كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من جميل ما قالت العرب ، قول الأفوه الأودي :
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا على عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ، يوما فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
****
وأظن أن هذا المثل يصدق غاية الصدق في يوم العراق هذا وفي ظل بعض أهل الحكم عندنا ، أو من هم ورائهم يحركونهم من خلف حجاب .
وإني والله لأحبهم رغم هذا وأشفق عليهم رغم هذا وأقول هذه هي تركة صدام فيهم وفينا ومن الجرم أن ننتظر أكثر مما ينبغي أن ينتظر ، وحين أسمع أو أرى أو أشهد فعلا ولو صغيرا لا أشم منه رائحة طائفية ، أقول الحمد لله فالعراق لا زال بخير .
وحين تُطبق قواتهم على قرية أو ناحية ويخرجون لنا من حثالات الإرهابيين والبعثيين العشرات ، أهتف بصوت مجلجل ، حياكم الله وبوركتم أيها الأشاوس .
لكن حين توالت هواتف الأهل والأصدقاء من العراق، شاكية باكية من بلاء الإسلام الجديد الذي هبط على البلد فجأة ، بتفاصيل مرعبة مخجلة :
فساد ورشاوي وملاحقة في الشوارع إثر حجابٍ غير متقن اللف أو ذقن حليق أو رصاصات طائشة تصدم الأبواب والشبابيك في حملات تدجين جديدة للناس لإعادة برمجتهم مجددا على أساس الإسلام كبديل عن البعث ( برنامج التدجين السابق ) .
أجدني حائرا بم أرد وماذا أقول :
- وماذا يقول الأنجليز الأحبة الحلفاء ؟
- لا يقولون شيئا ولا يتدخلون .
رباه ... لمن المشتكى .... إذا كان القاضي هو ذاته الجاني ....
وتوالت الأخبار وجدّ في الآفاق جديد كثير ... !
السيستاني الحكيم يرفع عباءته عن رؤوس الجهالة ويتواصل مع علاوي في لندن .. الباججي والسنة كافة والرائع أياد جمال الدين ( الذي أشك في أن له بعد رحيل الخوئي مجيد ، نضير في كل دول الإسلام من أقصاها إلى أقصاها ) وعشرات بل مئات من رجال العشائر العراقية ، ومسيحيين وصابئة وكرد وتركمان وعرب ، يلتفون حول علاوي .
في الآونة الأخيرة ... صار ردي على الشاكين الباكين المحذرين من العودة إلى البيت والوطن ، صار ينطلق بغير ما حسرة ، بل مرفقا بإبتسامة يداعب صداها آذانهم الحالمة :
إنتظروا علاوي فهو قادم نهاية العام ... !
... حقيقة لا مناص من علاوي ، وحين أقول علاوي فلا أعني الرجل شخصه حسب ، بل الرجل البرنامج ، الرجل العقلانية والعلمانية والليبرالية ، الرجل الوضوح والصراحة والفهم العميق لخارطة التنوع العراقي ... الرجل الخبرة السياسية والإدارية ... الرجل القوة ... الرجل الإنتماء العربي والعراقي .
علاوي ... يمكن أن يجمع كل العراقيين معه وخلفه ، علاوي لن يعيد تصنيف العراقيين على أساس الطوائف ، وطوائف الطوائف ... لا ... لن يفعل هذا ، ولم يفعله حين كان في الحكم ولهذا كان الإرهاب أقل ، رغم نجاحه في تصفية أشد فتنتين في العراق ، وهما فتنة جيش المهدي في النجف وفتنة الفلوجة .
وكان الوحيد الذي نال بإسمه وحده قرابة الأربعين مقعد في البرلمان .
لا أشك في أن العهد القادم والسنوات الخمس القادمة ستكون لعلاوي ، ولعراق نظيف آمن جميل مرتبط بمحيطه العربي والعالمي بعقلانية ونضوج وعلى أساس المصلحة العراقية الوطنية حسب .
فلننتظر علاوي في نهاية العام ، فإنه لا شك سيأتي في الموعد .
___________________________________________________
أوسلو في الحادي عشر من أيلول 2005
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟