغرافية التي - وإن كانت ظرفية - إلا أنها لن تنتهي من دون آثار وأضرار. فأن يتهجّر داخلياً أكثر من ثلاثة ملايين عراقيّ مقلّصين بانتقالهم القسري من منطقة الى أُخرى رقعة «التعايش» المذهبي والقومي في العراق، وأن يتهجّر داخلياً أو ينزح نحو الخارج قرابة العشرة ملايين سوري، أي أكثر من أربعين في المئة من سكان سوريا، وأن يُصبح ثلث القاطنين في لبنان تقريباً من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين يعيش جلّهم في ظروف صعبة، وأن يتحوّل «مخيم الزعتري» في الأردن الى واحد من أكبر «المدن» في المملكة (قد يصبح قريباً المدينة الثانية بعد العاصمة عمّان)، فالأمر فيه من التمزّق السياسي والاجتماعي-السياسي في المنطقة الكثير. لا يعني هذا بالضرورة أننا أمام نهاية مشرقِ ما بعد السلطنة العثمانية و»سايكس بيكو». ولا يعني كذلك أن ثمة إرادات دولية تريد التقسيم أو إعادة تشكيل الخرائط، وليس لهكذا إرادات القدرة أصلاً على فرض كلّ ما تريد في المرحلة الراهنة وما فيها من فاعلين وأحلافٍ وتناقضات. لكن المنطقة هي اليوم، في آخر العام 2014، أمام لحظة تأسيسية جديدة، تماماً كما كانت حقبة 1915 1920. قد تؤدّي اللحظة هذه الى تبدّلات كبرى، وقد تبقى تعديلاتها في المقابل داخل كل بلد بعد إعادة تشكيل السلطات فيه وتعديل موازين قواها. وهي في أي حال، وبمعزل عن نتائجها، لن تُرسم هذه المرّة في لندن وباريس، ولا في واشنطن وموسكو. ستُرسم على الأرجح في المدن المذكورة مجتمعة كما في طهران والرياض وأنقرة والدوحة وبغداد ودمشق وبيروت وعمّان والقدس. وستُرسم أيضاً في جبهات القتال ومخيّمات اللاجئين. أي أنها إن لم تحمل في مآلاتها حدّاً أدنى من العدالة وضمانات الاستقرار، فلا شيء سيحول دون انفجارها من جديد ودون إعادة طرحها لمسائل عاشت المنطقة على تأجيلها منذ زمن بعيد. عن ملحق نوافذ
حتى نلتقي ..... فضاء الرأي الآخر : إما كراكوزي .. وإلا فالمقص..!؟ * الشيخ *
- بوس إيدك أبو جاسم اتركني بحالي .. - شبك أبو طافش مانك عالحشيشة ؟ - ما بعرف ..! .... ولك سعد الله ونوس يرحم التراب اللي غيبك ، إنت وأمل دنقل ، لأنكن مابدكن تعيشوا بهالزمن ، وما بدكن تتقوقعوا على حالكن.. - فهمني أبو طافش ، والله كالأطرش بالزفة..! - ما في شي أبو جاسم ، ما بدي وجع راسك .. المهم خلينا بجمعتنا ونسولف بالجغرافيا ، وإذا مابدك، بالتاريخ ، أو بالمريخ ، كلشي إلا بالسياسة . - متل مابدك ، ولو ما فهمان شي . - ليك بيقول " أبو ريشة " إذا بدك تعرف شو بيحصل بسوريا لازم تعرف شو بيحصل بكوكب الزهرة أو بكوالامبور ، بتعرف وين بيوقعوا..!!؟ ........... !!!!؟
.......................
تجمع اليسار الماركسي " تيم "
تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007. يضم (تيم) في عضويته: 1- حزب العمل الشيوعي في سوريا . 2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي . 3- الحزب اليساري الكردي في سوريا . 4- هيئة الشيوعيين السوريين . الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن: htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715
للاطلاع على صفحة الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي على الفيسبوك على الرابط التالي: https://www.facebook.com/pages/الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي/1509678585952833
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق اليسار - العدد 67
-
طريق اليسار - العدد 66
-
طريق اليسار - العدد 65
-
طريق اليسار - العدد 64 أيلول / سبتمبر 2014
-
طريق اليسار - العدد 63
-
طريق اليسار - العدد 62 تموز / يوليو 2014
-
طريق اليسار - العدد 61
-
طريق اليسار - العدد 60 أيار / مايو 2014
-
بيان توضيحي من الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي
-
من أجل اللقاء التشاوري للمعارضة السورية في القاهرة
-
تقرير سياسي لدورة المجلس المركزي المنعقدة بتاريخ14-1532014
-
طريق اليسار - العدد 59 نيسان / أبريل 2014
-
طريق اليسار - العدد 58
-
طريق اليسار -العدد 57
-
طريق اليسار - العدد 56 كانون ثاني / يناير 2014
-
طريق اليسار - العدد 55
-
طريق اليسار - العدد 54
-
طريق اليسار - العدد 53
-
طريق اليسار - العدد 52
-
طريق اليسار -العدد 51
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|